أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - حنانيك يا د. فيصل القاسم















المزيد.....

حنانيك يا د. فيصل القاسم


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 1382 - 2005 / 11 / 18 - 11:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشر صديقنا اللدود د. فيصل القاسم مقالاً بعنوان: ""الديمقراطية" العراقية: ضجيج ليبرالي وحُكم كهنوتي!"، والمقال بقاموس "الاتجاه المعاكس" ينضح بالشماتة في الليبراليين الجدد، وفي التجربة الديموقراطية العراقية، ورغم أنه يعتمد منهج المغالطة، بالتقول علينا (نحن الليبراليين الجدد) بما لم نقله، كما يعتمد الانتقاء التعسفي لأجزاء من صورة "المشهد العراقي" تخدم غرضه، تاركاً باقي الأجزاء التي تدحض ما يقول، إلا أنه قد أورد بعض الملاحظات التي نقره عليها، والتي سبق أن أثارها الكثير منا (نحن الليبراليين الجدد)، نستعرض أولاً أهم أفكار ذلك المقال:
" لقد سفك العلمانيون «الليبراليون» حبراً غزيراً في التغني ببزوغ فجر عراقي مشرق"
" فكيف إذن ولج العراق عصر النور إذا كان فعلياً قد انتقل من عهد علماني إلى عهد أصولي بامتياز يقوده الملالي وأصحاب اللحى؟"
"ما الفرق بين «المحتلين» الزرقاويين من الناحية الفكرية وبين حكام العراق الجدد؟ الفرق الوحيد أن الزرقاويين، على حد زعم الليبراليين، إرهابيون. هذا كل ما في الأمر. أما عقائدياً فإن المرجعيات الدينية الحاكمة في العراق هي من نفس الطينة «الظلامية» التي يمقتها الليبراليون والعلمانيون العرب"
" أليست الحقيقة الثابتة أن الأحلام الليبرالية بخلق عراق علماني ليبرالي ديمقراطي قد تحولت إلى كوابيس؟"
" أن الحملة الأمريكية على العراق لم توقظ المارد الأصولي وتقوي شوكته فحسب بل عززت أيضاً النزعات القبلية والعشائرية"
إعادة ترتيب الأوراق
سأحاول الآن إعادة ترتيب الأفكار والأوراق، التي أجاد د. فيصل القاسم خلطها بعشوائية تتيح له الخروج بمقاله هذا:
· لقد تغنى الليبراليون فعلاً بفجر العراق المنتظر، ليس فقط من قبيل التمني والإخلاص لشعوبنا، وفي طليعتها أخوتنا في العراق، وإنما أيضاً استقراء للواقع، الذي أتاح للعراق، على يد قوات التحالف الدولي، فرصة ذهبية للتخلص من أفظع ما عرفت البشرية من أنظمة حكم، فلا الستالينية ولا النازية والفاشية، قد ارتكبت من الجرائم في حق الإنسانية، ما ارتكب صدام حسين ونظامه البعثي المقبور.
البداية الطبيعية إذن للتغيير هي إزالة أهرامات الطغيان الصدامي البعثي، من على صدر أرض الرافدين، ولم يكن هذا من الممكن أن يتحقق، لولا قوات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، فلم تكن الدول العربية وجامعتها المبجلة مثلاً، تلتفت إلى أنين الشعب العراقي لأكثر من ثلاثة عقود، كانت (ومازالت) فيها وسائل إعلامنا المناضلة تهتف: "بالروح بالدم نفديك يا صدام"!!
لهذا تغنى الليبراليون الجدد بالمقدم الميمون لقوات التحالف، ومعهم الشعب العراقي، الذي رأيناه على شاشة "قناة الجزيرة المناضلة"، وهو يسحل تماثيل الطاغية في شوارع كافة المدن العراقية، ويضرب صور بطل العروبة الصنديد (بلغة قناة الجزيرة) بالنعال، فعل ذلك كهول عراقيين، لا يرتدون قبعة "العم سام"، ولا يشربون وهم يفعلون ذلك زجاجة كوكاكولا!!
