أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل سلاح الأحذية هو الحل ؟















المزيد.....

هل سلاح الأحذية هو الحل ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5099 - 2016 / 3 / 10 - 20:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل سلاح الأحذية هو الحل ؟
طلعت رضوان
أليس سلاح الأحذية توأم سلاح الشعارات ؟
هل المرض الطوباوى سيعيد الحق الفلسطينى ؟
أعتقد أنّ المسكوت عنه فى الثقافة السائدة عن (معركة الحذاء) تحت قبة البرلمان هو غياب التحليل الموضوعى لدوافع من تجرّأ على زيارة السفير الإسرائيلى ، فى تحدٍ صارخ لمشاعر الأمهات والآباء من شعبنا الذين قتل جيش إسرائيل أولادهم ، ودوافع من اعتبر أنّ (سلاح الأحذية) سيُـنهى الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين .
كما أعتقد أنّ الشرفاء من شعبنا لم ينسوا همجية الجيش الإسرائيلى الذى استباح دماء أطفال مدرسة بحر البقر، وعمال مصنع أبو زعبل ، وقتلتْ الطائرات الإسرائيلية المدنيين فى مناطق المعادى والفيوم.. إلخ فى الفترة التى أطلق عليها النظام الناصرى (حرب الاستنزاف) بينما زعيم العروبه (عبد الناصر) بعد أنْ قبل مبادرة روجز الأمريكية ، وبعد أنْ هاجمته الأنظمة العربية (التى أخذتْ الصفة العروبية الكاذبة على أنها (أنظمة تقدمية) فإنّ عبد الناصر (اضطر) أنْ يعترف بأنّ حرب الاستنزاف كانت لصالح إسرائيل وقال لياسر عرفات بالحرف (( إنّ المضى فى حرب الاستنزاف على حين أّنّ إسرائيل تتمتع بتفوق جوى كامل ، معناه – ببساطة – أننا نستنزف أنفسنا)) وعلى العقل الحر أنْ يربط قبول عبد الناصر (مبادرة روجز) ووقف ما سُمى (حرب الاستنزاف) فقد كان قبول عبد الناصر للمبادرة الأمريكية فى 25 يونيو1970، ثم توقف اعتداء الطيران الإسرائيلى على السماء المصرية فى 8 أغسطس 1970، ولعلّ أصحاب العقول الحرة أنْ يتذكــّـروا أنّ الطائرات الإسرائيلية دمّـرتْ فى يوم 12 فبراير1970 مصنع أبو زعبل وقتلتْ سبعين عاملا وإصابة 69 آخرين . كما أنّ شعبنا لم ينس جنودنا وضباطنا الذين ماتوا فى عام1956وفى عام1967. ولذلك ارتكب توفيق عكاشة جريمة فى حق شعبنا ، عندما تغافل عن كل ذلك وصافح أحد مُـمثلى إسرائيل ، التى يعتبرها شعبنا دولة عدوة رغم معاهدة السلام . ولكن هل هذا يُـبرّر أنْ يكون الحذاء هو (السلاح) للتعبير عن مشاعر أمهات وآباء الشهداء ؟
النائب الذى استخدم (سلاح الحذاء) معروف عنه ميوله العروبية/ الناصرية. وأحد المُــناصرين لقضية الشعب الفلسطينى. ولكنه أخطأ فى استخدام وسيلة التعبيرعن رأيه ، خاصة وأنّ أعضاء البرلمان (بما يقترب من الاجماع) قرّروا إحالة عكاشة إلى التحقيق وتوقيع العقوبة المناسبة جرّاء فعلته المُـدانة من كل الشرفاء. فلماذا لم يلجأ النائب العروبى/ الناصرى إلى أية وسيلة مُـتحضـّـرة للتعبيرعن رأيه ؟ وهل (سلاح الحذاء) سيُـعيد الأرض المسلوبة للشعب الفلسطينى ؟ أم أنه جعل نفسه أضحوكة العالم وسخرية المُـتحضـّـرين ، حتى من المُـناصرين للفلسطينيين وضد إسرائيل ؟ ثـمّ كان من توابع الكارثة أنّ المُـشايعين للنائب العروبى/ الناصرى طالبوا بوضع حذائه فى متحف البرلمان ، فتأكــّـد المُــتحضـّـرون أنهم إزاء كوميديا سوداء لم تخطر على عقول مؤلفى مسرح العبث . ومن توابع الكارثة أيضًـا أنّ عددًا كبيرًا من الماركسيين والإسلاميين والعروبيين أيـّـدوا استخدام (سلاح الحذاء)
ويذهب ظنى أنّ (سلاح الأحذية) هو توأم (سلاح الخطب والشعارات) خاصة عندما تتغافل تلك الشعارات عن عناصر القوة لتحقيق الهدف المنشود . وكان من بين تلك الشعارات ((القضاء على إسرائيل)) وهو ما ورد فى البند العاشر من بيان القيادة السياسية الموحدة بتاريخ25مايو65. وأنّ تحرير فلسطين لن يكون إلاّ بالقضاء على إسرائيل (عبد الناصر وتحرير المشرق العربى - تأليف ضابط المخابرات المصرى فتحى الديب – مركز الأهرام للدراسات - عام2000- ص688- باب الملاحق) ومع ملاحظة أنّ المؤلف عروبى/ ناصرى الهوى . فهل تــمّ القضاء على إسرائيل بعد التاريخ المذكور- مايو1965) أم حدث العكس وتوسـّـعتْ إسرائيل بإحتلالها المزيد من الأراضى (العربية) ؟ كما أنّ الناصريين/ العروبيين يتجاهلون أنّ عبد الناصرهو الذى قبل مبادرة روجرز، وبالرجوع إلى بنودها يتبيـّـن للعقل الحر أنها كانت البروفة الأولى لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل . وأنّ من وقــّـعها هو السادات الذى اختاره عبد الناصر ليكون حاكم مصر.
