أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد عبدالله حسن - قصة احلام ام الشاي وعلاوي العسكري.















المزيد.....

قصة احلام ام الشاي وعلاوي العسكري.


وليد عبدالله حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5095 - 2016 / 3 / 6 - 09:00
المحور: الادب والفن
    


خلصت اجازته وذهب لكي يلتحق بوحدته العسكرية ينتظر سيارة القاطع تاتي له في ساحة بغداد الجديدة ، لقد جاء مبكرا قبل الموعد بثلاث ساعات خوفا من الازدحام.
-جلس يشرب الشاي .
قال الى بائعة الشاي - بدون شكر بلازحمة لان بيه سكر
- صبت المراءة له استكان شاي عراقي ثخين، وابتسمت وقالت:ـ جا خويه كلنا بينه سكر من القهر والظيم والفقر والحرب هو واحد شنهو ايصير.
(وهي تعطيه الشاي نظرت الى وجهه وتسمّرت وبيدها استكان الشاي وبشهقه عراقية هي تنظر بمتعن وتقطعت انفاسها وصرخت باعلى صوتها
: يمه من هو هذا- علاوي علاوي علاوي صدك جذب علاوي انته يبووووووووووه يمه يمه
(التفت لها وهو يمد يده لكي يسمك صحن الشاي)
- قال منهو انتي مامعقوله٠-;-٠-;-٠-;- شهق وهو يرفع راسه للسماء ياربي هاي احلام خرب صدام مامعقوله عبالي متي بقذيفة بتفجير ،مو معقولة، دخليك يالعباس ابو فاضل ، معقولة انتي حلومه ( قام من مكانه لكي يحتظنها ، لكنه تراجع لان المكان ممتلئ بالمتسوقين (بقى واقف يتامل في السماء وترجع ذاكرته كانه فلم قديم بسرعة بسرعة ذكريات حرب وحب وتفكير بالاجازات المرضية والهروب من الجيش وايام رغم قسوتها الا انها جميلة)
(سقطت دموعهم وامتزجت مع الشاي الذي سقط من بين ايديهم ، وكأن الدموع تتكلم بدون اي ينطقوا بكلمة واحدة ،حفرت الدموع الحارة على وجوههم خنادق حرب قديمة وذكريات موجعه وامنيات لم تتحقق،وانتظار دمر كل احلامهم، وكأنهم رجعوا الى زمن المراهقة والشباب والاحلام وكراج النهضة واللقاءت السرية ،وهدايا الحب والحرب)
-قالت:- علاوي عبالي انت متت بحرب ايران هو انته لو واحد يشبهك.
قال:- انا والعباس نفسي،علاوي الجندي العراقي صنف مشاة قناص رقمي ١-;-٩-;-٦-;-٠-;- م ق ن ١-;-٢-;- وهسه اذكرج بشي كنت اسمعه الج لمن اريد التحق بالجبهه٠-;-٠-;-٠-;-٠-;-
-غنى الاغنية التي تحبها (احلام ام الجاي) وتعشق صوته العراقي الجميل ٠-;-( غفى رسمك بعيني من الصبا لليوم (واحلامج احلامي) بصحوتي وبالنوم، حركت العمر بدروبك وضيعت العمر بدروبك ٠-;-( نسى المقطع وعمل موسيقى) دن دن دننننن اها ماضنيت لاماضيت عشك عشك ليلة ويوم٠-;-
قال لها - لمن رجعت من ايران دوريت عليج بكل درابين العشق لمن خويت-
دوريت عليج بكل مكان وسئلت عنج هواي بس ماحصلت اي جواب حتى يأست من كل الحياة - مامصدك انا اليوم بحلم لو بحقيقة.
(قدمت له شاي جديد مهيل بعطر اللقاء والحب والتعجب والحلم ،اخذ علاوي الشاي ولمس اصابع احلام التي اسودت من حرارة الشمس ومن لون الشاي الاسود والتراب وضياع كل شي ،وشعر انه في جنة عرضها ساحات الحرب والضياع والسجون والاسر والقلق والخوف من كل شي عدى الموت الذي لم يصبح مخيفا ابدا))
- لمس ايدها وقال:- ماعندي اي شي اقوله لاني ماعندي اي ذكريات ولاكلمات الها علاقة بالحياة او الحب، الحب عندي بس كلمة وحده هو احبج احلام كلتها الج وبعد ماتكررت.
غمضت احلام عيونها وقالت -علاوي اتذكرت صورتك وانت شاب ولمن كنت تغني الي اغاني سعدي الحلي و فؤاد سالم وقحطان العطار وحسين نعمه ياحريمة ياحرمية انباكت الجلمات من بين الشفايف٠-;-٠-;-٠-;-٠-;-٠-;-٠-;-
وجنت تحب حسين البصري واغنية (علميني اشلون انسى انسى الصحكة والهمسه حبك بكلبي لهسه علميني اشلون انسى)
