أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير ابراهيم تايه - -طوق الحمامة- لابن حزم ... الحب بمبضع الأدب















المزيد.....

-طوق الحمامة- لابن حزم ... الحب بمبضع الأدب


منير ابراهيم تايه

الحوار المتمدن-العدد: 5101 - 2016 / 3 / 12 - 12:11
المحور: الادب والفن
    


هو الإمام أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي فقيه وشاعر واديب يعد من أكبر علماء الإسلام، وصفه البعض بالفيلسوف. ووصفه ابن القيم الجوزيه، بمنجنيق العرب. وكانت الناس تضرب المثل في لسان ابن حزم، فقيل : "سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقان". كان ابن حزم شديدا في نقده العلماء، وهذه الحدة أورثت نفورا في قلوب الناس فكثر أعداؤه في الأندلس، وفرض عليه ألاّ يغادر بلدة أجداده، وتعرض في أواخر أيامه للكثير من العنت والأضرار، حتى أنه فر إلى إحدى القرى الى ان توفي بها وحيدا، اشتهر عند العامة والأدباء، بكتابه "طوق الحمامة"، والذي يمثل صنفا ابداعيا فريدا حيث يشرح الحب بمبضع الأدب.
ويحوز كتاب "طوق الحمامة" منزلة رفيعة لدى الباحثين في الادب. وكيف لا يصبح هكذا وهو دراسة في الحب، والتعرف على أبعاده الإنسانية، وقدرته على سبر طبائع البشر وأغوارها؟! حيث ان مؤلفه صاحب آراء فقهية، مجتهد.
يعتبر كتاب "طوق الحمامة في الألفة والآلاف"، لابن حزم رحلة فلسفية وجولة فى الحب و العاطفة و المشاعر ثرية بالقصص و الحكايات والاشعار عن الحب و المحبين، عنوانه غريب .. وفصوله أغرب.. فهو من أظرف وأهم الكتب في الأدب، وان اعتبره البعض انه سيرة الكاتب الذاتية. لكن التناول الأدبي والتحليل الفكري لفكرة "الحب" في الكتاب، يجعلانه اقرب الأدب أكثر من كتب السيرة الذاتية. فقد تحدث ابن حزم في هذا الكتاب عن فكرة "الحب" بمفهومها الفلسفي، وانطباعات الواقع، مع البعد التاريخي والتوثيقي، فهو يؤصل لمفهوم الحب في القلب ..و يعرفك بهذا العالم الكبير الذي تحدث فيه الكثير ..و يشرح لك أسبابه ويعلمك كيف أن القلب ليس بملك لك لكن لابد أن تحافظ عليه... فكلما قرأت هذا الكتاب أدركت أنه سبق زمانه بكثير.. انه كتاب جاء لكل الأزمنة.. كتاب يستحق أكثر من قراءة..لأنه يعلمنا أن الحب الحقيقي هو طوق في عنق حمامة.. رمز الدوام والثبات، لا يفارقها إلا بالموت.. انه من أكثر الكتب التي تثير الاعجاب والجدل في نفس الوقت، وما يدعي للجدل أن صاحبه رجل سياسة وقانون وفقه، كما انه عالم دين وفقيه، وصاحب مذهب.. ويعتبر من فقهاء الأندلس المتشددين في الدفاع عن الدين.
وصف هذا الكتاب بأنه أدق ما كتب العرب في دراسة الحب ومظاهره وأسبابه ما جعله يترجم إلى الكثير من اللغات العالمية. فهو بمثابة اعترافات حول الحب، وتفسير الظواهر النفسية التي ترافقه، من خلال أخبار وأشعار وقصص المحبين على قاعدة تعتمد على شيء من التحليل النفسي من خلال الملاحظة والتجربة، وهو ما يُعتبر سبقا في حد ذاته.. !
قدم لنا "ابن حزم " مفهوم الحب، وبوبه معتبرا إياه محورا للأخلاق الشخصية والاجتماعية في كل عصر، وعليه المعول في إصلاح النفوس، وعالج هذه العاطفة من منظور إنساني، فهو في كتابه لا يدعو إلى الحب المجرم ولا إلى الزنا، فهو يربط بين الحب والشرع، وبين التوازن الذاتي والتوافق الاجتماعي، لتكتسب التجربة الشخصية بُعدا أخلاقيا...

