أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - دهام محمد العزاوي - الفرهود هل هو ثقافة عراقية ؟














المزيد.....

الفرهود هل هو ثقافة عراقية ؟


دهام محمد العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5093 - 2016 / 3 / 4 - 21:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفرهود هل هو ثقافة عراقية ؟
د.دهام العزاوي
هذه المقالة هي انعكاس لاستفزاز فكري مع احد اساتذة الاجتماع المتميزين ركز فيه على مقولات عالم الاجتماع العراقي المرحوم علي الوردي والذي حلل فيها شخصية الفرد العراقي بطريقة علمية نقدية وركز فيها على تاثر الشخصية العراقية بقيم الغلبة وثقافة الغنيمة . فالعراقي نهاب في الليل وهاب في النهار واستند الوردي الى تاثير قيم البداوة والعصور المظلمة من التخلف والجهل والمرض في شخصية المجتمع العراقي والتي لم يلغي قيام الدولة المدنية من تاثيراتها السلبية في سلوك العراقيين حتى يومنا هذا. وحسب عالم الاجتماع العراقي المتميز د. عدنان ياسين فان ثقافة الفرهود متأصلة في سلوك العراقيين وهناك اربع محطات تاريخية شاخصة لمفهوم الفرهود العراقي ،الاولى كانت زمن الاحتلال البريطاني عام 1917والثانية في فرهود اليهود في عام 1951والثالثة في احتلال الكويت وفرهود شعبها في 1991والرابعة خلال الاحتلال الامريكي 2003 حينما نهب الرعاع مؤسسات الدولة وافرغوها من محتوياتها . والسؤال الجوهري هل ان ثقافة الفرهود خاصة بكل العراقيين ام بفئة اجتماعية تعيش اوضاعا معيشية صعبة وبعضها امتهن اللصوصية وسرقة المال الخاص والعام ؟وهل هي انعكاس لاوقات الازمات والمحن ومايرافقها من غياب الدولة والقانون ؟ وهل ان الشعب العراقي الوحيد الذي نهب ممتلكاته وسرق تراثه ام ان شعوب عربية واجنبية مارست الدور ذاته ؟ . وحتى يكون التحليل منطقيا ونبتعد عن جلد الذات اكثر من اللازم نقول ان تاريخ الفرهود والغلبة لم يكن لصيقا بالعراقيين ،فالتاريخ يقدم لنا دلالات واضحة على ان النهب والسرقة وظلم الاخرين وغمط حقوقهم هي صفات مقترنة بشعوب اخرى عاشت الظلالة والتخلف والجهل ، كما انها اقترنت باحساس بعض الفئات بالتهميش والافقار والعوز ،كما اقترنت ايضا بضعف المواطنة وغياب الدولة ومؤسساتها وسيادة الولاءات الجهوية والقبلية والطائفية لدى افراد المجتمع ولهذا فحينما تهون الدولة في نظر افرادها يهون عليهم مالها ومؤسساتها وممتلكاتها .هذه الاسباب تبرز لنا محطات كثيرة مارست خلالها شعوب وقبائل ذات الدور الذي مارسه بعض العراقيون . فالامبراطورية الرومانية والفارسية والبيزنطية قامت باساليب قتل ونهب وسرقة للشعوب الاخرى يندى لها التاريخ والقبائل الجرمانية مارست من التخريب والنهب لتراث الامبراطورية الرومانية مايزال التاريخ الاوربي يعيش ويلاته .وماقام به هولاكو وجنكيز خان في قتل اهل بغداد ونهب ثرواتهم في القرن الثالث عشر الميلادي لازال شاهدا على بربرية الاقوام المغولية. وفي الحرب الاهلية اللبنانية التي استمرت خمسة عشر عاما لم تسلم مؤسسات الدولة والممتلكات العامة من السرقة والنهب وهو ماحصل في ايران عقب ثورة الخميني 1979،حيث عمت الفوضى وسرقة المؤسسات مما اضطر الحكومة الجديدة الى انزال قوان عسكرية لحفظ الامن . ولازال انهيار الاتحاد السوفيتي ومارافقه من عمليات نهب للممتلكات العامة في مختلف مناطق الدولة العظمى يبين ان سلوك اللص واحد وان جريمة نهب المال العام تحمل الدلالات ذاتها ويخبرنا التاريخ الحديث بان عمليات النهب وسرقة الممتلكات العامة والمحلات الخاصة في لوس انجلوس في الولايات المتحدة في عام 1993 ناجم عن الاحباط والشعور بالدونية الذي يعانيه الامريكيون السود .وهو ماتكرر اثر اعصار كاترينا عام 2005 الذي ضرب ولايات لوزيانا والمسيسبي وتكساس ونيو اورليانز حيث اضطر بوش الابن لارسال فرقة هسكرية لايقاف عمليات السرقة والنهب في ولاية نيو اورليانز التي تعد افقر ولايات امريكا على الاطلاق . لقد كتب المنصف وناس كتابا اسماه ثالوث القبيلة والغنيمة والغلبة كشف عن سايكولوجية العلاقات التي تربط المجتمع الليبي ولكنه تخطى في تحليله الحدود الليبية الى الخارطة الاجتماعية العربية المشابهة .هذا الثالوث يعود بنا الى واقع ماقبل الدولة الذي تعيشه البلدان العربية بسبب ثورات الربيع العربي والحروب الداخلية والاحتلالات الامريكية والانقلابات العسكرية والتي ارجعت المجتمعات العربية الى بدائيتها حيث الغزو وعصر الجواري والغنائم وفخر القبيلة وصهيل الخيل وبريق السيف .ان عدم اكتمال مؤسسات الدولة العربية ومأسسة الحكم وفق قيم العصرنة والحداثة والمواطنة وبقاء القيم القبلية والعنصرية والطائفية والمناطقية هي عوامل مضافة ساهمت في بقاء قيم الجاهلية الاولى وستظل داحس والغبراء والبسوس عنوانا يشدنا الى ثقافة الفرهود والغلبة بدلا من ثقافة التقدم والحداثة والدولة المدنية .



#دهام_محمد_العزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فالانتين بنكهة عراقية
- لامن الانسانيفي المناطق المحررة : الاستراتيجية الغائبة
- شمال افريقيا والمستنقع الجديد
- نكبة النازحين : بين غضب السماء وتجاهل الحكومة
- العنف ضد المراة والقيم الموروثة
- العنصرية بين قيم المجتمع والسياسة
- في ذكرى النكبة : اسرائيل التي قهرت ارادتنا
- رجال الطين وتبلد القيم الدينية في المجتمع العراقي
- العدالة الاجتماعية
- الامن الانساني : المفهوم والدلالة
- من تركيا الى العراق .... دروس وعبر
- العلاقات العراقية الخليجية :ارث الماضي وتحديات المستقبل
- فشل المأدلجون ونجح تويتر وفيسبوك


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - دهام محمد العزاوي - الفرهود هل هو ثقافة عراقية ؟