أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - كوردستان الكبرى ..بين الحلم الكوردي والواقع التأسيسي.















المزيد.....

كوردستان الكبرى ..بين الحلم الكوردي والواقع التأسيسي.


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 5095 - 2016 / 3 / 6 - 16:45
المحور: القضية الكردية
    


الفكر القومي أو "القومية هي إيديولوجية وحركة اجتماعية سياسية نشأت مع مفهوم الأمة في عصر الثورات (الثورة الصناعية، الثورة البرجوازية، والثورة الليبرالية) في فترة أواخر القرن الثامن عشر" بحسب تعريف ويكيبيديا لها وتضيف الموسوعة الحرة بخصوص نشوء وتطور الفكر القومي تاريخياً ما يلي: "لم تعرف القومية، نظرياً، بمعناها الحديث إلا في نهاية القرن الثامن عشر وتطورت في القرن التاسع عشر لدرجة إنشاء دول على أساس الهوية القومية". حيث كانت سبقتها مرحلة الإمبراطوريات الدينية وتكتب الموسوعة بهذا الصدد؛ أن "قبل ولادة عصر القوميات بنيت الحضارة على أساس ديني لا قومي، وسادت لغات مركزية مناطق أوسع من أصحاب اللغة. مثلاً، كانت الشعوب الأوروبية تنضوي تحت الحضارة المسيحية الغربية وكانت اللغة السائدة في الغرب هي اللغة اللاتينية. بينما سادت في الشرقين الأدنى والأوسط، الحضارة الإسلامية واللغة العربية. وفي عصر النهضة تبنت أوروبا اللغة اليونانية القديمة والحضارة الرومانية".

وهكذا وبعد أن سادت الإمبراطوريات الدينية مرحلة كبيرة من العصور والأحقاب الماضية فقد أنهارت مع مبادئ الثورة الفرنسية والتي كانت من نتائجها أن "احتلت الحضارة الفرنسية المكان الأول لدى الطبقة المثقفة في أوروبا كلها. ومنذ نهاية القرن الثامن عشر فقط، أصبح المنظار إلى الحضارة هو المنظار القومي، وأصبحت اللغة القومية وحدها هي لغة الحضارة للأمة لا سواها من اللغات الكلاسيكية أو من لغات الشعوب الأكثر حضارة". وقد وضعت الكثير من التعريفات والنظريات للوقوف على معاني ومفاهيم القومية والفكر القومي و"ابرزها ثلاث نظريات: القومية على أساس وحدة اللغة: وتسمى النظرية الألمانية.. ويستند أنصار الوحدة اللغوية إلى مثل الوحدة الألمانية والإيطالية واستقلال بولونيا. وفي المقابل قامت اللغة بدور أساسي في انهيار الدولة العثمانية والامبراطورية النمساوية، فانفصلت عن الأولى كل الشعوب التي لا تتكلم التركية وعن الثانية كل الشعوب التي لا تتكلم الألمانية".

أما الرؤية أو النظرية الأخرى تقول: بأن "القومية على أساس وحدة الإرادة (مشيئة العيش المشترك): أول من دعا إليها إرنست رينان في محاضرته الشهيرة في السوربون سنة 1882، بعنوان "ما هي الأمة"؟. تقول النظرية أن الأساس في تكوين الأمة هو رغبة ومشيئة الشعوب في العيش المشترك، بجانب التراث والتاريخ". والنظرية الثالثة تقول: "القومية على أساس وحدة الحياة الاقتصادية: تقف الماركسية على رأس هذا التوجه. ترى هذه النظرية أن المصالح الاقتصادية والتماسك الاقتصادي تكون أقوى الأسس في وحدة الأمة". وهكذا فإن منظري كل أمة صاغ نظريته وفلسفته وفق مصال الأمة والشعب الذي ينتمي إليه حيث تعتبر نظرية الثورة الفرنسية مسألة العيش المشترك هي الأساس كونها وجدت مصالح الأمة الفرنسية في صياغة تلك النظرية القائمة على وحدة الإرادة والعيش المشترك وليس اللغة كما كانت توافق مصالح الشعب الألماني في ضم كل المقاطعات التي تتحدث اللغة الألمانية. وبالتالي فقد جاءت الإختلاف بين تلك النظريات من خلال صراعهما على ضم تلك المقاطعات الإستعمارية.

وهكذا؛ فإن عصر القوميات والفكر القومي كان بداية لمرحلة تاريخية جديدة تمتد ليومنا هذا والذي عرف بعصر الدولة القومية على أنقاض الإمبراطوريات الدينية السابقة وقد دخلتها منطقة الشرق أوسط مع بداية القرن الماضي وإنهيار الدولة العثمانية والتي تعتبر بداية تشكل الدولة القومية في المنطقة، وقد سبقتها بذور الفكر القومي مع النخبة الثقافية التي درست في الجامعات الأوربية وتحديداً الفرنسية، فكانوا "المبشرين" والدعاة للفكر القومي في المنطقة، لكن التجربة _تجربة الدولة القومية_ لم تنجح في المنطقة إلا مع الإستعمار الغربي وإحتلالها للمنطقة حيث كانت مرحلة الإنتداب ومن ثم عصر الإستقلال للدولة الوطنية القائمة على الفكر القومي حيث الدولة التركية ودولة إيران الفارسية مع تقسيم العرب بين عدد من الكيانات والدول والإمارات لكن جمعتهم فكرة القومية في الجامعة العربية وفرقتهم المصالح الغربية وإمتيازات القادة والملوك وزعماء القبيلة.