يبدأ بتعريف الحب حيث يقول: "الحب أوله هزل وآخره جد، دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تدرك حقيقتها إلا بمعاناة. وليس بمنكر في الأديان، ولا بمحظور في الشريعة، إذ القلوب بيد الله عز وجل".
يحصر ابن حزم " أنواع الحب " في: "المتحابين في الله، محبة القرابة، محبة الألفة، في الاشتراك في المطالب، محبة التصاحب والمعرفة، محبة البر، محبة الطمع في جاه المحبوب، محبة المتحابين لسر يجمعهما ويلزم عليهما ستره، محبة بلوغ اللذة وقضاء الوطر (الشهوة الجسدية)- محبة العشق التي هي اتصال النفوس. ويشير ابن حزم الى ان كل هذه الأنواع ناقصة ومنتهية بانقضاء أسبابها، إلا محبة العشق فهي لا تنقضي إلا بموت صاحبها
وعن "علامات الحب"، فيقول :" إدمان النظر إلى المحبوب، الانذهال عند رؤيته فجأة، اضطراب المحب لدى ورود ذكر المحبوب، الإقبال للاستماع إليه، تصديقه حتى ولو كذب، دعم أقواله حتى ولو جار، عدم الرغبة في مغادرة المكان المتواجد فيه. أما إذا تمكن الحب يصبح الحديث همساً، مع الانبساط الزائد، وكثرة الغمز، وتعمد ملامسة المحبوب، والاتكاء عليه، وشرب فضلة ما أبقى من إناء شراب
ثم يورد ابن حزم الكثير من قصص حب الخلفاء المهديين والأئمة الراشدين وحكام الأندلس وكذلك قصص عن بعض العلماء الصالحين والفقهاء.
ويتحدث ابن حزم في كتابه عن جملة تعاريف ودراسات توضيحية، عن الحب واحواله وشؤونه، في ابواب الكتاب، فيطلعنا على سمات وتعاريف عديدة، للمحبين وللحب. وبذا يجد في شأن .. من أحب من نظرة واحدة: ".. وهو عشق إنسان لا تعرف من هو أو من أين أتى، ووقوعه دليل على قلة الصبر، وهو كحال الأشياء التي تأتي بسرعة وتنتهي بسرعة. ويستفيض بشأن: من لا يحب إلا مع المطاولة: "المطاولة، هي كثرة اللقاءات وتنامي الشعور بالحب، فما دخل عسيرا إلى القلب، لا يخرج منه بشكل يسير، فيبقى الحب في القلب". ويقول حول "من أحب في النوم": "وهذا الباب هو من أبعد أسباب الحب، إذ يحلم المحب بمحبوبة ويذهب قلبه به ويعتريه الهم، ويشغل نفسه بوهم نتيجة تعلقه بشخص غير موجود وكذلك "من أحب صفة": "يقع المحبون في حب أناس يتميزون بصفة معينة، حتى ولو كانت غير مقبولة، كقصر القامة وقصر الرقبة وما إلى ذلك". ويحدد توصيفاً لـ" من أحب بالوصف": "وهو من أغرب الأبواب في أصول الحب، إذ يقع المحب في حب محبوبة فقط على الوصف أو لصفة ما يتمتع بها أو لسماع صوته، فيبدأ الهم والوجد، فيكون المحب كمن بنى بناء بغير أساس، والنساء أثبت من الرجال في هذا النوع من الحب وعن "المراسلة" يقول: "تنوب الرسائل عن المحب في سرد ما يشعر به تجاه المحبوب، كما تنوب عن رؤيته.
قسّم ابن حزم الكتاب إلى ثلاثين بابا، عشرة منها في أصول الحب، واثنا عشر في أعراض الحب وصفاته المحمودة والمذمومة، وستة في الآفات الداخلة على الحب، وباب في قبح المعصية، والباب الأخير في فضل التعفف.
الكلام في ماهية الحب:
يقول ابن حزم: إن الحب أوله هزل وآخره جد، ولا تدرك حقيقته إلا بالمعاناة، وهو ليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة، وأن الحب اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة، فالنفوس المتماثلة تتصل وتتوائم، أما النفوس المتنافرة فتتباعد. والمحبة برأي ابن حزم متعددة: فمنها محبة القرابة ومحبة الألفة ومحبة المصاحبة ومحبة البر ومحبة الطمع في جاه المحبوب ومحبة المتحابين لسر يجتمعان عليه لستره ومحبة بلوغ اللذة ومحبة العشق وأفضلها محبة المتحابين في الله.
وكل ضروب المحبة تنقضي بانقضاء عللها، إلا محبة العشق الصحيح المتمكن من النفس، فهي لا فناء لها بالموت.
والإنسان بطبعه يقع في حب الصورة الحسنة للوهلة الأولى، وإذا لم يتجاوز هذا الحب الصورة الحسنة سمي بالشهوة، وشبه الحب بالداء، والدواء منه على قدر المعاملة لا يود المصاب به الشفاء

