أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الراسخون في الابتذال!















المزيد.....

الراسخون في الابتذال!


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5100 - 2016 / 3 / 11 - 08:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



س:هل المؤمن البليد والغبي يمكن ان يقرر لوحده ان المراة التي لاتضع النقاب تستحق العقاب ؟
يجيب على هذا التساؤل الباحث الدكتور فالح مهدي في كتابه:
( الخضوع السني والاحباط الشيعي : نقد العقل الدائري), بان هنالك من يقرر عوضا عن المؤمن الغبي . الموضوع يتعلق بالارادة والطاعة .

ان من يقوم بتفجير نفسه وسط سوق شعبي ليقتل اناسا ابرياء , واغلبهم من الفقر اء لايملك ارادة مستقلة , فهو مرتبط اولا بدافع المصلحة المتمثل في قصة ذهابه الى الجنة وغدائه مع الرسول وحصوله على حور العين , وثانيا يقينه التام بان مايقوم به يصب في مصلحة الاسلام .

ان الامتثال والطاعة يتم تلقينه لهؤلاء الناس في طفولتهم وحتى شبابهم عن طريق الاهل والاصدقاء والمدارس والفضائيات والراديو والتلفاز والانترنت .يتم غسل ادمغة هؤلاء الناس ويصبحون كالمنومين مغناطيسيا , يفعلون مايراد لهم ان يفعلوه ,قد لايكون هنالك من يصدر لهم امرا مباشرا , انها تعتمد على الثقافة والوعي , البيئة , اللاوعي الجمعي المترسب في اعماق الذاكرة , وكلها تلعب دورا في توجيه سلوكهم .
مثال ذلك الامراء في تنظيم القاعدة , حيث يتوجهون الى زعيمهم بعبارة (السمع والطاعة ).
ان الطاعة عند هؤلاء تتحول الى خضوع , تتضمن قدرا من العقل الايديولوجي يخضع لاليات معقدة يدخل في تركيبه الاسطورة , الكلمة المقدسة , التاريخ , السلف الصالح .

بعد موت الرسول محمد اصبح الفقهاء وكبار رجال الدين يطلق عليهم تسمية ( الراسخون في العلم )ومصدرا ثالثا بعد القران والسنة والتي تستند الى الاحاديث .
ان استمرار هؤلاء واعادة انتاجهم على مدى يقارب من 1500 سنة كان بسبب التحالف بين المؤسسة الدينية والسلطة الحاكمة ,بالاضافة الى التخلف والجهل والامية , والعبط , او الغباء الذي يتصف به الكثير من الناس والاقتصاد الريعي للدولة الاسلامية والذي لايشجع على تطوير الاقتصاد والمبادرات الفردية والحرية الشخصية .

لقد تم طرد العقول المستنيرة بالادعاء بانها معادية للاسلام . ان الذين يتصدرون كتابة الاحاديث من الراسخين في العلم اصبحوا يمثلون ( اجماع الامة )تلك العبارة الغامضة والفضفاضة , اي ما اتفق عليه اصحاب الحديث , وهم الذين يطلق عليهم اهل الحل والربط , يمثلون لدى فالح مهدي احد الاوهام الكبيرة في التشريع الاسلامي , ذلك ان البعض منهم كان يفتي , والبعض الاخر يلتزم الصمت , اما خوفا من عواقب الاعتراض , او لهوان في النفس .لقد لجا هؤلاءالى الحيلة الشرعية وهي تتمثل بالرؤية.

ماهي الرؤيا؟

الرؤيا هي الحلم . انما فرق المسلمون بينهما واعتبروا ان الرؤيا من الله والحلم من الشيطان!. وقسموا الرؤية الى عدة اقسام: رؤيا الانبياء , رؤيا الصالحين , رؤيا المستورين , حلم الفسقة والمبتدعة واخيرا الكفار .
تعود جذور الرؤية الى القرن الهجري الثالث استنادا الى الادب الايديولوجي الاسلامي . فقد ورد عن ابي هريرة في صحيح البخاري ( من رآني فقد رآني , فان الشيطان لايتكونني ). وعند الشيعة نقلا عن ائمتهم (من رآنا فقد رآنا حقا, فان الشيطان لايتمثل بنا ).

يكتب فالح مهدي قائلا :
(تتمثل الرؤية بالشفاعة لدى السنة والشيعة معا . ففي القرون الاولى للاسلام , وجدت رؤى تتمثل في قيام الرسول بالشفاعة لسكير او سارق او زاني , لانه ومع كل تلك السيئات كان مؤمنا بالله ورسوله !).

لقد استعاد مفهوم الشفاعة حيويته مع القنوات الاسلامية ضد مفهوم المواطنة وضد اخلاق المدينة , وسيؤدي في النتيجة النهائية الى تدهور الاخلاق والقيم .

لقد القى ادب الرؤية الضوء على انحطاط وانتهازية العقل الايديولوجي الاسلامي وعلى بدائية وسائله للحفاظ على ماهو كائن .لقد لعب مفهوم الثواب والعقاب دورا في اضفاء الحيوية على مفهوم الخضوع , حيث سيكون للمؤمن حور عين وانهار من عسل ولبن ونبيذ وماء عذب لايقارن بالماء الذي في بيته .

