مهزلة الانتخابات الايرانيه -20- مغزى استقالة الناطق باسم مجلس الصيانه

صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5094 - 2016 / 3 / 5 - 13:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مهزلة الانتخابات الايرانيه -20-
مغزى استقالة الناطق باسم مجلس صيانة الدستور الايراني واعترافاته
** نهاية ظاهرة ولاية الفقيه او ضعفها تعني انجراف النظام الايراني برمته الى الهاويه
صافي الياسري
الاستقالة بتوقيتها عقب مهزلة الانتخابات ،تحمل الكثير من المغازي والدلالات والمعاني ،وفي مقدمة ذلك هو تعمق صراع العقارب الحاكمة في اعلى اهراماتها وقممها وقياداتها،ونحن نعرف جيدا ان فقهاء مجلس الصيانة يتم تعيينهم بشكل مباشر من قبل الولي الفقيه زعيم زمرة المتطرفين ، والحقوقيون يتم تعيينهم بشكل غير مباشر من قبل رئيس السلطة القضائية للنظام الذي هو بدوره يتم تعيينه من قبل الولي الفقيه. لذلك فهذا المجلس وعلى مدى عمر النظام كان أحد أهم آليات سلطة الولي الفقيه.
واستقالة الناطق باسم مجلس الصيانة في جوهرها
اصطفاف الى جانب زمرة رفسنجاني وخروج على ولاية خامنئي المسؤول عن تعيينه في مركزه ،ورفضه تعليمات خامنئي بمحاربة زمرة رفسنجاني ، ومعنى ذلك أن شطب المرشحين من زمرة رفسنجاني – روحاني قبل الانتخابات ورفض اهليتهم كان عملا غير دستوري بل فئوي لصالح زمرة خامنئي . وفي هذه الحالة وكما قال خامنئي نفسه انه اذا تم التشكيك في مجلس الصيانة فالانتخابات التي اشرف على هندستها المجلس بدورها مشكوك فيها كذلك المجلس التشريعي والقوانين. وبعبارة مباشرة عدم شرعية النظام بكامله على لسان أحد العناصر المهمة في هذه المؤسسة الرقابية التابعة للولي الفقيه. ومن هنا نؤشر صدمة المراقبين والمتابعين للشان الايراني .
وهو الى ذلك يعني انتقال الشرخ في ارضية النظام من على مستوى القمم الى منظومة خامنئي ذاتها والى اهم مؤسسة تابعة لخامنئي ،ويمكن القول ان تداعيات هذا الانتقال تؤشر انتقالات اخرى في صفوف نظام ومؤسسات ولاية الفقيه .
ويقول تقرير للمعارضة الايرانية ان نقطة مهمة أخرى تسربت من كلام الناطق باسم مجلس الصيانة هو معارضة بعض أعضاء مجلس الصيانة لشطب حسن خميني من الترشيحات مما يدفع للتساؤل كم دفع خامنئي من ثمن باهض بشطب حفيد خميني حيث تجسد ذلك الثمن في تداعي مجلس الصيانة وهو صنيعته . ولا يخطيء المتابعون حين يعدون هذه الاستقالة وما رافقها من اعترافات ضربة مدمرة لخامنئي في اهم مؤسسات تسلطه .
ومن مكملات الضربة التي تلقاها خامنئي ايضا توجه الملا صافي كولبايكاني الى منزل حسن خميني واسترضائه مما يعد طعنا لخامئني ودليلا بارز على عمق الشرخ في حوزة قم. ولابد من التذكير هنا أن صافي كولبايكاني البالغ من العمر 95 عاما يعرف كأعلى مرجع ديني حكومي لدى النظام وتفوق درجته الدينية درجة خامنئي نفسه.
الأمر المهم هنا ايضا هو أنه مقابل دعم صافي كولبايكاني و 5- من المراجع الآخرين لحسن خميني لم يتخذ أي من هؤلاء المراجع موقفا داعما لمجلس الصيانة ، وفي الواقع موقفا داعما لخامنئي.
لاشك أن رسالة هذا الشرخ المتعمق هي ضربة قاضية وقاصمة لهيمنة الولي الفقيه ،ذلك انها ضمنيا تعني دعم مقترح رفسنجاني بتشكيل مجلس قيادة بديل لدكتاتورية الولي الفقيه .
ويتساءل تقرير المعارضة الايرانية على خلفية هذه التداعيات والمتغيرات ،هل ان رفسنجاني حقق انتصارا على خامنئي ؟؟ الجواب نعم ولا في نفس الوقت بحسب التقرير . نعم لأن رفسنجاني في الصراع على السلطة وبسبب ذات الضربة التي تلقتها هيمنة خامنئي قد تصاعد موقعه طفيفا. ولكن في الوقت عينه اهتز موقعه أيضا وهذا ما نراه في التناقضات التي بدت تظهر في مواقف رفسنجاني أو روحاني من الولي الفقيه ( ابداء الاحترام والتبجيل لشخصه ).
الواقع أن هذا النظام القائم على الديكتاتورية الدينية، اذا انهار محوره وبنيته التحتية التي هي ظاهرة «ولاية الفقيه» أو أصبحت ضعيفة فان كل النظام يصبح ضعيفا ويتجه نحو السقوط .

#صافي_الياسري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات