أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - دفتر عاملة 23















المزيد.....

دفتر عاملة 23


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5097 - 2016 / 3 / 8 - 08:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كيف عرفت ان ذلك الصغير لديها ..لمحته فى الليل خافت صمتت بخفه تحركت رفعت الغطاء عن المنضدة تطلعت الى وجه ..كانت تعلم انه لا يجب ان يبقى هنا معها ما كان ينبغى له ان يعرفها ..كان عليها ان ترفع شرشوبتها وتعمل طيلة اليوم بقوة فى طابقها لم تنصت اليهن ذلك اليوم او تعيرهم اهتمام ...كانت تراقب الساعة تعلم انه تناول الطعام ..كتمت اناتها حتى لا يسمعها احدا فى الميعاد تحركت ببطء فى اتجاه غرفتها لم تجاوب عن سؤالهن هل سيكون اليوم موعد النرجيلة اليها لا لم يتعلمن مما حدث لا يستطعن الابتعاد عن تلك العادة انها الطريقة الوحيدة لحملهن على الحديث ..كانت قدماها تتخبط حاولت جاهدة ان تبدو ثابتة وهى تدير مزلاجها وتفتح الغرفة وتغلقها من خلفها فى احكام ..كان نائما هناك على الفراش لا لن تتطلع الى وجه الان لا يمكنها لن تقدر على فعلها..انتظرت حتى حل الليل ..بينما كانت اعين العجوز تراقبها كانت هى تضعه وتضع عليه الكثير من الرمال ...لم تنتبه الى صوت ندب العجوز قبل ان تضرب بقدمها على الرمال وتتاكد من ان الصغير قد محيت اثاره ..من سياتى الى هنا جوار ذلك الكوخ ويبحث وسط الرمال عن الصبى ...انتبهت لندب العجوز تقدمت نحوها ببطء صمتت العجوز تراجعت نحو الحائط حاولت ان تخفى عيناها عنها ..كادت ان تصرخ لكزتها"س" صه اذا سمعت صوتك من جديد ايتها العجوز ستحملك الرمال انت ايضا ..
لم يدر بخلدها ان تضع الصغير تحت الرمال لم تفكر ان تصنعها يوم مولده بل ابقت عليه ساعدتها"م" فى فعل ذلك ..اتت اليها"م" ليلتها ..كانت جامدة توقعتها تبكى لكنها لم تفعل نظرت اليها خافت "س" لم تفعلها "م" وتنظر لها بكل هذا الكره من قبل رغم انها كانت تعلم ان"س" هى من تسببت لها فى الطرد وكادت ان تسجن لكن "م" سامحتها على فعلتها لكن تلك المرة كانت نظراتها تقول لا لن اسامحك تلك المرة..
فى تلك المرة لم تاتى اليها "م" بمفردها كان الصغير يسير من خلفها ..ثم يقف الى جوارها طوال الليل كانا يقفان امام فراشها كانت تراقبهما لا يتحركان شعرت انهما ينتظران نومها لياخذا روحها وهو ما لن تسمح بحدوثه لها لا ليس الان لن تذهب معهما ...كانت فى ذلك الصباح نصف نائمة عندما طلبها ذلك الموظف من جديد...لم ترفض ذهبت ..لم تعد الى بدرومها عرفت ان هناك غرفة اخرى بانتظارها ..لم يحدث ان تحدثا من قبل ولكن تلك المرة سألته عن الصغير الذى رزق به قريبا فلم يجبها..قالت :هل تحبه حقا؟
تفرس فيها وهو يرتدى ملابسه على عجل ..امامك الغرفة حتى الصباح ثم غادرى ..استدار وتركها سمعت صوت الباب وهو يغلق بهدوء من خلفه ...شعرت بالغضب ..لما لم يجاوبها هل علم هو ايضا هل يمكن ولكن لا لا يراها احد ..ولكن انه لا يعلم لم يحب احد صغيره بمقدار ما احبته هى ..حتى هو قالت :لا انت لا تحب صغيرك مثلما افعل انا ولا واحدة اخرى !...
تعجبت عندما سمعت صوت صياحها يعود من جديد يطوق المكان لم تحسب انها ستعود لطابقها ..جميعهن تراجعن عنها الان..اصبحت الاولى لا يعلمن كيف حدث هذا لم تعد مثلهن ..شعرن بالغضب لابد انها استغلت احاديث النرجيلة لهذا غضب عليهن الطابق الاعلى بينما حظيت هى بمكان"م" الذى تمنت الحصول عليه منذ سنوات ..لم تعد المراقبة"ج" والجديدة يتهامسان سرا عندما تمر من امامهم ..كانت هى فقط من تصعد الطابق الاعلى الان..تهامسن فى غيظ..
اصبحت عين هى ايضا ..لا يدرى احد كيف وصلت للطابق الاعلى ..صارت "س" هى عين الكل تروى لهم وتخبرهم ايضا الطابق الاعلى يراها اصبح لها وقتا تصعد فيه لتخبر من فى الاعلى عن كل شىء يحدث بينهن بالاسفل ..تمتمت جديدة ساخرة :وهل نحن بكل تلك الاهمية ؟لكزتها اخرى لكنها استمرت حسنا ان كان ثمننا باهظا الى هذا الحد فلما نصمت ردت اخرى :يحق لك فانت وحيدة لا طفل ولا زوج من خلفك لا تزالين جديدة ...حاولت ان تجيب لكنهم رحلوا راقبت من بعيد"س" وهى تخرج من المصعد ..صار لها ان تستخدمه مرة كل اسبوع ثم مرتين فى الاسبوع ...
قالت"ر" ماذا تريدون منى ان اخبرها ؟لقد تركتنا واخبرتهم عن احاديث النرجيلة ..لا يمكننا الرحيل الى اى مكان ..لا يمكننا الرحيل او حتى الحديث ..
تركوها لم يعد امامهم سوى الجديدة "و" حتى المراقبة "ج" كانت حذرة تعلم ان "س" تبغضها ولكنها بدأت ترتفع طابق اخر ..لم ترحل"س" عن عملها المعتاد ظل كما هو لم تترك ادواتها ..كانت تكره ادواتها ربما اكثر من"ر"..لكنها ابدا لا تتركها ..
فى ذلك اليوم صباحا كانت ذكرى الصغير الاولى لم تعد تهتم بقدوم "م" كل ليلة لها واطفئت الانوار وكانها اصبحت تتلذذ بنظرات "م"تلك..مع ذكرى رحيله حملت قرصها التى عجنتها بيدها ولم تبالى بطلبات سكان عمارتها ذلك اليوم..كانت تنقشها وكانها مثل الماضى ذاهبة اليه فى ليلة العيد لتعطيه من كعكها الشهى وتتأمل ملابسه الجديده التى احضرتها لاجله عليه وهو يبتسم لها ويسرع فى تناول الحلوى قبل ان يركض من خلف الصبيه هناك يتلقى مزيدا من الحلوى والطعام ..كان يتسابق معهم فيمن سسيجمع اشياء وطعام افضل فى ذلك اليوم ..كانت تنتظره العجوز على باب كوخها الصفيح ..كانت تعجب من سرعته وركضه طوال اليوم ..كان يلقى بكل ما يحضره بين يدى العجوز بينما "س" تراقبه ..هل تخبره انها اسفة ولكن ما الفرق بين هنا وبدرومها اليس هنا افضل له ان يركض ويلعب مثلما يريد وهى تحضر له المزيد من الاشياء كان هناك محاطا بسور من الاموات ..الاموات فقط من لن يتسببوا له فى الاذى هو هنا اكثر راحة ماذا لو عرفه الاحياء ؟..هل سيتركوه ..انه هنا وبعض الصبيه يركضون وسط قبور اموات الدرجة الاولى والثانية والثالثة والرابعة تمام مثل الاحياء ...انها لا تبالى بهؤلاء الصبيه الاخريين واخبرته الا يهتم لقد مات ابوه منذ زمنا طويلا ..كانت تتذكره ملامحه انه يشبه والده تمتمت :نعم انك تشبه والدك ...كان والده امامها الان ..هل تنتقم منها "م" الان جفلت ..لم تخف المقابر فى الليل بل واعتادت المجى ذلك اليوم قررت ان تبيت مع صغيرها كلاهما معا لن يشعرا بالبرد ..سحبت كشافها انارت لها الطريق كان هو هناك يتحرك ببطء لم يهتم كثيرا بالنور ..كان هو الاخر يتحرك باتجاه مقبره صغيرة يبحث عنها وسط الاتربه والعظام ..لم يتعثر هو يعرف طريقه .عندما توقف امام جثى على ركبتيه ..كان امامها على بعد خطوات لكنه لم يحدق بها ولم يرفع راسه عن صغيره ...ربتت بيدها على الرمال همست للصغير :يبدو انك لست بمفردك ..الان هناك معا من سيخبرك عنه ...سيخبرك اننى لست كاذبة وان لك ابا ...