بعد مرحلة الهدم الضرورية للطغيان، يأتي دور البناء الذي يعرف الجميع (وأولهم صديقنا اللدود) أنه عملية صعبة، لا تتم بين يوم وليلة، إعادة بناء الوطن الذي هدمه الطغيان، وإعادة بناء الإنسان الذي أفرغه النظام البعثي من إنسانيته، ليحوله إلى هيكل عظمي مرتعب، ثم استزراع الليبرالية في أرض ومنطقة لم تعرفها من قبل، كل هذا (يا صديقنا اللدود) لا يتم بين عشية وضحاها، ومن هنا كانت الإسهامات الفكرية لليبراليين الجدد، لتوضيح معالم الطريق، وأحيلك لما أظن أنك تعرفه جيداً: مسودة مانيفستو الليبرالية الجديدة، الذي نشره د. شاكر النابلسي، وبعده ستة مقالات لي بعنوان: الليبرالية الجديدة وفضاء يتشكل، هذا فقط مجرد مثال يوضح أن الليبراليين الجدد ليسوا هم السذج، الذين يتصورون أن مجرد القضاء على كابوس البعثية الصدامية، كفيل بإقامة فردوس الليبرالية في غمضة عين، فمسيرة البناء يا سيدي طويلة وشاقة، وتحتاج منا نحن شعوب المنطقة أن نتصدى للقيام بأعبائها الجسام، حرصاً على مستقبل أولادنا وأحفادنا، لا أن نقف منها موقف الشامتين، والمهللين للعقبات، التي كنا نعرفها، ورصدناها قبل حدوثها، وتشهد على ذلك كتاباتنا.
· العراق يا سيدي لم ينتقل " من عهد علماني إلى عهد أصولي بامتياز يقوده الملالي وأصحاب اللحى؟"، فالانهيار العملي لنظام صدام حسين بعد هزيمته في حرب الخليج، أسلم الشعب العراقي إلى الأصولية الدينية والأصولية العشائرية، وحتى على المستوى الشعاراتي الرسمي، صعَّد النظام من نبرة الخطاب الديني، ليستخدمه كقاطرة تسحب سفينته الغارقة، وهذه الحالة من التدهور لا تملك قوات التحالف تخليص الشعب العراقي من ربقتها، وإن كانت ستساعده على استعادة وعيه وإنسانيته، كما أن ما نجح الشعب العراقي الآن في التوصل إليه ليس كما تصف، لكنه الممكن المرحلي، القابل للتطور إلى كيان ليبرالي حقيقي، علينا أن نساهم جميعاً في إنجاحه، نعم هنالك فجوة أو تناقض خطير بين النظام ومحتواه، النظام ديموقراطي، والمحتوى أصولي ديني وعشائري، وهذا الوضع لا يمكن أن يستمر، إذ لا بد وأن يؤثر أحدهما على الآخر، فإما أن ينتصر المحتوى ويحول النظام إلى الثيؤقراطية، أو يبقيه شكلاً غير مفعَّل وبلا مضمون، وإما أن ينتصر الشكل ويطور المضمون المتخلف، باتجاه الحداثة والليبرالية، بفضل وعي الشعب العراقي، وتوقه إلى مستقبل أفضل، وبفضل ريادة رموز الليبرالية والعلمانية، المتواجدين بقوة داخل المجتمع العراقي (وليس كما يدعي المقال)، وبمساعدة القوى العالمية، التي قررت أن تجعل من العراق نموذجاً لإمكانية تطور الشرق، ودخوله حضارياً إلى الألفية الثالثة.
· تقول أن " المرجعيات الدينية الحاكمة في العراق هي من نفس الطينة «الظلامية» التي يمقتها الليبراليون والعلمانيون العرب"، ربما كان هذا صحيحاً إلى حد كبير بالنسبة لقيادات السنة الدينية، والتي يرفض أغلبها للآن الدخول في العملية السياسية، أو من دخل منها على مضض، تحيناً لفرصة للانقضاض عليها، وربما صح هذا جزئياً على بعض مرجعيات الشيعة، لكنك تعرف بالتأكيد أن رؤوساً هامة في المرجعيات الشيعية لا تتبنى فكرة الدولة الدينية، ولا هي ظلامية الفكر كما تدعي، كما أن التحالف الحاكم للعراق ليس كله يستند لمرجعية دينية، إنما هو انتقاؤك التعسفي، الذي يجيد تشويه الصورة العامة.
