أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - طارق المهدوي - معلهش إحنا بنتبهدل














المزيد.....

معلهش إحنا بنتبهدل


طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5093 - 2016 / 3 / 4 - 17:00
المحور: حقوق الانسان
    


معلهش إحنا بنتبهدل
طارق المهدوي
(1)
هي فتاة مراهقة ساذجة غير محجبة مولودة بدولة عربية خليجية عادت إلى وطنها الأم مصر لاستكمال دراستها الجامعية في مجال الصحافة والإعلام بمجرد إتمام دراستها الثانوية في الدولة الخليجية، وكغيرها من الفتيات والسيدات المحجبات وغير المحجبات ومع تصاعد حدة الاحتقان الجنسي بالمجتمع المصري تعرضت الفتاة لتحرش لفظي من قبل بعض الشباب المحتقنين العابثين، فتوجهت إلى قسم الشرطة لتحرير محضر يستهدف منع المتحرشين من معاودة التعرض لها مستقبلاً كما هو مدون في الكتيبات النموذجية الصادرة عن جمعيات حقوق الإنسان، ولكن الشرطة أفادتها عقب تحرير المحضر بأن النيابة العامة وحدها هي صاحبة سلطة استدعاء المشكو في حقهم واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم ومن ضمنها استكتابهم تعهدات عدم التعرض لها، فما كان من الفتاة سوى العودة صباح اليوم التالي إلى قسم الشرطة للتوجه منه نحو مبنى النيابة الذي يبعد عدة كيلو مترات برفقة محضرها لمتابعته، حيث وصلت إلى النيابة قبل الساعة العاشرة صباحاً بعد إجبارها على أن تصطحب معها مندوب الشرطة المختص بتسليم المحاضر في سيارة أجرة على نفقتها الخاصة، ورغم أن الفتاة من كافة النواحي الإنسانية والقانونية والأخلاقية هي بمثابة أمانة معلقة في رقاب الجهات الرسمية التي لجأت إليها شاكيةً إلا أن تلك الجهات لم تكن أمينة عليها أبداً، ذلك أنها بمجرد وصولها إلى مبنى النيابة لأول مرة في حياتها القصيرة أمرتها الموظفات المحجبات المتجهمات بقسوة شديدة أن تنتظر خارج المبنى حتى حلول موعد عرض محضرها على وكيل النيابة المختص في الساعة الثانية ظهراً، وعندما سألتهن سؤالاً بديهياً هو "لماذا الانتظار من العاشرة صباحاً حتى الثانية ظهراً طالما المحضر موجود والشاكية موجودة والمختص أيضاً موجود؟" أسمعتها الموظفات المحجبات المتجهمات منوعات من الفواصل العدائية تجاه سؤالها وشكلها، ربما كان أخفها قولهن الساخر "هو ده اللي عندنا يا حلوة ولو مش عاجبك ماتجيلناش تاني علشان إحنا أصلاً مابنحبش نشوف الأشكال العريانة دي هنا في النيابة"!!.
(2)
انتظرت الفتاة في الشارع حتى تم النداء على رقم محضرها عند الساعة الثالثة ظهراً فدخلت مكتب وكيل النيابة الشاب المختص وجلست على أحد المقاعد المجاورة للباب انتظاراً لإكماله فحص محضرها، إلا أن جلوسها العفوي على المقعد قبل ان يأمرها هو بذلك أثار غضبه بشدة فصرخ فيها لتقف وسألها وكأنها متهمة "انتي بتتنيلي تشتغلي إيه" فأجابته وهي خائفة "أنا طالبة في كلية الإعلام"، ليخرج من فمه رداً استفزازياً فورياً نصه "آه إعلام...علشان كده بقى لسانك طويل وقليلة الأدب...