أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - منير جمال الدين سالم - عصر التنوير (1) الروشانيه















المزيد.....

عصر التنوير (1) الروشانيه


منير جمال الدين سالم

الحوار المتمدن-العدد: 5098 - 2016 / 3 / 9 - 01:03
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



(1)

يربط الباحثين فى تاريخ الجماعات السريه بين حركة الإيلوميناتى وبين حركه إسلاميه ظهرت فى أفغانستان فى القرن السادس عشر تحت إسم " الروشانيه " وتحمل نفس معنى كلمة التنوير, ويقولون بإنتقال أتباع لها إلى الأندلس بعد دحرها فى أفغانستان, ثم تسترها تحت إسم اللومباردوس فى أسبانيا بعد سقوط الأندلس, ومنها إنتقلت إلى فرنسا كما ذكرت فى مقاله سابقه, ويعتبر الباحثين أنها إمتداد للفكر الشيعى الباطنى الذى كان يلَقَن فى "بيت الحكمه" فى القاهره وعلى غرار جماعة الجشاشين (الإسماعيليه النزاريه)
ينحدر مؤسس جماعة الروشانيه " أبا يزيد الأنصارى " من سلالة الأنصار من أهل يثرب من الأوس والخزرج الذين ناصروا الرسول, وكمكافَأَه لهم ضَمَهم الرسول لحلقة وَرَثَة المعرفه الباطنيه التى خَص بها أهل البيت والمقربين من الصحابه.
إدَعَى بايزيد إنَه تلقى معرفه غَيبيه من أرواح علويه فى خلال فترات خلوته وتعبده, وماوصلنا من معلومات عن الفِرقَه التى أنشأها وتزعمها أنهم كانوا أشبَه بقطاع الطرق, يستحلون حياة وأموال الغير من منطلق إيمانهم بأحقيتهم فى التَسَيد على العالم والوصايه على البَشَر, مثلهم فى ذلك الصهاينه من بنى إسرائيل ومتطرفى الإسلام والنازيه الآريه.
تنقسم الطريقه الروشانيه إلى درجات يرتقى فيها المنتَسِب من سالِك إلى مريد إلى فقير إلى عارف إلى خوجَه (سَيد) إلى أمير إلى إمام, ثم إلى مَاِك, نفس درجات الترقى فى جماعة المتنورين الإلوميناتى. وتتشابه الطقوس التى يمارسونها فى خلواتهم مع مايمارسه المتنورين فى محافلهم ,من تكرار لترانيم لألفاظ وكلمات معَيَنَه ورقصات وطواف فى حلقات ودوائر, ويقول كلاهما أنه من خلال هذه الطقوس تتحرر الروح من قيود الجسد وتتواصل مع قوى علويه تمنحهم القوه الروحيه التى تمكنهم بتحقيق معجزات.
ويشترك أتباع الروشانيه مع متنورى الغرب فى الإيمان بأنه لاحياه بعد الموت ولا ثواب ولا عقاب ولا جَنَه ولا نار, وينفرد التابعين للطريقه والذين يدينون بالولاء لملكها وأميرها وشيخها ولإخوانهم التابعين والمريدين, بالإنتقال عِند الموت إلى حاله روحيه مختلفه عن شكل الحياه على الأرض وعن والوصف اللفظى لجنات عدن.
وتتشارك كلا الجماعتين مع فِكرة الأسماعيليه النزاريه (الحشاشين) فى التحلل من كل الشرائع والوصايا, وإباحة المحرمات والإستمتاع بكل الملذات الماديه المتاحه وبلا قيود.
إستطاع أبا يزيد الأنصارى أن يجمع حوله الكثير من الأنصار والأتباع, وكانو يسمونه " بيرى روشان " أى شيخ المستنيرين, وأقام مدينه فى جبال أفغانستان وسماها "هاشت ناجار" ليجعل منها مركزاَ لنشر دعوته لكل أرجاء العالم.
بعض الدارسين المحدَثين يفندون صحة هذه المعلومات, ويقولون إنها إتهامات أطلقها أعداءه من المغول, وأنه كان قائداَ لحركة مقاومه تواجه طغيانهم.
تمكن "محسن خان" حاكم مدينة كابول من القبض على أبا يزيد وكَبَلَه بالحديد وطوِف به فى شوارع المدينه محلوقا نصف شعر رأسه ولحيته, ليظهر أنه لا يتمتع بقوى خارقه كما يدعى وأتباعه, وأنه لايستطيع حتى تحرير نفسه.
إستطاع الشيخ العطارى إقناع محسن خان بعدم الإساءه إلى أبايزيد إتقاءاَ لردة فعل أتباعه, وسهل هربه إلى حِمى قبائل "تارح", حيث شَكَل جَيشَاَ بهدف غزو الهند وفارس, ولكنه أصيب بجرح قاتل فى مواجهه مع جيش محسن خان وتولى إبنه "عمَر الأنصارى" شياخة الطريقه الروشانيه.
فى عام 1650 قتل عمر الأنصارى فى خلال حربه مع قبيلة "يوسفزاى" البشتونيه والمتحالفه مع المغول, وتولى بعده إبنه "عبد الواحد الأنصارى" , والذى قتل أيضاَ على يد المغول أثناء دفاعه عن آخر قَلعَه ومعقل للروشانيه, وقام أتباع الطريقه بتهريب إبنه الطفل "عبد القادر" ومن وقتها توقف النشاط العسكرى للجماعه, بينما إستمرت الروشانيه كطريقه صوفيه فى أفغانستان والهند وباكستان وإيران إلى وقتنا هذا.
بعد مقتل "عبد الواحد الأنصارى" بحوالى نصف قَرن, بدأت الحركات المسماه بالتنويريه بالظهور فى أوروبا, وتبلورت فى جماعة الإيلوميناتى التى ذكرت بدايتها ونشأتها على يد " آدم فايسهاوبت " فى مقال سابق.
التوقيت والتزامن والتشابه بين دعوات التنوير فى أفغانستان وأسبانيا وفرنسا وبافاريا يدفع الباحثين إلى القناعه بأن هذا التشابه ليس وليد صدفه أوتوارد خواطر, فتطابق درجات الترقى وإشارات التعارف فى الدرجات المختلفه والتقويم الذى يتبعه متنورى الغرب هو نفس التقويم (الفارسى) الذى كان يؤرخ به الأفغان وقتها, وإشتراك كلا الفرعين فى الإحتفال بعيد النيروز, وكذا تطابق الطقوس بين المحافل فى الغرب وبين الحلقات فى الشرق وإتباع الرموز فى مكاتباتهم السريه وفى التعارف, علاوه على قناعة كل منهما بالتميز عن باقى البشر, وتطابق أهدافهم لتوحيد العالم تحت حكم فرقتهم المختاره والمتميزه.
هناك نقطه أخرى تثير الإستغراب فى فكر وفلسفة جماعة الإلوميناتى الماسونيه, فلديهم قائمه طويله من أسماء من يعتبرونهم بالقديسين من آلهة الشعوب القديمه وأنبياء العهد القديم وفلاسفة اليونان والفلاسفه والمفكرين على مدى التاريخ, كمثال : تحوتى وهرمس وآمون وأوزيريس وبودا وكريشنا وفيثاغورث وأفلاطون وملكى صادق وموسى وسمعان المجوسى والعديد من مفكرى عصر النهضه والإصلاح الدينى فى أوروبا وأسماء أَعلام السِحر والتنجيم على مر العصور, و "محمد" رسول المسلمين, ولامكان ولاذِكر ليسوع أو عيسى أو المسيح فى قائِمة مقدسيهم وقديسيهم؟.
فى مقالات تاليه سأقدم ملخص لعلاقات جماعة التنويريين بالكنيسه الكاثوليكيه والجزويت والفرنسيسكان, ثم هيمنتهم على المحافل الماسونيه, ودورهم فى خلق المذاهب الإسلاميه التكفيريه.

