أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم أمين الهيتي - الفيلسوف مدني صالح والوصل بينه وبين رسل وسارتر















المزيد.....

الفيلسوف مدني صالح والوصل بينه وبين رسل وسارتر


قاسم أمين الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5091 - 2016 / 3 / 2 - 22:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يُمثل هذا المقال محاولة أولية للتعرف على الجوانب المشتركة أو السمات العامة لجهود ثلاثة من عمالقة الفكر الإنساني الحديث الذين تربعوا بجدارة على أعلى قمم الجهد وإنتاج والعطاء الفكري الرفيع وغير العابر على الظواهر بعجالة وإبتسار.

برتراند أرثر ويليام رسل) 1872 ـ 1970(
ولد في ويلز من عائلة إرستقراطية، فيلسوف وعالم منطق ورياضي ومؤرخ وناقد إجتماعي بريطاني. يُعدّ واحدا من أهم مفكري القرن العشرين وداعية للسلام والتآخي بين البشر. وتميَّز بمواقفه العديدة ضد الحروب والاستعمار والعنصرية والقهر.
أكمل دراسته في علم الرياضيات في كلية ترينتي كوليج في كمبردج عام (1893)، ثم تحول لدراسة الفلسفة وحصل على شهادة في علم الأخلاق عام (1894).
درس علم الاقتصاد في المانيا، وتعرف على الماركسية من خلال الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بعدها رجع الى إنكلترا محاضر أول في مدرسة لندن للإقتصاد والعلوم السياسيه. ونشر أول كتبه "الإشتراكية الديمقراطيه الألمانيه". اعتنق المذهب الليبرالي ثم إنضم الى حزب العمال البريطاني.
دخل السجن مرتين الأولى عام (1918) بسبب معارضته للحرب العالميه الأولى، والثانية عام (1961) وكان في التسعين من عمره، بسبب معارضته لإنتاج القنابل الذرية. حصل عام (1950) على جائزة نوبل في الأدب على كتاباته المتنوعة في مناصرته للسلام ونشاطه في مجال السلم العالمى ودعوته للحرية وللحرية الفكرية وعدائه لقهر الشعوب وفرض المعتقدات عليها.
على أثر تجربة القنبلة النووية التي أجرتها أمريكاعام 1954 في جزبرة بيكيني، وجه رسل نداءّ عالميا من راديو البي بي سي، أدان فيه أمريكا وندد بالتجارب النووية. إنضم إليه في نشاطاته انشتاين وعدد كبير من العلماء والمفكرين في العالم، وعقدوا موتمراً عالمياً ضد التجارب النووية في عام1957.
وفي عام 1958 ترأس حملة نزع السلاح النووي في العالم. أسس منظمة برتراند رسل للسلام مع سارتر عام (1963) لادانة سياسة أمريكا في حرب فيتنام.
تقوم أفكار رسل الفلسفية على ثلاثة مبادئ؛ هي:
1 ـ ينبغي أن تقوم المعرفه البشريه على التحليل العلمي المادي حيث شرحها فى أخر أهم كتبه " المعرفة البشرية، نطاقها وحدودها (1948)" .
2 ـ إن المنطق مرتبط بالرياضيات، وإن القوانين الرياضية ممكن إستنتاجها من عدد من القواعد المنطقيه التي شرحها في كتابه "قواعد الرياضيات (1903)".
3 ـ بالإمكان إستنتاج قضايا تخص العالم من تحليل اللغة التي توصف بها وشرحها في كتابه "تحليل العقل (1921)".

