أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عالية خليك ابراهيم - تراتيل العكاز الأخير .. الحلم والألم















المزيد.....

تراتيل العكاز الأخير .. الحلم والألم


عالية خليك ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5098 - 2016 / 3 / 9 - 19:05
المحور: الادب والفن
    


هناك علاقة ذات سلاسل تربط الإهداء بالنص المنتج، وقد يكون بمثابة ميثاق تواصلي قائم على المحبة والمشتركات الانسانية، وايضا تبادلي لقيم فنية ورمزية، فالاهداء يعد موازيا نصيا للنص المنتج، جاء بقصدية، فالإهداء ينتمي إلى الموازيات النصية الإرادية، تلك التي تقع تحت مسؤولية المبدع، فلعل هذا يمنحه طابع مسلك رمزي مفكرا فيه، متقصدا، ومتوقعا له إبلاغ المهدى إليه، وضمنيا الجمهور والقارئ الواسع، إشارة خاصة حول علاقة المبدع بالمتلقي.

تقليد ثقافي

اذن إهداء العمل الأدبي هو الملصق الصادق أولا الخاص بعلاقة ما على هذا النحو أو ذاك تربط بين المبدع وبين بعض الأشخاص، وعليه، فالإهداء تقليد ثقافي وفني، يدخل المبدع أو المؤلف بواسطته مع المتلقي أو القارئ في علاقة وجدانية حميمة، قوامها التواصل العلائقي البناء والهادف إنسانيا، سواء أكان سياسيا أم اجتماعيا أم ثقافيا أم فنيا أم أدبيا، ويعد الاهداء من العتبات النصية التي من خلالها يدخل المتلقي النص، ويبني أفق انتظاراته.. ولعل القاص محمد علوان جبر، جاءت اهداءاته تحمل محطات للألفة وتقريب رؤاه التي عتمت عليها ويلات الحروب في مجموعته (تراتيل العكاز الأخير) وأحالتها الى ركامات من التشظي في ثنايا التيه النصوصي، ومن ثم فإن اهداءات جبر، قربته من المعنى في تعامله مع المشتركات الانسانية، لاسيما الاهداء لها.. (سيدة القلب وأيقونة المسرات، الى.. من شاطرتني.. الحلم.. الألم.. والأمل والإشراق)

العمق الانساني

إذن هذا المزج اللوني بين الحلم والألم، جاءت عجينته تحمل الأمل والإشراق .. هذه الأفكار والانفعالات الانسانية انبثت في قصص المجموعة، زادتها تلك الاهداءات الفرعية بعضا من تجليات العمق الانساني، مثلما فعل في قصة (حفارو الخنادق) واهداها الى عبد الزهرة زكي، فكانت ذات استحقاق في بثها الروحي بعلة الحرب، اي الحرب هي الوجع الانساني الذي يمس الضمير الحي ويوقظ فيه رغبة الرفض، رفض كل أشكال الحروب وأوزارها.

