أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - حلاق المدرسة....















المزيد.....

حلاق المدرسة....


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 5091 - 2016 / 3 / 2 - 16:12
المحور: الادب والفن
    


حلاق المدرسة...
~~~~~~~~~~~~

يجوز لي ان انقب على نصوصي القديمة تلك التي تركت احداثها اثرا بليغا في نفسي... ..ووشمت روحي و ﻻ-;---;--تزال تسكنها.تلك اﻻ-;---;--وراق القديمة ﻻ-;---;-- تستدعي مني الفطنة وﻻ-;---;-- الكبرياء ..كي استرجعها و اجعل منها افضل نصوصي المرقونة. .فهي هناك في الدوﻻ-;---;--ب .في متناول اليد..وسرعان ما تعود ..عند وضعها على سطح المنضدة .تعود لها الحياة..تﻻ-;---;--حظون معي .. اني تارة اسميها نصوصا واخرى اوراقا ..وهي ﻻ-;---;-- زالت طزجة.. تحافظ على رونق جمالها و غضاضة كتابتها ..كانت مجرد تخربيش لكن في غفلة انزرعت فيها الروح ..روح العبر والحكم وليس نسمات اﻻ-;---;--بداع ..كوني اتبرم من استنشاق تلك النسمات التي ترنو اﻻ-;---;--بداع. ..اتبرم منها كما يتبرم الحمار من علف روث الابقار..تلك اﻻ-;---;--بقار التي تتظاهر بكونها عبقرية مبدعة .و هذا اﻻ-;---;--مر يفسر الى حد ما ارتباكي في اختيار التسميات ...والتسمية في ذاتها ولذاتها تخاف من الحلول محل اﻻ-;---;--كتمال ..من تلك الورقات العديمة اﻻ-;---;--بداع .. ورقة كتبتها تحمل عنوانا..مقلا للحياء شيئا ما ..له ايحاءات جنسية واضحة.ستسامحوني على تشغيلها واستعمالها هنا ﻻ-;---;--ن النية طيبة وصادقة في معاينة الواقع والواقع هذا المرير يفرض علي ان ﻻ-;---;-- استحي منه وﻻ-;---;-- من الناس ...يتكون العنوان من كلمتين ..فقط ..لكنه عريض المعنى .. اقصد المعنى التربوي واﻻ-;---;--جتماعي. العنوان كالتالي.. ( حﻻ-;---;--ق المرد...) لعله عنوان يذكر البعض منا ب(حﻻ-;---;--ق درب الفقراء..)ذلك الفيلم المغربي الشهير في الثمانينات. ..لكن (حلاق المرد) هو كذلك من والى شريعة وشريحة الفقراء..والمنبوذين منهم من الشباب ..والمطرودين من التعليم..على الخصوص.. . اولئك الذين يعيشون الفقر مع الطموح و على ابواب الرجاء المتواصل ﻻ-;---;--جل الحصول على شيء افضل و مغاير .مختلف .ينهي مع الفقر.وضيق ذات اليد. .يضمن العيش الرغد ..دون اللجوء الى( الحريق) الى بلاد الشمال ..او ركوب فﻻ-;---;--يك الموت والهجرة السرية الى جهة الحريات والحقوق المدنية. ...اسمح لنفسي بادراج هذه القصة (حﻻ-;---;--ق المرد )في اطار مظاهر التخلف والنكوص في منظومتنا التربوية والتعليمية ..وبروز قيم حداثية جديدة ترتكز على تحقيق المصلحة و تعميق الشعور بالفردانية ...دون اعتبار الوازع اﻻ-;---;--خﻻ-;---;--قي والحضاري والديني ..والفلسفي وهلمجرا....لم تعد لسياستنا التعليمية اسس فلسفية..وﻻ-;---;-- استراتيحية فكرية ودينية واضحة ..هي تسير متدبدبة بحسب الظروف .والمصالح النخبوية السياسوية.وتتعامى عن الغايات الوطنية ..والقومية الكبرى..تستلهم الرؤى الظرفية الضيقة من المؤسسات المالية الدولية ..وتنبطح في وجه قرارات اعادة الهيكلة الممﻻ-;---;--ت عليها. ..مدارسنا ابوبها جحيم ..