أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي - مريم بناصر - المرأة بين مطرقة التطرف الديني وسندان العادات والتقاليد














المزيد.....

المرأة بين مطرقة التطرف الديني وسندان العادات والتقاليد


مريم بناصر

الحوار المتمدن-العدد: 5095 - 2016 / 3 / 6 - 14:16
المحور: ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي
    


"المرأة بين مطرقة التطرف الديني وسندان الأعراف والعادات والتقاليد"/ مريم بناصر
رغم إقرار حقوقها ك "إنسان" في الشريعة الإسلامية وفي المواثيق والمعاهدات الدولية، فإن المرأة لازالت تعاني من العنف والتمييز على مختلف أشكاله وألوانه، بين مطرقة التطرف الديني وسندان الأعراف والعادات والتقاليد، سواء كان ذلك في البيت، في الشارع أو في العمل.
من مظاهر التطرف الديني نجد مسألة التعامل مع النص الديني بمنطق "لا تقربوا الصلاة"، حيث ذهبت بعض التيارات العقائدية الإسلامية إلى حرمان المرأة من قيادة السيارة في بعض البلدان ، وإلى عدم جواز توليها المهام القيادية كالقضاء والوزارة، مبررة ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم أن النساء "ناقصات عقل و دين"، ماينم عن إيديولوجيا بائسة مغلفة زيفا بغلاف الدين وتخفي وراءها الكثير. وإن زعمنا أن هذا صحيح، فإن التاريخ المنحوتة صفحاته بحكايات نساء برزن في مجالات القيادة والفكر والإبداع، يأبى إلا وأن يفند هذه المزاعم؛ فمن منا لم يقرأ أو حتى لم يسمع عن الملكة "بلقيس" ورباطة جأشها وحسن تدبيرها، "زنوبيا" وشدة بأسها وقوتها، أو "سميراميس" التي عرفت بدهائها وحكمتها ورجاحة عقلها، و عن" السيدة رقية" زوجة عثمان بن عفان (رضي الله عنه) التي حكمت وتولت القضاء، و"زينب النفزاوية" التي كانت لها رياسة أمر زوجها يوسف بن تاشفين وسلطانه، و أهم رموز الإرادة الإنسانية "هيلين كلير" تلك المرأة الأمريكية التي تحدت إعاقتها، وبرزت كأديبة ومحاضرة وناشطة، "أنديراغاندي" التي ناضلت بكل بطولة من أجل النهوض ببلدها، والبولندية "ماري كوري" التي برزت في مجال الفيزياء والكيمياء...والقائمة طويلة لا تنتهي وإن جف بحر المداد .
كما لا يمكن إغفال مسألة العادات والتقاليد المنقولة والمتناقلة جيلا عن جيل، والتي ترسبت في مجتمعاتنا وأصبحت ضرورة اجتماعية لا يطاق التخلي عنها، لقد أصبحت "هابيتوسات" تنتج وتعيد إنتاج البنيات الاجتماعية لهذا الواقع المرير. و يبرز لنا هذا بشكل جلي حينما نستحضر مثلا مسألة حرمان المرأة من الميراث، ومن حقها في التعليم والعمل، وتنشئتها على ثقافة أن البيت هو مكانها الطبيعي؛ ما يجعلها أسيرة لقوى الفقر والجهل.
كذلك اختلاف مظاهر الاحتفال بالمولود، والتي يكون فيها الجنس هو المحدد الأساس؛ حيث نرى في بعض المناطق عادة إطلاق الزغاريد إذا كان المولود ذكرا، أما إذا كان أنثى فلا يكون ذلك إلا في يوم زواجها. ما يحمل في طياته تلك الرؤية الجاهلية والمتخلفة التي تعتبر المرأة نذير شؤم وخراب و مجلبة للعار!
بالإضافة إلى ترديد واقتباس أقوال و آراء بعض "المفكرين" - وأقصد هنا معنى الكلمة - الذين يكنون الحقد الدفين لنصف المجتمع(المرأة)، من قبيل أن المرأة لا تصلح إلا للإنجاب، المرأة يجب أن تطيع وأنها أكبر نقمة،المرأة هي مصدر كل شر، المرأة كالأبقار في أفضل الأحوال... إلى غير ذلك من الأقوال التي تحط من قيمة المرأة وتقلل من شأنها.
كما ينظر في جميع المجتمعات العربية إلى المرأة المطلقة بنظرة دونية، حيث يتم التعامل معها بكل أساليب التحرش باعتبارها سلعة رخيصة وسهلة المنال، إلى حد صار فيه لقب "المطلقة" يستخدم للسب والتجريح، لما أصبح يحمله من معنى مضاد للأخلاق!
مسألة أخرى وعلى الرغم من أنها تبدو غريبة لكنها منتشرة جدا في مجتمعاتنا، وهي مسألة تعرض الرجل للسخرية والاستهزاء إذا عامل زوجته بالحسنى وأحبها واحترمها. ونعته ب "المسحور" أو "ضعيف الشخصية"!
إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة التي يصعب حصرها وتعدادها.
لقد تعددت الأسباب والقضية واحدة ، وإن ملف المرأة شائك جدا يصعب الإحاطة به من جميع الزوايا في بضعة أسطر، لهذا حاولت أن أعرج على الأسباب التي أعدها شخصيا جوهرية، وأود أن أقول و أؤكد على أن نضال المرأة لنيل حقوقها ك "إنسان" ليس بالضرورة معركة ضد الرجل كما يعتقد البعض، كما أوجه دعوة عالية الصوت مضمونها أن تسعى المرأة إلى أن تعيش لذاتها وليس بذاتها، وأن تصارع عبثية وجودها في هذا المجتمع الذكوري الذي تراه طبيعيا، والذي في الحقيقة ليس إلا نتاجا للتاريخ. كما يقول العالم الفرنسي "بيير بورديو":
«...وهكذا نرى جيدا أن الأمر في هذا الخصوص يتعلق قبل كل شيء بأن نرجع إلى المعتقد سمته المفارقة، وفي الوقت ذاته تفكيك السيرورات المسؤولة عن تحول التاريخ إلى طبيعة، وتحويل الاعتباطية الثقافية طبيعية. » (عن كتاب الهيمنة الذكورية/ (la domination masculine



#مريم_بناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال ...


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الانثى في الرواية التونسية / رويدة سالم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي - مريم بناصر - المرأة بين مطرقة التطرف الديني وسندان العادات والتقاليد