الثورة وكرامة الشعوب

إيفان وحيد بريمجه

الحوار المتمدن-العدد: 5090 - 2016 / 3 / 1 - 15:02
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

الثورة وكرامة الشعوب
(كيلو متر هجرة عن الوطن يكلف المرء كيلوا متراً من الكرامة المطلوبة)
بعد إنهدام الجدار الإنساني في سورية وإنتشار الجماعات المتطرفة كالغرغرينة في جسد الثورة السورية ،وتصرفات الميليشيات التعفسية وسياسة المجرم الكبير وهو (النظام) طبعاً ضد الشعب فقد المواطن السوري قطعاً من كرامته أو جزءاً كبيراً منه، بدون أن يكون سبباً في هذه المسألة ،لكن قد يكون عرقه أو وجهته المرحلية في الحياة قائمةً على تلاشي ماقد خمن أنه قد يلاقيه في مهاجرته، لكن المؤلم كلما هاجر لبلادٍ أبعد سُميَ باللاجئِ ،وثبتت عليه الصفات بقصدٍ وبغير ونزلت عليه صفات كان يظن بأنها لن تأتي إلا في الأحلام ،لكن ماهي الصعوبات التي تتحدى بعض العائلات؟ وماهي أنواع الكرامة التي فقدها الكثيرين ؟.
كان السؤال دائماً يدور في صدر الكثيرين من الذين إنتقلوا من بلدهم إلى البلاد المجاورة ،هو أولاً لما نحن على محكات الشفافية في كسر النفوس؟ والأمثلة كثيرة كأن تذهب سيدة لإستئجار منزل فيكون الرد من صاحب المنزل أنا لا أعطي منزلي للسوريين للأجار! أو عندما يكون هنالك طبيباً يريد أن يعمل لإعالة عائلته ،إما المتواجدة تحت القصف أو الموجودة وسط هذا الخلل المعيشي خارج الوطن ،وأن يعمل محامي في مجالات التمديدات الصحية أو التمديدات الكهربائية وحتى أن صاحب العمل دائماً يتذمر خوفاً أن يطلب العامل الطبيب أوالمهندس أو المحامي أو العامل العادي أيضاً زيادةً ما للراتب ،أن أنشر الأمثلة الأن لن أعطي حق الشعور بنفس اللحظة التي يتمنى فيها المرء،أن تنشق الأرض وتبلعه بدلاً من سماع ترهاتٍ من شخصٍ لايعلم إلا أن يصف شعباً كامل بعد رؤيته لبعض ضعفاء النفوس ،الذين حاولوا تشويه الفكرة العامة التي يعرفها الجميع عن عراقة الشعب السوري وكرامته ،التي لاتذهب هدراً وإن تعرض لمئة حربٍ ولقمعٍ وظلم ، فالواقع الذي تتعرضُ له كرامة الشعب السوري تدفع الكثبر من الشباب السوري إلى الإبداع لإثبات عكس الرؤى المتهاوية، من بضعة أشخاص أتلفتهم الحروب إنسانياً وأخلاقياً، لذا فبعد عدة دراسات شخصية صغيرة تبين لي أن هنالك طبقات من كل مجتمع قد تتفهم وضع السوريين ،وفهم أن هنالك من الشعب السوري من ترفع له القبعة وبالمقابل هنالك طبقات أخرى نتعرض لها أكثر من المذكورة قبل، قد لايتفهمون موضوع عدم تشابه أصابع اليد، بالمقابل هنالك القليل من الحق معهم فهم تعرضوا لبعض المشاكل من بعض السوريين ،لكن هذا لايبرر أن نضع شعب كامل في نفس النطاق وبنفس الدوائر، فهنالك عائلاتٌ ترسل أبنائها للعمل براتبٍ زهيد على أن يقوم بالإتكال على راتب المساعدات العديم أصلاً ،أو على التسول أو ماشابه من طرقٍ أنهكت كرامة الكثير من السوريين، الذين لحد هذه اللحظة يحترمون جودهم ضمن أي مجتمع، فيجب أن تكون هنالك مراجعاتٌ دقيقة وحلول إكراماً لهذا الشعب العريق، شعب الثقافة والحضارات يجب أن تكون هنالك ملامسةٌ إنسانية للأشخاص الذين مازالوا يرفعون أخلاقهم بكل فخرٍ ويحافظون على القيم التي تربوا عليها ،علماً أن السكوت من نصيب الكثيرين منهم لأنهم ليسوا مضطرين لشرح أخلاقهم، إلا بتعاملهم وهذا قد يتلقاهُ باللاشعور الطرف الآخر (المستضيف).
يبقى هنالك شيئاً آخر وهو إن الكرامة كانت في الوطن، تحت رحمة المؤسسات الأمنية والدوائر الحكومية التي فقدنا فيها كثيراً من عزة نفسنا ،ولاننسى أيضاً الحواجز العسكرية في البلاد التي كانت ما إن تريد أن تفتش إحدى الحافلات حتى تتهاوى شتماً على الركاب، وعدا عن وجوههم المتلئة حقارةً ،وقصص المنشقين والضرر الذي يلحق بعائلاتهم ،وأمثلة أخرى كبيرة أصبحت واضحة للجميع ، إذاً موضوع الكرامة يتعلق بفقدانه من داخل الوطن، لكن كان بشكل مختلف عن الموجود خارج الوطن، ليأتي المواطن السوري ويجرب نوعاً آخر من فقدان الكرامة خارج الوطن لتكتمل جميع أنواع الفقدان والنقصان، ليبقى هذا الشعب ضمن مسألة كبيرة عليه حلها كي يثبت أنه صاحب حضارة عريقة وتاريخٌ نظيف ،وهو أن يقوم بحفظ كرامته والقيام بثورته لآخر نقطة دم وبشتى أنواعها ،ولاننسى أن هنالك جنودٌ مجهولون يقومون بهذا الدور وستلمع أساؤهم عاجلاً أم آجلاً، لكن أن نكون منصفين أن (الوطن كرامة) ولو كنا على درايةٍ تامة أنها كانت مفقودة نوعاً ما في الوطن ،لكنها طبعاً تختلف عن الترهات التي تعرضنا لها في الهجرة ،الوطن كرامةً إلى أن نحصل عليها بكامل شكلها أتمنى لكل مواطن أو مواطنةٍ سورية ،أن لايأبهوا بالترهات التي تخرج من أفواه الكثيرين وأن يكون على ثقة تامة أن عند سماع أي منا بأخلاقه وقيمه ومبادئه فهو يشرح لنا كامل كرامته، وإن تعرض لبعض المواقف، فهذا لأننا شعب منتهك الحقوق من الحروب والأنظمة والتتطرف لذا لدينا طريقٌ وحيد ،وهو الثبات على المبادئ والقيم وأن نكون واضحين أكثر مع الآخر (المستضيف ) ،كي ننتهي من مهازل الحمقى الذين يحاولون تشويه الصورة عن الشعب السوري ، الذي ما إن خرج من بؤرة لجرح النفس وقع بأخرى بسبب التعميم التعفسي وبسبب بعض الشخصيات العديمة أخلاقياً .
1/3/2016 إيفان وحيد بريمجه

#إيفان_وحيد_بريمجه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات