أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - المحاصصة : صراع من اجل البقاء














المزيد.....

المحاصصة : صراع من اجل البقاء


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 5087 - 2016 / 2 / 27 - 12:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ايام عصيبة على البعض ،وخاصة اولئك الذين جلسوا مطمئنين تمام الأطمئنان طيلة السنوات الماضية منذ 2003 ولحد الآن ، وتمتعوا بامتيازات لا يوجد مثلها في كل ارجاء المعمورة ،خطّوها بأيديهم لأنفسهم بدون أي سند قانوني ، اليوم العراق في فترة حرجة ،حيث ينهار الأقتصاد كأسوء مايمكن ،وتموت القطاعات المختلفة داخل البلاد فلا قطاع عام ولاقطاع خاص ولامشاريع تعمل ،وهناك مئات ان لم تكن آلاف الدعاوى العشائرية والقضائية حول استحقاقات توقف دفعها بسبب عجز الدولة عن الدفع للمصارف، أو لما رصدته من ميزانيات ،أو للمقاولين ، كما ان رواتب الموظفين قلصت ويعيشون قلقا ً مستمرا ً في ما إذا كانوا سيحصلون على رواتبهم ام لا ،وفرضت ضرائب متنوعة في أغلب الخدمات العامة ؟
الثورة الشعبية :
انطلقت ثورة عارمة على شكل تظاهرات اسبوعية (كل جمعة ) ، في ساحة التحرير وسط بغداد وفي جميع المحافظات الجنوبية ،ولكنها خلت من قيادة موحدة بارزة ، واستمرت لأشهر عديدة ،ولطول فترتها فقد تعايش الساسة معها ،وماعادت تقلق استمراريتهم بمناصبهم ، وماعادوا يرون فيها عظيم خطر ، ولكن طرأت فجأة مستجدات جعلت من هذه التظاهرات تسبب الغثيان ومن ثم الخوف لأعتى ساسة البلاد المتنعمين ، ومن أخطر هذه المستجدات هو التحذيرالمبطن للمرجعية الدينية المتمثلة بالمرجع الأعلى للشيعة في العالم، السيد علي السيستاني ، حيث اعلن ممثل المرجعية توقفه عن تناول الأمور السياسية في خطب الجمعة المعتادة ،وفسر هذا دليل يأس المرجعية من أي بوادر للأصلاح .
ازدادت على اثر ذلك التظاهرات الشعبية ،وحاول قادة الكتل تصدر موجة الأصلاح للمحافظة على جماهيريتهم ،وظهر صراع من نوع جديد وهو ايهما يمسك بالقياد أولا ً فيظهر وكأنه قائد الجموع الذي لايعجبه الفساد المستشري ، رغم ان الفساد وصل الى مستويات قياسية فاقت كل تصور ،وان جميع عناصر الكتل من شيعية وسنية متهمة فيه !
ابتدأ السيد العبادي الجميع معلنا ً انه سيقوم بأصلاحات بتغيير الوزراء الحاليين الذين جائوا عن طريق المحاصصة الحزبية وليس الكفاءة والنزاهة ،وتناقل الشارع صورا ً مأساوية عن كيفية تنصيبهم ، صور تدعم تقاسم الأحزاب المختلفة لثروات ومناصب البلاد كغنائم مباحة لهم وحدهم ولاحق لأي صوت عراقي مستقل بينهم ،حتى وإن وصف بالكفاءة والنزاهة وتمييز فيها ،لابل انه سيكون من أكبر الذين سيحاربون من عناصر تلك الأحزاب المستحوذين على الأمور العامة للدولة ، وبلغ الفساد ان يتحزب الوزيرالفلاني مع عضو مجلس المحافظة من نفس الحزب لفرض اعضاء الحزب دون غيرهم في المناصب التي تقع تحت سلطة تلك الوزارة ،كما يصبح الكادر الفاعل لتلك الوزارة بلمسة اصبع من منظري سياسة حزب الوزيرليحافظوا على مناصبهم والا ّ فأنهم عرضة للتغيير أيضا ً !