هاتي بطاقتك وإخرجي استني برة جنب الباب لغاية ما أناديلك"، وخلال انتظارها إياه خارج مكتبه وهي واقفة ومرعوبة احتك بها أحد الحرس المخصصين لخدمته في محاولة فجة للتحرش البصري واللفظي واليدوي بها فردت عليه بحسم غريزي دفاعاً عن شرفها المهدد، فدخل الشماشرجي إلى سيده شاكياً قائلاً "البت المايصة اللي لابسة محزق دي يا باشا شتمتني" فرد عليه متباهياً "تطلع عينين أبوها وقتي...هي مش عارفة إن أي حد يمس عسكري المراسلة بتاعي يبقى كأنه مسني أنا شخصياً"، وهكذا وجه وكيل النيابة إلى الفتاة اتهاماً بالتعدي على موظف رسمي أثناء تأديته لعمله وأمر بإنزالها كمتهمة وفي يديها الكلابشات الحديدية إلى بدروم المبنى حيث يوجد مكتب أمناء الشرطة المختصين بالاستيفاء ليستوفوا إجراءات حبسها، وما أن تم دفع الفتاة عنوةً إلى قلب المكتب حتى أغلقه أمناء الشرطة من الداخل وشرعوا في افتراسها وبعثرة محتويات حقيبة يدها وتفتيش جيوبها وملابسها يدوياً بوقاحة شهوانية لزوم استجوابها وإثبات متعلقاتها من باب الاستيفاء، فأطلقت الفتاة صرخة استنجاد مذعورة ومدوية بلغت مقر نقابة المحامين الفرعي القريب مما دفع بإحدى المحاميات غير المحجبات للتدخل من اجل مساعدة الفتاة، ولم يفتح أمناء الشرطة باب مكتبهم إلا عندما هددتهم المحامية بأنها سوف تنادي جميع زملائها للتجمع والتجمهر لو لم يفتحوه ويسمحوا لها بمساعدة الفتاة، اطمأنت الفتاة المرتعدة إلى المحامية غير المحجبة وأبلغتها أنها تحمل أيضاً جنسية الدولة العربية الخليجية المولودة فيها فأعلنت المحامية الخبيرة المخضرمة ذلك على الملأ بصوت مرتفع، ليهرب بعض أمناء الشرطة من المكتب بحجة ضرورة تأديتهم لمأموريات استيفاء خارجية ويتراجع المتبقين وترتبك كلماتهم وخطواتهم حتى قرروا فيما بينهم العودة إلى وكيل النيابة مع الفتاة والمحامية، حيث تمت تسوية الأمر بشرط عدم تصعيده أو نشره وفرحت المحامية بالأتعاب المالية السخية المدفوعة لها من الفتاة التي اتجهت فوراً نحو منزلها لتوضيب حقائب سفرها من أجل العودة النهائية إلى الدولة العربية الخليجية المولودة فيها!!.
طارق المهدوي



#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالجوهم أو اعزلوهم
- أشعار نازفة وشعارات ناسفة
- فوبيا العداء للجنس في الأذهان الفاشية
- صديقي المحارب الأممي كارلوس
- أخلاقنا وأخلاقهم
- استدراج الملحدين في أكمنة الدولة المصرية
- الغياب المتبادل بين الفن والجماهير (4) التذوق
- الغياب المتبادل بين الفن والجماهير (3) الوعي
- الغياب المتبادل بين الفن والجماهير (2) التطبيق
- الغياب المتبادل بين الفن والجماهير (1) الإبداع
- من سجلات الفاشية العسكرية في زمن العولمة
- من سجلات الفاشية العسكرية في زمن المكارثية
- يا نجاتي...فرقع البلالين
- ليس فقط لأنهم كاذبون محترفون
- سبع أرواح
- محلك سر
- حول فنون ومهارات العمل الثوري اللحظي في مصر
- كوابيس جمهورية الخوف الأولى - الجزء الثاني
- كوابيس جمهورية الخوف الأولى - الجزء الاول
- ألاعيب أزهرية مكشوفة


المزيد.....




- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - طارق المهدوي - معلهش إحنا بنتبهدل