حالة الفقدان

وكان القاص، قد وضع عبدالزهرة زكي بمقابل بحثه وحالة الفقدان، حيث جاءت القصة بسرد ذاتي معبر اقتربت من السرد المنساب وسياق مرارة الفقدان (ومن يومها تسلمنا المعاول والمجارف والبنادق.. لكن حينما حلت الحرب التي غطتنا كغيمة سوداء، تساقطنا واحدا تلو الاخر، ولم تنفع كل الحفر التي حفرناها بالمعاول والمجارف.. اذ اخترقتنا شظاياها بلا رحمة..) ، ومن خلال العتمة التي خلفتها الحرب.. والوثيقة (الدفتر) المكتوبة بلغة فارسية مع بعض الرسوم والرموز التي عثر عليها في ملجأ ايراني بعد احتلاله، وكانت الصفحة الثانية بعد تعذر قراءة الاولى، كانت تخبر عن رسائل مقاتل ايراني لحبيبته، وكأن ما جاء في الدفتر يكاد يقترب من اهداء القاص نفسه كمشترك انساني في قصة (ضوء أزرق أسفل الوادي) .. يخاطب المقاتل الايراني حبيبته : (حبيبتي .... لاشيء أقسى من الحرب ............ أكاد أسمع نبضات قلبك.. أحسك أقرب إلي من وحشة الجبل، المرارات كلها تجتمع هنا، هم يقصفون، ونحن نقصف.. هكذا الى مالانهاية...... الانتظار في الحرب يسبب رعبا اكثر من الحرب ذاتها، تنتظر من سيأتي ليقتلك او ربما تقتله.. والامران يشكلان بحد ذاتهما رعبا..)، هذا الصراع يعكس الوجع الانساني وحالة احتجاج ورفض لكل اشكال محو أوجه الحياة.. ويعكس تناغما بين اختلاجات المقاتل الايراني في مقابل المقاتل العراقي المتمثل بالقاص جبر، فـ (النص الحكائي بأساليبه المتعددة والمتنوعة نص متموج لا حدود نهائية له قابلة للتصنيف والتعيين، ويستمد قواه من طبيعة مكوناته والمصادر التي تغذيه وتثري ستراتيجيته النصية وتضاعف طاقاته الدلالية، بحيث ان الحكاية فيه تتمظهر تمظهرا جديدا وكثيفا واستشرافيا تعلن فيه “عن استنطاق لمخبوء الماضي، واستبصار بالآتي، وعن استدناء لما يعجز عنه الانسان، وتفجير لطاقاته، بما ينتظم سردها من ترابط، وبما تقيمه لغتها من حوار، وصهر للعلاقات بين الاشياء” ينعكس على اتجاهات المنهج ويدعوها الى اعادة النظر في تجهيزاتها واجراءاتها العملية وعدة شغلها، وتحديث ادواتها على النحو الذي يناسب حداثة المواجهة)، وتموج نصوص جبر واستثماراتها المتعددة، تجعلنا ازاء النظرية الأدبية التي تعالج: طبيعة الأدب وعلاقاته من خلال سبل واجراءات لتحليل الأعمال الأدبية وللبرهنة على توافق القوانين الداخلية والخارجية لها، وهذا يتطلب المنهج الذي يعدل من الـمناهج الـسابقة لتتوافـق مع مبادئها وأدواتها ومسلماتها. لذلك فالمفهوم المعرفي المؤسس للأدب هو النظرية، والـمنهج النقـدي هو الذي يختبر توافق هذه النظرية مع مبادئها، ويمارس فاعليته، ويتم تداوله عبر جهاز اصطلاحي يحمل قنوات تصوراته ويضمن كيفية انطباقها – قربا أو بعدا – مع الواقع
الإبداعي.

تعدد الدلالة

وارى في كتابات القاص اللغة التي تحيل الى احتمالية المعنى وتعدد الدلالة المشبعة بالذكريات والتداعي الحر والتضمين وكذلك الإحالة حيث تحيل إلى اتجاه الكاتب ومستواه الثقافي وكذا تهدف إلى التأثير في المتلقي وخلق رأى لديه جمالي أو فكري.. (وقد وصف القاص محمد خضير القصة القصيرة، بأنها فن البساطة، وهو يقصد بساطة النوع، الذي يؤكد المنطلقات الواقعية “لان القصص جواهر بسيطة، غير قابلة للتجزؤ والانحلال شأنها شأن مثلها، اي قواعدها الحافظة لنوعها، فامتثال القصص بقواعد نوعها ـ حدود نوعها ـ يعين لها بنية بسيطة جوهرية، تستمر في الزمان والمكان من دون فناء، او افناء في أجناس أخرى”)، وقصص الكاتب جبر نقلت ببساطة تلك المشتركات الانسانية ومن خلال سرد قصصي حافظ على جنس القصة وعاش أجواء اللغة الباثة التي تنأى عن المباشرة الفجة، وتقدم أنموذجها الخاص بها عبر ثلاث عشرة قصة قصيرة ...


مصادر البحث :

1 ـ كتاب (تأويل متاهة الحكي في تمظهرات الشكل السردي) الاستاذ الدكتور محمد صابر عبيد ، عالم الكتب الحديث ، الاردن ـ عمان الطبعة الاولى 2011م ص143


2 ـ كتاب (انماط الشخصية المؤسطرة ـ في القصة العراقية الحديثة) للدكتور فرج ياسين / دار الشؤون الثقافية العامة /الطبعة الاولى ـ بغداد 2010 ص17ـ18

3 ـ (تراتيل العكاز الاخير) قصص محمد علوان جبر/دار مكتبة عدنان/الطبعة الاولى 2015م



#عالية_خليك_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النزعة التلفيقية في التفكير النقدي العراقي.. كتاب(بويطيقا ال ...


المزيد.....




- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عالية خليك ابراهيم - تراتيل العكاز الأخير .. الحلم والألم