يقول فالح مهدي ان التسلسل الهرمي للسلطة والمرجعية في الاسلام , نزولا من القران والحديث النبوي , الى علماء المسلمين موجه الى قاعدة الهرم, اي الى عامة الناس والذين يطلق عليهم بالغوغاء والدهماء.

الدهماء بحسب الباحث فالح مهدي ( اولئك الذين يذعنون لكل خطاب او فتوى , واعتبار ماجاء فيها من كلام لايمس , وكذلك اولئك الذين يصدرون الفتاوى او يركبون على ظهور ضعاف العقول للوصول الى السلطة والجاه ).

تعريف فالح مهدي عن الدهماء يختلف عما جاء به لسان العرب لابن منظور :
الدهماء:( ليلة دهماء , شديدة السواد , الدهماء ايضا عامة الناس وسوادهم , جماعة الناس ,رجل من الدهماء : مشعوذ يتلاعب بالعقول الضعيفة ).
تعريف فالح مهدي للدهماء يرتبط بالغباء .

للمفكر الايطالي Carlo.m. Cipolla كتاب بعنوان :
( القواعدالاساسية للغباء الانساني), يعرض تصوره لمفهوم الغباء والاغبياء , وهم كل كائن لايفكر بشكل عقلاني ومنطقي .هذا التعريف ينطبق على كل الايديولوجيين مع ان شهادة بعضهم عالية او حائزين على جائزة نوبل .

كثير منهم قاموا بتدمير شعوبهم وشعوب الدول الاخرى مثل هتلر وموسوليني على سبيل المثال .
يقول فالح مهدي (ان الغبي الذي اطلقت عليه لقب- الادهم – ليس ذلك المتلقي لما يصله من خبر او فتوى او امر , بل قد يكون فاعلا ومحركا لجموع الغوغاء التي تعرف لغويا (بالجراد لحظة طيرانه , اعتمادا على مشاعره الغريزية الدنيا ).

الانسان العادي : ذلك المواطن الذي يحتوي سلوكه على قدر من الاستقامة , ويمتلك وعيا بوجوده ,ووجود الاخرين , ويؤدي واجباته تجاه عائلته .ينطبق هذا التعريف على الرجال والنساء معا

من هو الرجل العظيم؟

يقدم الكاتب الفرنسي ( ريجيس دوبريه )تعريفا بسيطا للرجل العظيم وهو ( انه رجل عادي يقوم بعمل عظيم ).
هنالك صنف من الناس يطلق عليهم كلمة ( التافهين ) او ( المبتذلين). هذا الصنف من الناس يضع نفسه في خدمة سلطات جائرة . ينقصه الوعي والضمير الحر .
تشير الكاتبة حنا ارنت (Hannah Arendt )في نهاية كتابها : (ايخمان في اورشليم )قولها :
(لقد رفض ايخمان الاعتذار عما قام به من جرائم , ورفض ان يغطى وجهه عندما حانت ساعة اعدامه ,وهتف بطول الحياة لالمانيا والنمسا ).تنهي الكاتبة حنا آرنت كتابها بهذه العبارة والتي تلخص موقفها من ذلك النازي ):ابتذال الشر ). تلك العبارة اثارت حفيظة عدد كبير من اصحاب الوعي , وتعرضت الكاتبةالى انتقادات , علما بان آرنت يهودية المانية , وتلميذة لاحد اهم فلاسفة القرن العشرين ( هايدغر ). الابتذال , بحسب الباحث فالح مهدي , لايعني العادية .

فالعادي هو ذلك الذي له سلوك حسن , اما المبتذل فهو ذلك الذي خرج من رحم العادية بسبب تشوه ونقص في ضميره .
ختاما اقول لكم : كم من الكتاب المبتذلين نقرا لهم يوميا , او ممن يقومون بشتمنا وتلويث سمعتنا , وتلفيق التهم ضدنا ؟
انه العقل الايديولوجي المريض , الغبي والبليد والمبتذل !



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشابه القيم والتشريعات في الحيز الدائري
- غسيل الدماغ وصناعة الخضوع للجماهير
- نقد نظرية علي الوردي في البداوة - ج 2
- ازدواج المعايير في الحيز الدائري الاسلامي
- نقد نظرية علي الوردي في البداوة - ج 1
- الايديولوجيا والطوباوية - ج 2
- الذاكرة العراقية في تدمير شامل ومستمر
- تدجين المراة في المجتمعات القديمة
- الايديولوجيا والطوباوية
- البحث في الحيز الفردي
- كتاب ( الخضوع السني والاحباط الشيعي ): نقد العقل الدائري
- الفلسفتين الابيقورية والرواقية
- البحث عن شبح ابراهيم وموسى
- قراءة انثروبولوجية حول مكة والكعبة
- الغنوصية قبل المسيحية
- معتقدات الخلود الرافدينية
- النظرية الارواحية
- المعتقدات الطوطمية
- تقدم اليابان من تقدم معتقداتهم االمقدسة
- الجدل حول غنوصية سمعان ماجوس السامري


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - الراسخون في الابتذال!