أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مسعود عكو - من شهر العسل إلى شهر البصل














المزيد.....

من شهر العسل إلى شهر البصل


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 1382 - 2005 / 11 / 18 - 09:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لست مبالغاً في وصف المشاحنات, والتصريحات, والاتهامات المتبادلة بين المسؤولين السوريين, واللبنانيين, ببداية معركة من سلسلة معارك ستكون طاحنة في حرب يريد الكثيرون أن تلتهب بين الدولتين الجارتين الشقيقتين, لكي يتحول شهر العسل السوري اللبناني الذي استمر أكثر من عقدين من الزمن, إلى شهر بصل إن لم يكن شيئاً أخر.

في بداية كل حرب تبدأ المناوشات الكلامية بين الأطراف المتصارعة هذا من وجهة نظر المنطق, وتبقى بواطن الأمور, وخباياها, وخفاياها متوارية عن الأنظار, ولكن ما يعكر صفو العلاقة بين هذين الطرفين هي التصريحات, والتصريحات المضادة بينهما, وقلما تنتهي هذه المشاحنات, وخاصة بين العرب, وعموم الشرق أوسطيين إلى التهدئة بل تكمل طريقها إلى مقاطعات, والتجأت في الكثير من الأحيان إلى معارك طاحنة لم, ولن يدفع ضريبتها سوى الجندي المسكين الذي يخدم الإلزامية في صفوف كل الأطراف, وتبقى طرق الحل والتفاهم خارج قوسي الصراع حتى يدك أحدهم أسفل الأخر, وينزل في خصمه أشد, وأقوى الضربات الموجعة, والقاتلة, ويخرج, ويلوح بسبابته, ووسطاه بعلامة النصر, والتحرير.

بغض النظر عن مطلق صافرة البداية في مباراة الخصام السورية اللبنانية, ومن ابتدأ في توجيه أصابع الاتهام إلى الحكومة السورية في قضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري من قبل المسؤولين اللبنانيين, وأغلبية الشعب اللبناني, أو من أطلق شتى تهم الخيانة, والعمالة من المسؤولين السوريين باتجاه نظرائهم اللبنانيين فإن كلا الطرفين كانوا, ومازالوا على خطأ في تبادل الاتهامات, وتوجيه التهم, والسباب السياسي بينهم لأن الكثيرين من أعداء سورية, ولبنانين قد حصلوا على مرادهم, ومقدماً إليهم على طبق من ذهب, وذلك لإيجاد المبررات في سبيل تخريب اللحمة بين الشعبين, ولو على اختلاف الكثير من الآراء بأن اللبنانيين كانوا يفضلون الاحتلال الإسرائيلي على الوجود العسكري السوري, وكان ذلك واضحاً في كتابة آلاف الشعارات على جدران شوارع في لبنان, ولكن هذا الأمر لا يبرر كل هذه التهم المتبادلة بين المسؤولين مع اليقين بأن الشعب اللبناني كان منزعجاً من الوجود العسكري في بلادهم إلى درجة غير محتملة, و كان لهم ما أرادوا فخرجت القوات السورية العاملة فيها وعادت لبنان كما كان يريد اللبنانيون مستقلين بكل معنى الكلمة.

" في الخمر الحقيقة " مثل يوناني يقابله في العربية " ذهبت السكرة وجاءت الفكرة " هذين المثلين هما أصدق وصف للحالة السورية اللبنانية التي سبقت اغتيال الحريري, وكان كل الكلام السياسي المعسول بين المسؤولين نفاقاً, وكذباً, وبدا ذلك واضحاً في تصريحاتهم اليوم حيث لا يمر يوم إلا, ويقوم مسؤول لبناني باتهام سورية بشتى التهم, ويؤكد تورط المسؤولين السوريين في اغتيال الشهيد الحريري, وملفات حساسة أخرى في لبنان, ويرد عليهم بالمثل العديد من المسؤولين السوريين من خلال اتهامهم بالتبعية, وتزوير الحقائق, وأورد العديد من المسؤولين السوريين بأن انتحار اللواء غازي كنعان كان ردة فعل على اتهامات إعلامية لبنانية له من خلال الإذاعة, والتلفزة اللبنانية, والتي تحولت بالفعل إلى نافذة لتوجيه التهم للمسؤولين السوريين. الأمر الذي يجعل نظرائهم السوريين بسلك نفس الطريق, والرد عليهم بالمثل بل أحياناً أقوى بكثير من تلك التهم الأمر الذي جعل من إعلام كلتا الدولتين أبواقاً ضد بعضهم البعض, ونال الكثيرون من هذا ما نالوا مستغلين هذه المعركة الكلامية, والتصريحاتية بين هؤلاء المسؤولين للنيل من سورية, ولبنان في آنٍ واحد.

" سوا ربينا " البرنامج السوري المعروف الذي كان يؤكد بأن وحدة سورية, ولبنان هي مسألة دبلوماسية فقط, والحكومتين, والشعبين هم متوحدون, ولا فرق بين لبناني وسوري أبداً فأين ذهبت كل كلمات الحب, والشعر وعواطف الأخوة, والوحدة بين الدولتين الجارتين الشقيقتين, وأين هي تلك المشاعر التي كانت تلتهب في صدور الشعبين كما كان يوصف آنذاك أم أن المسألة كلها كانت كذبة, وخداع في خداع, ولم يكن أبداً الشعبين شقيقين بل كانوا يكرهون بعضهم بعضاً حتى العظم. أين هي وحدة المصير السوري اللبناني, وأين هي سوا ربينا أم أن الإشارة الغنائية لبرنامج " سوا ربينا " والتي تغنيها الفنانة اللبنانية القديرة " فيروز " كانت مجرد " كولكة" من مخرج ذلك البرنامج ليسكت اللبنانيين, أو ليرشيهم بأنهم فعلاً قد ولدوا معاً, وربيوا سوا, ولكن ذاب الثلج, وبان المرج فلا أخوة سورية لبنانية, ولا سوا ربينا, ولا بطيخ, وصار شهر العسل بين سورية ولبنان شهراً للفجل, والبصل والتهم, والكذب, والدجل.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرار الدولي ثلاثي الأبعاد
- بين تقرير ميليس وانتحار كنعان أسئلة برسم الإجابة
- ديتليف ميليس... إلى أين؟
- إعلان دمشق... مستلزمات ونواقص
- القتل بدافع الشرف مباح اجتماعياً محمي قانونياً
- دستور العراق ... مستقبل العراق
- تحية إلى جون قرنق
- عن أي نسيج يتحدثون
- العمليات الانتحارية استشهادية أم إرهابية
- كلهم غنوا إلا نحن
- الجنجويد من دارفور إلى القامشلي
- قتلوك يوم خونوك
- وطن... مواطن... أشياء أخرى
- الكرة في الملعب السوري
- انهض أيها البلبل الحزين - إلى محمد شيخو
- هل المرأة الكوردية متحررة؟ أم لا؟
- المجازر العراقية كالمجازر الأرمنية
- ويقال عنهم بأنهم كفار
- خفافيش الظلام
- اغتيال الحريري... اغتيال المستقبل


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مسعود عكو - من شهر العسل إلى شهر البصل