أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إيفان وحيد بريمجه - الحروب وتساؤلات الذات














المزيد.....

الحروب وتساؤلات الذات


إيفان وحيد بريمجه

الحوار المتمدن-العدد: 5091 - 2016 / 3 / 2 - 17:13
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الحروب وتساؤلات الذات
(يأكلنا الطريق والهجرة مازالت تحبل )
أحِنُ لذاك الرخام العديم من صداقتي، يتساءلُ أحدهم وهو يتلاشى إدراكاً عن الغد ،ليتلمس ريح الغريقين بالظنون والخيبات،ويتأمل مشهد الغياب والرفق بالتفكير تجاهلاً ، ألتفت للأمس أعيش اليوم وأناجي مافي المساء خوفاً ، من أنا ؟ لما الحروب تفقدني حتى وجعي ؟ولما الكون يتناسى إستقرار الجسد والروح ؟ومن سيُرجِعُ علاقتي بالمكان ؟وهل ستنفعُ الذاكرة تساؤلات أطفالي؟ وكم مرة سأُشتمُ عندما أسمع بصوتٍ ما كلمة الوطن ؟يتساءل شخصاً آخر، لأنزُفَ ماقد يترنحُ في إمتدادات الذات وحوارات النفس مع المعلوم واللامعلوم ،لأهتف لكل المنابرِ بأن الحروب قد تكسر ،لكنها ليست بحجم الأضرار التي هشمت ضلوع المستقبل للشعب السوري.
كل المهاجرين في نشوة الصباح تتبارى مع أجسادهم قوة الذاكرة ،وتنتصر كعادتها اللئيمة، ويتراوح مشهد منازلهم المعلق على موسيقى الرصاص ، لتنتهي أمٌ بدمعةٍ وحسرة ووالداً بصمتٍ يحرق الروح،ليقول الرجل منهم: ينقصني كوكب من صمت يحويني لساعة ،و تنقصني مجراتٌ للصراخ فيها النهاية لاتشبه النهايات، ويقول فيها الشابُ ناظراً للبلدان المستضيفة برقة الطموحٍ: أبرح مكاني إلى زماني يلغيني الزمان والمكان لتُحطمَ عودة الخائب فيني ،ولتقول الأنثى : أنظر لنصف القمر يختفي وثم يعود كثعلبٍ يأخذ ماتبقى لي من بصر ودفء كان يلازم أنوثتي في بلادي المتألمة لحدٍ لن يفهمه سوى الله ، ليصمت الجميع ويقف العجوز ويقول: كم تبقى لي؟ وكم تبقى للحياة؟ وكم تبقى للكون ؟ومن صنع النهاية ؟أريد الراحة فلم أكن في جنةٍ من نعيم !ولم أكن سعيد الحظ في بلادٍ أنظمتها لاتتطور إلا جوعاً لتعب الإنسان بحثاً عن الحياة والإستمرار ،ويصمت بصرخة جائعاً كالذين رأيناهم في مضايا ومخيم اليرموك ودير الزور والغوطة الدمشقية ،لتنهض العجوزة التي تملك قلباً يقول لكل الشعب السوريين:يا فلذات كبدي أتتطور جوعا بفضولي في الاسئلةِ عن ساكني التراب !وفعلاً يقلقني تاريخهم ، لأصمت عنهم وبقلبٍ لايفكرُ إلا وجعاً للشعبِ الذي قال للحرية: أين أنتي ،فلبى الذات حريقه من ذاكرة وأمل بالعودةِ الغير واضحة إلى الأن، وبعد كل السنوات من الثورة ،ومازال الى الأن يدفع فواتير طلبات الكرامة والحرية والحقوق، وإن دققنا النظر قد ننتقلُ من مرحلة التساؤلات إلى مرحلة الشعور ذاته، بكثير من الوقائع التي يتعرض لها الشعب السوري من تدخلات أجنبية لأحباط الثورة وكسر آمال الشعب الذي يدفع بكل خطوةٍ يتخذها مالا يحسب على أي شعبٍ ،ولو قامت في بلاده أكبر حربٍ نظُن، فأنا شخصياً لي درايةٌ كاملة بالقصصِ ولكنني كنت عديماً من أي درايةٍ عن ماقد يتهاوى في حسابات تكاثر التأمل للذات ،لذا أنهيت مهمة النظر ذاك وألبسته المياه المتوحشة في ذاك البحر الذي لايدرك كم من مزيد له وأخذ يلم الأجساد بالهجرة ،وفي التجويع الذي تتعرض لها بعض المناطق السورية، التي تأبى أن تقع تحت رحمة السلطات القامعة ، وفي نهاية هذه الحالات المشتتى لحيلة السوريين وابلٌ من قلق وقحط شديد في إدراك الذات عبر سيرة الإله ،فلا ليس لهم سوى زرع زنابق الرخام تلك ،وحمايةٍ الثورة ومطالب الحقوق ، التي لطالما تجولت معهم في ذواتهم ورغباتهم كالفجر ، يجب أن ينسوا الخيال ويلتصقوا بالواقع ليكون جالساً على شرفاتِ الأمل ، وأقول لهم في ظلٍ كل مايتعرضون له من أوجاعٍ: هذه هي الحياة سردابٌ من مآزقٍ وسماء من سعادة ، ليبقى الوطن أغيتهم المعتاد سماعها، إلى أن ينالوه الشهداء في أرواحهم الوطن ،وأن ينال الأحياء والمهاجرين وطنهم، لذا أيها الشعب العريق أيها الشعب السوري المرهق هجرةً وموتاً وظلماً نحتاج هدوءاً وعملاً أكثر وعلماً بأنني أعرف كم هي مؤلمة تساؤلات الذات ،لكن الوطن المطلوب أن يكون خالياً من نظامٍ فاسد يحتاج لتضحياتٍ كبيرة ،لأننا للأسف نقوم بتنظيف أرض كانت تتسخُ منذُ عشرات الأعوام.

إيفان وحيد بريمجه 2/3/2016



#إيفان_وحيد_بريمجه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة وكرامة الشعوب
- الفقراء والثورات والبلاد المنهكة


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إيفان وحيد بريمجه - الحروب وتساؤلات الذات