أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عادل احمد - نحو الحركة المجالسية














المزيد.....

نحو الحركة المجالسية


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5089 - 2016 / 2 / 29 - 00:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تعمد الطبقة البرجوازية دائما بأن توهم الجماهير بان المجتمع والدولة يجب ان يدار من قبل مجموعة من "السياسيين المحترفين". وان ادارة الدولة وشؤون المجتمع هي من اختصاص هؤلاء السياسيين، والمجتمع يجب ان يكون خلفهم. اصبحت هذه الفكرة سائدة وتجذرت في عقول الاجيال الغابرة والحاضرة. ان اعطاء هذه الصورة النمطية عن السلطة والادارة هي انعكاس للسلطة الطبقية للمجتمعات حتى يومنا هذا. فأن الطبقات الحاكمة تحاول بكل امكاناتها ان تجعل مفاهيمها وافكارها ومصالحها افكارا للمجتمع. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، الا يمكن ان ندير شؤون حياتنا بأنفسنا ومن صلب ارادتنا ولصالح المجتمع ككل؟ الا يمكن ان يكون القرار بيد الناس انفسهم؟ هل من الممكن ان يشارك كل الافراد في تحديد مصير حياتهم بأنفسهم؟
ان حركة الطبقة العاملة العالمية لديها تجربتين غنيتين حول شكل اخر من السلطة والادارة، والذي يختلف من حيث الشكل والجوهر عن كل الادارات والسلطات السياسية والاجتماعية السائدة، وهي تجربة المجالس في كومونة باريس 1871 وثورة اكتوبر الروسية 1917. ان تجربة السلطة وحاكمية المجتمع من قبل الناس انفسهم بشكل مباشر وبالتدخل المباشر والاني في كل لحظة وفي جميع شؤون الحياة، هي حقا شيئا جديدا وممكن بناءا على هاتين التجربتين. ان المجالس المحلية هي الشكل الاكمل لتدخل الناس بأنفسهم في شؤون حياتهم وبأرادتهم المباشرة وتعين المسؤلين والاداريين عن طريق اجتماع عام متى ما يتطلب الامر، ويمكن اقصائه متى ما يكون عائقا وبشكل فوري وكذلك عن طريق تجمع عام في تلك الوحدة الادارية. ان هذه السلطة المجالسية هي الشكل الارقى حتى الان والاكثر ديمقراطية من جميع الديمقراطيات البرجوازية والبرلمانية. ان تجربة كومونة باريس وثورة اكتوبر هي اكبر دليل عل صحة هذا البديل الاجتماعي لادارة المجتمع من قبل الجماهير انفسهم وبأرادتهم.
نحن في العراق وكردستان جربنا سلطة الاحزاب القومية العربية والكردية والاسلامية بشقيها "السنية والشيعية". وجربنا ديمقراطياتها وبرلماناتها وسلطتها السياسية والحكومية والادارية، رأينا شيئا واحدا وهو تجريد الناس من الارادة وجعل الجماهير يتبعون سياساتهم بعيون معصوبة وبالأوهام والخرافات القومية والدينية. وان الطبقة البرجوازية العراقية والكردية على الرغم من انها تعتبر من الامثلة السيئة جدا في الحكم والسلطة والأدارة، ولكنها تعتبر من ضمن نفس المنطق في ادارة المجتمع والذي يقول بأن "السياسين المحترفين" يجب ان يدار المجتمع من قبلهم. وان الفساد والسرقة واهدار المال العام في الشؤن السياسية والاجتماعية الهزيلة والتافهة وجعل السياسيين البارزين واعوانهم مليارديرات، وكذلك تحويل مليارات الدولارات الى الخارج وحفظها في البنوك العالمية من جهة، وتجويع اكثرية المجتمع من الطبقة العاملة والكادحة وتحطيم وجدانهم واراداتهم وشخصياتهم تحت وطأت الفقر المدقع من جهة اخرى، هي السمة المميزة للمجتمع العراقي. وكل هذا جاء من جعبة المحترفين السياسيين العراقيين. اذن اين يكمن الحل؟
