أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف أحمد إسماعيل - المعارضة السلمية (3)














المزيد.....

المعارضة السلمية (3)


يوسف أحمد إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5100 - 2016 / 3 / 11 - 20:26
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لقد أنعشت المظاهرات السلمية ـ التي خرجت في أكثر من 120نقطة ، وفق تعبير الإعلام ، مؤخراً، مع بداية دخول الأزمة السورية عامها السادس ـ نفوس التواقين للحراك السلمي المدني ، بمن فيهم من هلل سابقا لدخول الكتائب المسلحة الإسلامية السلفية هذه البلدة أو تلك ، إشارة غير مباشرة منهم إلى صفاء السريرة ، وأن العنف لم يكن هو المبتغى دائماً، وإنما الانفعال والغضب وعدم القدرة على القراءة بموضوعية كان الدافع لتلك المواقف .
غير أن الانتعاش بالمظاهرات السلمية الأخيرة ، وإن كان مطلباً في خطوات المعارضة السلمية ، إلا أنها تُقدِّ م ضمن الظروف الراهنة تعبيراً عن " حلاوة الروح "كما يقال أو الموت وقوفاً ، لأنها تشير إلى التوق للحرية ، ولكنها غير ممهدة للتطوير وخلق بديل عن الحرب القذرة التي تجري الآن.
إنّ استخدام السلاح في الساحة السورية من قبل جميع القادرين عليه ، داخليا وإقليميا ودولياً ، يتناقض تماما مع وجود حراك سلمي، أو نجاعته ، لأن جميع الأطراف المتصارعة ستضعفه لتنافره مع أجنداتها ، وهذا ما حصل في بعض نقاط التظاهر، خاصة حين يحمل شعارات لا تعكس جوهر الخطاب السياسي للمتنفذين في هذا الموقع أو ذاك ! يضاف إلى ذلك أن تمزّق الجغرافية السورية بين القوى المتناحرة ، من جهة ، وبينها وبين النظام ، من جهة أخرى ، يفرض على أرض الواقع تمزقاً في التوجهات بناء على صورة القبضة الأمنية في هذا الحي أو هذه البلدة أو تلك ؛ حيث تتقزم طلبات الحراك السلمي ليكون الهدف منه الاحتجاج على مطلب جزئي خدمي ، وإذا كانت تلك المطالب تختلف الحاجة إليها بشكل نسبي بين منطقة وأخرى، فإن الحراك سيخضع لتلك النسبية . والأمر ذاته يُقرأ بين مناطق سيطرة المعارضة ومناطق سيطرة النظام ! وبالتالي نحن أمام حراك يعكس الصورة التناحرية في الواقع ، وإلا هل يمكن القول : إن المتطلعين إلى الدولة المدنية التعددية قد عادوا إلى الداخل؟ أو أن من بقي في الداخل أصبح يمتلك القدرة على التعبير دون رقابة ممن فرض قيوداً على اللباس والسلوك الخاص ! ؟ وإذا كان شعارهم الذي تجاوز المطالب الخدمية، كشعار إسقاط النظام، قد ظهر في مناطق سيطرة الكتائب المسلحة، فهذا يعني أنها ليست مظاهرة وإنما مسيرة والشعب السوري خير من خبر ذلك تاريخياً . كما أن توسيع دائرة الصراع، في اللحظات الأولى في2011؛ إلى أطراف إقليمية ودولية، أخرج المطالبة المحقة للشعب السوري، في دولة مدنية تعددية ، من دائرة الصراع وأجندات الأطراف المتصارعة على الساحة السورية ؛ فأمريكا وروسيا والسعودية وإيران، لا تقاتل دفاعا عن حق الشعب السوري في الدولة المدنية ، ولا تدافع عن النظام أيضا وشرعيته الدولية . هي تدافع عن أجنداتها؛ ولذلك كان كل ذلك الدمار والتهجير والقتل ... وفي إطار ذلك عمل كل من النظام والمعارضة المسلحة على استغلال تلك الأطراف الدولية لكسب الدعم لمصالحه غير الوطنية ؛ النظام من أجل بقائه والمعارضة المسلحة من أجل خطابها الإقصائي السلفي .
في ظل ذلك التناحر لم تعد في يد المعارضة السلمية في الوقت الراهن القدرة على امتلاك أوراق مدنية لعرضها على الشارع السوري أو الأطراف المتصارعة ؛ أولاً، لأنها مشتتة وغير متبلورة في ظل تلك الظروف، ولم تأخذ الفرصة لتكتلها كقوة فاعلة على الأرض. وثانياً، لأن الفاعلين على الأرض لا يدافعون عن حقوقها، وإن تحدث الجميع بمطالبها .
وكانعكاس لذلك لم يأخذ الحراك الدولي بشأن الأزمة السورية المطالب المدنية للمعارضة السلمية بأهمية ما ، ففي جميع الندوات والمؤتمرات كانت الأطراف الإقليمية والدولية تتحاور فيما بينها بعيدا عن المعارضة السورية أو النظام في سورية . ،وكانت الأجندات تتقارب وتتباعد ، والمواطن السوري بدا في حالة انفصال عن الوقع ، وكأنه يسمع عن شأن لا علاقة له به إلا بدفع فاتورة الدم . وإذا تم الاتفاق بين الأطراف المتصارعة الخارجية والداخلية في المستقبل على الأزمة السورية فلن يكون للحل بُعدا وطنياً سورياً إلا بنسبة هامشية تكون تحصيل حاصل ، بمعنى أنها لم تكن هدفا أو جوهراً سعى إليه الموقعون والمنفذون !



#يوسف_أحمد_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السلمية (2)
- المعارضة السلمية(1)
- الشارع السوري - توصيف في الحالة السورية -
- سرود قصيرة (3)
- من راية الانتداب إلى راية الاستبداد
- الإعلام المحرِّض - توصيف في الحالة السورية -
- سرود قصيرة
- العنف والوعي الاجتماعي - توصيف في الحالة السورية -
- مفاوضون بلا حقيبة - توصيف في الحالة السورية -
- أنا من هنا . أنا من هناك - توصيف في الحالة السورية
- مضايا والفوعة - توصيف في الحالة السورية -
- بلاغة العنف توصيف في الحالة السورية
- الاستقواء - توصيف في الحالة السورية -
- الثورة بين مطرقتين - توصيف في الحالة السورية -
- ثورة الكرامة والحرية - توصيف في الحالة السورية -
- المثقف وأزمة العنف - توصيف في الحالة السورية-


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف أحمد إسماعيل - المعارضة السلمية (3)