باب علامات الحب:
هناك علامات تظهر قبل استعار الحب، حيث يمكن للإنسان الفطن ملاحظتها، منها إدمان النظر إلى المحبوب وملاحقته أينما حل، والانذهال عند رؤيته فجأة، واضطراب المحب لدى ورود ذكر المحبوب والإقبال بالحديث عبر الاستماع إليه، وتصديقه حتى ولو كذب، ودعم أقواله حتى ولو جار على الآخرين، ومحاولة لمسه، وعدم الرغبة في مغادرة المكان المتواجد فيه، وقد قال ابن حزم واصفاً هذه الحالة:

وإذا قمت عنك لم أمش إلا مشي عان تقاد نحو الفناء
في مجيء إليك أحتث كالبدر إذا كان قاطعاً للسماء
وقيامي إن قمت كالأنجم العالية الثابتات في الإبطاء

أما إذا تمكن الحب من الإنسان فعندها ترى الحديث همسا، والإعراض جهارا عن كل الناس عدا المحبوب ومن علاماته الانبساط الزائد، وكثرة الغمز، وتعمد ملامسة المحبوب، والاتكاء عليه، وشرب فضلة ما أبقى من إناء شرابه.

وهناك أيضا علامات متضادة، فالأضداد أنداد، فنجد أن الفرح الزائد قاتل، والضحك الكثير يسيل الدمع، ومن أعراضه استدعاء اسم المحبوب وحب الوحدة والأنس بالانفراد، والسهر، وقد وصف الشعراء هؤلاء المحبين برعاة النجوم. ويقلق المحبون عند توقع لقاء المحبوب، ويحول دون ذلك حائل، وعند العتاب، فإما أن ينال المحبوب العفو، وإما أن يصير القلق والحزن، ومن أعراضه احمرار الوجه، والجزع والتأوه والبكاء.

باب من أحب في النوم:
وهذا الباب هو من أبعد أسباب الحب، إذ يحلم المحب بمحبوبه ويذهب قلبه به ويعتريه الهم، ويشغل نفسه بوهم نتيجة تعلقه بشخص غير موجود.

باب من أحب بالوصف:
وهو من أغرب الأبواب في أصول الحب، إذ يقع المحب في حب محبوبه فقط على الوصف أو لصفة ما يتمتع بها أو لسماع صوته، فيبدأ الهم والوجد، فيكون المحب كمن بنى بناء بغير أساس، إذ أن المحب يقوم بتخيل صورة معينة لمحبوبه، فإذا توافقت الصورة مع مخيلة المحب يثبت الحب، وإن حصل العكس انتهى ذلك الوهم. والنساء بحسب ابن حزم أثبت من الرجال في هذا النوع من الحب، وذلك لتمكن هذه العاطفة منهن. وقد وصف ابن حزم هذه الحالة قائلاً:

ويا من لازمني في حب من لم يره طرفي
لقد أفرطت في وصفك لي في الحب بالضعف
فقل: هل تُعرف الجنة يوما بسوى الوصف

باب من أحب من نظرة واحدة:
وهو عشق إنسان لا تعرف من هو أو من أين أتى، ووقوعه دليل على قلة الصبر نظرا لسرعة الإحساس به، وهو كحال الأشياء التي تأتي بسرعة وتنتهي بسرعة.

