أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد رمضان على - سيناء وضحايا الأكاذيب الكبرى















المزيد.....

سيناء وضحايا الأكاذيب الكبرى


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 5089 - 2016 / 2 / 29 - 19:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سيناء لا يمكنك ان تعرف ابدا نقطة البدء !!!
من بداية موسى الخروج ........ توراتية أو تاريخية؟
ام من بداية وجود دولة اسرائيل ......... أقتل لتعيش؟
او من بداية حسنى مبارك والعادلي .. البلادة والخداع؟
أو من بداية السيسي ................. الوهم والتضليل ؟
الأكاذيب بشأن سيناء كثيرة ، ليست كذبة وراء كذبة ، بل كذبة فوق كذبة .. فكذبة وراء كذبة هو خط طولي ، يمكن ان ترتد لتعود لبدايته ، اما كذبة فوق كذبة فهي المتاهة .
ويسأل الأنسان نفسه وهو ضائع في نقطة لا فكاك منها:
أين البدء ؟ كيف يمكن الخروج من المتاهة التي صنعها بشر ، وراح ضحيتها بشر ، وبين الصناع والضحايا ، تقف فئة مخدوعة ، لأنها :
أولا :- لا تملك حقائق لأنها بعيدة عن الارض .
وثانيا : لأن ما يصلها عن الاوضاع ليست حقائق .. بل اكاذيب من إعلام صناع المتاهة .
ضحايا الأكاذيب طبعا هم أهل سيناء، اما المخدوعين فهم كثيرون من أهل مصر .
لكن من هم الصناع ؟؟
في العشر سنوات قبل الثورة المصرية " يناير" او قبلها قليلا ، تصدرت نشرات الاخبار في الإعلام والصحف، صور الجيش المصري وهو يدمر مزارع البانجو بسيناء ويطارد مزارعيها ، طبعا كان ذلك يظهر رائعا وجميلا ... لكن الحقيقة ان حبيب العادلي كان يلعب لعبة مختلفة ليخدع المصري لصالح الإسرائيلي ..
لعبة العادلي بسيطة : امنح الجيش نصر مزيف بإعطائه مزارع بانجو صغيرة .
اما انتاج المزارع الحقيقية وتقدر بالأطنان، فتهرب فوق الأبل عبر طرق خاصة الى صحراء النقب بإسرائيل ، كانت الطرق والخطط كلها تخرج من مكتب العادلي، الذى كان يحوى خرائط بكل مزارع البانجو بسيناء .
وتذكر مجلة روز اليوسف في عددها ديسمبر 2011 في تحقيقها المدعوم بوثائق :
" في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ووزير داخليته حبيب إبراهيم العادلي وببساطة شديدة طبقا لما كشف بالكنيست الإسرائيلي بجلسة الخميس 26 مايو 2011 كانت سيناء بالنسبة لإسرائيل هي الفناء الخلفي لمزارع البانجو التي تخدم عجلة إنتاج عبوات البانجو الطبية الإسرائيلية التي حققت للميزانية الإسرائيلية مبلغاً سنوياً إضافياً يماثل حجم كل المساعدات العسكرية الأمريكية لتل أبيب سنويا مما يعني مضاعفة قدرة الإنفاق العسكري لإسرائيل من تجارة واحدة فقط غير مشروعة دوليا مصدرها مصر."
وتضيف المجلة :
"عمليات التهريب كانت تتم عبر دروب الصحراء من أماكن كان يتفق عليها مع وزير الداخلية المصرية حبيب إبراهيم العادلي شخصيا وفي سرية شديدة حيث كانت لديه بصفة يومية معلومات تواجد قوات الأمن المصرية ومواعيد تبديل الحراسات ونقاط الضعف الأمنية علي الحدود ومن خلالها كما ذكر بالجلسة كان العادلي يرسم خطط العمليات علي الخريطة ويرسل بالإحداثيات أولا بأول للجانب الإسرائيلي لتتم عمليات تهريب آلاف الأطنان بمنتهي السهولة ودون تدخل من أحد."
وهكذا كانت الأكاذيب , خداع الجيش المصري، باتفاق إسرائيلي مع وزير مصري
ولعل السؤال هو كيف يكون البانجو بالأطنان وكيف أنخدع الجيش المصري .؟
