أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - مابين المفكرين الأخوانيين الإسلاميين ( حسن الترابي السوداني وراشد الغنوشي التونسي ) فقد مات الإثنان في وقت واحد.!!!














المزيد.....

مابين المفكرين الأخوانيين الإسلاميين ( حسن الترابي السوداني وراشد الغنوشي التونسي ) فقد مات الإثنان في وقت واحد.!!!


عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 5098 - 2016 / 3 / 9 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في منتصف الثمانينات دافعنا عن حسن الترابي بحماس في أن يكون شريكا في قتل المفكر العارف العارج السالك (محمود محمد طه "الأستاذ") الذي كان –ربما آخر الأوتاد المئة من السالكين الممسكين الأرض عن الميل والانهيار بسبب أخطاء البشروخطاياهم وفق منطوق الصوفيين ، فقد كان "الأستاذ" حيث تفرد بهذا الاسم عند أصدقائه وأعدائه.... نعم إنه ا(لأستاذ) دون إضافات، فهو خاتمة ( ضنائن الله من الحواريين ) الذي أقبل على إعدامه طائعا مختارا، إذ كان يعتبرموته القرباني فريضة صوفية لمن في مرتبته العليا، حيث لا بد من (الفداء بالفناء) فافتدى بشريتنا الفانية والفاسدة بتقديم نفسه كقربان لينضم إلى حواريي المسيح ...حيث الوصول إلى الفناء بذات الله تبدأ من الفناء بذات خلقه ....

في منتصف الثمانينات قام الجنرال الفاسد (نميري) الذي زين له الأخوانيون أنه ملاك سماوي، وأنه لا بد أن يطبق الشريعة لحماية مملكته (الملائكية )، فتوافق هواه ذاك مع هوى ابليسيته العربية النهمة للسلطة والسلطان، فكان عليه أن يبدأ بذبح فكرة (الاسلام الجمهوري) من خلال شنق زعيمه المؤسس الأول للمفهوم النظري عن (الإسلام الجمهوري )، وهو (الأستاذ ) محمود محمد طه ...وذلك لاستعادة روحانية الإسلام من أجل نهضته ، وذلك بالبدء شعبيا بإنقاذ روحانية الصلاة بوصفها معراجا إلى الله للتوحد بذاته عبر التوحد بخلقه الجمعي لتحقيق الذات الفردية .....فكانت الجرعة الفكرية والمعرفية كبيرة على امة إسلامية (تصلي بدون صلاة ) لأنها صلاة العادة وليس العبادة ...فكان لا بد أن تستغل هذه الأطروحات من متربصي السياسة ( العسكر والإسلاميين ) اللذين كفروه ، وحكموه بالردة ...

لم يكن ذلك مفاجئا من قبل وغد خنزير عسكري كالنميري أعلن تأسلمه بالتوافق مع الأخوانيين، لكن المفاجأة الكبرى كانت بموافقة المفكر الاسلامي السياسي (العقلاني المعتزلي) خريج جامعات لندن وباريس .... وهو حسن الترابي الذي أيد تنفيذ حكم الردة بـ(الأستاذ) ، رغم أن الترابي ينكر ( عقلانيا – معتزليا ) حكم الردة في الاسلام ...ورغم التشويش وشطارة الترابي بالتلاعب السياسي بالكلمات من خلال تشريع الكذب بوصفه سياسة حديثة ...لكنه في آخر مقابلاته، رغم محاولاته المراوغة والتملص من مسؤولية هذه الجريمة بحق العقل والفكر قبل السياسة ، فإن الترابي حاول ( بمغناجيته المعروفة عنه بوصفها صورة للاعتدال والعصرية)، حاول أن أن يدس عدوانيته الحسودة بطريقة نمائمية لا تعلن تأييد القتل، لكنها تبرره بشكل غير مباشر، إذ اعتبر أن قتل (ا المفكرالعارف السالك العظيم ) كان ردا مفهوما من النميري على رفض (الأستاذ وحزبه الجمهوري) تطبيق الشريعة المحمدية التي ساندها الأخوان والترابي ، لكن لصالح الشريعة (المحمودية) على حسب الدس النمائمي للمرحوم الترابي ...أي أن الاستاذ كان يريد أن يحل محل النبي !!!) وفق ما كان الترابي يريد أن يوميء !!!

هذه خيبة تأسيسية من ممثل الاسلام الأخواني الاعتدالي ، والذي تخلى عن تسميته لصالح تسمية أخرى، كما داب الأخوانيون على توهم ان تغيير أسماءهم تنسي الناس مضمون برنامجهم وتاريخهم وفحواره ومغزاه، وتلك خيبتنا الكبيرة الثانية في ذات الوقت الذي توفي فيه الترابي، مع مفكر إسلامي عقلاني حداثي ديموقراطي كالأستاذ (راشد الغنوشي، الذي رفض أن يكون حزب الله ارهابيا بعد كل هذا الذبح بأخوانه السوريين ....

