أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - حاضنة الإرهاب والتطرف المسكوت عنها















المزيد.....

حاضنة الإرهاب والتطرف المسكوت عنها


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5098 - 2016 / 3 / 9 - 18:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- الدين عندما ينتهك انسانيتنا (72) .
- لماذا نحن متخلفون (41) .
- الأديان بشرية الفكر والهوى والبشاعة (78) .

تمكنت أجهزة البحث المصرية من القبض على 6 متهمين أقدموا على إغتيال النائب العام المستشار هشام بركات فى يونيو من العام الماضى وقد إعترف المتهمون بتفاصيل جريمتهم وإعدادهم لها مع حركة حماس , وقد تبين أنهم طلاب أزهريون أصحاب هوية أخوانية , وينتمون للتنظيم الإرهابى المسمى ب "أنصار بيت المقدس" .
فلنتوقف أمام أنهم طلاب ينتسبون لجامعة الأزهر المشار لها دوماً بالإعتدال والوسطية والإسلام السمح ولكننا سنوجه الإتهام للأزهر , ولكن قد يقول قائل أنه من الخطأ إنساب الإرهاب والتطرف للأزهر بوجود إرهابيين ينتسبون له فلا يجوز هذا التعميم والحكم الجائر , بصراحة هذا كلام منطقى فلا يجب أن نحاسب جهة أو مؤسسة ما على سلوك المنتسبين إليها , ولكن لنا أن ندين مؤسسة ما بأنها تزرع الإرهاب والتطرف عندما يكون نهجها وفكرها ومناهجها داعية للتطرف والإرهاب فهى بمثابة الحاضنة التى تحتضن الشباب , وتملأ عقولهم بالفكر المتزمت الإرهابى لتتلقفهم بعد ذلك تنظيمات وأحزاب كالأخوان وبيت المقدس والقاعدة وداعش .
حتى لا يكون إتهامنا للأزهر كحاضنة للتطرف والإرهاب بلا دليل , دعونا نبحث ونفتش فى كُتب والمناهج الدراسية بالأزهر وكيف يتم تعبأة عقول طلابها بكل فكر متخلف ومتزمت وإرهابى .
يعتمد الأزهر فى تدريس الفقه لطلابه فى المرحلة الثانوية على الكتب التراثية مثل " الشرح الصغير" و" الروض المربع بشرح زاد المستقنع" و" الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع " و"الاختيار لتعليل المختار" . وهى كتب تشرح مذاهب الأئمة الأربعة وإليكم بعض ما ورد فيها لنتلمس صناعة التعصب والتزمت والإرهاب .

- استباحة سفك دماء وسرقة أموال الآخر , والآخر هنا هو غير المسلم ففى صفحة 340 من الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع: " أما الأسارى فيمشون إلى دار الإسلام، فإن عجزوا قتل الإمام الرجال وترك النساء والصبيان فى أرض مضيعة حتى يموتوا جوعًا وعطشًا ، لا نقتلهم للنهى " . !

- فى كتاب "الاختيار لتعليل المختار فى فقه أبى حنيفة" المقرر على الصف الثالث الثانوى الأزهرى نطالع بصفحة 338 وما بعدها : " وإذا فتح الإمام بلدة عنوة إن شاء قسمها بين الغانمين ، وإن شاء أقر أهلها عليها ووضع عليهم الجزية، وعلى أراضيهم الخراج، وإن شاء قتل الأسرى ، أو استرقهم ، أو تركهم ذمة للمسلمين ، ولا يفادون بأسرى المسلمين ولا بالمال إلا عند الحاجة ، وإذا أراد الإمام العود ومعه مواش يعجز عن نقلها ذبحها وحرقها، ويحرق الأسلحة ". !
ولم ينسى الكتاب تذكير المسلمين بعدم قتل الحيات والعقارب فى دار الحرب بالبلد الذى يفتحونه ، وذلك حتى لا يكثر نسلها فيكثر أذاها . !

- فى كتاب " الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع " : " فله - أى للمسلم- كفاية لشر الكافر أن يفقأ عينه، أو يقطع يديه ورجليه، وكذا لو أسره ، أو قطع يديه أو رجليه ، وكذا لو قطع يدًا ورجلا " .!

