أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - على خطى صدام...أنه يدعوهم لاحتلال سوريا















المزيد.....

على خطى صدام...أنه يدعوهم لاحتلال سوريا


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 1381 - 2005 / 11 / 17 - 12:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سنوات حكم حزب البعث الفاشي للعراق لجأت الكثير من قوى المعارضة العراقية الى الجمهورية العربية السورية وكان ذلك خيارا اضطراريا لبعضها.وقد استفادت تلك الفعاليات من الخلاف السياسي بين جناحي حزب البعث في البلدين، وبدورها فأن سلطة الرئيس حافظ الأسد وظفت وجود تلك المعارضة على أراضيها للضغط على ومقارعة حكم صدام.كانت تلك الروابط بين السلطة السورية والمعارضة العراقية تخضع لنوع من العلاقة الطفيلية. فتحت مراقبة وتهديد الأمن السوري كان المعارضون العراقيون يعملون بتوجس وخوف دائمين.في ذات الوقت فقد ارتضوا أن يتغاضوا عن الوقائع الجرمية اليومية التي يقترفها نظام حزب البعث السوري ضد أبناء الشعب السوري، وصموا آذانهم وأغمضوا أعينهم عن وقائع يندى لها جبين الإنسانية،مفضلين البقاء تحت خيمة وحماية البعث السوري لأسباب ما كان يمكنهم الحديث عنها أو شرحها.ولازالت بعض تلك القوى تتهيب الخوض في الشأن السياسي السوري وكشف الانتهاكات الجارية بحق المواطنين أو ما تقوم به السلطة السورية من حشد وتصدير للإرهاب البعثي والسلفي الى العراق. ويأتي ذلك بسبب حرص تلك الأحزاب على بقاء سوريا ممرا لها نحو العالم الخارجي وبالعكس.تلك التبعية التي فرضتها أيام النضال المعارض حاولت إعطاء انطباع عام عن حكم البعث السوري باحتسابه الجناح اليساري من حزب البعث وأنه كان يمثل الوجه التقدمي والطرف المهم الذي يمكن الركون أليه في معادلة الحرب ضد سلطة صدام وحزبه الفاشي، وان هناك اختلاف شاسع بين النموذجين البعثيين ؟؟.ووفق تلك المعادلة العمياء صمتت المعارضة العراقية متقبلة الكثير من الاملاءات التي فرضت عليها في حينه. ويبدوا أن طبيعة هذا الحال هي من مهازل العمل السياسي الميكافيلي (الغاية تبرر الوسيلة )، حيث يتناسى السياسيون مبادئهم أو يركنوها جانبا ليتبنون معادلة (عدو عدوي صديقي ..وبالعكس ) دون الحاجة لتمحيص من هو العدو ومن هو الصديق ومن أية طينة جبل.ذات الموقف الذي اتخذته المعارضة العراقية من السلطة السورية لازال يتلبس ((المعارضة السورية)) التي ناصبت الشعب العراقي وفعالياته الوطنية العداء وراحت تمجد الطاغية صدام وتتقبل هباته وعطاياه وتوجيهاته، ولازالت ثابتة عند موقفها الغير نبيل ولحد الآن وتحاول الانتقام من وإيذاء الشعب العراقي ثأرا لسقوط من كان يحتضنها ويقدم لها العون.