لعل الاجابة تكمن في الخبرة الإسرائيلية بسيناء ، وكذلك في المساحة. ومساحة سيناء مهولة " 61 الف كيلو متر مربع بها مناطق صحراوية وجبلية .. لكن المناطق الاكثر وعورة موجودة بوسط سيناء ، ويكفى ان مركز الحسنة وحده يبلغ اكثر من عشرة الاف كيلو متر .
وهكذا دارت العملية :
اسرائيل بحاجة لمكاسب ، والمكاسب بجوارها في سيناء، وسيناء يحكمها الأمن المصري ، والأمن المصري يحكمه حبيب العادلي، وحبيب العادلي بحاجة للعبة لخداع الجيش والشعب ، لكن اللعبة تحتاج لكبش فداء ، وكبش الفداء كان اهل سيناء ...واهل سيناء اغلبهم كانوا رافضين ، والرفض يحتاج لأمن دولة .
ضربة اخرى لأهل سيناء غير مزارع البانجو وهو توقف كل مشاريع التنمية الحقيقية لصالح توشكي والوليد بن طلال .
وهكذا تصنع بعض الاكاذيب الكبرى في التاريخ .. حقا انه لعب قذر، وفى ملاعب قذرة ، ولتمرير هذه القذارة امام الشعب ، احتاجوا لرخصة كتب عليها "الوطن والوطنية" .. وكل من عارضهم هم خونة .. وكل من شكك في الموضوع فهو يحمل شهادة عليا في التخلف.. أما العدو فهو من يقرر حبيب العادلي انه العدو .. حتى سقط العادلي وانكشف بعض المستور وليس كله ..
نعم ليس كله ، لأن العملية كلها أديرت بطريقة فيلم الأب الروحي ، لأن الدون حبيب العادلي لم يذهب ليزرع بنفسه ، ولم يجلب الماء للمزارع ولم يحمل البانجو ويسير به اتجاه اسرائيل وهناك يسلمه ويقبض ويعود ... لا ... كانت توجد شبكة ضخمة مكونة من طبقات على قمتها حبيب العادلي ... ومن يعرف اسماء الشركاء في مصر هو العادلي واسرائيل .
هذه الصورة الموجزة استحضرها وأنا اطالع مقاطع من خطب السيسي حول سيناء .
وقبلها دشن الجيش المصري أجندة حرب طويلة لتطهير سيناء من الإرهاب .. لم تنتهى حتى اليوم .. وهى اجندة تذكرنا بأجندة تطهير سيناء من المخدرات .. وحتى الان لم تتطهر سيناء لا من المخدرات ولا من الارهاب .
وأثناء ذلك ، قال الاعلام المصري ما قال عن الإرهابيين الفلسطينيون، ودخولهم من انفاق غزة والهجوم على الجيش المصري .. وكان رأس الحربة في ذلك الهجوم الإعلامي الطيب البشوش صاحب الوجه السمح توفيق عكاشة .. فوضع كل اهل غزة في السلة مع حماس .. وطلب من اسرائيل ضرب غزة بالصواريخ وساندها إعلاميا في عدوان 2014... والذى يوعظنا الآن بالحب والسلام والأخوة والتواصل والتعايش مع الآخر الإسرائيلي ، ومن كثر عبطه صدق نفسه ، ما يعرفش اصلا انه لا يوجد تعايش مع اليهود، وان اليهود يعتبروا نفسهم قبيلة من الجنس السامي، لا تقبل الا السيادة على الاخرين ، وهم يهود مختلفين في ديانتهم عن غيرهم ، وطول اوقات ضعفهم بالتاريخ يعيشون في رعب، وتاريخهم كله تنازلات كلامية لرضاء الاقوى منهم ، حتى اذا امتلكوا القوة بقيام اسرائيل نهشوا من حولهم ... لكنهم للحقيقة نهضوا اكثر من الدول حولهم .. لكن نهضتهم ليس هدفها المجال الإنساني كما حدث في أوربا بل لامتلاك التفوق والقوة .
ومن الغريب ان عكاشة الذ ى يطلب التعايش هو نفسه الذى نصح بتدمير الفلسطينيين بدون حب ولا تواصل ولا معايشة مع الآخر .
صدق كثير من الناس إعلام عكاشة وغيره ، وروجوا فيما بينهم الأكاذيب الإعلامية كأنها حقائق .. ومن هؤلاء مثقفين لهم باع طويل في الاستنارة .. وكتب هايفة ظنوا انها ستدخلهم التاريخ .. هؤلاء المستنيرين " قالوا:
" قال الإعلام " ورددوا كالببغاوات ما يقوله
ولم يقولوا :
" الإعلام يقول ما يقول... أما نحن فعلينا التفكير من العقل المستنير "
وبلاش اقول من الضمير النابع من القلب .
وفرح المتعطشون للدماء من الثورة التي اشعلوها ضد اشقاء امتزجوا مع المصريين في تاريخ طويل .. ومحصورين كأهل سيناء بين الجحيم والجحيم .
