أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حميد طولست - احتجاجات-أساتذة الغد- هي رسالة لأصحاب القرار !!














المزيد.....

احتجاجات-أساتذة الغد- هي رسالة لأصحاب القرار !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5091 - 2016 / 3 / 2 - 18:53
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


ليس ما قام ويقوم به "أساتذة الغد " كما يسميهم البعض ، من احتجاجات سلمية وحضارية ، هي من أجل استرجاع دريهمات أنتقصتها الحكومة من منحتهم المسحوقة أصلا بإصدار وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني مرسومين اثنين في حق الأساتذة المتدربين الملتحقين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين لهذا الموسم الدراسي 2015-2016 وتمت المصادقة عليهما من قبل المجلس الحكومي، والمتمثل في المرسوم 2ـ15ـ589، والذي تم بموجبه تقليص منحة الأساتذة المتدربين إلى النصف ، وليس من أجل وظيفة تدغدغ العواطف في وقت شحت فيه الوظائف ،-كما يمكن أن يتبادر إلى بعض الأذهان المشوشة التي تعتبر أن ذاك هو أهم مطلب المعلمين ، والذي لا عيب فيه حتى ولو كان كذلك ، لأنه حق وليس هبة أو تبرع من أي من كان، وليس من أجل- والذي نظم لوجها في سلك الوظيفة العمومية لقطاع التربية والتكوين، بالمرسوم 2ـ15ـ588 الذي يقضي بفصل التكوين عن التوظيف،.
وإنما هي احتجاجات على ما وصل إليها مربو الأجيال، عامة ، من وضع معيشي واجتماعي صادم للمعلم ، وتناثر لكرامته بين ضنك العيش وشظفه ، وبين الأوضاع المثقلة بالهموم والقضايا المجتمعية التي تؤثر على نسق حياته ، التي غد معها يجرّ أحمالاً ليست من مسؤولياته ولم تعهدها أجيالة السابقة ، حيث كان يتمتع بالهيبة والجلال ، الذي لم يستطع أن يرقى إليهما آنذاك ، لا صاحب مال أو ذا أو أمر وقوة ، قبل أن تتضافر ، خلال العقود الأخيرة ، الأسباب الظروف مع بعضها ، لتنتج شكلاً وصورة مغايرة للمعلم الذي قال فيه شوقي، -في قصيدته التي يحفظها كل من دخل مدرسة وحتى من يدخلها قط تعلم فيها- قم للمعلم وفّه التبجيلا، تلك الصورة ، التي ذهبت عنه هيبته ، وتراجعت قيمته ، وترتب في مؤخرة السلم الاجتماعي ، وفقدت معها مهنته ورمزيتُها ، التي هي من رمزيته وقيمته ، البلاد وقوتها وقيمتها ، ولم تعد مهنته تَفْضُل الكثيرة من المهن المتميزة ، وأصبحت أجرته في مؤخرة سلّم رواتب المهن ، ما ترك أثراً سلبياً انعكس على مستواه الاجتماعي والمعيشي الذي يعاني من مستوى ارتفاع السلع وأجور البيوت ودفع بالمجتمع للإعلان ، في الأيام القليلة الماضية، عن تضامنه الكامل للمعلم في شخص الأساتذة المتدربين ، ودعمهم لقضيتهم، من خلال التصريحات المختلفة عبر وسائل الإعلام ومواقع التوصل الاجتماعي بالتعبير اللفظي والمشاركة في الوقفات والمسيرات الاحتجاجية التي شهدتها وتشهدها جل المدن المغربية الداعمة والداعية لإنصاف ، المعلم وكفايتَه مؤونته وكرامتَه؛ كما هو حال المعلم الياباني الذي يحضى بإجلال وتقدير كبيرين في جميع طبقات المجتمع حتى أنه قديماً كان يصل إلى حد التقديس خلال حكم ميجي وفترة ما قبل الحرب ، هذا الإجلال والتقدير الذي ستنعكس دون شك بكل إيجابية على المواطن والوطن ، كما يبين ذلك رد إمبراطور اليابان عندما سُئِل عن أهم أسباب تقدم دولته في هذا الوقت القصير قال :بدأنا من حيث ما انتهى منه الآخرون وتعلمنا من أخطائهم وأعطينا المعلم حصانة دبلوماسي وراتب وزير ، الأمر الذي يذكر بالمقولة المزلزلة التي ردت به المستشارة الألمانية على طلب القضاة والأطباء والمهندسين بالمساواة بالمعلم : "كيف أسويكم بمن علموكم"
برأيي المتواضع، أن احتجاجات "أساتذة الغد" إنما هي رسالة إلى أولي الأمر وأصحاب القرار، وإلى المؤسسات المجتمعية وأهل الحكمة والرأي في البلاد ، لتنبيههم إلى أنه إذا لم تَعد لمهنة التعليم رمزيتُها وقيمتها التي هي من رمزية وقيمته المعلم ، الذي هو رمز الأمة وقوتها وقيمتها، والتي وصلت إلى أدنى مستوياتها ،فلا شكّ في أنّ البلاد ستبقى تعاني من التدهور المعيق لأي تطور أو أي قدم ، بدليل أنه.



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراجعة المقررات الدينية، الحدث العظيم !!
- من السخف أن نجرم سرقة الجيوب، ولا نجرّم سرقَة عقول !!
- وما يضرهم في زيارة الرئيس المصرية للمغرب ؟؟
- رمانسية التدين !!
- صباح ليس كباقي الصباحات على شاطئ المهدية!!
- المجتمعات الأكثر تدينا هي الأكثر فسادا!!
- رد على نقد!!
- اصلاح المناهج والبرامج والمقررات الدينية، الحدث العظيم !!
- مراجعة مناهج ومقررات تدريس التربية الدينية، تجديد للخطاب الد ...
- لا عيد حب لدى أمة فيها المرأة مجرد عورة !!
- صورة من الزمن الجميل !
- الاحتجاج سلوك بشري !!
- فقه الكراهية ومخالفة البشرية ومعاداة الحضارات !!
- معلمو المدارس الخاصة .
- من يقف ضد الإستهتار بالعقل المغربي ؟؟
- من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت.
- الكراهية أكبر آفة ابتلي بها مجتمعنا .
- الفساد الأسئلة البسيطة والمحير !!
- ما هكذا ترعى حقوق الفقراء يامسؤولينا !!
- واقع حريات الرأي وقوى الإسلام السياسية!!


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حميد طولست - احتجاجات-أساتذة الغد- هي رسالة لأصحاب القرار !!