جان بول شارل ايمارد سارتر (1905 ـ 1980)
فيلسوف فرنسي روائي وكاتب مسرحي وسيناريو وناقد أدبي وناشط سياسي غزير الإنتاج. ولد في عائلة بسيطة في ألمانيا و درس الفلسفة خلال الحرب العالمية الثانية. ثم إنخرط في صفوف المقاومة الفرنسية السرية عندما إحتلت ألمانيا النازية فرنسا.
إشتهر بكونه داعية للفلسفة الوجودية كذلك لإلتحاقه باليسار. شكّل مع الفيلسوفة سيمون دي بوفوار رفيقين دائمين. له أعمال غنية بالموضوعات والنصوص الفلسفية مثل: (الوجود والعدم)؛ (الوجودية مذهب إنسانى)؛ (نقد العقل الجدلي)؛ ومجموعة من القصص مثل: (الحائط)؛ (الغثيان)؛ (طرق الحرية).
كذلك كتب للمسرح مثل: (العاهرة الفاضلة)؛ (الشيطان والله الصالح). وإمتازت كتاباته بوضوح الإسلوب الساخر والملىء بالنفور من الحياة الاجتماعية المصطنعة. كان سارتر يرفض التكريم لنفسه ولأفكاره حتى أنه رفض إستلام جائزة نوبل في الأدب.
بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت فلسفة سارتر مع البير كامو رمزاً للمثقف الذي ينهل منها. وأصبح رائداً لمجموعات مثقفة عديدة في فرنسا والعالم. وطغت فلسفته الوجودية، على معظم أدباء تلك الفترة.
يعتبر سارتر أن وعي الحرية من قبل الفرد هي خطوة بدائية إذ إن الخطوة المهمة هي كيفية إسـتخدامه لهذه الحرية وإلتزامه بها. ويقول: إن الفرد الذي لا يعي حريته هو مجرد شيء من الأشـياء القريبة من الكائن الحي، لكنه بعد أن يعيها يصبح مشـروعاً له قيمته المميزة. ويعدُّ سارتر أن الطبيعة الإنسانية توجد عند جميع البشر: أي أن كلَّ فرد من الناس هو مثال جزئي لتصور كلِّي هو الإنسان. ويقول في الوجودية بأن الإنسان يوجد أولاً، ثم يكوِّن ماهيته بعد ذلك ويبني مشروعه الحر الذي يكوِّن وجوده؛ وبذلك فهو الذي يختار ماهيته. فالإنسان برأيه يوجد ولا يملك أية صفة محددة، ثم يحاول بأفعاله أن يكوِّن شخصيته في المستقبل. وبذا لا تكون لدى الإنسان في البدء أية طبيعة إنسانية، لكنه يكوِّنها بأفعاله واختياراته.
لقد ساهم سارتر في إستقلال الجزائر، ووقف أمام حرب فرنسا الإستعمارية فيها، مردداً قوله المشهور "السلام هو الحرية".
رأى سارتر في الشيوعية حلاً لمشاكل البروليتاريا، وأصبح صديقاً للحزب الشيوعى الفرنسي عام 1952. ورداً على العنف الستاليني قال سارتر: لا يمكن إستخدام هذه التصرفات كتبرير للتخلى عن الميول الثورية.

