أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلطان الرفاعي - معارض وطني --موديل 2005














المزيد.....

معارض وطني --موديل 2005


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1381 - 2005 / 11 / 17 - 10:01
المحور: كتابات ساخرة
    


ممتطيا (فرشة السلسيب كونفورت) العالمية، وملتحفا بجلد الخروف حالما بالغد. هو كتب بضعة مقالات ، كان يقرأها مع أصدقائه، ثم قرر أن يصبح معارضا وطنيا ، وينتمي الى تجمع ليبرالي في العاصمة.
. تلك الليلة لم ينم فيها فرحه كان كبيرا ، كيف لا وسيحضر اجتماع للمعارضة في العاصمة.
في الصباح الباكر ، انتعل حذاء والده الجديد، ومعطف شقيقته، وذهب الى احد أصدقائه واستدان مئة ليرة لزوم الوصول الى العاصمة. وعندما سأله صديقه ، كيف سيتدبر أمره عند العودة قال: أكيد سيعطونني نقودا، فهولاء في المعارضة جميعهم عملاء ويملكون أموالا طائلة ولا بأس ان أعطوني منها.
وصل مشروع المعارض الى العاصمة ، واستقبله الجميع بالترحاب، هذا يطعمه ، وذاك يشتري له البيرة التي يحبها ويبدو انه كان محروما منها. وما لبث أن بدأ يطلب النقود بحجة قلة ذات اليد، أحدهم أعطاه مرة واثنتين وثلاث، وازداد طمعه ومطالبته، فأخذ الجميع يضيق به وبتصرفاته، ولكن من أجل الحفاظ على كرامته التي أهدرها بطلب النقود ، سكت الجميع على مضض، وازدادت طلباته ، وأصبح يطلب العمل الدائم في مقر التجمع،، ولكن الجميع رفضوا طلبه، وبدأ ذاك الذي كان يعطيه النقود يحيله على آخر ، الا أن الآخر رفض اعطاءه أي مبلغ مما اضطره للحقد عليه.

أخذ يطالب بتوظيف شقيقته المدرسة في محافظتها، وغيرها من الطلبات المخزية، واستهوته تلك اللعبة، فالإقامة في العاصمة لها مذاق وطعم آخر. آكل ,وشرب ونوم. وضاق الجميع به مرة أخرى ، وأخذوا يتهامسون بينهم: طوله أكثر من 170 سم ووزنه أكثر من 80 كغ ، وعمره أكثر من خمس وثلاثون سنة. اذا مع كل هذه المواصفات لماذا لا يعمل، لماذا لا يحاول البحث عن عمل في أي مكان. وجوابه كان: الأمن يمنعني من العمل. ولكن طز في الأمن هناك أعمالا حرة تستطيع العمل بها يا بني؟؟
ما في حدا لا تندهي :
هذا الكائن الذي لا ينتج شيئا ، ويجد من الأسهل أن يعيش على حساب وجهد مضيفه . وعادة هذا النوع لا يسهم بشيء للأسرة ، أو البلد ، أو حتى الجنس البشري. ولكنه يحتال لكي يعيش بصورة حسنة رغم تمتعه بالصحة ، وعدم كبر سنه، ورغم كل ذلك لا يزعج نفسه بالقيام بأي شيء في الحياة لتحسين عيشه، والتوقف عن اهدار كرامته. وليحصل على دخل جيد ، أو يسهم بشيء ايجابي لأسرته وأخوته وأهله ومجتمعه .
اضافة الى تمتعه بالقدرة التامة ، ومع ذلك، يتظاهر أمام زملائه كشخص معوق ، أو عاجز عن الاستفادة من وضعه.
وتمر الأيام وهذا المعارض الوطني الأشوس الفريد في زمانه، والذي ، ستتحلق حوله الجموع الغفيرة ليقودها الى التحرر والديمقراطية. هذا المعارض، وبعد أن شعر أن الجميع بدأ يضيق بنضاله ، وبطلباته، عزم على العودة الى محافظته الساحلية، وإعادة الحذاء الى والده، والمعطف الى شقيقته، فطلب قرضا غير قابل للسداد ورحل في ليلة دون أن يودع أحد من الذين اهتموا به وأطعموه وأعطوه مصروف جيب.
وصل المعارض الوطني الكبير الى محافظته، فأقيمت له الحفلات ، ونُصبت أقواس النصر والزينة، وجرى له استقبال حافل لا يماثله الا الاستقبال الذي تعده الجماهير السورية للبطل المغوار السيد رفعت الأسد شريك الإمبراطور الروماني فيليب العربي، على اعتبار أن الاثنين ، أي فيليب ورفعت قد تناولا الطعام من نفس الصحن ونفس الملعقة (وفهمكم كفاية.)