- فى صفحة 357 من كتاب "الإقناع" يعلم الأزهر تلاميذه كيف يهينون أصحاب الديانات الأخرى المخالفين للإسلام : " وتعطى الجزية من الكتابى على وصف الذل والصِغَار ويقولون له : أعط الجزية يا عدو الله ، وليس هذا فقط، بل يكون المسلم الجابى جالسًا والذمى واقفًا ويأخذ بتلابيبه ويهزه هزاً ويقول : أعط الجزية يا عدو الله ". !

- ورد فى منهج السنة الثالثة من الثانوية الأزهرية : " قتال الكفار واجب على كل رجل عاقل صحيح حر قادر.. ص290 . ويجوز قتال الكفار بغير إنذار وبغير أن يدعوهم لدين الإسلام، لأن شيوع الإسلام قام مقام الدعوة إليه ص291 . فإن أبوا استعانوا بالله تعالى عليهم وحاربوهم، ونصبوا عليهم المجانيق، وأفسدوا زروعهم وأشجارهم حرّقوهم ورموهم وإن تترسوا بالمسلمين " .!
وفى ص293 : " وإذا كان للمسلمين قوة لا ينبغى لهم موادعة أهل الحرب ، لأنه لا مصلحة فى ذلك ، لما فيه من ترك الجهاد صورة ومعنى أو تأخيره , والمرتدون وعبدة الأوثان من العرب لا يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف ولا تتم موادعتهم أبدًا " . !

- إحتقار الآخر شائع فى مناهج الأزهر بالرغم من تلك الصورة المزيفة التى تطالعنا بها شاشات التليفزيون بصور لشيخ الأزهرى قابضًا بقوة على يد قسيس كدليل على الوحدة الوطنية , لنجد مناهج الأزهر تحض على غير ذلك من عنف وصل حد التمييز العنصرى ومنع بناء الكنائس بل هدمها فى بلاد المسلمين خاصة فى مصر , كما ورد فى كتاب "الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع" من إذلال وإهانة وصلت حد تمييز المرأة المسيحية عن غيرها من المسلمات بطوق من حديد حول عنقها , ففى المقرر على الصف الثالث الثانوى الأزهرى ورد بصفحة 235 ما نصه: " وألا تبنى كنيسة فى الإسلام لأن إحداث ذلك معصية، فلا يجوز فى دار الإسلام ، فإن بنوا ذلك هدم ، ولا يجوز إعادة بناء كنيسة قد انهدمت وبالذات فى مصر " .

- فى موضع آخر يتم رسم ملامح العنصرية فى صورتها الفجة ففى صفحة 236 : " ويعرف أهل الكتاب فى ديار الإسلام بلبس الغيار وشد الزنار، والغيار هو ما يتم ارتداؤه على أن تتم خياطة جزء من أماكن غير معتاد الخياطة بها كلون مخالف تتم خياطته على الكتف مثلا، لأن عمر رضى الله عنه فعل ذلك ، كما يمنعون من ركوب الخيل، ويلجأون إلى أضيق الطرق، ولا يمشون إلا أفرادًا متفرقين ، ولا يوقرون فى مجلس فيه مسلم لأن الله تعالى أذلهم " . وحسب كتاب "الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع" فإنه : " تُميز نساء المسيحيين بلبس طوق الحديد حول رقابهن ويلبسون إزارًا مخالفًا لإزار المسلمات ، وتميز دورهم بعلامات حتى لا يمر السائل عليهم فيدعو لهم بالمغفرة ." !
ويدعو الكتاب لكراهية الغير , وعدم الميل لهم , فحسب ما ورد فى نفس الكتاب صفحة 238 : " بما أن الإساءة تقطع عروق المحبة فيجب الإساءة لهم وعدم الميل القلبى لهم، وقطع عروق المحبة معهم " .!