باب من لا يحب إلا مع المطاولة:
والمقصود هنا في المطاولة، هو كثرة اللقاءات والمشاهدات وتنامي الشعور بالحب، فما دخل عسيرا إلى القلب لا يخرج منه بشكل يسير، فيبقى الحب في القلب كلما طال زمن ملاصقة المحبوب للمحب، وهو تأكيد على تلاقي النفوس المقسومة، ولأنه تجاوز الاستحسان الجسدي أي الشهوة، فيسمى في هذه الحالة بالعشق. من هنا يخطئ البعض بالاعتقاد أنه يمكن للمحب أن يجمع بين شخصين مغايرين، فهذا ابن حزم يدخل تحت مفهوم الشهوة، إذ لا يمكن للمحب أن يحب أكثر من شخص يلهيه عن دينه ودنياه، فكيف إذا للمحب الالتهاء بحب ثان.

باب من أحب صفة:
يقع المحبون هنا في حب أناس يتميزون بصفة معينة، حتى ولو كانت غير مقبولة، كصفة من صفات الحسن كقصر القامة وقصر الرقبة وما إلى ذلك. ويبقى هؤلاء المحبون على حالهم حتى مفارقتهم الدنيا.

باب التعريض بالقول:
ويعمد المحبون هنا إلى كشف أحاسيسهم من خلال إنشاد الشعر، مثلاً، أو تسليط اللسان، ويستخدمون هذه الوسيلة طلباً للوصل ولكشف مكنونات قلوبهم تجاه المحبوب.

باب الإشارة بالعين:
ويأتي هذا الباب عادة عقب باب التعريض بالقول. وللإشارة معان متعددة كالوعيد والتهديد والنهي والأمر والضحك والحزن والسؤال والإيجاب والعطاء.

باب المراسلة:
تنوب الرسائل عن المحب في سرد ما يشعر به تجاه المحبوب، كما تنوب عن رؤيته، ويقول ابن حزم إن هذه الرسائل يجب أن تكون مميزة الورق لأنها تعبر عن لسان المحب، وكثيراً ما تمتزج حروف هذه الرسائل بدموع المحب أو ريقه أو دمائه.

باب السفير:
باب السفير أو باب رسول الحب والذي يحب أن يكون لبيبا يفهم الإشارة، وأمينا أمانة مطلقة، كونه يحمل سر المحبين الذي إذا ما فضح تم القضاء عليهما. ويختار المحبون عادة شخصا بسيطا أو عجوزاً لا يشك بها، أو ذا صفة تمكنه من التقرب من المحبوب كالطبيب أو المعلم أو القريب قرابة عائلية.

باب طي السر:
يعد باب طي السر أو الكتمان من أحد صفات الحب، وفيه يتظاهر المحب بالصبر ويكبت نار الحب المتأججة في ضلوعه، ولا تظهر عواطفه إلا من خلال نظراته. قد ينجح المحب في البدء في إخفاء مشاعره، أما حين تستفحل هذه المشاعر يصبح من المستحيل النجاح في ذلك.

باب الإذاعة:
هناك ثلاثة أنواع من أبواب إذاعة الحب، أولها: محاولة المحب التشبه بالمحبين، ورغبته في أن يُحسب عليهم، وهذه عاطفة مزيفة، وثانيها: فتكون هنا إذاعة الحب لغلبة المشاعر على المحب بحيث لا يتورع عن المجاهرة بها متغلبا بذلك على حيائه. وثالثها: في حال رأى المحب غدرا أو مللا أو كراهية من محبوبه، فيعمد إلى إذاعة حبه له وذلك انتقاما منه، وهذا وجه مرفوض للحب وفعل ساقط.

باب الطاعة:
وباب الطاعة هو من عجيب ما يقع في الحب، حيث يطيع المحب محبوبه ويغير الكثير من طباعه لتتماشى مع طبائع المحبوب، لنرى مثلاً شرس الطباع وصعب الشكيمة بعد أن تنسم عبير الحب قد تحول إلى شخص سهل المراس ويستسلم استسلاماً كاملاً للمحبوب.

باب المخالفة:
وقد يركب المحب رأسه ويتعمد الحصول على شهوته ومسرته من محبوبه، شاء هذا الأخير أم لم يشأ، فيذهب غمه ويبلغ مراده، وهذا مرذول في الحب.