نعود الى صديقنا المعارض،. أمضى الأ سبوع الأول من عودته من العاصمة في الاستقبالات الرسمية وغير الرسمية. ثم بدأ يفكر كيف يرد الجميل، لأفراد التجمع الذين استضافوه في العاصمة. ولم يجد أفضل من (طرقهم) بيان يعلن فيه انسحابه من التجمع لأن المردود الثقافي(النقودي) لم يكن كما توقع، كما أن الاتجاه السياسي(الاقامة) لم يكن مريح. لذلك يعلن انسحابه من التجمع. وليس من كل التجمع، فالمجموعة التي عطفت عليه لا زال يكن لها الود ولن ينسى المعروف(النقود) الذي قدمته له تلك المجموعة، وهو لم ينسحب بشكل نهاشي(الأمر قابل للتفاوض) ولكنه يمر حاليا بأزمة نفسية، أعانه لينين على الخروج منها.

يطالب الضعفاء في كل مكان وزمان بإشباع حاجاتهم ، فيسألون الأقرباء، والأصدقاء والأقوياء ، والدولة، وحتى الله اذا كانوا يؤمنون به .، ويبررون مطالبهم بحيث يبدو عدم تلبيتها شرا من الشرور ولا يحاولوا ابدا أن يسألوا أنفسهم عما اذا كانوا يتمتعون بجدارة كافية تؤهلهم للأفضل بهذه الطريقة. ولا يخطر في بالهم أن يكون وضعهم المأساوي عقابا طبيعيا على كسلهم وتهربهم من المسؤولية بطريقة ما ، ربما يخشون من أن يكتشفوا حقيقتهم ، كأن يواجهوا الحقيقة المادية بأن كسلهم يقودهم الى شل تطورهم ككائنات انسانية ، وإنهم فقط يعيشون كالنباتات ، التي تتجذر جامدة في بيئة نشيطة (التجمع) تستمد منها غذاءها ، وتعتمد، بصورة سلبية على شيء من الشمس التي توفر لها الضوء والدفء فيصابون تدريجيا بالضمور نتيجة لعدم استخدامهم ملكاتهم الانسانية. مما يؤدي في النهاية الى اهدار كرامتهم.



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلم سوري طويل---رسائل من تحت وفوق
- من يصدق الادارة الأمريكية بعد هذه الكذبة؟
- برزان التكسوري؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- افكار تقدمت بها (عدل) لمناقشتها ضمن التحالف المرتقب
- الدولاب الألماني---والكمبيوتر الأمريكي--وشنق كل وزراء الاعلا ...
- يبدو أن السلطات السورية لا تريد أن تتعظ من تجارب التاريخ،
- أسميته: (إعلان دمشق) ---فانتشوا طربا
- عار على سوريا ان تنتظر التقرير
- بعد اصلاح القضاء--الفساد في الجامعات-2-3
- بعد القضاء اصلاح الفساد في الجامعات 1-3
- قبل السريان لم يكن للعلوم العربية وجود--
- تعالوا ايها السنة نتقاسم !!!!!!!!!!!!!!!
- لماذا لم يتم دعوة ام عمري؟؟؟
- في يوم السلام العالمي =عدل=-التجمع العلماني الديمقراطي الليب ...
- من العهدة العمرية ----الى العهدة البعثية
- من الذي سيدخل الامريكان---وحقوق المواطن السوري المهدورة
- هل حان الوقت لتعتذر الحكومة من الشعب السوري. على مجمل ما فعل ...
- الارهاب الديني ---نص منذ 100 عام
- لنبدأ في الإعلان عن مؤتمر وطني داخل الوطن
- يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون -.


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلطان الرفاعي - معارض وطني --موديل 2005