أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كريمة الحفناوى - دستور الثورة والعدالة الضريبية














المزيد.....

دستور الثورة والعدالة الضريبية


كريمة الحفناوى

الحوار المتمدن-العدد: 5092 - 2016 / 3 / 3 - 14:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



فى الباب الثانى من دستور 2014 الذى أجمع عليه الشعب المصرى (المقومات الأساسية للمجتمع)، وفى الفصل الثانى تحت عنوان (المقومات الاقتصادية) المادة 27 "يهدف النظام الاقتصادى إلى تحقيق الرخاء فى البلاد من خلال التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية بما يكفل رفع معدل النمو الحقيقى للاقتصاد القومى ورفع مستوى المعيشة وزيادة فرص العمل وتقليل معدلات البطالة والقضاء على الفقر.... ويلتزم النظام الاقتصادى بمعايير الشفافية والحوكمة ودعم محاور التنافسية وتشجيع الاستثمار والنمو المتوازن جغرافيا وقطاعيا وبينيا، ومنع الممارسات الاحتكارية مع مراعاة الاتزان المالى والتجارى والنظام الضريبى العادل وضبط آليات السوق وكفالة الأنواع المختلفة للملكية والتوازن بين مصالح الأطراف المختلفة بما يحقق حقوق العاملين ويحمى المستهلك".
وفى المادة 38 "يهدف النظام الضريبى وغيره من التكاليف العامة إلى تنمية موارد الدولة وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية.... ويراعى فى فرض الضرائب أن تكون متعددة المصادر وتكون الضرائب على دخول الأفراد تصاعدية متعددة الشرائح وفقا لقدراتهم التكليفية. ويكفل النظام الضريبى تشجيع الأنشطة الاقتصادية كثيفة العمالة وتحفيز دورها فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأداء الضرائب واجب والتهرب الضريبى جريمة".
كما يتناول هذا الفصل مواد تنص على حماية الدولة لكل أنواع الملكية العامة والتعاونية والخاصة وحماية الموارد والثروات الطبيعية. هذه المبادئ الدستورية أقسم عليها رئيس الجمهورية والوزراء ونواب الشعب المصرى. هؤلاء النواب الذين عليهم وضع تشريعات وقوانين وفقا للدستور، ومراقبة السلطة التنفيذية لتفعيل وتنفيذ هذه القوانين.
وبالرغم من أن النظم التى ثار عليها الشعب المصرى كانت تنتهج نهجا اقتصاديا يعتمد على التبعية للنظام الرأسمالى المتوحش المعسكر، والذى تسببت سياساته فى العديد من الأزمات الاقتصادية على مستوى العالم، وتسببت أيضا فى خراب واحتدام الأزمات فى الدول الفقيرة أو ما يطلق عليها دول الجنوب ومصر منهم، وبالرغم من ثورة 25 يناير مازالت الحكومات المتعاقبة بعد الثورة تنتهج نفس السياسات، سياسات القروض المشروطة من قبل الدول الكبرى ومؤسسات التمويل الدولية التى تشترط مع هذه القروض تحويل اقتصاد الدولة إلى اقتصاد يعتمد على التبعية ويقضى على الإنتاج وتحويله إلى اقتصاد يعتمد على الخدمات مع اتباع سياسة الخصخصة والبيع للشركات المنتجة وأيضا خصخصة المرافق والخدمات، مثلما حدث لمصرنا العزيزة، والتى أدت سياسة الخصخصة إلى القضاء على مصانعنا المنتجة وشركاتنا الناجحة وبعض البنوك مع تشريد العمال، هذا غير الفساد المصاحب لعمليات بيع المصانع والأراضى بأبخس الأثمان مقابل عمولات وصلت إلى ملايين دخلت جيوب السماسرة عديمى الضمير من بعض رجال أعمال.
ساعد هؤلاء بالطبع مسئولون متربحون من رجال الإدارة العليا فى الأجهزة الحكومية، والذين استغلوا نفوذهم فى التربح وتسهيل الاستيلاء على المال العام فى صفقات فاسدة أضاعت على الدولة المليارات والمليارات.