وفصولها واداراتها دهاليز واوكار مريضة ..تتعايش فيها مختلف العاهات الفكرية والتربوية ..كل مظاهر الترهل اﻻ-;---;--خﻻ-;---;--قي تترعرع فيها ..ويظهر ذلك لﻻ-;---;--عمى ..تكفيه وسيلة السمع ...فقط ..اﻻ-;---;--ذن. ..لو اغمض الواحد منا عيونه ومكت هنيهات قليلة على ابوابها لرصد بسمعه خبائث مجتمعاتنا الحداثي.. سيعرف ان (حﻻ-;---;--ق المرد.)مجرد تلميذ لفضته المؤسسة .طردته المدرسة ..وولج مدارس عصرية للحﻻ-;---;--قة ..اظهر بسرعة عن ذكاء خارق في استعمال المقص والحاصدة..واستيعاب مختلف التقليعات..القزعية..اصبح فنان في الحﻻ-;---;--قة والتجميل وهو لم يتجاوز 18 سنة ..تمكن في وقت قصير من تمويل ذويه وكفالة عيش اهله..وبدا مظهره جميﻻ-;---;-- متغطرسا..ﻻ-;---;-- يرتدي سوى الثياب الحديثة .الماركات الدولية...من زارا ..ومرجان ..وكارفور..هجره الفقر وابتعدت عنه الفاقة.. تلك الفاقة التي عرقلت تمدرسه .. سرعان ما سقط على ضالته في الحﻻ-;---;--قة ..الحﻻ-;---;--قة لشريحة معينة من الشباب ..ذكورا واناثا ..في صالون (الحاجة) ..الحاجة التي اشفقت على حاله.. ومنحته فرصة العمر المتمثلة في التواصل و اﻻ-;---;--تصال مع اطياف بشرية من طينة اخرى ...سالته عن (الحاجة.).!! سمعت جوابه وهو يضحك مني وكنت اضحك له اتظاهر بالتعاطف معه.. عساه..يكشف لي عن اسرار المهنة..واسرار .(..الحاجة.).اسم يطلق على الغﻻ-;---;--م اﻻ-;---;--مرد الذي يدير صالون الحﻻ-;---;--قة..كان يوفر للحﻻ-;---;--قين الشباب كل الﻻ-;---;--وازم ..من اجور مرتفعة و فطور دسم وعصائر وماكوﻻ-;---;--ت حداثية من الماكدونالد..وما كان عليهم سوى اتقان اشكال الحﻻ-;---;--قة للمرد...شباب من مختلف الحنسيات..من الخليج..على الخصوص..حتى ان امنية (حﻻ-;---;--ق المرد )ان يسقط يوما على امير امرد يقطع به البحور الى الخليج ويفتح له هناك صالونه الخاص..ويقرب خدماته من الزبناء الكثر هذه اﻻ-;---;--يام..يحكي عن( الحاجة) موﻻ-;---;--ة الصالون ..انها تاتي مساءا بروب سوداء..وكل يوم لوك جديجة..تمتطي سيارة فارهة يسوقها زوجها .تصبغ شعرها دوما باﻻ-;---;--شقر..وتضع عليها اطيب العطور..القادمة طبعا من باريز..
سألته : اين تذهب جحافل المرد....ليﻻ-;---;--..كنت استغبي نفسي..!!!
قال..يوزعها الظرف القاسي على فنادق الخمسة نجوم..والرياضات والصالونات الخاصة التي ﻻ-;---;-- تفتح .. سوى.. ليلا...
قلت له ..ومن اين يؤتى ب المرد ..قال من اﻻ-;---;--حياء الفقيرة و ابواب المدارس..فكرت منذ ذلك الحين ان ﻻ-;---;-- اطرد تلميذا او تلميذة من اجل مقرر او قلم او فرض قبلي..او حتى هياج وعراك معي او مع استاذه..فاﻻ-;---;--جدر بي ان ابقيه داخل اسوار المدرسة .. ..على ان تلقفه مليشيات( الحاجة) ..ويتحول من المدرسة الى صالون الحاجة... ..
كان الحﻻ-;---;--ق الصغير يتردد على ابواب المدرسة..وكنت اعرف حيدا ان له هنا مصلحة.. هي في البحث عن زبناء جدد...اثارني موضوع هذا الحﻻ-;---;--ق الامرد..وحاولت اقناعه..بسلوك الطريق القويم البعيد عن الشر..والبعيد عن اوﻻ-;---;--د الليل....لكنه يستهزأ بي ..وياسف ﻻ-;---;--ني ﻻ-;---;--افهم الوقت..