وانقسمت اراء الكتل والشارع بخصوص هذه الخطوة ،وعدها البعض خطوة تخديرية كخطوات العبادي السابقة ولا أمل فيها، بينما حاول البعض الأنطلاق منها بتدعيمها بأسس وفق رؤيته الخاصة كمافعل رئيس كتلة التيارالصدري السيد مقتدى الصدر والذي وضع لجنة سمى أسمائها ،وقال عنها انها مستقلة ويرأسها العبادي ،مشترطا ً ان تختار هذه اللجنة وزراء من التكنوقراط بدلا ً عن الوزراء الذين سيقالون ،وحذت الكتل الأخرى في تقديم رؤاها وحسب مصالحها ،فأكبر الكتل وهي دولة القانون شعرت ان مثل تلك اللجنة التي يقترحها السيد الصدر هي طريقة لسحب يد الحكومة وتقييدها، لان العبادي لن يؤخذ توجيهاته من كتلته بل من اللجنة تلك ،وفضلت اللجوء الى حكومة أغلبية ،متكئة ضمنا ً على كونها صاحبت أكبر أغلبية برلمانية ولن تسلم امتيازها هذا بسهولة ،أما كتلة المواطن فقد فضلت توسيع اللجنة واضافة أسماء اليها من داخل العراق وخارجه ،
وقال زعيم إئتلاف الوطنية العراقية أياد علاوي : إن سياسات المحاصصة، ومناخات الطائفة السياسية، والتهميش والإقصاء، وغياب المؤسسات المحترفة والمهنية التي تؤدي الى بناء الدولة الناجزة، وبالتالي تحافظ على الأمن والسلم الأهلي، وتقدم الخدمات اللائقة الى شعبنا الكريم ،قد اوصلت العملية السياسية الى طريق مسدود والعراق الى حافات الهلاك، واشار الى ان الفساد قد اصبح القاعدة وليس الإستثناء، وفقدان الأمن واستشهاد ما يقارب ألف عراقي شهرياً هو السياق المتعارف عليه، وارتفاع نسبة الفقر الى ما يزيد عن الثلاثين في المائة، وشدد على ان هذه الحقائق المؤلمة كان يجب ان تكون حافزاً للحكومة ورأسها على تدارك الاوضاع باعتماد خريطة طريق مستوحاة من وثيقة الاصلاح السياسي التي جاءت بالحكومة وأقرت من قبل كافة الكتل وأدرجت في البرنامج الوزاري ، وعوضاً عن الاعتراف بعجز رئيس الحكومة فإنه يلقي باللائمه على الوزراء".
اذن هناك صراعات خفية ومفضوحة تجري بين الكتل للمحافظة على امتيازاتها بوجه الغضبة الشعبية على ماحصل للبلاد من انهاك وخراب في مجالات الحياة كافة ،ولكن هل يتمكن اصحاب نظرية المحاصصة التي وضع اسسها الحاكم الأمريكي بريمر من الأستمرار في امتيازاتهم وسيطرتهم على المناصب المهمة للبلاد ؟ هذا ماتجيب عليه الأيام القادمة .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريوهات التكنوقراط
- حروب السعودية وحجمها الحقيقي
- لعبة الكبار هل تتحول الى حرب كبرى
- المرجعية بين التدخل في السياسة وعدمه
- هل تصلح أمريكا ماأفسدته؟
- انسحاب المرجعية والقرار العراقي
- أمريكا ودعوى الجهاد
- ربيع جديد ام خيبة امل
- هواة التظاهرات
- المحاصصة البغيضة تهدم العراق
- ايران والعراق.. مقارنة
- الأرهاب أم حوادث الطرق
- من سايس حمير الى أمير
- ماذا كسبت أمبراطورية أمريكا ؟
- العراقي والمستقبل
- الرد العراقي
- أمريكا والعزف على أوتار داعش والكرد
- فايروسات الحروب الأمريكية
- اكبر مهرجان في العالم (1)
- أكبر مهرجان في العالم (2)


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - المحاصصة : صراع من اجل البقاء