· الأحلام الليبرالية يا عزيزي لم تتحول إلى كوابيس، فرغم أن ما تحقق على أرض الواقع كان أقل من تمنياتنا (وليس توقعاتنا العملية)، فإنه إنجاز حضاري بكل المقاييس، وانظر حولك يا سيدي، أي الشعوب المسماة بالعربية تحكمه حكومة شرعية منتخبة بانتخابات حقيقية نزيهة كشعب العراق، ومن منها يمتلك دستوراً ديموقراطياً قابلاً للتطوير كدستور العراق، انظر حولك بعدالة ونزاهة، لتدرك أن الأحلام الليبرالية في طريقها للتحقق على أرض الرافدين.
إن أحلام الليبراليين ليست كأحلام العصافير أو الواهمين، الذين يريدون خاتم سليمان، يحقق لهم في لحظة ما عجزوا عنه قروناً يصعب حصرها، فعملية البناء الحداثي الليبرالي مستمرة، تعترضها العقبات، وتهددها المخاطر، لكنها ماضية في طريقها، بفضل صلابة وإصرار الشعب العراقي، وبفضل يد العالم المتحضر الممدودة له.
· لم توقظ الحملة الأمريكية على العراق المارد الأصولي، كما تدعي، لكن العراق قد صار مركز تجميع لعقارب الإرهاب والتطرف في أنحاء المنطقة، ورغم أن هذا وضع صعب لشعبنا العراقي، إلا أن العراق في النهاية سيكون له شرف استضافة أكبر مقبرة للإرهاب وللإرهابيين، فهناك يتجمع الصديد والقيح المنتشر في الجسد العربي، لكي يقوم رسل الحضارة بتنظيفه واجتثاثه.
والآن دعني أسألك يا صديقي (اللدود):
ليس في العراق وحده، وإنما في شرقنا الكبير، وفي العالم أجمع، هل تتصور أن ينتصر الفكر الظلامي، على الحضارة والتقدم؟ هل ستتراجع البشرية، وتحول اتجاهها إلى الخلف، خوفاً وانهزاماً أمام أصحابك بن لادن والظواهري والزرقاوي؟ أتتوقع أن يركع العلم أمام الجهل؟
أو تحسب أن مصير المنطقة والعالم، ستحسمه نباح وقعقعات الفضائيات العربية، أو حتى كتابات الليبراليين على الإنترنت أو ورق السوليفان؟!
الحضارة يا أخي صيرورة مادية وثقافية تتجه دوماً للأمام، تتعرض لانتكاسات وانحناءات وتكسرات، لكنها أبداً لا تفقد الاتجاه الصاعد، نحو حياة إنسانية أرقى، والمكان المحدد في مسيرة الإنسانية لأمثال أصحابك القتلة والذباحين هو مزبلة التاريخ.
أو لديك رأي آخر؟!!



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا لك من متفائل يا صديقي د. شاكر النابلسي
- الصخرة الأرثوذكسية ورياح التغيير 2
- الكنيسة والوطن. . إعادة ترتيب الأوراق
- عقيدة التوحيد ومسيرة الحضارة
- همسة في أذن الأقباط، وحركة كفاية
- حاولت أن أدق في جلودكم مسمار
- الصخرة الأرثوذكسية ورياح التغيير
- مصر والعرب والعروبة
- قليل من الوقار يا سادة
- إلى ما يسمى تيار الإخوان المعتدل
- الإخوان والحنان الليبرالي اليائس
- خطوة تكتيكية إلى الخلف
- رائحة سرور تلك - كتابة عبر النوعية
- هكذا تكلمت إيزيس
- عصفور الشرق المغرد في لندن - صنديد العروبة الذي لا يخجل
- معضلة المرض العقلي
- السباحة في بحر الظلمات إهداء إلى د. سيد القمني.
- د. سيد القمني لا تحزن من سفالتهم
- العظيم سيد القمني والبيان القنبلة
- الليبرالية الإنسانية-دعوة إلى صرخة في واد


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - حنانيك يا د. فيصل القاسم