مدني صالح (1932 ـ 2007)
فيلسوف عراقي ولد في عائلة متدينة، ونشأ في بيئة ملتزمة بمدينة هيت بمحافظة الانبار. مفكر تقدمي ذو ثقافه عاليه يقف مع المظلومين ضد الجائرين والمستغلين. يؤمن بالتجديد ضمن مفاهيم علمية في تفسير ظواهر الكون والوجود. له رؤية ثاقبة في التاريخ والتطور المادي وتفسيره للأحداث. درس الفلسفة في كلية الآداب بجامعة بغداد وتخرّج منها عام (1953) ثم التحق للدراسة بجامعة كامبرج بانكلترا وعاد إلى العراق عام (1964) فليسوفاً فلم يكن أستاذاً يدرس الفلسفه فحسب في كلية الاداب بجامعة بغداد بل كان حقاً معلماً للفلسفة لأجيال.
باكورة كتبه وكتاباته "الوجود" عام (1955) تضمن بحوثاً عن الفلسفة الإسلاميه، ولخص بطريقة ممتعة آراء بعض الفلاسفة المسلمين، مثل: الفارابي؛ الغزالي؛ الكندي؛ وإبن رشد وغيرهم . تلى ذلك كتيب بعنوان"إشكال وألوان" عام (1956)، حوى على قصص وحكايات من واقع المجتمع ومقالات بإسلوب نقدي ساخر وهزلي تجد فيه صراع التراث مع الحداثة في زمن كان العراق يرتقي وئيداً سلم الحداثة. ثم كتاب "مقامات مدني صالح". بعد ذلك الكثير.
أنجز عدداً كبيراً من المقالات الأدبية نُشرت في العديد من كبريات الصحف والمجلات، وكانت تلك المساهمات ترتبط بمشاكلات المجتمع والواقع والثقافته المهيمنة. تلمس في كتاباته التغير الحداثي المتمرد على التراثي القديم، ونقد فيها الظلم وغش السياسيين مدافعاً عن الحقيقة ضد مزيِّفيها ومنتحليها.
عرّى النُّخب المسؤولة عن فساد المجتمع بإسلوبه المميز الرمزي النقدي المتمرد القصصي السهل الممتنع نظراً لظروف حرية النشر الصعبة آنذاك. تطفو التوريه على حديثه فتسمعه يردد جملة: "رأس الحكمة مخافة الله" تعبيراً عن رفضه لكافة صنوف الشر من أجل حياة آمنه بالسلام. لكنه يسترسل بالقول إن الكون أزلي ليس له بداية وليس له نهاية.
وعن الفرق بين المدنية والثقافة يرى مدني بأن المدنية كالبضاعة قابلة للإستيراد والتصدير في مجالات الحياة كافة من الزراعة الى العمارة، ويمكن أن تسقط. أما الثقافة فيقول هي إبداع فكري كالفن والأدب، وقد تكون مادية لكنها إرث لا تسقط بتقادم الزمن.
وتستشف منه أن عمل ومظهر الشخص حالتان شخصانيتان تقعان تحت مظلة المدنية، أما قول وجوهر الإنسان فهما حالتان إنسانيتان تقعان تحت مظلة الثقافة.
وعن السؤال أيهما أقوى الطبيعة أم التطبع في سلوك الانسان؟ فيجيب مدني على ذلك في إطروحته التي قدمها الى جامعة كمبرج برواية إبن طفيل "حي إبن يقظان وأثرها في الرواية الإنكليزية". إذ كان يرى بأن حكاية روبنسن كروسو وأفلام طرزان في الغابة وما يماثلهما في الأدب الإنكليزي مستوحاة من روح رواية إبن طفيل عن حي إبن يقظان. تلك الرواية التي تحدثت عن الوليد "حي" الذي وجد نفسه وحيداً بعيداً عن الإنسان في جزيرة لا يسكنها بشر، ونما وترعرع وكبر وساس الحيوانات وتعامل مع واقعه بـ "يقظته" تفكيراً ثم إستنتاجاً من أجل متعة الوجود.
أثرت تلك الرواية في فلسفة مدني تلك الفلسفة التي تناغمت لحد ما مع فلسفة سارتر في الطبيعة الإنسانية وسلوكه وموجوديته في الوجود، ومع رسل في مفهومي الإستنتاج والتحليل.



#قاسم_أمين_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا الواقع وحلم التغيّر
- الطاقة والحياة
- المسؤول الحقيقي والموظف فقط؟
- حكومة أم سلحفاة؟
- نعم للصراع الطبقي لا للعنف الطائفي - لمناسبة تشكيل الحكومة ا ...
- آفاق في تعقيدات الوضع العام في العراق
- ضوء على عتمة نفق الانتخابات
- حقوق الإنسان
- الصناعات النووية: هلع أم قلق مشروع؟
- الديمقراطية والانتخابات البرلمانية
- مسيرة حقوق المرأة ..الجزء الثاني
- مسيرة حقوق المرأة
- سجن الحوت .. معسكر التاجي
- التأثير البايولوجي والوقاية من الأشعة السينية.
- البيئة الإشعاعية
- حين يرحل الكبار
- هل حسمت القنبلة النيوترونية معارك الجيش العراقي؟
- استنساخ لبنة بناء الأحياء
- تساؤلات حول لبنة بناء الكون
- النفط مستعبد الشعوب في سيرته الذاتية


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم أمين الهيتي - الفيلسوف مدني صالح والوصل بينه وبين رسل وسارتر