أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - ما بعد الفلسفة وأزمة العقل الانساني .















المزيد.....

ما بعد الفلسفة وأزمة العقل الانساني .


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5093 - 2016 / 3 / 4 - 22:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما بعد الفلسفة وأزمة العقل الانساني .


الكثير من الناس وفي خضم هذه الإشكاليات الحياتية التي تبدأ من توفير لقمة العيش إلى تلمس الأمان في واقع مضطرب إلى التيه الفكري والتشتت المعرفي المتسارع مرورا بكل المشكلات الإنسانية المزمنة ,ينظر من خلال عين السؤال الى الفكر وما ينتج منه ويشير إليه بسؤال دائم وأزلي ,ما هو دور العقل الإنساني في صنع الأزمات وما دوره في صنع وخلق رؤية وأفكار جادة في سبيل المعالجة , بمعنى أخر أنه دائما يضع العقل موضع التساؤل الأتهامي حول دور ومشروعية وجدية العقل في إيجاد المخرج الذي يتناسب مع تفاقم المشكل البشري دون أن يقترح أو يساعد على اقتراح صورة أو بداية حل سواء بالمبادرة الفردية أو بالمشاركة مع العقل الجمعي .
دوما ما يطرح السائل نفسه بريئا ويتهم العقل بالمسئولية والتقصير في إيجاد الحلول والإجابات الكونية ,ولكنه ومع هذا الاتهام ايضا لا يحدد من هو العقل المسئول ولا يبين حدوده التقصير أو حدود ما يمكن أن يصله في رحلة البحث تلك , هذا السؤال وإن كان مفتاح من مفاتيح الفلسفة وسؤال العقل للعقل هو سؤال السائل لنفسه في محاولة إحراج العقل ليتبنى رأيا قد يكون النافذة التي سيطل منها النور له أو عليه ,مثل هذه الأسئلة والمحاولات ربما تشكل بالحقيقة قاعدة مهمة وأساسية لفهم أو الوصول إلى كل الإشكاليات الكبرى التي يعيشها الإنسان والتي نختصرها دوما بكلمة (( لماذا )) ,هذا السؤال المحوري الذي تدور الفلسفة المعتادة في جزء كبير من اهتماماتها به ,في محاولة أن تقدم جواب تناظري جواب توفيقي يعكس وجهة نظرها هي والتي بالتأكيد تمثل وجهة نظر العقل السليم فهي تسأل وتعيد السؤال لنفسها فتجيب نيابة وباسم العقل.
هذه المحاورة الذاتية العقلية لا تخرج عن كونها حديث ذاتي بين العقل ونفسه حديث قائم على تقليل المسافة بين الواقع الحقيقي والواقع الاغترابي بين حاجة الإنسان لأن يخرج من دائرة التساؤل المجرد إلى دائر الأنتاج العقلي المتطلع إلى ما بعد العلم إلى ما بعد التساؤلية التي أعتادها الواقع العقلي , ومهما حاول العقل أن يخرج من حدود الذاتية سيصطدم بحدوده الواقعية التي كرسها إيمانه بأن المحيط بحدوده الثلاثة لا يسمح له أن يجعل من أجابته إلا مجرد تحسين وتلطيف من بشاعة الجواب الحقيقي ,جواب "لماذا" الكامن في قصر التجربة على واقع العقل وليس على افتراض واقع خارجي متحرر.
إذا أمنا أن العقل الحقيقي عليه أن لا ينتظر السؤال وأن لا ينتظر حدوث التجربة ليتفلسف ويستخرج منها قانونا أو فكرة قابلة للرسوخ ,هنا وجب عليه أن يكون أكثر خيالية في البحث عن أفاق خارج الممكن والمعقول ليباشر فيها دوره الخالق والخلاق ,إنه واقع ما بعد الخيال وما قبل السؤال , عالم يتحرر فيه العقل من أسر الواقعية والمقولات العشر ونظام التدرج في صنع الحدث وأرتباط الزمان بالحال والحال بالمكان , عالم يعط للفلسفة هوية الوجود المثالية المطلقة ولكن بنظام أخر ,نظام تشغيلي يعتمد على قوة الاختراق في العقل لكسر المعادلات الجامدة , المعادلات التي تجعل العقل عامل بأجر أو عامل لأجل أن يعيش فقط .
