أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - ما حقيقة وأد البنات؟













المزيد.....

ما حقيقة وأد البنات؟


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5096 - 2016 / 3 / 7 - 15:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يذكر لنا مفسرو القرآن والمؤرخون أن العرب قبل ظهور الاسلام كانوا يأدون بناتهم، اي يدسوهن بالتراب وهن احيان حتى الموت!، وهذا هو نوع من الجرائم التي تخالف كل القيم الانسانية والقانونية والاجتماعية، وسبب وأد البنات – كما يدعون هو بسبب الفقر او السبي حيث ان القبائل العربية كانت تغير واحدة على اخرى فتسبى الذراري والاموال والابل والنساء ، وبذلك انهم يعتقدون قد يصيبهم العار من جراء ذلك. لكن السؤال هل يكفي هذا بأن الاب يقتل ابنته التي هي فلذة كبده ، سيما وان البنت او الابن هو اعز ما يمتلك الانسان، بل واحيانا يفدي الاب نفسه وكل ما يمتلك من اجل اولاده؟ . لكن ان يقتل ابنته لذلك السبب التافه، هذا مما لا يقبله العقل والوجدان والفطرة السليمة.
تقول الآية: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ }التكوير: (8-9). وهنا ننقل ما قاله المفسرين في هذه الآية:
ففي تفسير الجلالين: ((واذا الموؤدة :الجارية تدفن حية خوف العار والحاجة، سئلت: تبكيتا لقاتلها)) راجع: ص 786 ، مكتبة الملاح بمصر. وقال الزمخشري: ((وأد يئد مقلوب من آد يئود: إذا أثقل. قال الله تعالى وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما لأنه إثقال بالتراب: كان الرجل إذا ولدت له بنت فأراد أن يستحييها: ألبسها جبة من صوف أو شعر ترعى له الإبل والغنم في البادية، وإن أراد قتلها تركها حتى إذا كانت سداسية فيقول لأمها: طيبيها وزينيها، حتى أذهب بها إلى أحمائها، وقد حفر لها بئرا في الصحراء، فيبلغ بها البئر فيقول لها: انظري فيها، ثم يدفعها من خلفها ويهيل عليها، حتى تستوي البئر بالأرض. وقيل: كانت الحامل إذا أقربت حفرت حفرة فتمخضت على رأس الحفرة، فإذا ولدت بنتا رمت بها في الحفرة، وإن ولدت ابنا حبسته. فإن قلت: ما حملهم على وأد البنات؟ قلت: الخوف من لحوق العار بهم من أجلهنّ. أو الخوف من الإملاق، كما قال الله تعالى وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ وكانوا يقولون: إن الملائكة بنات الله، فألحقوا البنات به، فهو أحق بهنّ. وصعصعة بن ناجية ممن منع الوأد، فبه افتخر الفرزدق في قوله:
ومنّا الّذى منع الوائدات ... فأحيا الوئيد فلم توأد )). (راجع: الكشاف ج 4ص550 طبعة مصر بتحقيق يوسف الحمادي)
وقال في الميزان: (( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) الموؤدة البنت الّتي تدفن حيّة و كانت العرب تئد البنات خوفاً من لحوق العار بهم من أجلهنّ كما يشير إليه قوله تعالى: ( وَ إِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى‏ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَ هُوَ كَظِيمٌ يَتَوارى‏ مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَ يُمْسِكُهُ عَلى‏ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ ) النحل: 59. و المسؤل بالحقيقة عن قتل الموؤدة أبوها الوائد لها لينتصف منه و ينتقم لكن عدّ المسؤل في الآية هي الموؤدة نفسها فسئلت عن سبب قتلها لنوع من التعريض و التوبيخ لقاتلها و توطئة لأن تسأل الله الانتصاف لها من قاتلها حتّى يسأل عن قتلها فيؤخذ لها منه، فالكلام نظير قوله تعالى في عيسى عليه‌السلام: ( وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَ أُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ ) المائدة: 116. و قيل: إسناد المسؤليّة إلى الموؤدة من المجاز العقلي و المراد كونها مسؤلاً عنها نظير قوله تعالى: ( إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا ) إسراء: 34)). راجع: الميزان ج20ص214 دار الاعلمي بيروت ط3سنة974 .
وهذا هو السبب الذي أدى لنزول الآية لأجل القضاء على هذه العادة الجاهلية التي كانت متأصلة في المجتمع الجاهلي، كما يقولون. ويضيف علي بن إبراهيم القمي قال: ((كان العرب يقتلون البنات للغيرة، فإذا كان يوم القيامة سئلت الموءودة باي ذنب قتلت)).(راجع: تفسير القمي ج2 ص 407 ).
ويروون أنه ذوو الشرف منهم يمتنعون من هذا، ويمنعون منه. وكانت المرأة في الجاهلية إذا حملت حفرت حفرة، وتمخضت على رأسها، فإن ولدت جارية رمت بها في الحفرة، وردت التراب عليها، وإن ولدت غلاما حبسته .
واعتقد أنه ليس كل العرب كانوا يفعلون ذلك ، ولو أنهم جميعهم كانوا يأدون بناتهم لأنقطع نسلهم ولم يبق لهم ناعقة، لكن الصحيح أن هذه الحالة قد لا تتجاوز عشر حالات او اكثر بقليل، اي ليس عمومية.
وهنا الطباطبائي يزيد الطين بلة اذ يقول: ((وكانت في الجاهلية ايضاً هناك قتل الأولاد كما في قوله تعالى: ((ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم واياكم إن قتلهم كان خطا كبيرا)) ، فقد كانت في الجاهلية سنة سيئة أخرى غير وأد البنات دفعاً للهون وهي قتل الأولاد من ذكر وأنثى خوفاً من الفقر والفاقة )). راجع: الميزان ج13 ص85.
ولمفسري الشيعة غير هذا التفسير.
عن أبي جعفر الباقر في قوله: وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ((من قتل في مودتنا)).راجع تفسير القمي ج2 ص407، وأنظر تفسير فرات بن ابرهيم الكوفي ص541 وما بعدها، وأنظر تفسير نور الثقلين الشيخ الحويزي ص514، بحار الأنوار ج7 ص272 و ج23 ص254، كتاب سليم بن قيس ص949.
وعن أبي عبد الله الصادق قال: ((وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ )) قال: يعني الحسين (عليه السلام). بحار النوار ج23 ص255.
وعن أبي عبد الله ايضا ((وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ )) قال: ((نزلت في الحسين بن علي (عليه السلام).)) بحار الأنوار ج44 ص220.
وروايات اخرى كثيرة في نفس المعنى اعرضت عن ذكرها.
واقول: لو تطلع ألآن على اي برنامج او تقرير لعالم الحيوان ستجد جميع الحيوانات ، بكل انواعها واشكالها وصنوفها، كيف تحنو الام على وليدها وتحتظنه وتعطيه المأكل او الحليب او الغذاء المخصص له. وهذه الحيوانات لا عقول لها ، فكيف بالانسان الذي اعطاه الله العقل وميزه عن باقي المخلوقات، يقتل فلذة كبده خوفا من الفقر والاملاق او السبي. هل يعقل هذا ؟ ، بمعنى آخر هل أن الحيوان اكثر تعقلا وحنوا على مواليدها من الانسان. فالامر فيه تدبر .