كنا نراهن على إسلام جمهوري ديموقراطي يستعيد روحانية الاسلام وينبذ شكلانيته الفارغة التكرارية من المعنى أو (اللب ) حسب تعبير عارفنا العظيم ( الأستاذ محمود محمد طه )، وهذا ما كنا نراهن عليه لدى (العقلاني الحداثي الغنوشي ) الذي صدمنا وخيبنا بالدفاع عن إسلام (طائفي غنوصي ذي مرجعية زرادشتية مخارجة لهوية الاسلام العربية)، حيث ظلت تشكل عبر تاريخها حربة في خصر وظهر الأمة الاسلامية على حد تعبير صلاح الدين الأيوبي، وكأنه يرى مجازر حزب الله وإيران بقيادة روسيا، وهي تسبح في الدم السوري ..

(الترابي والغنوشي) نموذجان للقيادة الفكرية والسياسية للإسلام السياسي لا تقدمان له رصيدا رمزيا سوى مزيد من التراجع والتقهقر والافلاس....رغم أنهما هما المفكران الأهم اجتهاديا في الفكر السياسي الاسلامي في العقود الأخيرة ...إذا استثنينا الأبدال ضنائن الله من أمثال العارف السلك ( محمود محمد طه ) الذي توافق( العسكر والاسلام السياسي ) على قتله ....خوفا مما يمثله من بدائل (روحانية حضارية وليس صوفية الدروشة)، رغم ان الأستاذ لم يكن لديه مشروع انقلابي سياسوي عسكري أم إسلاموي ، وإنما افتدى بشهادته أسرار ما بعد سدرة المنتهى في شؤون الخلق الذين اتحد بمعاشهم الدنيوي، وليس بما بعد موتهم الفردي الخاص وفق تعبيراته ، فهذا هو شأن أكبر من الخلق والمخلوقين بشرا أو ملائكة ... ولهذا بقي الأستاذ ( محمود محمد طه ) إماما بلا وريث ...دون أن يتمكن من وراثة هذه الإمامة (الترابي أو الغنوشي) ، وهما اللذان كانا الأكثر ترشيحا لوراثتها عربيا وإسلاميا...




#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل صدفة أن تكون الرقة عاصمة داعش ... وعين العرب عاصمة (البي ...
- هل حقا كان يوم البارحة الجمعة (4) آذارعيدا للثورة !!!؟؟؟
- المظاهرات تعم سوريا وسط انكار السلطة والمعارضة التفاوضية !!! ...
- هل حزب الله حزب عميل ارهابي لإيران أم حزب مقاومة ؟؟؟؟.
- حريتنا هي معادل حياتنا ...!!!.
- (الأخوان المسلمون ) بين المرجعية الإيرانية (الثيوقراطية ) وا ...
- رحل نبيل المالح الثمانيني ...وكنا نظنه أكثر شبابا منا !!!!
- الحشاشون منذ أيام صلاح الدين الأيوبي وحتى اليوم وهم الأداة ل ...
- الإسلام السياسي بوصفه (خازوقا) أمام تقدم الشعوب العربية الإس ...
- من تداعيات مقالاتنا السابقة عن البي كيكي عن ( الشريك بالنظام ...
- البكيكي وجمهورهم مجمعون على إدانة الثورة السورية، ومصرون مع ...
- العلوية السياسية (الأسدية)، والكردية السياسية (البككية ) ،وا ...
- هل يمكن للكورد السوريين أن يسلموا مصيرهم كشعب لمجموعة مغامري ...
- ( سفير) إئتلاف المعارضة السوري في (واشنطون)، تلتبس عليه الأم ...
- هل نذهب أم لا نذهب إلى جنيف ؟؟؟؟ نعم (المعارضة) ت ...
- مقالنا عن (حزب الله) كعميل لإيران الذي عرضنا للخطف الأسدي 20 ...
- وردة لهذه السهرة الحوارية النادرة في سويتها الفكرية والسياسي ...
- صورتان : صورة من أول يوم الثوة وإعلان إسقاط النظام ....وصورة ...
- اعتذار لأصدقاء صفحاتنا الثلاث على الفيسبوك ... لعدم قدرتنا ع ...
- معارضة ديمستورا ومشروع تحرير سوريا ( من نزع الحجاب إلى نزع ا ...


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - مابين المفكرين الأخوانيين الإسلاميين ( حسن الترابي السوداني وراشد الغنوشي التونسي ) فقد مات الإثنان في وقت واحد.!!!