- تدعو كتب الفقه التى تدّرس بالمعاهد الأزهرية لقتل المخالفين كتارك الصلاة والزانى المحصن والمرتد , ولو بغير إذن الإمام , ولا يتوقف الأمر عند ذلك إنما تقول بعدم القصاص لمن قتل أحدهم عن طريق إغراق إياه أو خنقه، لأن ذلك مما لا يقتل عادة . كما ورد فى هذا النص: " وله- أى للمسلم- قتل الزانى المحصن، والمحارب، وتارك الصلاة، ومن له عليه قصاص، وإن لم يأذن الإمام فى القتل ، لأن قتلهم مستحق ، ثم بعد ذلك يأكل منه ما يشاء" ، كتاب الشرح الصغير المقرر على الصف الثالث الثانوى .!

- ورد بالمناهج الأزهرية ما يخالف المنطق والعرف بل القرآن نفسه بقوله " لا تزروا وازرة وزر أخرى " وذلك بأن تؤخذ الجماعة بذنب الفرد، فنجد نصوصاً فى باب القصاص مثل : "تُقتلُ الجماعة بالواحد، ويقتل الواحد بالجماعة اكتفاءً، وإن قتله ولى أحدهم سقط حق الباقين." وورد أيضاً : " كل ميت به أثر أنه تم قتله، فإذا وُجد فى محلة لا يُعرف قاتله وادعى وليه القتل على أهلها أو على بعضهم عمدًا أو خطأ ولا بينة له يختار منهم خمسين رجلا يحلفون بالله ما قتلناه، ولا علمنا له قاتلا، ثم يُقضى بالدية على أهل المحلة، وإن كان عدد المحلة يقل عن خمسين كرر بعضهم الحلف حتى يصل العدد لخمسين ". أى يقسم 50 رجلاً حتى لا يتم قتل كل أهل الحى الذى وُجدت به الجثة، لكن كل أهل الحى يدفعون الدية حتى بعد القسم , وهذا ما تفعله داعش .

- فى منهج السنة الثالثة الثانوية الأزهرية أيضا نطالع فى كتاب "الاختيار لتعليل المختار" صفحة 366 تحت عنوان " أحكام المرتد" ما يلى : " وإذا ارتد المسلم يُحبس ويعرض عليه الإسلام ، وتُكشف شُبهته ، فإن أسلم وإلا قُتل ، فإن قتله قاتل قبل العرض لا شىء عليه . ويزول ملكه عن أمواله زوالا مراعى ، فإن أسلم عادت إلى حالها " لنفهم من هذا النص الأخير، أن من قتل مرتدًا فلا شىء عليه، كما يجوز الاستيلاء على مال المرتد .!

- فيما يتغنى الأزاهرة بتكريم الإسلام للمرأة , إلا أن مناهج الأزهر تبدد هذا الإدعاء لتحض على معاملتهن باحتقار وانتقاص , كما نرى فى النصوص المأخوذة من مناهجه , فيجوز إجبارهن على الزواج , ففى كتاب " الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع " ورد فى صفحة 432 : " أن النساء على ضربين : ثيبات وأبكار، فالبكر يجوز للأب والجد إجبارها على النكاح، والثيب لا يجوز تزويجها إلا بعد بلوغها وإذنها " .

- كتبت مقالا سابقا بعنوان "للنذالة أصول" عن الفقهاء والأئمة الأربعة الذين لا يلزمون الزوج بمصاريف علاج زوجته أو تكفينها , وأوردت أقوال أئمة المذاهب الأربعة ليجد هذا الشذوذ سبيله فى مناهج الأزهر , ففى كتاب " الروض المربع بشرح زاد المستقنع" الذى يدرس للصف الثالث الثانوى الأزهرى فى صفحة 90 ورد : " لا يلزم الزوج لزوجته دواء وأجرة طبيب إذا مرضت، لأن ذلك ليس من حاجتها الضرورية المعتادة ، وكذا لا يلزمه ثمن طبيب وحناء وخضاب ونحوه ، وإن أراد منها تزيينًا أو قطع رائحة كريهة وأتى به لزمها " ! . أى أنهم يجعلون المرء يتخلى عن زوجته المريضة، ويجبرها على وضع المساحيق التى يأتى بها الزوج رغمًا عنها .