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آية قرآنية تدعو لقطع الرؤوس
- السحق عند العرب
- دلالات الطباطبائي الفلسفية ؛ الحلقة(21)
- دلالات الطباطبائي الفلسفية ؛الحلقة(22) والاخيرة
- دلالات الطباطبائي الفلسفية ؛ الحلقة(20)
- دلالات الطباطبائي الفلسفية ،الحلقة(19)
- دلالات الطباطبائي الفلسفية، الحلقة(18)
- دلالات الطباطبائي الفلسفية ،الحلقة(17)
- ستون يوما هوشيار في لندن
- دلالات الطباطبائي الفلسفية ، الحلقة(16)
- دلالات الطباطبائي الفلسفية، الحلقة(15)
- دلالات الطباطبائي الفلسفية ،الحلقة(14)
- دلالات الطباطبائي الفلسفية، الحلقة(13)
- دلالات الطباطبائي الفلسفية، الحلقة(12)
- استدلالات الطباطبائي الفلسفية، الحلقة(11)
- استدلالات الطباطبائي الفلسفية، الحلقة(10)
- استدلالات الطباطبائي الفلسفية ،الحلقة(9)
- استدلالات الطباطبائي الفلسفية ،الحلقة(8)
- استدلالات الطباطبائي الفلسفية؛ الحلقة(7)
- الجلبي ما قتلوا وما صلبوه ولكن شبه لهم


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - ما حقيقة وأد البنات؟