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اثنين
- هل كنا غاضبات؟
- لاوداع ..مارجريت
- عندما سقط الحليب
- دفتر عاملة 22
- بدوية 26
- اسفنجة
- بدوية 25
- دفتر عاملة 21
- بدوية 24
- بدوية 23
- بدوية 22
- دفتر عاملة 20
- بدوية 21
- بدوية 20
- دفتر عاملة 19
- بدوية 19
- من عالم اخر.مارجريت
- دفتر عاملة 18
- اوراق عاملة 3


المزيد.....




- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...
- ازاي احمي المراهق/ة من التنمر؟
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 والشروط ا ...
- “قدمي الآن” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالمنزل في ا ...
- شروط صرف منحة الزواج ومقدارها والمستندات المطلوبة من التأمين ...
- تطابق الحمض النووي.. شقيقان مراهقان يوجهان تهمًا بـ-الاعتداء ...
- “سجل الآن واحصل على 1350 ريال” التسجيل في منفعة دخل الأسرة ف ...
- ضحايا الأسيد في مصر .. جرائم عنيفة وقوانين غير رادعة
- عربيا وعالميا.. ترتيب الدول من حيث تعداد أفراد الأسرة الواحد ...
- احتجاجات في موريتانيا بعد اغتصاب وقتل طفل من ذوي الإعاقة


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - دفتر عاملة 23