وبالتالي ونتيجة لواقع الإنقسام والتشظي العربي فقد ولد تيار عروبي قومي نادى بالوحدة العربية؛ الناصريين ومن ثم البعثيين لكن وعلى الرغم من قيام عدد من التجارب والمحاولات الوحدوية بين عدد من الدول العربية، إلا إنها كلها أنتهت بنتيجة واحدة وهي الإنقسام وعودة الدول إلى سابق عهدها، بل ها هي عدد من الدول في (المجموعة العربية) تتعرض للإنقسام والإنشطار مجدداً مثل السودان _(وسوريا والعراق) على الطريق_ بسبب عدم الإنسجام القومي حيث التركيبة السكانية المتباينة بين عدد من القوميات والتي تطالب هي الأخرى بدولتها القومية؛ التجربة الكوردية في إقليم كوردستان (العراق) والتدرج من الحكم الذاتي إلى الدولة الفيدرالية واليوم المطالبة بقيام دولة كوردستان حيث إن الفكر والدولة القومية العربية خلقت لدى القوميات والشعوب الأخرى حافزاً لتطالب هي أيضاً بكيانها السياسي المستقل خاصةً عندما نراجع السياسات الشوفينية للدولة القومية بحق المكونات الأخرى وحرمانها من أي حقوق ثقافية سياسية تشعرها بهويتها الحضارية.

إذاً إن ممارسات الدولة القومية العنصرية دفعت بمجموع المكونات والشعوب التي حرمت من كياناتها القومية السياسية، بأن تطالب بها، أسوةً بباقي شعوب المنطقة والعالم.. وإن الكورد كأحد أهم وأكبر مكونات المنطقة، بل العالم والذي حرم من كيانه الجيوسياسي القومي في المراحل السابقة وذلك نتيجة للمصالح الإستعمارية الغربية آنذاك وضعف المجتمع الكوردي في تشكيل حركة وطنية تطالب بالإستقلال ضمن مشروع قومي، فقد حرم شعبنا على مدى العقود الماضية من حقوقه السياسية، لكن ومع دخول القوات الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط والأدنى _أفغانستان والعراق تحديداً_ لمحاربة الإرهاب ومن ثم تفجر ما يعرف بالربيع العربي في المنطقة، كانت الفرصة الذهبية لتأسيس الكيانات الكوردية في المنطقة وقد كان سبقها بكل تأكيد نهضة قومية كوردية وذلك مع ولادة الحركة السياسية والثقافية لشعبنا مع بدايات القرن الماضي. وهكذا أعتقد بأن هذا العصر والمرحلة الحالية، سيكون عصراً كوردياً بإمتياز وإننا سوف نشهد ولادة عدة كيانات سياسية كوردية على جغرافية كوردستان.

لكن السؤال الأهم برأي؛ هل ستكون كيانات ودول قومية كما كانت ولادة الدولة أو الدول العربية القومية، إنني شخصياً أعتقد بأن الإجابة ستكون نعم وإن كانت بطرق مواربة أو تحت شعارات ومسميات غير قومية؛ أي وبما يمكن توضيحه، سوف تشهد المنطقة وجغرافية كوردستان مجموعة كيانات سياسية ودول إتحادية فيدرالية لا مركزية، لكن وبحكم الوعي الإجتماعي المنغلق على الذات الأسروية القبلية والطائفية القومية فإن هذه الدول الفيدرالية سوف تشهد بعد فترات زمنية إنشطارها إلى عدد من الكيانات القومية؛ إنسجاماً مع سياسة كيسنجر وبأن "يكون على كل بئر نفط.. دولة" وكذلك مع الحاجة إلى تكوين الذات والشخصية ولتكون مرحلة إشباع الشعور القومي وهي المرحلة الثانية من عمر وتطور المنطقة والتي ستكون بدورها؛ البداية والمدخل الحقيقي لقيام ما يمكن أن تعرف بالدولة الفيدرالية أو الكونفيدرالية في منطقة الشرق الأوسط الجديد.

وبالتالي لا دولة كوردستان كبرى في الأفق القريب كما يحلم بها القومويون الكورد على غرار القومويين العرب، الذين ما زالوا يحلمون بالدولة العربية الكبرى؛ حيث أن السياسة تلزمها الكثير من الواقعية البراغماتية وليس الأحلام الرومانسية.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلتنا مع الإستبداد.. ثقافي فكري وليس حزبي/ فئوي.
- داود أوغلو: لن نسمح بسايكس بيكو جديدة للمنطقة!!
- حوار .. مع سلفي!!
- قوات التحالف الإسلامي .. هي لخلافة -داعش- وإعلان إقليم سني ف ...
- العكيدي ..في آخر خزعبلاته الحمقاء!!
- القائد السابق للناتو.. حان الوقت التحدث عن إمكانية تقسيم سور ...
- تركيا.. وقصف مواقع وحدات حماية الشعب.
- الرد الأمريكي ..على الطلب التركي لمنع قيام الكيان الكوردي.
- الوحدة الكوردية ..بات من مصلحة النظام السوري!!
- أسباب غياب ..الملف الكوردي في سوريا؟!
- (سيدي).. الإستبداد ليس واحداً!!
- الكوردي .. من هو الكوردي؟!!
- نقطة نظام ..في قضية العلاقة مع النظام!!
- شارل إيبدو .. هل تجنت أم قالت الحقيقة؟!!
- جهاد الخازن .. في قراءته لسياسات أردوغان.
- واقع مقلوب .. كوردستان لا تحتل الدول العربية!!
- فكرة التوحيد .. وبذور الإستبداد!!
- الكتابة.. على الحجر!!
- الكورد.. وعنصرية حنان الفتلاوي!!
- غسان عبود .. آخر من يريد أن (يركب الكورد)!!


المزيد.....




- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - كوردستان الكبرى ..بين الحلم الكوردي والواقع التأسيسي.