أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - عن التناص في الأدب العربي














المزيد.....

عن التناص في الأدب العربي


سلام كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 5096 - 2016 / 3 / 7 - 20:32
المحور: الادب والفن
    


عن التناص في الأدب العربي .....
بقلم سلام كاظم فرج...
وجدت ان هناك سوء فهم لمصطلح التناص , وليس ذلك بغريب فالمصطلح حديث عهد في الادبيات العربية.. رغم وجود الاف النصوص المتناصة مع نصوص وافكار سابقة على مر تأريخ الادب العربي.. ورغم وجود عشرات الدراسات النقدية والمقاربات الا ان التناص كمصطلح اقتبس من النظريات النقدية الاوربية المعاصرة.( ربما تم التداول به بعد نشر رولان بارت نظرياته النقدية وترجماتها واطروحات كرستيفا وزيادة الاهتمام بالبنيوية وما بعدها والرجوع الى الكتابات الاولى لدي سوسير وإعادة قرائتها كذلك ان للماركسيين الجدد فضلا في تسليط الضوء على مقاربات العمل الادبي الابداعي وعلاقته بالاجتماعي.. في بحث دؤوب عن الانساق الكامنة خلف اية ممارسة أدبية او كتابية..وما عرضه تودروف من تنظيرات نقدية يدخل من هذا الباب... كذلك تنظيرات دريدا..))
ويبقى لرولان بارت الفضل الاكبر في تسليط الضوء على المصطلح لما اكتسبته إطروحاته من شعبية لدى النقاد العرب وشيوعها بين الادباء والمثقفين. وللدكتور مصطفى بيومي عبد السلام الباحث المصري دراسات رصينة قيمة ومقاربات شارحة لمعنى التناص في العمل الادبي..
حتى في الكتب المقدسة هناك مقاربات بين النص التوراتي والنص القرآني.. في مواضيع كثيرة متعددة..كقصة النبي يوسف .. وقصة سليمان وبلقيس..وقصة الطوفان.. ومواضيع كثيرة أخرى.. وكتبت مقاربة متداخلة ضمن الاستطلاع عن الحالات التي يتمظهر فيها التناص والفرق بينه وبين الاقتباس والالماح او الالماع.. والتأثر..فوجدت ان نص احمد شوقي جبل التوباذ وهو يتقمص روح قيس بن الملوح فرصة جيدة لفهم التناص في الادب العربي قبل تناوله في الادبيات اللاحقة ( جبل التوباذ كتبت في الثلاثينيات من القرن العشرين..)..وقد لقي النص ترحيبا عاليا ساعة نشره حتى ان الموسيقار عبد الوهاب قد لحنه وغناه بشكل رائع خلاب.. ولم تك هناك حاجة للتوضيح ان النص يتقمص روح ابن الملوح لا شعره.. فكما هو معروف ان للشاعر الاموي ابن الملوح قصائد عديدة منشورة له..
في معجم مفاهيم النقد الادبي.. نتعرف على مايلي..
ان التناص ينطوي على خمسة مفاهيم. أهمها ان يكون مرادفا.. للإلماع او الإلماح .
.والالماع هو استدعاء نص سابق والاشتغال عليه.. بشكل يكون الهدف النهائي له. انتاج نص أكثر حيوية ومعاصرة..كما فعل عشرات الشعراء مع نصوص خالدة.. كنشيد الاناشيد من العهد القديم . وقصة يوسف.. وقصة المسيح... على سبيل المثال..