- فى أحكام النفقة نجد فى نفس الكتاب : "ومن حُبِسَت ولو ظلمًا أو نشزت أو تطوعت بلا إذنه بصوم أو حج , أو سافرت لحاجتها ولو بإذنه سقطت نفقتها , وإن أنفقت الزوجة فى غيبة الزوج من مال , فبان أنه ميت غرّمها الوارث لانقطاع وجوب النفقة بعد موت الزوج " .!
وورد فى كتاب "الاختيار لتعليل المختار" المقرر على طلبة السنة الثالثة الثانوية الأزهرية صفحة 171 ولا نفقة على من تم اغتصابها : " إن غصبها غاصب فلا نفقة لها، ولو سُلّمت له مريضة فلا نفقة لها". أى أن المرأة التى يتم نهب شرفها عنوة لا يصرف لها الزوج نفقة، وكذلك المرأة التى تمرض لا نفقة لها عند الطلاق .

- وورد بكتاب "الاختيار" أيضا بصفحة 250 ما يمثل إنتهاك للأخلاق والشرف ما نصه: " لو استأجر الرجل المسلم امرأة ليزنى بها وزنى بها , أو وطئ أجنبية فيما دون الفرج , أو لاط فلا حد عليه ويعزر , فالزنا فى دار الحرب والبغى لا يوجب الحد ".!

- فى كتاب الروض المربع فى زاد المستقنع ورد أن دم المرأة وحياتها أرخص من دم الرجل وحياته : " فدية المرأة نصف ذلك، ولا تغليظ إلا فى الإبل ، ودية المسلم والذمى ليسا على سواء" .

- فى كتاب "الاختيار لتعليل المختار" المقرر على طلبة الصف الثالث الثانوى ص152 عن باب العدّة، يذكر الكتاب أن " عدة الحرة فى الطلاق بعد الدخول ثلاث حيضات، والصغيرة الآيسة ثلاثة أشهر، وعدتهن فى الوفاة أربعة أشهر وعشرة أيام ، وعدة الأَمَة فى الطلاق حيضتان ، وفى الصغر والإياس شهر ونصف ، وعدتها فى الوفاة شهران وخمسة أيام ، ولا عدة على الذمية فى طلاق الذمى " . ويفسر الكتاب أن من أهداف حكم مدة العدّة هو استفراغ الرحم , والتأكد من خلوّه من الحمل حتى لا تختلط الأنساب ، فرَحِم الأَمَة يقبل البراءة من الحمل بعد شهرين , فرحم الذمية يبرأ فوراً , بينما رحِم الحرة لا يستبرئ إلا بعد ثلاث حيضات أو على الأحرى ثلاثة قروء. !

- للشذوذ والبشاعة والهمجية مكان فى مناهج المعاهد الأزهرية التى تحض على إهدار كرامة الآدمى بحل أكله وقت المجاعة , بل أكل الإنسان لبعض جسمه . فحسب كتاب " الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع " صفحة 255: " وله- أى للمسلم- قتل مرتد وأكله، وقتل حربى، ولو صغيرًا ، أو امرأة وأكلهما، لأنهما غير معصومين . فللمضطر أكل آدمى ميت إذا لم يجد ميتة غيره.. واستثنى من ذلك ما إذا كان الميت نبيًا فإنه لا يجوز الأكل منه جزمًا.. أما إذا كان الميت مسلمًا والمضطر كافرًا فإنه لا يجوز الأكل منه لشرف الإسلام ، وحيث جوزنا أكل ميتة الآدمى لا يجوز طبخها ، ولا شيها ، لما فى ذلك من هتك حرمته ، ويتخير فى غيره بين أكله نيئًا وغيره " !. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد , فيجوز للإنسان أكل لحمه حياً فحسب نفس المصدر : " يحل قطع جزء نفسه لأكله إن فقد نحو ميتة، وكان خوف قطعه أقل ، ويحرم قطع بعضه لغيره من المضطرين ، لأن قطعه لغيره ليس فيه قطع البعض لاستبقاء الكل " . !

