أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد سيف المفتي - الشهيد وطن














المزيد.....

الشهيد وطن


محمد سيف المفتي

الحوار المتمدن-العدد: 5090 - 2016 / 3 / 1 - 03:05
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


محمد سيف المفتي

28/02/2016

قراءات: 26



رن تلفوني في الساعة الثامنة صباحاً، لا يتصل بي في مثل هذه الساعة إلا صاحب مهمة مستعجلة أو خبر لا يحتمل الانتظار. قرأت الأسم وبدأت بالتذمر صديقي المقرب، و الذي يعلم أن أيام استراحتي معدودة، فلماذا يتصل بي مثل هذه الساعة. ما أن رفعت السماعة، سمعته يضحك ويقول قبل أن تبدأ بحملة السب و الشتم، اليوم و بعد ساعتين لديك فرصة لتلتقي بالسيد ل ب.

نفضت فراشي و انا اشكره، و اصبحت جاهزا للخروج بعد خمسة و أربعين دقيقة.

هذا الرجل من أشهر مدربين التطوير الذاتي. ذهبت اليه آملا بالحصول على علاج لتطوير مجتمعي و باحثا عن علاج فوري للأزمة العراقية. كانت محاضرته من أروع ما سمعت و هو صاحب ثلاثة كتب رائعة في هذا المجال. كانت بدايته أنه عمل حثيثا ليجني مبلغا كبيرا من المال انفقه على رحلة الى أمريكا لسماع أستاذ في هذا المجال، قبل أن يبني نفسه بخطى محسوبة و مستمرة.

وكان من أهم الأمور التي تناولها هو الألم. قال أن الألم هو محرك الشعوب، فالثورة الروسية و الفرنسية جاءت نتيجة المعاناة، و التغيير الكبير في المجتمع النرويجي جاء بعدما تعرض الشعب لموجة ألم شديدة بسبب الحرب العالمية الثانية. انتظرت الاستراحة بفارغ الصبر، و تم تقديمي له و قال أنه يتذكرني لأنه كان قد قرأ مقالي بخصوص أزمة النازحين داخل العراق، و من اللقاء التلفزيوني معي بعد دخول داعش الى العراق.

سألته هل أنت واثق من أن الألم يسبب تغيير المجتمعات؟

اجابني بصوت واثق و عميق بكل تأكيد.

فشرحت له عن الألم العراقي، و قلت له لا أشعر بأن الألم قد جمعنا، بل أشعر أنه يفرقنا.

تبسم بمرارة، في بعض الأحيان يموت الحس الإنساني في المجتمع، فالمجتمع بحاجة لجرعة ألم أشد.

ضحكت وقلت يبدو أنك لا تستوعب ما جري و يجري في العراق، و انفتح فمي و انطلقت كلماتي كانطلاق الماء الهادر جراء سقوط السد. قضيت على استراحته بالكامل، فقال سأعود اليك بعد انتهاء المحاضرة. و أكمل المحاضرة لتضج القاعة بالتصفيق.. و بعد أن باع قسما من كتبه و تحدث مع كثير من الحضور، توجه الي حيث أجلس و دعاني الى فنجان قهوة في المقهى المجاور.

شكرته كثيرا على اهتمامه، و طلب مني إعادة الكلام الذي حدثته به.. فعدته وهو ينصت لي بتمعن في كل كلمة أقولها.

ختم كلامه لقد سمعت عن كثير من المجتمعات المضطهدة و الأنظمة الفاسدة التي تعيش على موت الشعور الإنساني في مجتمعاتها، كما حدث في كثير من الدول الافريقية، لكنني لم اسمع بحالة متأزمة كالحالة العراقية، من حيث عدم المبالاة ببعضهم البعض. و عدم وجود شخص يجمع الجميع عليه، هم بحاجة الى صعقة كهربائية، أشد.

أعلم أنني تجهمت وقلت له هذه قسوة و تهرب من المسؤولية. المسؤولية الملقاة على الدول الكبرى.

