غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 5087 - 2016 / 2 / 27 - 16:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جـــون كـــيـــري؟... ماذا يخبئ جون كيري؟؟؟...
جون كيري. عجيب هذا الإنسان الذي يحاول تمثيل دور الاطفائي, وهو كزميلته السابقة هيلاري كلينتون, وكل من سبقوهم من المسؤولين الأمريكان الذين أشعلوا الحرائق بكل المنطقة.. ومن ثم يدعون محاولة إطفائها. ونحن شعوب الغباء والجهالة ما زلنا نصدقهم ونتبعهم كالغنم. وخاصة معارضاتنا الصالونية الخنفشارية التي ما زالت تنتظر الأوامر منها ومن خصيان الرياض والدوحة وأنقرة. نحن اليوم جورة العالم والتاريخ الموحلة المعتمة... نقتل بعضنا البعض.. لتحقيق مخطط المجرم الصهيوني الأمريكي ـ الألماني كيسنجر.. غارقين بضباب الحشيش والدين. يا لسخرية الحقيقة الحقيقية التي تــخــبــؤهــا لنا عتمات وخفايا هذا المخطط الكيسنجري الرهيب.. والذي ما زال سـاري المفعول.. منذ خمسين سنة.. حتى خطابات كيري ومتاجراته ومفاوضاته ومقايضاته مع لافروف.. على حساب موتانا وضياع ســوريــانــا.. ومصيرنا!!!...
يصرح هذا الكيري, إذا لم تنفذ الهدنة والمفاوضات.. لديه مخطط احتياطي بديل.. ما هو هذا البديل؟... حشد العتاد والطيران السعودي على الحدود التركية ـ السورية, للانقضاض على الأراضي السورية, بعشرات آلاف المرتزقة الذين تحضرهم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية, برضى ومشاركة وطاعة ورغبة السلطان العثماني أردوغان وشهواته لابتلاع ما يمكن من الأراضي السورية.. حلمه السلطاني العثماني الإسلاموي الأهم والأول؟؟؟........
أخشى على سوريا من حكام الولايات المتحدة, مهما تغيروا وتبدلوا, ولبسوا جلود الخرفان المسالمة, ومن خصيانهم وعبيدهم وشراسات ذئابهم الجائعة من عربان نفطيين.. ومن عثمانيين مغموسين بالحقد وشهوات السيطرة والانتقام.. وعبوديتهم التي تتغذى بولائهم لأمريكا ومشاريعها.. أخشى عليك أيها البلد المتعب.. أخشى عليك ونصف شعبك اليوم مهجر.. على طرقات المجهول وأبواب العالم المسدودة المغلقة.
ماذا سيتبقى؟.. إن نــفــذ كيري وخصيان كيري وعبيد كيري.. مخططاتهم الاحتياطية؟... وماذا تحمل لمن تبقى من شعب ســوريــا الأيام المجهولة القادمة؟!.....
ما هو المخطط "ب" أن يعيدوا تأجيج حروب طائفية جديدة جهنمية بالمنطقة.. تحرق ما تبقى...
ــ المخطط " ب " Le Plan « B »
هكذا يسميه أمام الإعلام العالمي السيد كيري.. دون إعطاء التفاصيل, بلهجة تهديدية خافتة ناعمة.. حتى تستمر حالة القلق والتردد.. ومتابعة محاولات الهرب والهجرة.. لمن تبقى من المواطنين السوريين المحرومين من الماء والكهرباء والعلاج والدواء.. وأبسط الحاجات المعيشية الضرورية اليومية.. وديمومة هيمنة الخوف من هذه الحرب التي لا تحمل أي اســم ولا أي مبرر.. سوى استمرار تفجير سوريا وإرهاب شعبها.. وكل يــدعــي الاهتمام بإيجاد حلول ســلام لها.. ولمن تبقى من شعبها وأرضها.. وفي العتمة يسنون سكانينهم وأنيابهم لالتهامها...
لهذا كلي قناعة, من أول اندلاع هذه المؤامرة ضدها.. لأنها بالفعل مؤامرة.. وليست قطعا لا ثورة, ولا انتفاضة, ولا ربيعا عربيا.. كما أرادوا نعتها ووصفها وتلوينها.. ألف مرة دجلا وكذبا وخداعا... إنها ــ يا بشر ــ ألف مرة مؤامرة.. بدأت من خمسين سنة.. وما زالت مؤامرة... وكان من الغباء الكامل عدم تفاديها.. والحرص من جيراننا وأخوتنا وأولاد عمنا العربان... وغيرهم...
*********
ــ هــدنــة؟.. أيـــة هــــدنــــة؟؟؟!!!...