( بدأت احلام تصب الشاي للزبائن ولاول مرة بحياتها ماتهتم للناس ماذا يقال عنها ؟ وهي مستمرة تحكي مع علاوي بشكل مثير وسريع وكان الزمن يسرق منهم اللحظات ،وهي تحكي قصة حبها الاول والاخير في كراج النهضة، وهي تودع ارتال من الجنود يوميا ،واكثرهم يلتحقون بجبهات الحرب ولم يرجع منهم الا القليل متعبين ومحملين بالحزن والوداع وانتظار يوم يوم اخر لحياة لم تصمد طويلا امام الالات الحرب المدمرة.
اذكرت قصتها مع الجندي علاوي الوسيم ابو عيون الصفر والفم العذب والنكت الحلوه والاغاني العراقية كانت تحتفظ بهدينه لها وهي سلسة عسكرية مكتوب عليها اسمه ورقمه العسكري، وكل حلمها ان تتزوج وتعيش حياة طيبة مع من تحب، لكن القدر دائما كان ضدهم.
غطت فمها في شيلتها السوداء المتعبة وهي تضحك وتهمس في اذت علاوي
- تذكر علاوي لمن بستني وانا اودعك للباص ،كان اخر وداع النه، بوستك لحد هسه احس ب بيها، تشتعل الحرارة بكل روحي لمن اذكرها٠-;-٠-;-٠-;- انتظرتك كلش هواي حتى الانتظار شرد مني ، ولمن شفت صاحبك سعد الاسمر سئلته عنك، وهو اول ماسمع اسمك بجى ونزلت دموعه بسرعة كلت اله:- لا لا لا مات مات علاوي، قال ماعرف بس هو بقى بأرض الحرام مانعرف مات لو أسير ، وصدكني مابطلت ابجي و احلم بيك لحد هذا اليوم .
- حلومه انا كنت أسير رقم ٨-;-٨-;-٨-;- في معسرات الحرب في ايران ، بس والله مانسيتك ،عمري كله كنت احلم بضحكتج وبسوالفج الحلوه ولو مو حلمي بيج كنت انتحرت وخلصت من هاي الحياة الوفره.
قال لها - ازوجتي احلام؟
قالت يخجل ووجع:- اي ازوجت وعندي ولد واحد واسمه علاوي وزوجي رجال جبير وتمرض ومات وراء زواجي بسنة.
- وانت علاوي ما ازوجت
- لا بعدني ادور بنت الحلال هههههههههه. من هو ينطي لشايب وفقير وماعندي بيت ، -٠-;- قالت له :-انا اقبل بيك بدون اي شي، ضحكت حلومه ضحكتها الجميلة الي يحبها علاوي .
-صدك بعدك حلو وتنكت وعيونك الصفر الحلوه تشع بالشباب، انا هواي فرحانه لمن شفتك بعدك عدل ، اشكرك ياربي حققت حلمي ان اشوف علاوي مرة ثانية
-وانا هذا احلى يوم بحياتي احله ساعات احس بيها، احس ما خسرت اي شي لمن شفتج مرة ثانية ياربي اشكد فرحت اليوم.
-كل يوم احلم بيج نشرب الشاي بيتنه جوه نخله تمر ملانيه ومحمله بالخير، لا انتي بالشارع و لا انا بملابس العسكرية .
. قالت - صحيح اشو بعدك عسكري
قال -اي اطوعت بالحشد الشعبي لازم ابقى ادافع عن وطني وعنج وعن كل عراقي،وين اروح حولمه تره انا عمري كله عسكري، وماعرف اي شغله ثانية و بقيت ادور شغل ماكو وكبرت وماعندي لافلس ولاعانه بس راتب تقاعدي مايكفي جكاير وجاي.
-قالت احلام ياربي هذا اشلون حظ مسخم.
-قال:- بس انتي بعدج تبيعين جاي ماتغير شي.
- اي بعدني ابيع جاي وانت بعدك عسكري عود ليش؟
-قال:- هاي اخر مرة اصير عسكري٠-;-٠-;- ( قام من مكانه) اجت السيارة مال الجماعة راح اروح حلومه لازم تعرفين انا اموت عليج، وهل المره لمن ارجع نزوج شوفي حلومه عهد عليه ارجع هل المره ونزوج،ونسوي احلى عرس ،واحلى حفلة وتلبس ملابس العرس ونعزم كل الناس ، ونركص واعيش باقي عمري وياج ,
- تعرف علاوي هاي نفس الكلمات الي اخر مرة شفتك بيها بحرب ايران هم كلت اليه لمن ارجع راح نزوج ونعيش احلى حياة.
-مع السلامة احلام…. أحبج
-مع السلامة علاوي.... راح انتظرك



#وليد_عبدالله_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معلمي الديني يريد الهجرة الى بلاد الكفر!!!- لماذا؟
- أبو روزا في مستشفى المجانيين.
- أسئلة تحتاج الى أسئلة
- من عطايا ومصائب الدولة الأسلامية في العراق(داعش)
- هكذا عرفت حزب الدعوة -2
- هكذا عرفت حزب الدعوة الاسلامية 4
- هكذا عرفت حزب الدعوة -1-
- قيادات بلا تنظيمات. مشاهدات هكذا عرفت حقيقة الاحزاب الاسلامي ...


المزيد.....




- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد عبدالله حسن - قصة احلام ام الشاي وعلاوي العسكري.