أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سندس القيسي - المرأة العربية 6: أمينة ليست شرف أحد وجسدها ملكها















المزيد.....

المرأة العربية 6: أمينة ليست شرف أحد وجسدها ملكها


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5093 - 2016 / 3 / 4 - 20:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المرأة العربية 6: أمينة ليست شرف أحد وجسدها ملكها

إن كل إمرأة تتعرى تفرز عنها نساء قليلات أخريات يقلدن فعل التعري، ويذهبن به إلى أكثر مما ذهبت به الأولى. ورغم أنه حسب التسلل الذي بدأت به مسيرة النساء العربيات المتعريات وأولويات ظهورهن على الحياة العامة، ينبغي علي أن أطرح علياء المهدي، إلا أني قررت أن أقفز عنها لأن تعري المهدي قد يكون أو قد يصبح نمط حياة. ولأنها أكثر المتعريات إثارة للجدل، فسأتركها للآخر. ولا ننسى أن هناك إشكالية أزلية، وقد تكون أخلاقية، قد تنجم من مبدأ و إستخدام الجسد البشري للإنتفاع والكسب المادي منه، وهذه موجودة في كل المجتمعات ولغاية الآن. وفي هذه المقالة، سأتكلم عن من تبيع جسدها لعدسات الكاميرا وهل ذلك لقيمة مادية أم لدفع الحدود الإجتماعية الحمراء بالدوس عليها أولًا؟ أم لنرجسية أنثوية وفانتازيات جنسية يتم التعبير عنها؟

أما الأمثلة في العالم الغربي، فحدث ولا حرج. فعلى سبيل المثال، لقد ظلت ديمي مور، ممثلة جريئة كثيرًا طالما تتحدث عنها الصحافة واعتمدت على أدوار الإغراء في صعودها. وأول صورة ظهرت بها مور عارية، كانت وهي حامل في شهرها السابع، على غلاف مجلة فانيتي فير، وقد أثارت انتقاداتٍ وضجة، لكنها في نفس الوقت، فتحت الباب لمشاهير أخريات تصورن عاريات أثناء الحمل. ويوجد صورة مرسومة لكيت ميدلتون، زوجة الأمير ويليام في أحد شوارع لندن وهي حامل، تشبه صورة ديمي مور، التي كانت أيضًا تصورت عارية في الثمانينيّات وهي قاصر لمجلة للكبار، مما أعطى ديمي مور سمعة هابطة في هوليوود إلى أن وعت على نفسها وبدأت بالتغير شيئًا فشيئًا. وأصبحت تركز على تمثيلها، حتى أنها حلقت شعر رأسها لأحد أدوارها، الأمر الذي أكسبها احترامًا.

ومن المألوف أن تسمع في عالم الفن والإعلام عن نساء تعرين في بداية طريقهن المهني، ليتمكن من الوصول إلى منصب إعلامي أو فني، لكن من تلجأ لهذه الطريقة لا تنال إحترام زملائها وزميلاتها، الذين لا يكفون عن الغمز واللمز أن هذه شقت طريقها بالعري والإغراء. ولو سألنا هل هناك فرقًا بين هذه من تتعرى للكاميرا من أجل منصب وتلك التي تعمل علاقة مع أحدهم لتحصل على عمل أو لتظل في ذلك العمل؟ ما المشكلة في التنافس على المنصب مع الجميع عوضًا عن استباق الأحداث أو التأثير فيها بالتعري والأنوثة؟ وألسنا بذاك الشكل نكرس ذكوريّة المجتمع، الذي يريد أن يستمتع بالأنثى؟ هل استخدام الأنوثة لمحاربة الأبوية في المجتمع هي الحق؟ وأليس الحوار هو أفضل بكثير من هذا التمرد غير المتوازن والصارخ في وجه المجتمع؟ إن أي إمرأة، ومن أي مجتمع ومهما كان وضعها، لا تحب أن تشعر بالرخص مهما كانت درجة تحررها.