بعد سقوط صنم البعث في العراق تكشفت الكثير من الأمور وأفصح النظام البعثي في سوريا عن وجهه القبيح بكل تجلياته ودون مواربة، حيث ضم لصفوفه حثالات وبقايا القتلة وعتاة المجرمين من بعثيي العراق وأصبحت سوريا ليس فقط مقر ومنبع ومصدر للإرهاب الموجه نحو العراق وإنما مصيدة للمناضلين العراقيين ممن يتخذون من الأراضي السورية معبرا لهم نحو وطنهم العراق وهناك المئات من الشواهد على ذلك والتي تعرض لها أبناء العراق من المهاجرين العائدين أو ممن يخرج من العراق عبر الأراضي السورية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، الجريمة المقترفة بحق المغيب السيد شاكر الدجيلي الذي تشير جميع الوقائع والدلائل على أن المخابرات السورية اختطفته من مطار دمشق وغيبته ولا زالت تمانع وتماطل في إعطاء أية معلومة حقيقية عن اختفاءه .
أنتظر الشعب السوري ومعه أبناء الشعوب العربية خطاب الرئيس السوري بشار الأسد متأملين أن يكون خطابا بنكهة جديدة تستوعب الحدث الجلل الذي يلف المنطقة برمتها.ظانين رجاحة عقول القيادة السورية (كما صورها لنا البعض) واستيعابها لجوانب الإشكاليات الكبيرة والتحديات المحيطة بسوريا اليوم. وأعتقد البعض أن البعث السوري وقيادته قد أحاطت بالأخطاء الخطرة والكبيرة التي أقترفها الحمار الكبير صدام بسياساته وعنجهيته الفارغة والتي وفقها تم استدعاء قوات الاحتلال لتدخل العراق.ولكن خيبة الأمل كانت كبيرة وأظهر حزب البعث السوري بأنه الوجه الأخر للعملة الفاسدة. وأنه غير قادر على الخروج من ذلك الرداء القبيح المهلهل للأفكار الفاشية الغبية المجرمة لحزب البعث.ومارس بشار ذات الخطاب التضليلي الكاذب ووضع رأس شعبه جوار رأسه المبجل مثلما كان يفعل مثله الأعلى الجرذ صدام الذي أصر ولأخر دقيقة قبل هزيمته على القول ( إذا قال صدام قال العراق ).
كان المتوقع وبعد درس السقوط المدوي لحزب البعث العراقي أن تكون القيادة السورية قد استوعبت الدرس ودققت في وقائع الأمور وتوضحت لديها الرؤية عن المشروع الكبير للإدارة الأمريكية الساعي وفي الراهن من الوقت الى ثلم المتاريس والمصدات التي تعترض أو تضيق الخناق على دولة إسرائيل وأن سوريا واحدة من تلك الموانع (الرخوة) ولكن العدائية، التي يجب أن تختفي أو تتغير منهجيتها تجاه إسرائيل والعالم الغربي.
ما العمل:
المعادلة بسيطة جدا وربما لا تحتاج لجهد كبير لإدراكها، ولكنها وهذه هي المصيبة بعينها، تواجه بغباء مستفحل وعناد أجوف.
فرأس عائلة الأسد وليس رأس الشعب السوري هو المطلوب وهذا لا يقبل النقاش أو التعمية. وإذا أراد حزب البعث السوري إنقاذ رأسه فعليه قبل أي شيء أن يفكر بسلامة رأس الشعب السوري قبل أن يضع المعادلة الخبيثة والقذرة الداعية وفق طرق التضليل البعثي لوضع الرأسين في سلة واحدة وفق لغة يعتقد البعث السوري أنها لغة تخويف وتحدي ومواجهة ضرورية يمكن عبرها إخافة الأعداء وهز قناعاتهم ،حسب ما جاء في خطاب بشار الأسد.
كان المؤمل وبعد الدرس العراقي أن تسارع القيادة السورية لتعلن خطوات بعينها.خطوات وطرق للمصالحة مع شعبها.نعم المصالحة مع الشعب المكبل بالقيود منذ أكثر من أربعين عاما.أن تتبنى السلطة السورية مشاريع سالكة وحقيقية يكون في مقدمتها إطلاق سراح جميع سجناء الرأي والكشف عن مصير المغيبين والاعتذار منهم وتعويضهم والخطوة الثانية لاستقرار الوضع السياسي وبناء علاقات جديدة مبنية على أسس وخيارات الديمقراطية والحوار الحضاري وتقبل الرأي الأخر ويأتي ذلك عبر حل الجبهة القومية الشمطاء التي تضم المخصيين ولاعقي الأحذية واللاعبين على الحبال ثم إشراك الشعب السوري في القرارات المصيرية ، ثم يأتي بعد ذلك الإعلان عن مؤتمر مصالحة وطنية حقيقي وانتخابات برلمانية ورئاسية بأشراف دولي لتحسم الكثير من القضايا الساخنة ويجد الجميع أن سوريا حافظت على وجودها عبر بقاء رأس شعبها سالما حيث ضمنته الديمقراطية والحلول العقلانية.
وقبل هذا وذاك فالحلول العقلانية لموضوعة اغتيال الرئيس الحريري وكذلك العلاقة مع لبنان ليست بالمستحيلة ويمكن التعامل مع الأمر بشفافية من خلال تقديم كامل التسهيلات لميليس ولجنته حتى وأن طال التحقيق عائلة الأسد ذاتها فالشعب السوري لا علاقة له بما يقترفه جلاوزة البعث ورجال مخابراته وأن رأسي أصف شوكت وماهر الأسد وحتى رأس بشار ذاته،لا يجوز أن يكون معادلا للعذاب المرتقب والإيذاء الذي سوف يطال الشرائح الفقيرة من الشعب السوري.
أن الخطاب العروبي المتعجرف الكاذب لن ينقذ السلطة الحاكمة في سوريا وإنما سوف يهيأ الأرضية الخصبة لسقوط سوريا جميعها بين فكي الوحش الكاسر المتربص، مثلما فعلته حكومة البعث الفاشي في العراق حين استدعت القوات الأمريكية لاحتلال العراق عبر خطاب التحدي الأجوف ثم هربت خلال أيام معدودات تاركة للشعب المظلوم ندب ودمل وأمراض سنوات حكمها الوحشي مضيفة لها احتلال قاسي وبشع.
كذبة ذلك الخطاب لازالت تتلبس العائلة المالكة في سوريا وهي كما ديدن البعث دائما وفي جميع صوره ونماذجه.فهو لا يستطيع ولا يملك القدرة على استشراف المستقبل وتتلبسه دائما نزعات الاستئثار والجريمة والعزة بالإثم ويسلك ذات الطرق التي قادت الى كل هذا الخراب الذي حاق بالمنطقة.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أن إيران بريئة أم الرس نداس
- من فنتازيا الخراب ......سماوتومو
- أن ينصركم الله فلا مانع لدينا
- طرق قديمة حديثة في العكرف لوي
- من حاول اغتيال مراسل قناة الفضائية العربية ـ جواد كاظم
- ليدافع المثقف العراقي عن بيته
- صدام بين سروالين
- دمشق إفلاس وتخبط سياسي يسبق الانهيار
- مسؤولية سوريا عن مصير السيد شاكر الدجيلي
- المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق واستحقاقات الم ...
- موكب عزاء السفارة مرة أخرى
- موكب عزاء السفارة
- محاربة الإرهاب بين التمنيات والواقع
- سوف انتخب قائمة الشجعان
- وثائق غير قابلة للعرض
- غواية التمرد الى أين...؟؟
- أيها الوزير الفهلوي أنت القاتل وليس غيرك
- وداعا صديقي سلمان شمسة
- تهنئة للحوار المتمدن
- قوى اليسار والعلمانية اسباب الضعف والتشتت


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - على خطى صدام...أنه يدعوهم لاحتلال سوريا