حان الوقت ان نقلب الوضع راسا على عقب، وان نقول "لا" كبير لحاكمية هؤلاء "السياسيين المحترفين"، وهم في الحقيقة شلة من السياسيين الجهلة ومصاصي دماء المجتمع، ويجب أن يزاحو عن السلطة وان يحاكموا على افعالهم هذه في محاكمات جماهيرية، ويحب استرجاع جميع الاموال التي سرقوها من المال العام الى خزينة الدولة، ويجب ان تجمع جميع خرافاتهم وافكارهم الغير أنسانية ورميها في مزبلة التأريخ. وان هذا العمل لا يمكن الا بتوحيد صفوفنا وقوانا الانسانية واستخدام ارادتنا المباشرة عن طريق الحركة المجالسية الشاملة في كل مكان وبقوة ارادتنا.
ان الحركة المجالسية في الوقت الحاضر هي الحل الوحيد في انهاء معانات الجماهير العمالية والكادحة. وان انشاء المجالس في محلات السكن والمعامل والمصانع وفي المعسكرات والجامعات والمدارس وتقويتها، تؤدي الى استخدم الارادة المباشرة للجماهير في ان تناضل من اجل مصالحها هذا من جهة، ومن جهة اخرى تؤدي الى تقوية الاعتماد على القوة الجماهيرية والثورية لاي تغير في المجتمع. وبأمكان الحركة المجالسية ان تقطع يد وتطاول الاحزاب البرجوازية الدينية والقومية بكل تلاوينها في المجتمع، وسحب البساط من تحت اقدامهم ومن نشر افكارهم واوهامهم وتأثيراتهم على المجتمع.
علاوة على تأثير الحركة المجالسية في قلب الاوضاع المأساوية الحالية نحو الاحسن، فأن المجالس بحد ذاتها هي الحكومة والسلطة الجماهيرية المباشرة لادارة شؤون الحياة في المجتمع. ان جميع الامور يتم سيرها في المجالس من كبيرها الى صغيرها سواء في القضايا السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو العسكرية، ويتم مناقشتها واتخاذ القرارات حولها مباشرة من قبل الناس انفسهم وعن طريق مجالسهم من الاسفل نحو الاعلى.
ان انشاء الحركة المجالسة في العراق هي من صنع الطبقة العاملة والشيوعيين هم من روادها الاصليين. وان احياء هذه الحركة في العراق هي من صلب سياسات الاحزاب الشيوعية والعمالية، وان اولى خطوتها هي بدء فعالينا واعضاءنا وجميع الشيوعيين والتحررين والنساء المناضلات في تشكيل نواة الحركة المجالسية في كل مكان، ومن ثم العمل من اجل تجمع الناس حول كل هذه النوايا والتحدث عن ضرورة انشائها وكيفية البدء بعمل المجالس وتجميع قواهم الانسانية لممارسة ارادتهم لادارة شؤنهم. ان الخطوة الاولى هي تشكيل نواة الحركة المجالسية من قبل الشيوعيين والقادة العماليين والفعاليين في كل مكان، وان ندرس كيفية البدء بأنشاء مجالسنا المحلية وتعين الممثلين الحقيقيين بصورة مباشرة.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حان وقت الافق العمالي!
- الدروس والتجربة العمالية في الثورة التونسية والمصرية
- الوضع الراهن في العراق واهمية العمل الحزبي
- صراع اللصوص في الشرق الاوسط
- المفهوم العلمي والمادي للتأريخ!
- المفهوم الطبقي للثورة
- ليس للعمال وطن!
- تعمق السيناريو الاسود في سوريا
- خاطرتان
- دور المعارضة العمالية
- الحرب الارهابية العالمية!
- القضاء على الارهاب مهمة الطبقة العاملة
- الاجابة على متطلبات المرحلة
- لينين.. وذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية
- الانسان.. في الفكر الماركسي!
- ان عدو عدونا ليس حليفنا دائما!
- قوة الجاذبية للحركات الاجتماعية!
- من هم الشيوعيون؟
- الازمة السورية وصراع الاقطاب المباشرة!
- اي نوع من الشيوعية نحتاجه اليوم؟


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عادل احمد - نحو الحركة المجالسية