مراجع :
- الماسونية والمنظمات السرية, ماذا فعلت ؟ ومن خدمت؟
تأليف : عبد المجيد همو
https://en.wikipedia.org/wiki/Pir_Roshan-
A History Of Secret Societies , by Arkon Daraul (Author)-
http://www.thelemapedia.org/index.php/Gnostic_Saints-



#منير_جمال_الدين_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَسلَمَة العَالَم
- إيلوميناتى ( المتنورين )
- فرسان الهيكل
- الماسونيه القديمه
- الحشاشين
- سبيل الوِرد وصليب الوَرد
- بن سلمان والطريق إلى طهران
- أحداث عام 2016 والصدام المحتوم
- الجذور الحقيقيه للحضاره الفرعونيه
- راعيةالإرهاب
- حصار روسيا والصين
- روسيا وحروب الإمبرياليه
- بوتن يقود محور المقاومه
- نبؤات الكتاب المقدس
- سفر دانيال وآخر الزمان
- الأشكناز هم جوج وماجوج
- أكذوبة المحرقه
- الأقمار الداميه والنبؤات التلموديه لمستقبل إسرائيل
- هل تبدأ الحرب العالميه فى اليمن؟
- العلاقات السعوديه - الماسونيه


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - منير جمال الدين سالم - عصر التنوير (1) الروشانيه