وبالنسبة لأمينة، والتي يطلق عليها أمينة السباعي وأمينة تايلور وأمينة فيمن، فقد نشرت صورة لها على صفحة الفيس بوك، تظهر فيها نصف عارية. وكانت تبلغ الثامنة عشرة في عام 2013 حينما كتبت على جسمها جسدي ملكي وليس شرف أحد. ثم اعتقلت بعد ظهورها في مدينة القيروان في تونس، حيث قال الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية محمد بن العروي أن أمينة ظهرت في تجمع لحركة "أنصار الشريعة" السلفية، وهي ترتدي حجابًا ونظارة شمسية. وكتبت كلمة "فيمن" باللاتينية على جدار مقبرة أولاد فرحان. وذلك بحسب رصيف 22.

وهكذا اشتهرت أمينة بين ليلةٍ وضحاها، وبدعمٍ من منظمة "فيمن" النسوية المتطرفة والتي تدافع عن قضاياها بدعوة النساء إلى التعري، كوسيلة للمعارضة والتمرد على المجتمع البطريركي/ الأبوي والذكوري، لكن هذا التناقض غير مفهوم وغير مبرر إذ أن فيمن تستخدم الأنوثة لتحارب الذكورة، في حين كان الأجدى بها أن تحارب المجتمع بالعقل وبالفن وبوسائل تعبير كثيرة متاحة في العالم الأوروبي عوضًا عن التعري، الذي هو سلاح ذو حدين. وقد نستطيع أن نستوعب أن المدنية والتحضر قد يشكلان ضغوطًا أحيانًا على الأوروبي، مما يجعله يبحث عن وسائل لتخفيف عبء الحضارة وربما يكون التعري واحدًا منها، بحيث يشعر الأوروبي أنه متحرر من المدنية ويريد أن يتنفس هواء الحرية. أما إذا كان سلوك التعري عند الأوروبي مناطًا بالجنس، ربما تكون هذه الإحتمالية جائزة ولكن لا نستطيع تأكيدها.

وقد عملت أمينة مع منظمة فيمن، ثم تخلت عنها بعدما اتهمتها بمعاداة الإسلام. يا لسذاجة أمينة، التي تريد أن تقحم نفسها في دائرة النضال النسوي! هل كانت تظن أن "فيمن" كانت تقف وراءها محبةً في الحرية والتحرر؟ إن "فيمن" ومثيلاتها وداعميهم يريدون تعرية المرأة العربية جسديًّا والمجتمع العربي أخلاقيًّا، بحيث تتغير منظومتنا الأخلاقية الساقطة في كل الأحوال. وأمينة قلدت علياء المهدي، فهي أيضًا كانت عضوًا في "فيمن" وتركتها، ولا يقف التقليد هنا، فقد حملت أمينة علم تونس وهي عارية مع أخريات في باريس، بالقرب من متحف اللوفر. غير أن هناك وجه إختلاف بسيط بين علياء وأمينة، فالأخيرة لا تريد أن تضرب الدين. فكما قالت أمينة على موقع "هافينغتن بوست" والذي نقله موقع الإنترنت للحرة: "لم يعجبني تحرك الفتيات عندما هتفن أمينة أكبر، فيمن أكبر أمام السفارة التونسية في فرنسا، أو عندما أحرقن راية التوحيد أمام مسجد باريس".