(الوقت يا استاذ..بغا العياقة و الفياقة .. ..العياقة هي الشطارة..يعني ان تكون شاطرا و شطارا..كما كان الناس في العصور المنصرمة ..العباسيين ..واﻻ-;---;--ندلسيين ..والمماليك..والعلويين ..ربما ياتون في القائمة..ﻻ-;---;-- اعرف في منتصفها او في اخرها..لكن تعايش الشطارين ..والشفارين..واللصوص والمرد هو تعايش حتمي تاريخي يستوعبه الجميع....يا استاذ...ان لم تكن ديبا اكلتك الذئاب..).لم افهم ..فقلت له ﻻ-;---;--بد ان العدوى تمكنت منك ..واصبحت مردا حقيقيا عن طواعية ..حتى اذا ما انقدك اﻻ-;---;--مير اﻻ-;---;--مرد من الفقر..فهل ينقدك من ان البلية..!!!..حاورته..الححت في محاورته لعله يتحول يوما الى حﻻ-;---;--ق سوي للرجال..فلم يستوعب جل الحوارات...وظل يرابط في النهارعلى ابواب المؤسسة . يحمل في محفظته ادواته..وفي الليل يحري لخدمة الحاجة..كنا في حملة منظمة لمحاربة التشويكة..(القزع)..عند الطﻻ-;---;--ب..كنت ارى طيفه فﻻ-;---;--شك انه من وراء كل قزعة وخط ...في نفس الحملة نفرض على الطلبة و الطالبات اللباس المحتشم..الوزرة البيضاء..بعناء وشقاء بالغين.. ومعظم اﻻ-;---;--حيان نصطدم باﻻ-;---;--باء..واﻻ-;---;--مهات..فهن راضيات كل الرضى على لباس اﻻ-;---;--بناء...واحدة منهن ..صاحت في وحهي يوما نحن ياسيدي ﻻ-;---;-- نجد في السوق السروال الطالع ...وﻻ-;---;--سروال للبنات ..سوى الكولون اللاصق على الحسد....مادا نعمل ..؟وكنا نحدر الراس لتمر عواصف اﻻ-;---;--حتجاجات اﻻ-;---;--سرية. هده ...لكن ﻻ-;---;-- احد يدرك مفعول الحﻻ-;---;--ق على اﻻ-;---;--بناء...اﻻ-;---;-- اﻻ-;---;--دارة طبعا..!! قال المدير .[.ﻻ-;---;-- يجوز ان يستمر هذا الفتى النزق مرابطا على باب المدرسة..!!..]
رد عليه العون اﻻ-;---;--داري ..(.يشاع ان له زبناء واتباع في المدرسة..من البنين والبنات..وادوات عمله بيده ..يستنفرها كل حين..!!)
لكن احد معلمي التاريخ ..رد منفعﻻ-;---;-- [ان الحﻻ-;---;--ق يعمل خفية ليؤطر التﻻ-;---;--ميذ المرد ويرسلهم في خدمة( الحاجة.).واﻻ-;---;--دارة تاركة الحبل على الغارب...]وكان اﻻ-;---;--ستاذ يسخر وهو يعيد حكاية قديمة جديدة في مضمونها ..حين قال...انه لربما في العصر المملوكي او في العصر العباسي الثاني..:
((..راسلت احدى اﻻ-;---;--مهات ابنها الذي يشتغل في بغداد عاصمة الملك..تدعوه الى العودة الى حلب..لشراء طاحونة والمكوت بجنبها..رد عليها اﻻ-;---;--بن في رسالة تقول ...اماه ..اماه انت ﻻ-;---;-- تفهمين ان امتﻻ-;---;--كي لاست في بغداد لهو افضل لي من امتﻻ-;---;--ك ..طاحونة ...في حلب..))....
ماذا يمكن للراوي ان يضيف .اسمحوا له .ﻻ-;---;--شيء عنده سوى استنطاق هذ الواقع الخائب ثم ينسحب . ..ستسألونه.. ماهو وجه الشبه التاريخي بين حاضرتي بغداد ومراكش..و ما بين اﻻ-;---;--مس واليوم..؟؟
و لكن اﻻ-;---;--جوبة هي دائما جاثمة في عمق السؤال..؟؟



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التباس
- حوانيت سياسية
- ﻻ-;- اعرف ....
- شهيق اﻻ-;---;--يام
- وراء اﻻ-;-كمة ...ما وراءها ...
- عندما لوحت امه بقبضتها ..
- ماعاد...
- صراصير وذئاب...
- صديقي الشيطان ....
- أوجاع قريتي ...ف17
- كنت حينها ....لا ادري(2)
- سيد الرجال...
- خلف النوافذ...(8)
- السمكة المفلطحة...
- كنت حينها ....ﻻ-;- ادري
- خلف النوافد ...(7)
- خلف النوافد ...(6)
- اوجاع قريتي ..ف 16
- العجوز والموظف
- الطب وراسمالية الوحوش


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - حلاق المدرسة....