مازالت الحكومات المتعاقبة تنتهج منهج القروض لتحميل الدولة بمزيد من الديون، هذا غير الاعتماد على المستثمرين الأجانب الذين فرشت لهم الدولة الأرض بالسجاد والورود وسنت لهم القوانين الاستثمارية التى تمنح لهم الأرض والأموال، بل وتعفيهم من الضرائب بطريقة لا تتم فى أى دولة تريد تنمية حقيقية.
ليس هناك مستثمر على مر التاريخ يجيئ لبناء اقتصاد دولة، فعلى الدولة كما يقول الدستور حسن استخدام ثرواتها الطبيعية ومواردها البشرية وعمل مشروعات متوسطة وصغيرة لتوفير فرص عمل ولإنتاج ما يكفيها من سلع واحتياجات ضرورية، بل وفائض للتصدير.
وبجانب كل هذه التسهيلات نجد الدولة بدلا من محاسبة ناهبى الثروات وناهبى المال العام تسن قوانين للمصالحة معهم. كما أن الحكومات التى جاءت بعد ثورة يناير، وبعد دستور يتكلم عن الضرائب التصاعدية وعن نظام ضريبى عادل يوفر الموارد من أجل التنمية نجد للأسف أن الدولة تحمِّل الفقراء مزيدا من الضرائب مثل ضريبة القيمة المضافة، والتى بموجبها سيتم رفع أسعار معظم السلع. لوح المسؤولون فى الفترة الأخيرة بقرارات اقتصادية مؤلمة بمزيد من رفع الدعم عن الطاقة مما يتسبب فى رفع أسعار كل السلع بما لا يطيقه المواطنون الفقراء ومحدودو الدخل.
هذا بدلا من تطبيق الدستور بوضع ضريبة تصاعدية مثل كل بلدان العالم والتى تصل الضرائب على الدخل فى حدها الأقصى إلى 50 و60%. أما عندنا فقد وقف نمو الضريبة عند 22.5% وهذا هو الظلم بعينه. لقد قلت فى مقالى السابق للصبر حدود، واحذروا غضب الشعب المصرى الذى مازال يعانى، فالبطون خاوية لا تحتمل مزيدا من الجوع فى الوقت الذى تزداد فيه كروش الكبار تخمة.
سؤالى إلى سيادة رئيس الجمهورية هل يصبح ناهبو المال العام وأصحاب المليارات على مصر؟ هل يصبح المتهربون من الضرائب على مصر؟ هل يصبح الذين كل همهم تهريب ثرواتهم وأرباحهم إلى الخارج على مصر؟ هؤلاء لا يعرفون إلا مزيد من الجشع والطمع ولا يريدون إلا مزيدا من التسهيلات والامتيازات على حساب عرق وجهد أغلبية الشعب. إن الفقراء هم الذين لا يبخلون على مصر بعرقهم وكدهم وعيونهم وحياتهم.
دكتورة كريمة الحفناوى



#كريمة_الحفناوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستور الثورة وحق المواطن فى حياة آمنة
- دستور الثورة وكرامة المواطن والطبيب
- دستور الثورة وحق المصريين فى الصحة
- احتفالية ثورة يناير فى قصر ثقافة منشية ناصر
- دستور الثورة والحقوق الاقتصادية والاجتماعية
- عام مضى وعام جديد 3
- عام مضى وعام جديد 2
- عام مضى وعام جديد 1
- غطاء قانونى لإهانة وإذلال المرأة المصرية 2
- غطاء قانونى لإهانة وإذلال المرأة المصرية
- حول الانتخابات البرلمانية 4
- القوافل التنويرية للثقافة الجماهيرية
- المجمع الإعلامى بالإسماعيلية والانتخابات البرلمانية
- حول المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية 3
- حول المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية
- فلنتعلم من هذا الشعب العظيم
- الثقافة الجماهيرية والمرأة الريفية
- حول الانتخابات البرلمانية فى مصر
- الصورة الحالية فى الانتخابات البرلمانية
- عودة -روح- المسرح المصرى


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كريمة الحفناوى - دستور الثورة والعدالة الضريبية