علم من مدينتي، حافظ تركي الهيتي

قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5096 - 2016 / 3 / 7 - 12:39
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

ولد حافظ تركي رجا منصور الهيتي في هيت في عام 1930، وعاش في بيت من بيوت هيت الكريمة المعروفة بالطيب والكرم والتي ترجع أصولها الى عشيرة العبيد العريقة.
-
في عام 1938دخل مدرسة هيت الابتدائية للبنين، وكان قبلها قد تعلم كما تعلم غيره من الهيتيين في الكتاتيب.
-
في عام 1944 أنهى دراسته الابتدائية ولعدم وجود مدرسة متوسطة في هيت أكمل الدراسة المتوسطة ومن ثم الثانوية في ثانوية الرمادي للبنين.
-
في عام 1952 أنهي الدراسة الإعدادية، ودخل الدورة التربوية لإعداد المعلمين الخاصة بحملة الشهادة الإعدادية وتخرج منها.
-
عُيّنَ بعد تخرجه معلما في مدرسة (أبو طيبان) الابتدائية للبنين، وفي خلال عمله فيها تم فصله من الوظيفة لأسباب سياسية. بعدها عاد الى بغداد وفيها عمل كاتبا في وزارة الصحة ثم عمل في شركة من شركات القطاع الخاص.
-
في عام 1965 دخل كلية الآداب في الجامعة المستنصرية (الكلية الجامعة حينذاك) ودرس في قسم اللغة العربية ومنها حصل على شهادة البكالوريوس في عام 1969، وعلى وفق ذلك أعيد تعينه مدرسا على الملاك الثانوي.
-
في عام 1970 كان ضمن المدرسين العراقيين الذين بعثوا للتدريس في الجزائر وقد سافر الى هناك برفقة عائلته
-
في عام 1976عاد من الجزائر ونُسب مدرسا في ثانوية هيت وباشر عمله فيها في عام 1977واستقر في هيت منذ ذلك الوقت.
-
في عام 1990 عُيّنَ مديرا لمتوسطة الشيماء للبنات ثم مديرا لمتوسطة البعث للبنين في هيت وبقي في الإدارة حتى احالته على التقاعد في عام 1995لبلوغه السن القانونية.
-
في عام 2003 استقر في الأردن، وبقي فيها حتى وفاته في 1 / 4/ 2015حيث دفن هناك ولم تتحقق أمنيته بأن يموت ويدفن في مدينه التي أحبها وأحبته.
-
نشاطه السياسي
-
في عام 1952 وفي أثناء دراسته في الدورة التربوية انتمى الى الحزب الشيوعي العراقي. وكلف للعمل في حركة أنصار السلام في الكرخ وكان نشطا متميزا في عمله فيها فمنح ميدالية أنصار السلام بسبب نشاطه السياسي .
-
في الثاني من كانون الثاني 1960 أصدر الزعيم عبد الكريم قاسم قانون الجمعيات الخاص بتأسيس الجمعيات المهنية والأحزاب السياسية، وفي السادس من نفس الشهر وضع القانون قيد التنفيذ فبادرت الأحزاب السياسية على تقديم طلباتها للحصول على إجازة تأسيس حسب الضوابط والتعليمات التي نص عليها القانون.
-
في 9 / 1 / 1960قدم الحزب الشيوعي العراقي طلبا باسم زكي خيري من ضمن (15) عضواً مؤسساً بالإضافة إلى قائمة تحمل أسماء (82) شخصا مؤيداً لطلب التأسيس. وقد نشرت جريدة الزمان في 10 / 1 / 1960 قائمة بأسماء المؤسسين والمؤيدين لطلب التأسيس مع عمل كل منهم وعمره. وهي المرة الأولى التي يعلن فيها الحزب قائمة بـ (97) اسماً من أعضاءه (قادة وكوادر ورفاق) عبر تاريخه النضالي الطويل. وبهذا النشر عرف الكثير من المنتمين الى الحزب ومنهم حافظ تركي الهيتي الذي كان تسلسله (35) في قائمة المؤيدين وبسبب ذلك تضاعفت الجهود المتصدية له والمتابعة لتحركاته.
-
ومن أبرز الشخصيات الحزبية والوطنية التي ضمتها القائمة معه كل من: يوسف إسماعيل البستاني، وحسن عوينة، وبديع عمر نظمي، وغائب طعمة فرمان، ومهدي عبد الكريم، وشاعر الشعب محمد صالح بحر العلوم، وعبد الجبار وهبي، وجاسم المطير.
-
بعد 8 / شباط /1963 وما تبع ذلك من مطاردات واضطهاد للشيوعين لجأ الى إيران خوفا من السلطات العراقية وفيها تم اعتقاله وبقي معتقلا حتى سقط نظام الحكم في 18 / ت2 / 1963 حيث سُلّم مع عدد من رفاقه الى الحكومة العراقية الجديدة التي أطلقت سراحه بعد مدة قصيرة.
-
عرفت أبا (بان) كما يحلو لنا أن ندعوه، بعد أن عاد من الجزائر واستقر في هيت، وبحكم عملي في الرمادي والتحاقي بخدمة الاحتياط طيلة سني الحرب العراقية الإيرانية لم تتح لي فرصة اللقاء به والتواصل المستمر معه إلا في أيام زيارتي لمدينة هيت وفيها كنت التقيه في نادي الموظفين.
-
تشعر في أثناء ساعات اللقاء بحافظ تركي بحميمية متميزة؛ فبالرغم من فارق العمر بيننا وبالرغم من خزينه الفكري والسياسي؛ فقد كان ينصت لمن يحدثه من مجالسيه، ولا يتكلم الا بعد أن ينهي المتحدث كلامه، ولا شك في أن هذا السلوك هو ما اكتسبه من عمله السياسي. كما تمييز بتواضعه الجمّ حيث كان يضع يده على أذنه ليركزَ في الاستماع ولكيلا يفوته بعضُ من الحديث.
-
عاش حافظ حافظا لسلوكه وأخلاقياته، وفيّا للمبادئ التي آمن بها وإنَّ ظن البعض أنه خانها فهو أثمٌ. وبقي حافظا ودَّ أهله وأصدقائه وطلبته ومحبيه. هذا هو حافظ تركي كما عرفته، عاش متواضعا قريبا من الكل ولكنه مات غريبا بعيدا عن الكل.
ـ

#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات