|
تظاهرات الصدر ... الغاية والهدف ؟!!
محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)
الحوار المتمدن-العدد: 5095 - 2016 / 3 / 6 - 10:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يختلف اثنان على أن الفساد داعش آخر ، وهو ارهاب داخلي يمزق شريان الدولة الاقتصادي ، ويسرق بنيتها ويحطم هيكليتها السياسية ، كما يتفق الجميع على ودود الفساد ، وربما نختلف فقط على حجمه ، ومن وراءه والمعالجات التي تقيد حركة الفاسدين وتنهي وجوده ، ويمكن الوقوف على أسباب الفساد في العراق والتي من اهمها :- 1) ضعف التشريعات القانونية والإدارية في هذا المجال ، من خلال وجود قسم قانوني وقضائي يتابع سير العملية المالية ، ويراقب حركة الاموال سواء في السوق الداخلي او تهريبها . 2) كما ان ضبابية الانظمة المعمول بها في مجلس الوزراء وعدم وضوحها ، والتي في الغالب تكون مطاطية ، وبالتالي تفقد رصانتها وقوتها في كبح جماح عمليات السرقة اليومية . 3) كما أن ضعف البنية القانونية في العراق عموماً ، واعتمادها على القوانين البعثية ، ووجود رؤوس الفساد في السلطة القضائية ، جعل عمليات السرقة تسير بسرقة وانسيابية عالية ، وتكون في الغالب مؤمنة . 4) هيئة النزاهة بحد ذاتها هي غير نزيهة ، وتحتاج الى تنزيه ، وعلى مدى اكثر من 13 عام لم تستطع أن تحاسب مسؤول واحد ، وما اكتفت به ، هو تحول اجندتها من ملاحقة الفساد ، الى ملاحقة السياسيين ولأهداف سياسية بحتة . من هنا أقول ان التظاهرات التي دعا لها السيد مقتدى الصدر وعلى مدى اسبوعين هي الاخرى تحتاج الى وقفة وتأمل ، كون الصدر هو أحد اركان العملية السياسية ، ويمتلك 7 وزراء ، و40 نائباً في مجلس النواب ، وان نوابه هم مشتركون في اغلب اللجان البرلمانية (المالية ، النزاهة ، وغيرها من اللجان ) ، وكان الاولى ان يكون التحرك من داخل قبة البرلمان ، خصوصاً وان الجميع متفق على ضرورة محاربة الارهاب الداخلي "الفساد" ، وكان الاجدر بالصدر ان يبدأ بنوابه ووزراءه ليكون قدوة للآخرين في تنفيذ الاصلاحات . حضور بهاء الاعرجي الى ساحة التظاهرات أعطى رسائل سيئة جداً ، وعكس صورة سوداوية عن حرب الصدر على الفساد ، كون الاخير يمتلك أكبر شبكة لبيع العملة في بغداد ، وهو مسؤول عن اغلب شركات الصيرفة في بغداد عموماً ، كما انه متهم في ابتزاز الناس وشراء منازلهم في الكاظمية تحت التهديد ، وغيرها من ملفات الفساد والتي جعلت السيد الصدر يوعز بحجز الاعرجي على ذمة التحقيق في هذه الملفات . خطاب الصدر هو الآخر لم يكن واضحاً ، أذ أشار الى ضرورة تغيير الكابينة الوزارية وبحسب قوله " شلع قلع " وهذا يعني خلط الصالح بالطالح ، فأين التقييم وأين المتابعة ، وأين اليات العمل الحكومي في إثابة النزيهة وطرد السارق ، وإيجاد آلية قانونية في تقييم عمل الوزراء بعيداً عن الاستهداف السياسي ، والنيل من الخصوم ، والبدء بسلسة إصلاحات جوهرية على العمل الحكومي ، والتي من اهمها أيجاد برنامج حكومي ، وخطة خمسية ، ووضع الموارد اللازمة لهذه الخطة ، والاستعانة بالشركات الرصينة في عملية بناء البنى التحتية للبلاد . اعتقد كان الاولى بالسيد الصدر تقديم ورقة عمل ، وخارطة طريق مستقبلية ، وعدم الركون الى التظاهرات التي سوف لن تأتي بثمارها سوى ارباك الوضع الداخلي ، وهذا ما يستفيد منه داعش والخلايا النائمة في بغداد والمحافظات الامنة ، وأستحصال موافقة الكتل السياسية بدل العمل الفردي ، لان ربما يسلط الضوء قليلا