ملاحظاتنا .
- بتلك المناهج يتحول الأزهر من كونه قلعة الدين الوسطى كما يزعمون ويرددون تلك الأسطوانة المشروخة بلا ملل ولا مصداقية إلى حاضنة للعقول المتطرفة الغير المستقرة نفسيًا لتصبح فى خصومة مع المجتمع لا تستطيع الاندماج فيه . هذه المناهج التى يتم تعليمها وحشرها فى أدمغة طلاب الأزهر , سنحظى بالضرورة على عقول منغلقة متخلفة مشبعة بالحقد والكراهية والقسوة على الآخر والمرأة وكل من يخالف رؤيتهم وليستباح التكفير لينال الجميع مما يفتح الطريق للإرهاب والقسوة والوصاية على كل من تطالهم أياديهم .

- يعول الرئيس السيسى والمصريين على الأزهر فى تجديد الخطاب الدينى بإعتباره يمثل الإسلام المعتدل الوسطى كما هو شائع من الميديا الإعلامية المضللة , ولكن هيهات أن يُقدم الأزهر على إصلاح وتجديد الخطاب الإسلامى فهو جزء أصيل وجوهرى من إشكالية الإسلام مع العصر وحاضنة أساسية للتطرف والتزمت .

- يجدر الإشارة أن شيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوى وضع يده على كارثة المناهج الأزهرية , فقام بإلغاء المناهج التاريخية , واستبدل بها الكتاب الذى ألفه وسماه "المُيسّر" ، ليقوم الشيخ الحالى أحمد الطيب من بعده بإلغاء الكتاب , بناء على طلب جبهة علماء الأزهر لتعود المناهج القديمة مرة أخرى . !

- لك أن تعلم أن المناهج والكتب الأزهرية التى تُدرس فى جامعة الأزهر حاليا هى نفس المناهج والكتب من ألف سنه بلا أى تغيير أو إضافة إلا محاولة الشيخ سيد طنطاوى بكتابه "الفقه الميسر" فماذا تتوقع من كل هذا الجمود وفلسفة النقل قبل العقل وإتباع نهج وتفكير ورؤية شيوخ عاشوا من ألف سنه . !

- الإرهاب ليس رصاصة بل فكر يتسلل إلى ثنايا الدماغ ليطلق الرصاصة لتتبنى وتحتضن أحزاب وفرق هذا الفكر المتطرف لينطلق التتار الجدد فى إنتهاك إنسانية الآخرين وزرع الإرهاب والبشاعة , لذا فلتبحث عن الفكر .

جوهر المشكلة .
- قد يرى البعض أنه من الأهمية بمكان تجديد الخطاب الإسلامى , وتنقية المناهج الأزهرية من كل تطرف وإرهاب , وقد تكون هذه المعالجة فيها شئ من الحل , ولكنى لا أراه حلاً ناجعاً لإستئصال التطرف والإرهاب فى الفكر الإسلامى , فالشيخ سيد طنطاوى عزل فقه الأئمة الأربعة وإستبدله بفقه الميسر ليواجه عداءاً كبيراً من داخل الازهر متمثلاً فى جبهة علماءه ليقوموا بحذف كتابه "الفقه الميسر" وإرجاع فقه الأئمة الأربعة بكل زخمها المتخلف المتطرف وكأنك يا زيد ما غزيت .

- تستغرب من بقاء فكر وكتب أزهرية مازالت تتحدث عن العبيد والغزو والغنائم والأسرى فى عالم لم يعد يتحمل هذا ولا قدرة للمسلمين على إسترجاعه , ورغما ًعن ذلك يُدرس , فماذا نجنى سوى خلق عقلية ونفسية مشوهة مضطربة غير قادرة على التعايش فى الواقع لتحاول ممارسة هذا الخرف والإنتهاك لمن تطوله أيديهم كممارسات الدواعش .

- بغض النظر أن الأمور لا تتم معالجتها بشكل قوى بل بتسويف لا يخلو من الغش والخداع لتبقى الأمور كما هى عليه , فلو تصورنا جدلا أن هناك محاولات لتخفيف وطأة الأمور بإلغاء بعض الكتب الدراسية فهذا غير كاف وغير مضمون ولا يحقق نتائج حقيقية مضمونة , فالإشكالية ليست فى كتب يتم إلغاءها بل إشكالية المسلمين مع إحياء الثقافة الإسلامية المتمثلة فى آيات وأحاديث وتراث وتاريخ وممارسات .