باب العاذل:
ويعتبر هذا الباب من آفات الحب، والعذال نوعان، فأولهما صديق، رقيق بالمحبين، يعرف متى ينهي، وثانيهما عاذل زاجر، لا يكف عن الملامة وهذا صعب الاحتمال.

باب المساعد من الإخوان:
وهنا يأمل المحب في العثور على صديق مخلص، وفي، كتوم، لطيف، أنيس، طيب الأخلاق وإلى ما ذلك من صفات حميدة ليصبح أنيساً له ولتنجلي الأحزان بوجوده. وبحسب ابن حزم، فالنساء أقدر من الرجال في المحافظة على أسرار المحبين وخاصة العجائز منهن.

باب الرقيب:
والرقيب من آفات الحب وأمراضه. ويقسم الرقباء إلى رقيب غير متعمد، تصادف وجوده في مكان اجتماع المحبوبين، فكان شاهداً على حبهما، ورقيب أحس بأمرهما، وأراد تبين ذلك، فعمد إلى مراقبتهما وإحصاء أنفاسهما. ورقيب على المحبوب الذي ما يلبث أن يتحول إلى رقيب له وليس عليه بعد استرضاء المحبوب له. والطريف في هذا الباب أن يكون المحب والرقيب على مذهب واحد في حب المحبوب فيتحول كل منهما إلى رقيب على صاحبه
باب الواشي:
والواشي هو أحد شخصين واحد يرغب في الفصل بين المحبين كان يهمس في أذن المحبوب واشيا على المحب، أو هو واشٍ ليفصل بين المحبين، لينفرد بعدها بذلك المحبوب وليستأثر به.

باب الوصل:
باب الوصل هو وجه من وجوه العشق وأعلى درجة منه. وإن وصل المحبان إليه وصلا إلى الصفاء والسلام الكامل حيث تكتمل فيه الآمال والأماني.

باب الهجر:
من آفات الحب وهو على أنواع: هجر يفرضه وجود رقيب على المحبين إبعادا للظنون، وهجر بغرض التذلل بهدف امتحان حب كل من الطرفين، وهجر لذنب ارتكبه المحب وهو موجع، لكن فرحة اللقاء ثانية لا تعدلها لحظة أخرى في الحياة، وهجر لملل أحد الطرفين من الآخر، وهجر المحب لمحبوبه لدى إحساسه بجفائه أو ميله إلى شخص آخر، وأخيرا هجر القلب وهو يذهب بالعقول وليس له دواء شاف

باب الوفاء:
وهو من أهم الفضائل في الحب، وهو دلالة على طيب الأصل. وأولى مراتبه وفاء المحبين أحدهما للآخر، وهذا حق وواجب وثاني المراتب الوفاء لمن غدر، وهذا عادة ما يقوم به المحب وهو غير ملزم للمحبوب، وثالث هذه المراتب الوفاء حتى بعد قضاء أحد المحبين والعزوف عن الحياة والزهد فيها.

باب الغدر:
ويعتبر من الأعمال المذمومة.

باب البين:
سمع أحد الحكماء شخصا يصف البين "الموت" قائلا: الفراق أخو الموت، فرد الحكيم، بل قل إن الموت أخو الفراق.
وقد يكون الفراق لفترة زمنية محددة تشجي القلب وتؤلم صاحبها ولا يبرأ منها الإنسان إلا باللقاء، وقد يكون المحب والمحبوب في نفس الدار ولا يسمح لهما باللقاء مما يبعث على الحزن والأسى. وهناك فراق متعمد من قبل المحب خوفاً من أن يدري أحد ما بهذا الحب فيجبر الطرفان على الابتعاد.
وأخيرا بين الموت، وهو أصعبها لما يصيب المحبين من حزن وألم لا يمحوه أحيانا إلا موت صاحبه.

باب القنوع:
وهنا لا بد للمحب بأن يرضى بحرمانه الوصل والاكتفاء بالقليل من المحبوب كالزيارة أو المخاطبة أو الاحتفاظ بشيء من أثر المحبوب وما إلى ذلك.

باب الضنى:
فبعد حالات الهجر أو الموت، يصاب المحبان بالمرض والنحول والسقم، وفي هذه الحالة الوحيد الذي يمكنه المساعدة هو الطبيب.