ان العمل المتناص مع عمل سابق. هو إبداع جديد ونشاط منفصل تماما عن النص السابق..
ولن يكون التناص فعالا ومجديا.. الا إذا أقترب من فخامة العمل السابق له..
للوصول الى ما يسمى بتأصيل النص..وتمظهرات التناص تتلخص بما يأتي..
إستدعاء شخص ( قيس بن الملوح مثلا في نص احمد شوقي جبل التوباذ)
او إستدعاء شخصية تأريخية ( النبي يوسف) في مسلسل يوزرسيف مثلا..
او مكان.. مثل البصرة.. في نص الروائي الكبير محمد خضير بصرياثا..
او حدث.. كحرب البسوس في سيناريو لفلم او مسلسل تلفازي..او عرض مسرحي...
او فكرة... كفكرة الحور العين في الجنة.. في قصيدة ما. او رواية .. او مسرحية...
او استدعاء نص بكامله كما فعل الروائي الكبير محمد خضير مع نص الكاتب الراحل محمود عبد الوهاب القطار الصاعد..
من هذا نفهم ان التناص.. نشاط إبداعي مستقل لا يجيده الا قلة من المبدعين ..
اما الاقتباس.. فأمره سهل وواضح ومتاح... والاقتباس يأتي احيانا لضرورات فنية لالقاء المزيد من الضوء على النص المتضمن لذلك الاقتباس ..والواجب الادبي يفرض على الكاتب الذي يقتبس جملة او جملتين أن يضع ما اقتبسه ويشير الى المصدر..فيكون امينا ومفهوما لقاريء نصه..
اما السرقة.. فتمظهراتها عديدة.. منها الذكي المراوغ المخادع .. ومنها الساذج المضحك المفضوح.. وكما في عالم اللصوص..تتباين مستويات السراق.. فمنهم من( يخمط). نصا منشورا بكامله ويدعيه لنفسه.. وهذا أكثر انواع السرقات.. رداءة وسذاجة ..ومنها سرقة نص لصديق ونشره بأسم السارق قبل المؤلف الحقيقي.. وهذه الامور قد تحصل وهي مؤلمة جدا..وتتسبب بالام نفسية لا يقدرها السارق في وجدان صاحبه.. سيما إذا كان النص رصينا وفيه ابداع لافت..وهناك سرقات لنتف من الكلمات او الجمل او الافكار الباهرة متناثرة في نصوص منشورة لكتاب مبدعين معروفين.. دون الاشارة لذلك لنميز بين الاقتباس والسرقة..
من هذا نفهم ان التناص فن إبداعي صعب المجتنى..راق.. وعظيم
وإن الاقتباس.. متاح وشرعي . وبسيط.. وضروري في بعض الاحيان.. على ان يثبت مصدر الاقتباس بين قوسين..
وأن السرقة فن ايضا !!!.. لكنها فن.. قبيح ومؤلم.. ! وساذج..
ولا ننسى ان نثبت ان هناك استعارة تستحضر صورة مألوفة لكنها غير متداولة فنيا..كصابونة ارخميدس حين ترد في نص سردي او شعري..
او تفاحة نيوتن الساقطة بسبب الجاذبية..او نظرية دارون عن اصل الانسان.. او فائض القيمة لماركس..او استعارة اوديب من فرويد لا من سوفوكليس.. وهكذا...مع فرويد.. استعارة.. ومع سوفوكليس تناص.
0 اقصد ان نص المسرحي المصري علي سالم مثلا( اوديب انت اللي قتلت الوحش) يتناص مع سوفوكليس.. رغم ان المسرحي الكبير كان يتناول كاريزما جمال عبد الناصر في الستينات). وهناك عشرات الاعمال الادبية العالمية تناولت اوديب بأشكال متعددة ومتقاطعة احيانا. وكلها تتناص مع قصة اوديب الاصلية( اوديب ملكا)..المكتوبة قبل ميلاد المسيح بمئات السنين....
والمصطلح لم يستقر بعد بشكل متكامل عربيا رغم ان تداوله عالميا قد ناهز النصف قرن..



#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدتك..
- قصائد مجنونة من دفتر مهجور
- عن الله .... كل الحقوق محفوظة
- جمعة اللامي ..رائد النصوص المفتوحة في الأدب العربي المعاصر
- أشتغل على الصمت
- ليس لي سوى الذكريات
- التجريب في النص المفتوح ( نموذج للقراءة ..)
- أبناء الريح ...
- مقياس الشعرية وفق أساسات الشعر الجاهلي
- بورتريت لإمرأة من حرير
- أشجان وشجون في مقالة الدكتور حسين سرمك عن الرصافي
- عن قصيدة النثر : ثالثة ورابعة
- رفات ذاكرة كانت جميلة
- ربة القبعة... قصيدة
- عادل إمام واليسار المصري
- سعدي يوسف / قصيدة نثر
- إنثيالات من واقع صديء
- إنطباعات حول ديوان الشاعرة العراقية سحر سامي الجنابي (على جن ...
- حين تكون الكتابة ممرا للوضوح/ وقفة مع الجزء الثالث من كتاب ا ...
- الحق أقول لكم


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - عن التناص في الأدب العربي