أجابني مبتسماً يحق لك أن تقول ذلك، فبالرغم من أنك استشاري في هذا المجال، لكنك صاحب الألم.

أزعجني استخفافه بقدراتي و مواهبي. انتهت الجلسة و هو يعيد كلماته بينما كان يرتدي سترته.

الألم المشترك يوحد المجتمع، لا تنسى الألم المشترك.. و كأنني و للمرة الأولى أسمع كلمة المشترك، لأنها بالنسبة له كانت مفهومة ضمنيا.

عدت الى البيت و جلست أمام حاسبتي و كتبت هذه الوصفة.



شبق و توبة





علمنا المعلم ولا تنابزوا بالألقاب فتعجزوا، و تذهب ريحكم فتخسروا.

ولا تنسوا ان المسيحي أجرب و اليزيدي أكلب، استعيذوا بالله منهم و استغفروا.

كلهم، كلهم حطب جهنم خالدين فيها، أحرقوهم هذا أمر الله، هيَا اشعلوا.

ولا تنابزوا بالألقاب فتتعبوا، المذهب الفلاني قردة و المذهب العلاني لهم ذنب، ولا تنابزوا.

انتم و ليس غيركم، كلمة الله على الأرض فسبحوا، و هللوا و كبروا.





انتهينا... شعوبا بأسم الله نختلف ، كبر القائد الأعلى قاتلوا.

و كبر الآمر الثاني و الثالث و اله الرابع تحاربوا، تناحروا.

بأرواحنا و أموالنا استهتروا، و بالعقيدة السمحاء تلاعبوا.



ضحك العدو القذر و نادى في صحبه، هذه فرصة فلا تهدروا.



اخرجوا لنا فيلم الربيع الداعر، وقالوا لأجل زهوره ، قاتلوا و نكلوا.

نادى المنتج فينا، هذه غاية الغايات، ابذلوا ما لديكم، اسرفوا و لا تدخروا.

هذه ديمقراطية ، حرية ، كرامة، ابذلوا ارواحكم و اموالكم، لا تقتروا.



ابطال الفيلم شبق فائر، فساد و عهر ثائر، لا يهدئوا.

بطلات الفيلم داعرات لا يتركن الغواية، و لا يقبلوا التوبة ، مهما صرخنا استتروا.

ونستمر نبحلق في التلفاز ونتابع الدعارة و ما خططوا و ما دنسوا.



وبين الفينة و الفينة يصرخ احدنا غضوا ابصاركم، هذا اثم لا تخوضوا فيه فتعذبوا.

و نستمر بمتابعة الفيلم، و بين الحين و الحين، نسمع من يستصرخ، أما آن لكم أن تتوبوا.

وليس فينا من يزحزح قفاه من مقعده و يطفأ التلفاز، إلا همهمات استعيذوا بالله و استغفروا.

هلموا بنا نحطم التلفاز و المخرج و المنتج، انتفضوا ، انتفضوا.



و اطردوا الممثلين و الممثلات، و استبدلوا كل الوجوه، و حسنوا.

ليجمعنا حب الله في خلقه، و حي على خير العمل.. زراعة الحب و العطاء.. هيا انفروا.

بسم الله نزرع أول فسائل الحب، هيا اغرسوا.



#محمد_سيف_المفتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الذبيح
- اليأس ينتاب داعش
- بلا تعليق
- ما أحوجنا لأظافر طويلة
- البحث عن الأيوبي الجديد
- نينوى بين المخالب
- ليلة سقوط نينوى
- هل سيعتذر العراق من روجر
- عراق مغتصب
- مدينة بلا انسان
- تقسيم العراق بإرادة عراقية
- سيستمر الحوار بخصوص تسليم ملا كريكار
- تهميش دور المرأة
- فيروس الفساد ينتشر في العراق
- عندما نستغل الخالق
- أين هي الحقيقة في الصين
- نادلة ترفض دخول الملك و الملكة
- تفجيرات اوسلو
- الديمقراطية المقلقة
- الاقتصاد والتغييرات السياسية


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد سيف المفتي - الشهيد وطن