على شخص الصدر ، ويجعله بطلاً في نظر جمهوره وعموم المواطنين ، إلا انه من جانب آخر لا يملك اي ايجابية من الجانب السياسي ، بل بالعكس يخلق جواً متوتراً ، وزيادة في الشرخ سواء في داخل التحالف الوطني أو مع باقي القوى السياسية التي تعمل على أصلاح الحقيبة الوزارية والذهاب الى الانتخابات المبكرة . لايمكن القاء منظومة الفساد على شخص بعينه أو مجموعة أشخاص ، ولا على موقع ، ولكن يبقى الفساد منظومة وشبكة متجذرة ، تحتاج الى انظمة تمزقها ، وتشريع قوانين تحد من عمليات السرقة اليومية التي تمارس من الاموال العامة ، وإيجاد جهاز رقابي ومحاسبي لجميع مسؤولي الدولة العراقية ومنذ 2003 ووفق شعار " من أين لك هذا" ، و البدء فوراً بإجراءات رقابية على عمليات التهريب المنظمة ، وغسيل الاموال التي يمارسها رموز النظام البعثي عبر وسطاء متنفذين في العملية السياسية ، من بيع وشراء للمنازل ، وتحويل الاموال الى دعم شبكة داعش الارهابية ، لان تغيير الفاسد لا يعني القضاء على الفساد لان هناك منظومة قائمة وتعمل ، وربما بعضها يسرق بصورة قانونية وتحت غطاء القانون . تبقى اي تظاهرات لا قيمة لها ، ما لم تحمل برنامجاً واضحاً في الاهداف ، وتبقى مجرد شعارات ربما الغاية منها سياسي ، أو ربما تأتي لإعادة السيد الصدر الى الواجهة بعد اعتزاله السياسية ، كما يجب على التيار الصدري ان يكون واضحاً في موقفه من العمل الحكومي عموماً والبدء بسحب وزراءه من الحكومة ، وتشكيل لجنة داخلية للمساءلة للوزراء الصدريين ، وإيجاد البدلاء النزيهين وبما يحقق نجاح العمل الحكومي من جهة ، وتقدم في رؤية الصدر الاصلاحية .
#محمد_حسن_الساعدي (هاشتاغ)
Mohammed_hussan_alsadi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجلس القضاء يحصّن نفسه أمام القضاء ؟!
-
ورقة إصلاح العبادي بين نهايته السياسية وبناء الدولة العادلة
...
-
حملات التسقيط السياسي ... الأهداف والغايات
-
هل ستسقط قلعة الارهاب ؟!!
-
متى يُعلن موت التحالف الوطني ؟!!
-
تقسيم العراق ....قراءة واقعية ؟!!
-
العراق والخيارات الثلاث ؟!!
-
خارطة العراق القادمة .... ومستقبل داعش ؟!
-
نظرية المد الاسلامي المتصاعد .... التشيع انموذجاً ?!
-
لماذا سقطت الانبار ؟!
-
الى اين يسير العراق ؟
-
مملكة الزهايمر .... وتحالف العربان الى اين ؟!
-
ثورة التغيير في المحافظات حركة تصحيح أم انتفاضة ادارية ؟!!
-
عبد الصمد يُدخل الحشد الشعبي في دائرة التشكيك ؟!!
-
هو الحسين وكفى
-
الحكيم ورئاسة التحالف الوطني
-
من يوجه داعش ؟!!
-
داعش وحكاية تصدير النفط ؟!!
-
صراع الديمقراطية والتغيير ،،،، العراق أنموذجا؟
-
صراع السنة مع الشيعة أصبح أكثر وضوحاً ...العراق مثال ؟!
المزيد.....
-
سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي
...
-
مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي
...
-
بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
-
النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
-
نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
-
الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار
...
-
ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
-
بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن
...
-
روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
-
أطعمة تضر المفاصل
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|