بدأت هذا الصباح على الأرض السورية الهدنة المؤقتة, والتي اتفق عليها السيدان لافروف وكيري, والتي وقعتها السلطات السورية الشرعية, مع عشرات الفصائل المعارضة (المعتدلة.. والمتوسطة الاعتدال.. والبعيدة عن أي اعتدال) تدوم ــ مبدأيا ــ لمدة اسبوعين.. ما عدا طبعا مع الفصائل الداعشية وجبهة النصرة... اتفاق هدنة صرح عنه السيد كيري منفردا أن لديه مخطط آخر.. سماه مخطط بديل " ب " بحال فشل الهدنة.. في حين أجابه السيد لافروف بمؤتمر انفرادي آخر أنه لا يوجد أي مخطط آخر من الأبجدية كلها... يعني أن العرابين لهذا الاتفاق الهش, يعرفان مسبقا مصير هذا الاتفاق.. حيث أن الطيران الروسي قام بشن غارات وضربات واسعة ضد داعش وجبهة النصرة وحلفائهما بيوم واحد قبل إبرام الاتفاق... بالإضافة إلى تصريحات المعارضات الصالونية الخارجية, وتحليلاتها المختلفة بين بعضها البعض.. والتي لم تــعــد تــؤثــر بأي تغيير فعلي أو سياسي على الأرض. وإلى غضب الأتراك والسعوديين.. لأنهم لا مصالح لهم مباشرة أو غير مباشرة من هذه الهدنة المؤقتة.. بل يفضلون على العكس ديمومة الاضطراب.. والصيد بالماء العكر.. كــالــعــادة!!!......
*********
عـلـى الــهــامــش :
ــ مــوطــنــي... مـــوطـــنـــي...
منذ وطأت قدماي أرض فرنسا باليوم السابع عشر من نيسان 1963 ... قادما من بيروت.. بعد أن لجأت إلى لبنان لأسابع قليلة.. بدأت حياة جديدة.. من بداية البدايات.. من نقطة الصفر.. سياسيا.. فكريا.. وخاصة معيشيا.. وكنت جائعا ظامئا لكل معرفة.. ولكل فلسفة.. لــلــحــيــاة... للأوكسيجين.. حتى غيرت طريق لباسي.. ونطقي.. ونقاشاتي.. وعصبيتي.. وأفكاري القديمة.. وأهمها ما نسميه ببلد مولد ســوريـا.. الوطنية والحنين Nostalgie... أقفلت باب ذاكرتي.. وبعد سنتين أو ثلاثة.. تمكنت بواسطة عملي العودة إلى الدراسة الجامعية.. وبلورت معلوماتي السياسية التي نسخت كل عنترياتي وممارساتي السياسية الشبابية عندما كنت فتى يافعا.. وسببت لي المشاكل والتعقيدات وحرماني الكامل من الحرية غالب سنوات شبابي.. مما اضطرني إلى اختيار الهجرة الكاملة القاطعة النهائية... ولكنني رغم حصولي على الجنسية الفرنسية, بوقت قصير جدا. لم أنس ولم أهمل النشاط السياسي بأشكال عالمية إنسانية أوسع.. ومنها النشاطات التي تتعلق, بكل ما يخص الشرق الأوسط والبلدان العربية.. وخاصة القضية الفلسطينية.. ولكن من ضمن نشاطي وانخراطي بالخطوط اليسارية والإنسانية المحلية... ومن ضمن حشريتي ونشاطي الإعلامي.. تابعت خلال السنوات الخمسة عشر السابقة, باهتمام زائد كل ما حصل بالعراق ولبنان وسوريا... وخــاصــة ســوريـا البلد الذي ولدت به, وعشت طفولتي وسنين الأغرار والشباب... ولأول مرة سمعت أغنية " موطني.. موطني " على اليوتوب YouTube تبث لأول مرة من كنيسة اللاتين المسيحية, بمدينة اللاذقية,وهي مليئة بمئات المصلين.. ببداية السنة الماضية.. فسجلتها وحافظت عليها.. وأعيد سماعها.. كلما أثار مشاعري فيروس الحنين.. علما أنني لقحت نفسي ضد هذا الفيروس الذي يجمد وضوح التحليل والتفكير.. ويغلفهما بضباب يصعب إزاحته... حينها طغت الأزمة السورية على كل اهتماماتي الإعلامية والسياسية.. كل صباح ومساء.. وتضاعفت مطالعاتي للصحف والمواقع العالمية التي تهتم بالأزمة السورية, رغم أن غالبها ـ مع الأسـف ـ كان يصنع الأحداث ويختلقها بأشكال هوليودية مفبركة.. حسب المليارات السعودية والقطرية التي كانت تهدر.. لتفجير سوريا وتشتيت شعبها.. وهنا ثرت كعادتي.. كأيام طفولتي وفتوتي بالمدرسة لأدافع عن الضعيف ضد المعتدي.. وشعرت أن على أن أدافع عن هذا البلد.. بالرغم من أنه لم يعطني أي شــيء.. ولا أدين لـه بأبسط الذكريات.. فقط لأن قوى ظلامية جاءت من غابات الأرض كلها لتعتدي عليه.. وتفجره وتمزقه... حتى انحصرت كل اهتماماتي, بكل ما يجري على أرضه.. يوما بيوم.. وساعة بعد ساعة..............
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. هـــنـــاك و هـــنـــا.. وبكل مكان بالعالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية إنسانية طيبة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