وتعتقد أمينة أنها ناشطة وأن مجتمعها يعيش في العصور الوسطى وغير متفتح، وذلك بحسب مقابلتها المصورة مع جدل. والشيء الآخر وربما الأخير، الذي يباعد ما بين تايلور والمهدي هو أن الأولى لا تريد أن تكون في حركة فيها أموال مشبوهة ولا إسرائيلية مشيرة إلى "فيمن" وسرية وغموض مصادر تمويلها. وأمينة في هذا تحاول أن تبدو مبدئية معلنة أنها غير مسلمة، لكن في نفس الوقت، ليست ضد مجتمعها بل مع حرية المرأة التي يجب أن تحرر نفسها بنفسها. لكن هذا الطرح لم يعجب النساء العربيات الناشطات في تونس ولم يروا أي تقارب بينهم وبين أمينة. وبحسبما تقول أمينة في مقابلة تلفزيونية مع فرنسا 24، فأمينة ليست هاربة إلى فرنسا، بل طالبة تكمل تعليمها بعدما أصبح من الصعب عليها الدراسة في تونس، نافيةً أن يكون بحوزتها جواز سفرٍ أوروبي. كما أنها لم تستبعد نفسها عن حركات التحرر النسوية في تونس، التي تشاطرهم الأهداف، لكن تختلف معهم في الأساليب، ملمحة إلى أنهم لم يرفضوها أيضًا.

لكن "إننا شيفتشينكو"، رئيسة منظمة "فيمن" اعتبرت أمينة خائنة، ليس لمنظمة "فيمن"، بل لألآف النساء اللواتي وقفن معها في حملة "حرروا أمينة" والتي هي بسببهم حرة الآن. وأضافت "شيفتشينكو" أن خطوة إنسحاب أمينة من "فيمن" هي خدمة للإسلاميين، الذين سيفسرون الأمر كدليل على ندم أمينة. فيما انتقدت إعلاميات تونسيات مخضرمات سلوك أمينة، الذي لا يجب أن يمثل المرأة العربية التونسية. كما اعترضن على مبرراتها وانضمامها لمنظمة "فيمن"، بدون أن تسأل عن دوافعهم ومواقفهم وأموالهم مسبقًا، إذ أن هذا ما كان عليها أن تفعله قبل أن تنضم إليهم. وفي هذه التصريحات استخفاف في تصرفات أمينة، التي تبدو متخبطة. وقد تردد أن أمينة كوفئت برئاسة تحرير مجلة فرنسية في باريس، لكن عمرها الصغير وقلة خبرتها قد يعنيان أن الخبر غير صحيح. إذ لا يوجد سوى كفاءة العري عند هذه المرأة. ولكنها نشرت كتابها الأول في باريس بعنوان؛ "جسدي ملك لي" وقد ترجم إلى عدة لغات.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العربية 5: الجسد والطالعات من قمقم الشهوة
- المرأة العربية 4: النضال بالجسد العاري
- المرأة العربية 3: من التعري الكلي إلى النقاب
- الملكة إليزابيث ملكتي وقدوتي
- المرأة العربية 2: الملكة إليزابيث الثانية ملكتي وقدوتي
- لا تلقي قذارتك الأقذر على الطاهرات
- المرأة العربية 1: الفضيلة والرذيلة والحريّة
- لا ترمي قذارتك الأقذر على الطاهرات يا منال
- يوم لندني غامر بالحرية
- التحرر الحقيقي 1: تجربة الرجل الأسود
- الفنان موسى حيّان: لا أشرب إلا من ماء الغيمة الصادقة
- يوم جميل في لندن
- الشرف والدم 5: تشويه المرأة العربية
- الشرف والدم 4: حذارٍ من الصلب والذبح
- الشرف والدم 3: المستعمر وإقصاءاته للمرأة
- الشرف والدم 2: الأنوثة
- الشرف والدم 1: الذكورة
- الشرف والدم 1: الذكورية
- الهوية الضائعة 10: الأكراد والأمازيغ
- الهوية الضائعة 9: التزاوج المسيحي الإسلامي


المزيد.....




- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- البرازيل.. القبض على امرأة يشتبه في اصطحابها رجلا ميتا إلى ب ...
- فيديو.. امرأة تصطحب جثة إلى بنك للتوقيع على طلب قرض
- في يوم الأسير.. الفلسطينيون يواصلون النضال من داخل المعتقلات ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- يوسف بلايلي يُغضب الجزائريين بسبب سوء تصرفه مع حكم (امرأة)


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سندس القيسي - المرأة العربية 6: أمينة ليست شرف أحد وجسدها ملكها