الفلسفة المعاصرة وحتى الحديثة بمعنى الأفكار الفلسفية التي نعتنقها ونؤمن بها في خلق عالمنا المتجدد لم تعد قادرة على مجاراة العلم ولم تعد قادرة على طرح المزيد من الأسئلة وقد فاز العلم المادي بكل صنوفه في رحلة التحي بينهما ,فأصبحت الفلسفة التقليدية مجرد فقيه أو شارح لحركة الوجود التي يقودها عالم العلم الأفتراضي , عالم لا تتوقف ثوانيه بنفس القدر التي كانت تمنحه للوجود سابقا ,بفضل حركة البناء على الأفتراضات التي تبدو للآخرين خيالية ولكن العلم يكسب الجولة ويحولها لحقائق يصعب حتى متابعتها , هكذا نشأت فلسفة الحداثة وفلسفة ما بعد الحداثة وما بعد بَعد الحداثة من منجز العلم وليس من منجز الفلسفة الذاتي .
إنها الفلسفة البعدية فلسفة ما بعد العقل وما بعد العلم وما بعد الخيال وليس الوهم ,هذه الفلسفة التي يجب أن تبني وجودها على سباق اللحظة , البعدية ليست رفضا وعداء للماضي والتاريخ والإرث الإنساني ولكنها سجلت أكتشافها الفذ بأن التاريخ هو هذه اللحظة التي ستنتقل لبطن الزمن ,وعندها لا تعد هذه اللحظة قادرة على الفعل والتأثير وتغيير الواقع إنها لحظة عبثية لا يمكننا أن نؤمن بها ,الغد في هذه الفلسفة هو ماضي ينتظر أن يرحل ولكنه ينتظر وصولك أولا وأنت محمل بعطاء لا تنتظر أن يعطيك الواقع والوجود شيئا لا تستحقه , عليك أن تصل قبل الآخرين وأنت تحمل حلم ما بعد الغد وكأنه قدر ,وهكذا فاللحظة التاريخية الحقيقية هي اللحظة الذي لم تولد بعد ولم تحمل معها مشروعها بأنتظار الإنسان ليصنعا وجودا أسرع وأكثر قدرة على التمدد نحو غد الغد .
واجب الفلسفة البعدية وهي تتناول موضوع أخر وإن كان نسقي مع مفهوم الفلسفة التقليدية هو تحرير قدرة العقل على الإفلات من الحدود المنطقية العقلية النظامية للعقل التقليدي ,وبالتالي للفلسفة كمعرفة مسبقة تفحص الواقع وتبحر به بعمق وبموضوعية بما فيها الفلسفة الإستشراقية المكبلة دوما بالمقولات التقليدية والأساليب الكلاسيكية التي تدرس فيها الفلسفة أن تختط رؤية أكثر قدرة على موافاة الزمن بل وغلبته في سباق أثبات القدرة على العطاء , إن قيمة الفلسفة البعدية تتبلور جليا بطرحها نموذج انعتاقي يحررها من عوامل ومرتكزات ونتائج أسر العقل ,وبالتالي فأن نتائجها وإن كانت تبدو للبعض ضرب من الخيال الجنوني أو لربما شكل من أشكال التوهم اللا معقول ,لكنها في النهاية هي الأقرب على الانتصار على كل الفلسفات والرؤى الفلسفية ,لأنها وليدة زمن متسارع يأخذ الواقع إلى مجاهيل مستقبلية لكنها واضحة أنها مجاهل عقلية ,ما لم تدرك الفلسفة حالتها وتتماهى مع حركة الزمن لاكتشاف هذا العالم من جديد وبصورة أكثر جرأة وتحدي ولكن بوسائل مستجدة وسائل لا تنتمي للواقع المحدود المقيد بالأبعاد الأربعة سيهزم وعليه أن يتخلى عن دوره لصالح مسمى أخر أو مفهوم بديل.
من يقول أننا وضعنا العقل في أزمة بين واقع يبسط تأثيراته عليه ويفرض شروطه بقوة وقسوة على النظام العقلي , وبين طموحنا وطموح العقل بالتخلص من هذا الأسر ومظاهره التي تحدد نوعية وقيمة المنتج العقلي , هي مجرد محاولة لتوريط العقل في هذه الأزمة والزج به في قضية أكبر من قدرته على المعالجة أو الأستجابة ,وبالنتيجة إنما نضاعفها عليه كأزمة مركبة من حيث أننا كواقع لا نسمح له أن يعطي أكثر ما يمكن من تصورات وحلول وينسب له جزافا سبب الأزمة ,أزمة عدم القدرة على التخلص من أسره ,وبالتالي فالفلسفة غير مسئولة بالحقيقة عن أي شيء خارج حدودها الطبيعية ونقصد حدود الفكر الفلسفي لأن العقل أساسا مأزوم ومتهاون وغير قادر على أن يعط كثيرا .
الطرف الأخر الناقد للفلسفة البعدية يرى أن الأزمة أساسا تتركز في جانب الفلسفة ذاتها التي تطرح نموذج غير قابل للتمكن منه تحت الظروف الحالية ولا تستطيع هي أن تفعله خارج أطار العقل الذي يتناسب مع رؤيتها وبالتالي هي في أزمة ,إنما العقل وسيلة لترتيب الرؤية الفلسفية وهندستها فكريا عكس العلم الذي يخوض في الواقع لارتباطه بحاجات عاجلة أو إشكاليات مادية ومحورية تحتاج لإجابات فورية ,هذا ما يدفع أهل العلم والعلم على الغوص في كل زوايا الواقع المادي اضطرارا وتحت إلحاح الحاجة .
