أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد مسافير - مجرم بدون جرم!














المزيد.....

مجرم بدون جرم!


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 5091 - 2016 / 3 / 2 - 13:32
المحور: كتابات ساخرة
    


الشارع ممتلئ بالمارة، وحناجر الباعة المتجولين تصدح أملا في ما تخفيه الجيوب، وأصوات النساء تضفي نغمة مميزة على الضجيج العام...
كانت تتقدم نحوي بثبات رهيب، أذهلتني خطواتها الواثقة من مسارها، حتى إذا اقتربت مني، انقضت بقبضتيها القاسيتين على أسفل عنقي، ثم بدأت في الصراخ والاستغاثة: إنه هو... إنه هو !!
فجأة... هرول نحوي رجل ضخم الجثة، عريض المنكبين، لا تكاد تظهر عيناه من فرط طول أنفه، كان فيما تبين لي لاحقا رفقتها، أمسكني من رقبتي، ثم سألها:
- هل أنت متأكدة من أنه هو !
- نعم إنه هو، أتذكره وكأنه بالأمس !
انهالوا علي ضربا ولطما دون أن أفهم السبب، فأنا لم يسبق لي أن رأيت تلك الوجوه، اتصلوا بالشرطة، جاءني عميدهم موبخا:
- إذا أنت هو، تسحق أكثر مما أصابك...
كنت أتدحرج بين الإغماء واليقظة، والدنيا غدت في عيناي حمراء من فرط ما نزفت، لم أقدر على الاستفسار وما سألوني، كان كلامهم كله أجوبة يقينية، كنت آمل أن يأخذوني في سيارة الاسعاف نحو المستشفى، وخاب أملي حينما فتحت عيناي على ظلمة سرداب المخفر، علمت ذلك لاحقا، أغمي علي طول الطريق نحو المخفر، وعندما فاجأتني اليقظة، كانت رائحة الدم تلوث أنفي، والتعب يشدني نحو الأرض شدا، والوجع له نصيبه الأوفر من المأساة !
انتظرت طويلا، لم أعلم حينها كم انتظرت، أدركت لاحقا على لسان عميدهم، أني قضيت يوما كاملا في المخفر، لم يحدثني قط، بل كان طول الوقت يتحدث على الهاتف، مرة يحدث زوجته، وتارة أحد أصدقائه أو مأموريه، والوقت يمشي على مهل، يمشي ثقيلا على صدري كأنه يستلذ الوجع، كنت مرعوبا جدا رغم البراءة، وتزداد دقات قلبي خفقا كلما وضع السماعة...
فجأة... استأذنه شرطي في الدخول، كان يصطحب معه المرأة والرجل اللذان أمطراني ضربا، وكانت رفقتهم فتاة بديعة الجمال، قدمت من السويد على متن طائرة، استعجلت القدوم من أجلي، أدركت أنها قضية ساخنة بامتياز، ولي شرف التورط فيها...
رفعت رأسي بأنفة واستكبار، أبيت الخضوع ساعتها، وقفت دون استئذان، وسألتهم عن ذنبي، أماء لها الضابط دون أن تفهم القصد، ثم أمرها من التأكد من هويتي..
اقتربت مني، وبدأت تنظر إلي بتفحص دقيق، من جميع الزوايا، تقترب وتبتعد، ثم نطقت أخيرا...
- لا... ليس هو !
توسلتها:
- تأكدي جيدا من فضلك...
نظرَتْ إلى الضابط، ثم غادرتنا دون استئذان، كانت تبدوا عليها الخيبة والأسى الشديدين، لقد تأكدوا أخيرا أني لست هو، دون أن أعرف من هو، ولا لماذا هو، أو ماذا فعل هو؟ أخلوا سبيلي، ثم عدت لاستئناف حياتي !



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نسبية الزمكان
- أكذوبة الوحم!
- شيوعي القرن الواحد والعشرين
- المرأة والدين
- دراسة المجتمع: الممكن والمتاح...
- الحق في الإجهاض دون شروط
- البحث عن فضيحة
- الحقيقة... هل لها وجود؟
- الشخص والهوية
- الدولة ضد الشعب
- نسبية الأخلاق
- أزمة التعليم كما لم تناقش من قبل
- الجزاء والعقاب والتدين
- قصة قصيرة: بشرى وفتوى
- قصة قصيرة: الحق في الإجهاض
- مات الإله
- قصة قصيرة: قبيل النهاية
- قصة قصيرة: آمال مغتصبة
- نظرية إحياء الموتى
- خطاب ملكي


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد مسافير - مجرم بدون جرم!