أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - الارهاب و الكباب, أو المفاضلة بين الإرهاب و الاستبداد!!














المزيد.....

الارهاب و الكباب, أو المفاضلة بين الإرهاب و الاستبداد!!


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5090 - 2016 / 3 / 1 - 23:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل المتتبع لمسلسل ما سمي بالربيع الديمقراطي, الذي أبى أعداء الشمس إلا تحويله الى خريف كئيب و دمويّ, سيلاحظ اقبالا منقطع النظير على بضاعة جديدة-قديمة اسمها "الارهاب". سواء في الدول التي عرفت حالات ثورية كمصر و تونس و ليبيا و اليمن, أو الدول التي صارت تتحسس خطر الثورة و الغضب الشعبي على سياساتها الفاشلة و أنظمتها المتعفنة البالية. دون نسيان "الحالة" السورية الجد معقدة, التي تختلط و تتشابك فيها خيوط الثورة كما يروج لها المعارضون المزعومون, بالمؤامرة كما يروج لها النظام, و لا يمكن الاستخفاف بكلا الطرحين استنادا للواقع على الأرض, مع الأخذ بعين الاعتبار أن الطرح الأول قد انتهى في الأشهر الست الأولى من بداية الأحداث, أي منذ دخول تركيا و قطر على خط الأزمة.
لا أحد يستطيع انكار الخدمات الجليلة التي قدمتها "داعش" للنظام السوري, فقد جاءت كهدية من السماء لانقاذه من الانهيار داخليا, و من التهديد المتصاعد بالتدخل الخارجي لإسقاطه. حيث لاحظ جميع المراقبين فتور حماس القوى الغربية و أذنابها من رجعيات النفط و الغاز إزاء مسألة التدخل لإسقاط النظام بالقوة, بدعوى أن القوى المتطرفة هي التي ستحل محله. و جاء أخيرا الإنزال الروسي ليقضي على آخر آمال رعاع الخليج بنشر ديمقراطيتهم البعيرية في أرض الشام الصامدة أمام الكلّ و السّاخرة من الجميع, و كان له تأثير كبير على موازين القوى لصالح النظام, إضافة الى إعادته الثقة للقوات النظامية السورية (العامل النفسي).
أما بخصوص مصر, فقد ضمن النظام العسكري الحاكم سنوات من البقاء جاثما على صدور المصريين بحجة محاربة الاخوان و إرهاب الإخوان. و كأن السيسي و رهطه فهموا أن ثورة الثلاثين من يونيو "شيك على بياض", و ندمٌ شعبي على خلع مبارك !! بينما لم تكن إلا صرخة للتخلص من رجعية الإخوان و استكمال الثورة. و لأن المستبد العربي كائن انتهازي, فقد فرض على الشعب معادلة "أنا أو الارهاب",أو "العسكر أو الفوضى". و هكذا شرع النظام المصري في استعمال السندات الشعبية للثلاثين من يونيو, في ممارسة سياسات انتقامية من كل رموز الخامس و العشرين من يناير بمحاربتهم أمنيا و إعلاميا. و قد شاهدناهم يسجنون لفترات تعادل ولاية السيسي الانتخابية, و بعضهم قُتل بالرصاص الحي في الشارع !! (شيماء الصباغ). بينما تفرّغ جزء كبير من الإعلام المصري لشيطنتهم و الطعن فيهم بطرق خسيسة.
هذا فقط غيض من فيض, فاستعمالات الإرهاب لا تنتهي في أوطاننا المبتلاة بهذه الأنظمة السرطانية, إذ صار فزاعة يرمي بها كل مستبد في وجه شعبه إن قرر يوما الاستيقاظ. و من هنا يمكننا فهم السياق السوسيولوجي لنشوء الظاهرة الداعشية بصفة خاصة و الارهاب بصفة عامّة.فإذا كان التنظيم بمموليه و قيادييه ينتمون لدائرة المؤامرة, فالمقاتل على الأرض هو نتاج السياسات التسلّطية الإقصائية المقصودة لهكذا أنظمة, و الرامية لخلق توازن "الرُّعب" في المجتمع, و التخويف من أي تغيير تلوح إرهاصاته في الأفق.
إن المستبد العربي و برجوازياته الوسخة و أجهزته السلطوية, يعتبرون الوطن مجرد غنيمة ظفروا بها بعد طول انتظار, و يعتبرون الشعب أيضا مِلكًا خاصًا لهم, يتوارثونه جيل بعد جيل, و يحتكرونه سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا و حتى دينيا. و لا يتورعون عن القيام بأي شيء لكي لا تفلت الأمور من بين أيديهم. و إن أفلتت يلجؤون للخيار الأخير,ألا وهو هدم المعبد على رؤوس ساكنيه, أو ما يتلخص في مقولة "نحكم البلد, أو نحرق البلد" !!



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في زمن التهافت النضالي
- مظفر النواب و مكر التاريخ!!
- الاقتصاد المغربي, بين الهيمنة المَلكية و التبعية للإمبريالية
- حول دعوة السيسي لزيارة المغرب
- سأحتفل بعيد الحب!!
- حول قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب
- في زمن الدعارة السياسية المغربية
- فصل المقال, فيما بين المغرب و الكيان الصهيوني من اتصال
- في ذكرى رحيل عبد الكريم الخطابي
- المغرب.., ملكية تزدهر و شعب يضمحل!!
- لماذا لا يكفر الأزهر -داعش-؟
- وهم الاستقرار في المغرب
- تضامنا مع الكاتبة المصرية فاطمة ناعوت
- في ورطة النظام المغربي
- المغرب و العهد الجديد, أكذوبة صدقها العبيد!!
- المغرب و الشر القادم من الشرق
- النظام المغربي و الاسلاميون
- لماذا يرفض المسلم العلمانية؟


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - الارهاب و الكباب, أو المفاضلة بين الإرهاب و الاستبداد!!