الفلسفة عموما كونها فكر تأملي وخارج هموم الإنسان العادي وأيضا كونها معرفة متعالية لا تخضع لذات القانون الذي يسير وينظم عالم العلم والتجربة الحسية واستجابته للحاجات المتعاظمة والمتجددة حد الانفجار الغير مسيطر عليه , لذا نجدها قديما كانت تسبق الزمن بالرؤية النظرية وتسبق العلم عندما كان العلم مجرد ترف ومجرد محاولات للاكتشاف والتعلم , ولكن عندما تحول العلم إلى مفردة يومية وتفصيلية متداخلة مع كل شؤون الحياة أصبح هو القائد الفعلي للتحول الوجودي وأزاح الفلسفة من عرشها ومكانتها في القيادة .
العقل الإنساني في الحقيقة غير عاجز أن ينطلق خارج أسوار الممكن والمعقول وأيضا قادر على أن يخلق عوالم متعددة غير تقليدية بشرط تحرره من مقولات الفلسفة التقليدية ,فهو ذاته الذي قاد العلم واستجاب لتخيلاته وافتراضاته , وهو أيضا من منح الحرية للعلم أن يخرج حتى من القوانين العلمية الحاكمة التي كانت وإلى فترة قصيرة من المحرمات والمقدسات والثوابت التي لا تقبل الأفتراض حتى على محاولة إعادة قرائتها من جديد , العقل البشري ليس مأمزوما لهذا الحد , ولكن الواقع الذي يطيح بأحلامه من خلال الإصرار على أحترام الممكن والمعقول والواقعي هو من يتحمل الأزمو وهو المسئول الأول عن قضية المراوحة بين تريد مقولات وإشباعها تنظيرا وهو يعلم أنها لم تعد حية بما يكفي لقيادة عالم مجنون عالم مهووس بكل جديد .
أنا أرى أن الأزمة في خلاصتها هي أزمة الإنسان كواقع والذي يخشى المجازفة الإنسان المحافظ على سكونيته وتراتيبية الإيقاع الطبيعي له في الوجود , الإنسان الذي ما زال مقتنعا أن الجنة في الحقيقة حلم صعب المنال وأن عليه أن لا يخرق الواقع للبحث عن بديل ,وأن فكرة العودة إليها مرتبطة بقوانين الواقع وأحترامها ,لذا فالخروج عن قوانين الفلسفة الواقعية ضياع للفرصة في المحاولة كما وتشكل أنتكاسة للعقل التأريخي الذي أسس وبنى منذ أن عرف وعيه وأشار إليه .
هذا الإنسان الذي يمنح الجسد حدود تامة فاعلة ومتحكمة بالعقل وتحد من حريته كونه كائن خاضع لما في الجسد ,غير قادر ان يخرج بعقله من مدارات الممكن والمعقول والطبيعي إلى الحلم الثائر الحلم المخيال الذي يفترض أن الكون والوجود هو ليس فقط من ندركه أو ما نعيشه بالحواس ,الحلم العقلي الذي كلما تسارع الزمن تسارعت فرص تحققه واقعا مستمرا بالتنامي والتمدد إلى المدى الذي حتى في الخيال المفترض لا يمكننا أن نتصور له شكلية أو وصف أو حدود , حلم بناء الفردوس الذي سيتمنى أهل الجنة ذاتهم أن يعيشوا به لما يقدمه من إدهاش عظيم في خيال سيتحول واقعا يمضي إلى ما هو أكبر منه ويغادر لحظته الزمنية دون أن يلزمنا بها ,العقل الحر قادر بالقوة أن يقودنا إلى عوالم مفترضة لكنها خاضعة للحدوث مهما كانت غرائبية أو عجائبية كواقع هدف خارج واقع الفلسفة التي الكلاسيكية ووصولا للمعاصرة والحديثة وحتى الأستشراقية التأملية التي اصابها الترهل والشيخوخة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص القاتل أم العقل القتيل
- عبادة الدين صورة من الوهم
- مقدمة في مفهوم العقل الجمعي
- التحالف والوطني وخيارات المستقبل السياسي
- علم الأجتماع وظاهرة العنف والسلام
- القوارير .... قصيدة الشعراء التي لا تموت
- هل نحن أحرار بما يكفي لهضم الديمقراطية ؟.ح1
- البحث العلمي ومستقبل الدين كفكر .
- الأعراب ... هل فاتكم الدرس
- التربية الأخلاقية في المجتمع الياباني ...
- الشريعة والقانون
- فكرة الدين وظاهرة التدين
- ولد الإنسان عاقلا
- لماذا نتدين ؟ . ح6
- لماذا نتدين ؟ . ح5
- لماذا نتدين ؟ . ح4
- لماذا نتدين ؟ . ح3
- لماذا نتدين ؟ . ح2
- نيالاو حسن أيول .... وجع الحب عندما يكون جنوبي .
- لماذا نتدين ؟ . ح1


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - ما بعد الفلسفة وأزمة العقل الانساني .