وأخيرا يأتي السيسي ليضع النقط فوق الحروف، وذلك بخطابه الأخبر حول تنمية مصر، فيؤكد لنا انه كان يعرف كل شيء عن ما يطلق عليه "إرهابيي سيناء" منذ كان رئيسا للمخابرات الحربية، ولم يفعل شيئا، بل كان مستعدا للتعايش معهم.. " حيث قال: "إن إرهابيي سيناء هم من بدأ العنف ضد الدولة، مع إنه كان من الممكن العيش المشترك "كل واحد بفكره"
هكذا بكل بساطة- أو بغباوة - وضعت المنطقة ابتداء من العريش حتى رفح ومعها كل غزة تحت خط النار .. وصاحب كل ذلك اكاذيب فوق اكاذيب ..
ثارت الدولة على الارهابيين بسيناء ، ارهابيين كانت تعرفهم وتعرف كل شيء عنهم، والمعرفة السابقة بالإرهابيين تعنى ضمنيا اتصالات سابقة معهم قبل اطلاق رصاصة واحدة في الهواء وكما قال السيسي قبل 30 سته .
أي قبل ذلك التاريخ بالضبط كانوا غير ارهابيين والعهدة على الراوي وهو السيسي .
وبغباوة مطلقة ظل الخبراء يحللون ويستفتون ويظهرون في الفضائيات .. ويناقضون بعضهم ... ثم ينقضون نفسهم .. كأنهم يتكلمون في البوذية والهندوسية .. والفرق بينهما وبين االكونفوشية. والميلاوية والاخناتونية !!!
وكما فعل العادلي ، فعل السيسي فأخفى معرفته بالحقائق ... اما الغباء المطلق هو ان الإعلام المصري لم يضع قدمه في سيناء ليسأل اهلها او يكتشف الحقائق بنفسه .. ربما يكون معذور لأنه منع ، لكنه ليس معذورا لأطلاق موضوعات لم يتوصل ليقين بشأنها .. ويعلم يقينا أنها مزيفة . فساهم في اتساع الاشاعات ، وتوسع الموضوع حتى طال أهل سيناء ومعهم اهل غزة ايضا .
وعلى طريقة الأمويين الذين أبادوا الانصار، او العباسيين الذين أبادوا الأمويين، أو صلاح الدين الذى خلص على الفاطميين ، او المماليك الذين آبادوا الأيوبيين أو محمد على الذى آباد المماليك .. على طريقة كل هذا التاريخ الدموي ، عاوزين يخلصوا على أهل سيناء بالتهجير و الإبادة لمن يعارض... وكما فعل العادلي باللعب على ورقة الوطنية ، تفعل السلطة اليوم ... وكله خداع وتضليل .
طيب لما أنت كنت عارف الارهابيين من زمان ، وعارف اماكنهم وعدد اسلحتهم ، فليه مرحتش تخلص عليهم لوحدهم وسبت باقي الناس في حالهم ... وكان الأمر كله سيخلص في أسبوع على الأكثر بدون هدم بيوت او تفريغ مساحات او تشريد أسر؟
ربما تكمن الإجابة على السؤال في اللعب الإسرائيلي المطالب بتفريغ منطقة رفح حتى العريش.
وكما توافق الإسرائيلي مع العادلي، توافق ايضا مع السيسي لكن هذه المرة بشكل علني .. ولم لا .. ؟
فقد منح الشعب المصري للسيسي تفويض بمقاومة الارهاب ، فطالت المقاومة وفرغت أهم وأخطر نقاط على الحدود المصرية .



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة لديوان (على ذاك الكثيب)
- قراءة في مجموعة - لم يكن حلما -
- اسكت، حتى ياتى يوم ذبحك
- غزة ، مشاهد من الحياة
- في الانتصار المدوي للمقاومة
- غزة ، والحكايات
- إسرائيل, السحره والنساء
- مهرجان الوحشية
- الأحلام والانكسارات في - نوافذ الشر -
- قراءة في قصة - ارتديتك غيابيا -
- قراءة في قصة هناء حمش
- اليرموك، بؤرة كاشفة للوطن
- ربط البحرين، والنووى، والقوة !!
- برافر... والهدف..!!
- حاميها حراميها بالجيش الإسرائيلي
- الأنفاق بسيناء صناعة إسرائيلية
- الفساد والانكسار والثورة ، بالورد والطواحين
- عندما تعزف انتصار أنشودة حب للحياة والوطن
- رفح المصرية الضائعة فى الظلام
- آه يا سيناء..


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد رمضان على - سيناء وضحايا الأكاذيب الكبرى