أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح بدرالدين - شهادة في الراحل مصطفى العقاد















المزيد.....

شهادة في الراحل مصطفى العقاد


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1383 - 2005 / 11 / 19 - 15:39
المحور: الادب والفن
    


قبل أقل من عام تابعت برنامجا تلفزيونيا من أحدى القنوات العربية يستضيف المخرج السوري – العالمي الراحل مصطفى العقاد في أحد الأماكن التاريخية بدمشق ومن حوله مجموعة من المحاورين والمتداخلين كان ظاهرا عليهم أنهم من الموالين لسياسات النظام جيء بهم بترتيب معين ليواجهوا آراء ومواقف الضيف اذا دعت الحاجة الى ذلك خاصة وأن هذا الفنان واضافة الى صراحته المعهودة معروف بتوجهاته الليبرالية وميوله الديموقراطية المناهضة للدكتاتورية والاستبداد , وقد سئل عن أعماله ومشاريعه المستقبلية في مجال اختصاصه ألا وهو الاخراج السينمائي وكان جوابه أنه بصدد تنفيذ مشروع استراتيجي بانتاج واخراج عدد من الأفلام المتعلقة برموزنا التاريخية وخاصة صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس ( كردي وأمازيغي ) وأضاف أنه عرض مشروع الفلم الأول على معظم قادة وملوك الدول العربية طالبا منهم تقديم المساعدة المالية لانجاز هذا العمل العظيم الذي سيرفع من شأن الأمة بين شعوب العالم ولكن الجميع وبدون استثناء لم يبدو الاستعداد لتقديم الدعم اللازم وكان يسرد ذلك بألم وحسرة أمام عدسة التلفزيون وعلامات الاحباط بادية على محياه .
وبعكس ما كان يتوقع من تعاطف مع طموحاته المشروعة واحتجاج على مواقف قادة الانظمة العربية من جانب الحضور الذي فاجأه – كما كان مرسوما - بتوجيه اللوم اليه لأنه اختاراسماء غير مقبولة لدى المتشددين القوميين رغم أفضالهم على العرب في المشرق والمغرب ثم ووجه بأسئلة من نوع: لماذا لا تضع أفلاما حول رموزنا وابطالنا القوميين أمثال جمال عبد الناصر وصدام حسين وحافظ الأسد ؟ فانتفض العقاد ورد على سائليه بشفافية وصراحة قائلا لهم : لا يزايدنّ أحدكم على عروبتي ووطنيتي ومشاعري الانسانية ومن جهة أخرى فان اختياري للابطال والرموز يعود الى اطلاعي الكامل على تاريخنا ودراستي الوافية كخبير مجرب منذ عقود لذهنية وطبيعة الرأي العام العالمي وما هو الأصلح والأنفع في صفحات ماضينا يمكن أن نعرضه على العالم حتى ننال تقدير واعجاب واحترام الآخرين وانني أقول هنا علنا وبصراحة – والكلام للراحل – لست من المعجبين بالكثير من قادتنا في الحاضر والماضي وهم لا يستحوزون احترام شعبنا الذي لا يعتز بهم ولم يخلفوا لنا وللبشرية ما يمكن الاستفادة منه أو الافتخار به وعندما اخترت صلاح الدين فمن أجل أن أعلن للعالم أن تاريخنا يحمل الكثير من المآثر والمفاخر والتجارب حول مثل الحق والعدل والتسامح والتآخي بين الشعوب واحترام الآخر المقابل وأننا ننشد السلام ولسنا طلاب العنف والحروب والاعمال الارهابية ولا يهمني هنا أن يكون صلاح الدين غير عربي فيكفي أنه جزء من نسيج المنطقة وواجه الظلم باسم ثقافة المنطقة ووحدة أطيافها وارادة ابنائها من مختلف الشعوب ونحن بأمس الحاجة في حالتنا الراهنة لمثل هؤلاء الرموز ومزاياهم الحميدة في تحقيق الوحدة والتلاحم ومن ثم الانتصار لنعيد الثقة بانفسنا ونسترجع احترام العالم لحاضرنا لنبني مستقبل أجيالنا .
كلمات الراحل مصطفى العقاد في تلك الندوة كانت كافية لأن أضيف اعجابي الشديد به كأنسان ومفكر الى جانب اعجابي السابق به كونه من أهم المخرجين السينمائيين العرب وقد خرجت بخلاصة انطباعات حول أهم توجهاته ازاء عدد من القضايا الجوهرية التي مازالت مثار الجدل والاختلاف ومنها :
أولا : قراءته الصحيحة لتاريخ المنطقة وأحداثها ووقائعها وهي بحد ذاتها مساهمة من جانب الراحل في عملية اعادة كتابة وسرد التاريخ الحقيقي الذي تعرض للتشويه لحضارة منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا التي وضعت صرحها شعوب المنطقة من عرب وكرد وأمازيغ وفي الدائرة الأوسع ايرانيين واتراك وكلدان وآشور وأرمن , تلك الحضارة الغنية التي أفرزت رجالات عظام من مختلف الشعوب والأقوام قاموا بأدوار هامة في أحداث المنطقة , وهذه القراءة السليمة تتم في مواجهة القراءة الآيديولوجية للتاريخ وخاصة من جانب اوساط الانظمة الشمولية الخاضعة للميول الشوفينية والعصبية القومية ونفي الآخر وجودا وتاريخا وذلك يذكرنا بما قام به المكتب الثقافي للقيادة القومية لحزب البعث الحاكم في سورية منذ قيامه بمصادرة مخطوطات ووثائق تتعلق بسيرة صلاح الدين الأيوبي والدولة الأيوبية ودور الكرد في الحروب الصليبية وفي حضارة المنطقة بصورة عامة وحجبها عن المؤرخين ودور النشر والمؤسسات الثقافية ولم يتم الافراج عنها رغم تدخل جهات ثقافية ومؤسسات نشر من خارج سورية .
ثانيا : ايمانه العميق بالتعددية القومية والثقافية في بلدان منطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد واعتباره ذلك مصدر تنوع وغنى لابد من مشاركة الجميع في بناء حضارة المنطقة والاسهام في تطويرها ونشرها كمنطلق لتجديد الارادة الجماعية من أجل التكاتف والتسامح في هذه الظروف الصعبة بالذات ومواجهة التحديات وخاصة ما تتعلق منها بضرورات تحسين صورة شعوب المنطقة والعرب والمسلمين منهم على وجه الخصوص أمام العالم بعد أن ألحق بها الارهاب والعنصرية والاستبداد تشويهات عميقة ودعوته الصادقة الى حوار الحضارات في الشرق والغرب وتحقيق الحلول السلمية للقضايا العالقة وخاصة القضية الفلسطينية .
ثالثا : لقد شخّص الراحل الجرح الحقيقي وأمسك بالمفصل الرئيسي في أزمة العلاقات بين شعوب المنطقة بسبب تهميش الآخر من جانب القومية السائدة وهو بذلك ينبه الجميع وخاصة من بأيديهم السلطة والقرار بأن المدخل الوحيد للتفاهم مع العالم والتفاعل الايجابي مع تطورات الظروف والأحوال والمصالحة مع الداخل وتقديم الخدمة لقضايانا وتحقيق السلم والتعايش والاستقرار يمر بالضرورة عبر التمسك بالحقائق والعودة الى الواقع وتحقيق التلاحم أولا بين المكونات الوطنية والاعتراف بكل ذي حق حقه الكامل قوميا كان أو ديموقراطيا أو انسانيا أو حضاريا واجراء التغيير الحقيقي في الثقافة والموقف وطرق التعامل والنهج .
كان الراحل مصطفى العقاد وبما حمل من أفكار وتوجهات نقيضا لنهج الاسلام السياسي وجماعات الارهاب الاصولية التي كانت له بالمرصاد في أحد فنادق عمان وراح ضحية غدرها وحقدها الأعمى على الانسان قبل أن يحقق أمنيته الغالية في انجاز فلم صلاح الدين رمز التعددية والتسامح والاتحاد