وعبدالناصر نفسه رفض أسلوب العنف فحكى فى أحد الاجتماعات ((مرة عبدالحكيم عامر ضرب واحد قلمين فى اجتماع مجلس الثورة)) (المصدرالسابق- ص552) واعترف عبد الناصر بقصور المقاومة الفلسطينية ((بفصائلها متعددة الولاءات والاتجاهات.. ورفضتْ كل مشروعات إنشاء دولة فلسطينية كحل للأزمة)) المصدرالسابق- ص429، 433)
وإذا كان الناصريون ركــّـزوا على مصر لتحرير فلسطين ، فإنّ الناصرى الكبير(هيكل) كتب ((إنّ طاقة مصر وحدها لا تستطيع إحراز النصر المُـرتجى فى الصراع الراهن فى أزمة الشرق الأوسط)) وأنّ مصر شظية والسعودية شظية وليبيا شظية ((ولا مستقبل للكيانات الشظايا.. إنها شظايا تصطدم مع الشظايا.. فتات يأكل الفتات.. وأنّ الأمة العربية أمامها فترة محدودة - ثلاث سنوات أو خمس على أكثر تقدير- فإذا لم تستطع خلالها أنْ تبدأ بنوع من العمل العربى ، وتختم بنوع من الوحدة العربية ، فإنّ هذه الأمة سوف تفقد مكانها على الخريطة الجغرافية والسياسية لهذا العالم . وسوف تكون عاجزة عن مواجهة التحدى الإسرائيلى)) (أهرام6، 13/7/73) هذا الكلام كان فى يوليو73، أى مضى على المدة التى حددها هيكل أكثر من 40سنة. وقال عبد الناصر ((نحن جميعـًـا لا نملك خطة لتحرير فلسطين . ولا نملك الوسائل لتحقيق ذلك)) (هيكل فى كتابه الانفجار- ص207، 208) وهيكل (الناصرى الكبير) اعترف بأنّ ((الصراع العربى الإسرائيلى فى جوهره صراع بين (الكم) العربى و(الكيف) الإسرائيلى . قد يكون العرب مائة مليون ولكنهم بعيدون عن روح العصر، ولهذا لا يلحقون به)) (أهرام8/6/73) واعترف هيكل بأنّ الجيوش العربية سلــّـمتْ قيادتها للجنرال جلوب الإنجليزى. وأنّ بعض الجيوش العربية تخلــّـتْ عن مساعدة الجيش المصرى فى معارك النقب وغيرها فى شهرىْ نوفمبر وديسمبر48 (العروش والجيوش- دارالشروق- عام98- ص445)
إسرائيل دولة عدوة ، لا خلاف على ذلك بين أصحاب العقول الحرة والضمائر الحية ، ولكن هل (سلاح الأحذية) هو الذى سيُـعيد الوضع كما كان قبل قرار التقسيم فى 47، واحتلال فلسطين فى48؟ إنّ هذا الحلم المثالى/ الطوباوى يشغل خيال العروبيين/ الناصريين بما فيهم الجغرافى الكبير جمال حمدان الذى أسهب فى الكلام عن قضية الشعب الفلسطينى فكتب إنّ ((كل حل لا يـُـعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل 1948بل قبل1918مرفوض بلا نقاش . وكل حل لا يـُـزيل إسرائيل من الوجود لا محل له من البحث العلمى)) ووصف إسرائيل بالدولة ((المزعومة)) (اليهود أنثروبولوجـيًـا – دار الهلال - فبراير96- ص49، 50، 60) وأيـّـده فى كلامه الناصرى/ العروبى/الإسلامى د. عبد الوهاب المسيرى فى تقديمه للكتاب.
فهل الانتصار للشعب الفلسطينى فى قضيته العادلة تكون مرة بسلاح الشعارات والشطحات بعودة الزمن إلى الوراء ، مع تجاهل عناصر القوة ، ومرة (بسلاح الأحذية) ؟ أم أنّ التحدى الحقيقى هو التفوق على إسرائيل علميـًا وتكنولوجيـًـا ؟ وهل الحذاء العراقى الشهير أنهى سيطرة الإدارة الأمريكية على مُـقـدّرات الشعب العراقى ، بل وتقسيم العراق ؟ وأليس الحذاء المصرى مُــتاجرة بآلام الشعب الفلسطينى ؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على السيد (ملحد)
- هل مراجعات الأصوليين حقيقة أم خدعة ؟
- هل شباب الإخوان المسلمين غير شيوخهم ؟
- عبد الناصر وتبديد موارد مصر
- لماذا العداء للغتنا المصرية ؟
- موجز لتاريخ الطغاة
- النقاب على عقول المتعلمين المصريين
- لماذا مرض عبادة البطل ؟
- العلاقة الملتبسة بين الرب العبرى والأنبياء والإنسان
- لماذا جرّح الإسلاميون بطرس غالى ؟
- تابع المزامير العبرية
- التوجه الأيديولوجى فى المزامير العبرية
- من يمتك مفتاح الفهم الصحيح للإسلام ؟
- كيف اخترقت الأصولية التعليم الجامعى
- متوالية العداء بين الفلسطينيين وبنى إسرائيل
- الرب العبرى مُخلّص إسرائيل
- ما سر ازدواجية شخصية الحجاج ؟
- جذور طقوس الزار
- الميول السياسية واجهاض الموضوعية
- عجائب أنبياء بنى إسرائيل الخارقة


المزيد.....




- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل سلاح الأحذية هو الحل ؟