باب السلو:
والسلو هنا أو النسيان إما يأتي طبيعيا وكأن الشخص لم يحب أو لم يفقد حبيبه، فيوصف الشخص بأنه من ذوي الأخلاق المذمومة، وإما سلو قسري أو تطبعي، يرغم فيه الإنسان على التذرع بالصبر وإخفاء ما يعتري قلبه من حزن.

باب الموت:
تقول الأمثال: "من عشق فعف فمات فهو شهيد" إذ عندما يعظم الحب إلى درجة كبيرة ويحصل الفراق ينحل صاحبه ويضعف إلى أن يموت.

باب قبح المعصية:
وهنا يغلب لشخص شهواته على عقله. ويحسب ابن حزم فالإنسان يتمتع بطبيعتين: الأولى خبرة تغلب العقل على الشهوة، والثانية شريرة تغلب الشهوات على العقل، ويربط بين هاتين الطبيعتين الروح.

باب فضل التعفف:
يمنع التعفف الإنسان عن ارتكاب المعاصي، ويغلب العقل على الشهوة.

انتهى ابن حزم الأندلسي عند هذا الحد، مقدما لنا كتابا في الحديث عن الحب، ومن يقرأ الكتاب يرى أن ابن حزم كتبه وهو في سن النضج وبعد أن تخطى مرحلة الشباب ونزع إلى الكهولة ففي هذا الكتاب يحلل العواطف من حب وبغض من الجانب النفسي ليبين بأدلة بأدلة واقعية مضار الإختلاط بين الرجال والنساء وبين الشبان والفتيات وأثر ذلك على كلا الفريقين فهو كفقيه متدين ملتزم بالشريعة إنما يعالج الحب من هذه الناحية فهو يدعو إلى الحجاب وفصل الرجال عن النساء
والعمل على سد الذرائع التي من شأنها أن توجد الإختلاط بين الرجال والنساء او ااختلائهما ببعض ويتضح هذا في قوله "فمن ذا الذي يصف نفسه بملكها، ويتعاطى ضبطها" ويستدل على ذلك بقول الرسول عليه الصلاة والسلام "باعدوا بين انفاس الرجال والنساء" ثم يؤكد ذلك بما يعرفه من طبيعة المرأة فيقول: وشيء اصفه لك تراه عيانا وهو اني ما رأيت امرأة قط في مكان تحس ان رجلا يراها او يسمع صوتها الا واحدثت حركة فاضلة كانت عنها بمعزل واتت بكلام زائد كانت عنه في غنى والرجال كذلك اذا احسوا بالنساء قاموا باظهار الزينة وترتيب المشي وايقاع المزح عند خطور المرأة بالرجل واجتياز الرجل بالمرأة فهذا اشهر من الشمس في كل مكان. وفي النهاية يؤكد لنا ابن حزم وجهة نظره في تأليف الكتاب فيقول: وانا اعلم انه سينكر علي بعض المتعصبين تأليفي لمثل هذا ويقول: أنه خالف طريقته ، وتجافى عن وجهته ولا أحل لأحد أن يظن بي غير ما قصدته....



#منير_ابراهيم_تايه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخط العربي .. فن يتحدى الزمن
- الناس كما هم / قصص قصيرة
- قصص قصيرة بجدم راحة اليد 5
- 1984 لجورج اورويل.. مقاومة الديكتاتورية بالادب
- حجي جابر في رواية -سمراويت-.. وازمة البحث عن هوية
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد 4
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد 3
- للخيال جماله ولذته وسحره -رسالة التوابع والزوابع- لابن شهيد
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد (2)
- قصص قصيرة بحجم راحة اليد
- فرنسا تنعى انسانيتها
- انا وظلي
- انا وظلي/ اقاصيص صغيرة
- ماسح الاحذية/ وقصص اخرى قصيرة
- اسرائيل التي تخاف
- الصدفة والضرورة/ قصص قصيرة
- شاي بالنعناع/ قصص قصيرة
- حياة اخرى وقصص اخرى قصيرة
- محطات في فكر مالك بن نبي
- الكواكبي.. ومئة عام من الديكتاتورية


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير ابراهيم تايه - -طوق الحمامة- لابن حزم ... الحب بمبضع الأدب