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل صحيح أن استقرار المنطقة مرهون ببقاء النظام السوري ؟
- رحلة بارزاني : سبعة أيام - عولمت- كردستان
- نعم انه حل - بعثوي - للقضية الكردية في سورية
- اعلان - المترددين - في دمشق والمهام العاجلة
- مأساة متواصلة برسم النظام العالمي الجديد
- نحو دستور التوافق الوطني السوري - وجهة نظر كردية
- الرئيس - المعارض - ضد الحزب - الحاكم - !
- رسالتي الى الملتقى الوطني السوري - باريس 1 -
- مداخلة في مهرجان تكريم الشاعر قدري جان
- انفصالية المركز ... ووحدوية الأطراف ... العراق نموذجا 3
- انفصالية المركز ... ووحدوية الأطراف ... العراق نموذجا - 2
- نداء الى الجميع حول مؤتمر باريس نعم للقاء نعم للحوار
- انفصالية المركز ... ووحدوية الأطراف العراق نموذجا ...
- وأخيرا شرب المستوطنون من بحر - غزّة -
- - طلاق فوري أو زواج كاثوليكي -
- عودة الى- ثلاثيّ- زمن الردة
- ماذا يجري في كردستان ايران ؟
- في ذكراه السنوية الاربعين ماذا عن صرخة كونفرانس آب المدوية أ ...
- كيف السبيل لمواجهة ارهاب جماعات - الاسلام السياسي - في كردست ...
- موقع الارهاب في خارطة الصراع ( 2 ) الارهاب كرديا : - شيخ زان ...


المزيد.....




- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح بدرالدين - شهادة في الراحل مصطفى العقاد