- المسلمون يدفنون رؤوسهم فى الرمال ويخدعون أنفسهم قبل غيرهم , عندما يواجهون سلوك الإرهابيين والمتطرفين بالقول أن الإسلام ليس هكذا , فهؤلاء منحرفون لا يفهمون الإسلام الحق كدين للمحبة والتسامح ..هذا خداع للنفس ومداراة للصديد , فالإرهابيون والمتطرفون ومناهج الأزهر لا يخترعون دين مغاير , فكل الفقه والفتاوى والمناهج مستمدة من القرآن والسنه ولم تخرج عنها , فقتال الكافر وقتل المرتد والأسير وإذلال الآخر والمرأة ..ألخ كلها لها أصول فى آيات قرآنية وأحاديث وممارسات نبوية , فلم يخترع الأزهر والسلفيين والدواعش آيات واحاديث وفقه مخالف لما فى التراث الإسلامى .

الحل المؤلم .
- أرى أنه قد حان الوقت للمواجهة والثورة فقد فرض الواقع هذا الصدام الذى يطلب الحل , وذلك بمراجعة شاملة للتراث والثقافة الإسلامية بأكملها بإستئصال وحذف وشطب أى فقه يصطدم مع منظومة المجتمع المدنى فى القرن الواحد والعشرين وتجريم أى تعامل معها , فليس من المعقول ولا من الطبيعى أن تظل سلوكيات وأخلاقيات ومنهج تفكير يعادى الآخر والمرأة ممنهجاً قائماً فاعلاً .. ليس من المعقول ولا المقبول أن يروج لفكر رجعى لا أساس له فى الواقع كفقه العبيد والأماء والغزو مثلا فإذا لم يطلب الحضور كحال الشيخ المخرف الحوينى الداعى للغزو والسبى والاماء أو ممارسات داعش فعلى الأقل ستزرع هذه الأحلام المريضة الأرض بكل الكراهية والتخلف والهمجية .

- عندما أروج لفكرة مراجعة شاملة للتراث الإسلامى وإستئصال وبتر كل ماهو شاذ وقميئ فهنا لا أعلن عن حلول قمعية بل من خلال محاولات جادة ومخلصة للتعامل مع النص وفق الواقع والعصر , ووفق أيدلوجية الإسلام نفسه وهذا ما قدمته فى بحث داعياً للفهم والتغيير والتطور .
بحثا عن حلول لخروج الإسلام من أزمته
http://m.ahewar.org/s.asp?aid=465152&r=0&cid=0&u=&i=0&q=
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=453716

- دمتم بخير وعذراً على الإطالة .
لو بطلنا نحلم نموت .. فليه ما نحلمش .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مائة خرافة مقدسة (من51إلى69)-الأديان بشرية
- الثقافة الدينية السبب الرئيسى والجوهرى لإنتهاك المرأة
- قالت يا ولدي لا تحزن فالضلال عليك هو المكتوب
- مائة خرافة مقدسة(من41إلى50)-الأديان بشرية
- مائة خرافة مقدسة(من21إلى 40)-الأديان بشرية
- مائة خرافة مقدسة (من1إلى20)-الأديان بشرية
- تهافت المنطق الإيمانى أو للدقة تهافت الفكر المراوغ
- توقف وتأمل وفكر وقرر-نحو فهم الإنسان
- وستعرف أنك كنت تطارد خيط دخان-خربشة عقل
- مُحمد إلهاً-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- وهم الحقيقة-نحو فهم الوجود والحياة والإنسان
- هذا هو محمدك ياشاهر(2)-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا
- النسبى ووهم المطلق-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- وهم الموت والبعث-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود
- هذا هو محمدك يا شاهر-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا
- منطق آلهة سادية أم بشاعة وسادية القدماء
- تأملات فى ماهية الحياة والإنسان والوجود
- ثقافة الشماته والتشفى-الدين عندما ينتهك انسانيتنا
- مراجعة لأقوالنا وإيماننا العتيد – خربشة عقل
- الناسخ والمنسوخ تردد إله أم موائمات نبى


المزيد.....




- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...
- ماذا تعرف عن كتيبة -نتسيح يهودا- الموعودة بالعقوبات الأميركي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - حاضنة الإرهاب والتطرف المسكوت عنها