أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عبداللطيف المحامي - بين الذبابة والخنزير في الفقه السلفي والتفسير ..














المزيد.....

بين الذبابة والخنزير في الفقه السلفي والتفسير ..


عبدالله عبداللطيف المحامي

الحوار المتمدن-العدد: 1383 - 2005 / 11 / 19 - 15:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دعوة مثارة ومطروحة علينا جميعا بضرورة تجديد الفكر والخطاب الديني ، لازال الخطاب السلفي يأخذنا إلي الوراء ، مصمم علي الطابع التلفيقي ، متخذا من الأحادية مذهبا ، منكرا علي الآخرين حتي مجرد التفكير في مناقشته والتعامل معه بالعقل وبمنهج التفكير النقدي .
والمصيبة أن التأثير السلفي لم يعد قاصرا علي فئة بعينها تعيش وتنمو في ظروف بيئية معروفة بالفقر والجهل والمرض ، هذا الثالوث العدو للإنسان أيا كان ومن كان ، ولكن الخطورة أن تأثير هذا الخطاب تعدي وتجاوز ليسكن عقول فئات أخري نالت حظا وافرا من التعليم وعاشوا في بيئة مختلفة .
وقد صدمت – وما أكثر الصدمات في هذا الزمن – بمقال منشور بعنوان " الأدلة العلمية علي صدق حديث الرسول عن الذبابة " للدكتورة نبيلة درويش ، تقدم نفسها للقراء علي أنها معيدة بكلية الطب منذ عام 1973 وحصلت علي درجة الدكتوراه في أمراض الباطنة والقلب منذ عام 1983 ومتخصصة – كما تقول – فيما يسمي بالطب الإسلامي ، ولا أعرف ما علاقة الطب بالأديان .. هل هناك طب إسلامي وطب مسيحي وطب يهودي ...الخ ؟ !!!
تورد الكاتبة حديثا عن الرسول هذا نصه :
( إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه ، فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء ) رواه البخاري ، وفي رواية لأبي داود ( وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء ) .
وتطالبنا الكاتبة أن نقبل ونسلم بهذا الحديث بلا نقاش حيث تقول : " وهو حديث ينبغي على المسلم أن يتلقاه بالقبول والتسليم وألا يعارضه بعقله القاصر ، لأنه قد ثبت وصح عمَّن لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، فكيف وقد جاءت حقائق العلم والطب الحديث بتصديقه وتأكيد ما فيه ؟! ."
ونمضي مع الكاتبة لنتعرف علي حقائق العلم والطب الحديث حيث تؤكد أن الداء في أحد جناحي الذبابة والدواء في الجناح الآخر ، فإذا ما وقعت الذبابة في طعامنا فيصاب الطعام بالداء فإذا غمسنا الذبابة في الطعام فإن الدواء الموجود في الجناح الآخر يصلح ويداوي الطعام فنأكله بالهنا والشفا .
هذا هو ملخص كلام الكاتبة ولست أري تعليقا سريعا علي هذا الكلام سوي أنني أصبت بالقرف والغثيان من حديثها ، فهي تطلب مني أن أغمس الذبابة في طعامي وأواصل تناول هذا الطعام ، وتطالبني ألا أعترض علي حديثها بل آخذه كمسألة مسلم بها وهذه إحدي إنجازات ما تسميه هي بالطب الإسلامي .
وبالمناسبة أسأل الكاتبة الدكتورة المتخصصة في الطب الإسلامي ، حيث قرأت في أحد المجلات العلمية أن العلماء والباحثين في نيوزلاندا قد توصلوا إلي علاك المصابين بمرض " هانتينغتون " من خلال زراعة خلايا الخنزير في أدمغة المرضي ، فهل يجوز للمريض المسلم أن يتداوي وفق هذا الدواء من خلايا الخنزير وهو محرم بنص قرآني وليس بحديث مشكوك في صحته ؟!!!
وهل هذا العلاج بخلايا الخنزير نصنفه تحت مسمي الطب الإسلامي ولا الطب المحرم ..... ؟!!!
وهكذا ينتقل بنا السلفيون بخطابهم – المقدس من وجهة نظرهم – إلي مساحات من قضايا تافهة يشغلون بها الناس عن همومهم الحقيقية وعن قضايا حياتية تتعلق بواقعهم اليومي ومستقبل الوطن ، كما أنهم يجيدون التلفيق ويحشرون الدين في كل كبيرة وصغيرة لإضفاء وصف التقديس علي خطابهم ، وليملكوا الحجة في إرهاب من يناقشهم أو يعارضهم بالتكفير وإنكار السنة وإهانة الدين الإسلامي ، .
ألسنا أعلم بأمور دنيانا ؟
ألم يخطيء الرسول حين أمر الناس بعدم تلقيح النخل .. فلم يثمر .. فقالها واضحة صريحة .. أنتم أعلم بأمور دنياكم
إلي متي يستمر الخطاب الديني السلفي في المغالطة ؟
إلي متي يظل الدين ستارا يحلو للبعض أن يستغله ولمصلحة من ؟
بقي لي ملاحظة لابد من ذكرها أن نفس الكاتبة كتبت مقالا تشكر فيه مباحث أمن الدولة في مصر علي عملها العظيم من وجهة نظرها وأمثالها بإعتقال الكاتب عبدالكريم نبيل سليمان ، إنها منظومة متكاملة من الإستبداد والديكتاتورية وبإسم الدين ، إذا كان هذا هو حالهم وهم بعد لم يستولوا علي الحكم ، فماذا يكون الحال لو هيمنوا أصحاب هذا الخطاب علي الحكم ، سيعلقون المشانق لكل صاحب رأي أو فكر .. وسيجبرون الناس أن تغمس الذباب في طعامهم ويأكلون .. وأيضا بإسم الدين .
----
عضو المكتب التنفيذي ومجلس أمناء المنظمة المصرية لحقوق الإنسان



#عبدالله_عبداللطيف_المحامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي هامش إعتقال الكاتب عبدالكريم نبيل سليمان ... شرعية إعلان ...
- شرعية إعلان وإستمرار حالة الطواريء في مصر علي هامش إعتقال ال ...
- تقرير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان حول أحداث الأسكندرية
- حول إعتقال عبدالكريم نبيل سليمان بسبب أرائه .... حرية الرأي ...
- لحن الخلود
- الإخوان المستبدون .. ديكتاتورية بإسم الدين
- قبل الرحيل
- زرعتك في قلبي .. سوسنه
- الإستبداد في فكر الإخوان المسلمين
- الإسلام هو الحل .. الإخوان المسلمون وإنتهازية الشعارات
- إعترافات ثريا حمدون .. قراءة في إعترافات آذار الأخير
- مدخل .. آليات التدريب في مجال حقوق الإنسان - 1
- رقصة في الفضاء
- دستور يا أسيادنا ..
- قانون محكمة الأسرة .. تحديات التطبيق
- دموع علي ورقة طلاق
- الخطاب الديني السلفي والثقافة السمعية
- قلم مجنون
- غشاء البكارة ومفهوم الشرف
- مزيدا من الوعي والتنوير ..


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عبداللطيف المحامي - بين الذبابة والخنزير في الفقه السلفي والتفسير ..