أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - اطلاعات تقتل العراقيين وتعذبهم في عقر دارهم !















المزيد.....

اطلاعات تقتل العراقيين وتعذبهم في عقر دارهم !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1381 - 2005 / 11 / 17 - 12:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


فضيحة سجن الجادرية كانت علامة جديدة لفشل حكومة الجعفري في مقدرتها على إدارة دفة الحكم في العراق ، فهذا السجن الرهيب ، وما تمّ فيه من ممارسات تعذيب بشعة ، يذكر العالم بسجون صدام الساقط ، لا بل أنه قد فاق تلك السجون بخسة أساليب التعذيب القديمة ، الجديدة ، المتبعة فيه ، والتي وصل بعضها الى سلخ جلود المشتبه بهم من الموقوفين فيه من العراقيين ، تلك الأساليب القديمة التي شهدتها العصور الإسلامية الأولى ، وعلى طريقة الحاج بن يوسف الثقفي الذي كان يسلخ جلود الناس ، ثم يحشوها تبنا وقشا .
لقد استقدم صولاغ ، وزير داخلية الجعفري ، من أهله في إيران ضباطا في جهاز اطلاعات الإيراني ، كانوا قد تمرسوا بالقتل والتعذيب طويلا ، وذلك بغرض تعذيب وقتل أبناء العراق من أهل سنته ، مثلما نقلت ذلك وكالات الأنباء ، أو من غيرهم من العراقيين . والمعروف أن جهاز المخابرات الإيراني ( اطلاعات ) هو في حقيقته جهاز المخابرات الإيراني ، السافاك ، سابقا ، ذلك الجهاز الذي ورثته حكومة الولي الفقيه عن حكومة الشاه بكامل عدته وعدده ، فحين استولت الحكومة تلك على الحكم في إيران لم تقم بحل أغلب أجهزة الشاه العسكرية ، وأبقت على الأكثرية المطلقة من عناصر جهاز السافاك الذي حولت اسمه ، فيما بعد ، الى ( اطلاعات ) ، وحسب .
لقد قضى الكثيرون من وطنيي أبناء الشعب الإيراني المغلوب على أمره في أقبية، وسجون ذلك الجهاز الرهيب ، سواء أكان هذا في عهد حكومة الشاه ، أو في عهد حكومة الولي الفقيه . ولتمرسه عناصره بصنعة القتل والموت ، فقد هبّ جنود منهم نحو العراق ، بعد أن شكل هذا الجهاز نفسه الائتلاف العراقي الموحد ! وبعد أن نصب ابراهيم الجعفري رئيسا للوزارة في العراق ، ( والكلام هذا ليس لي ، إنما هو لأحد المسؤولين في الحكومة الإيرانية ) ، بعد ذاك شرع هؤلاء الجنود بتخطيط ، وتنفيذ بعض العمليات الغامضة التي راح ضحيتها قتلا المئات من العراقيين معصوبي العينين ، مكتوفي اليدين ، مرميين هنا وهناك ، وقد كان البعض منهم من خيرة كوادر العراق العلمية ، كالأطباء مثلا ، الذين قتل منهم للان أكثر من مئة وخمسين طبيبا ، وشرد منهم أكثر من ثلاثة آلاف طبيب آخر ، وهي نسبة تفوق بكثير عدد الأطباء العراقيين الذين قتلوا ، أو شردوا عهد المجرم صدام .
لقد تحدث أكثر من عراقي واحد عن سجن الجادرية الذي أقامته المخابرات الإيرانية، وتحت مظلة وزارة داخلية صولاغ ، كما نشرت أخباره بعض وسائل الإعلام العربية والعالمية هنا وهناك ، تلك الوسائل التي نقل من داخل السجن ذاك صورا بشعة للتعذيب الذي نال العراقيين فيه، كما أكدت تلك الأخبار ، ووسائل الإعلام هذه ، وبعيد أيام من تسلم ابراهيم الجعفري لمنصبه بعد الموافقة الايرانية على هذا التسلم ، أن هناك ضباطا إيرانيين يديرون عمليات التحقيق والتعذيب والقتل داخل ذلك السجن ، ولكن قوات الاحتلال الأمريكية ظل صامتة ، ومن دون ان تثير ردود فعلها هذه الأفعال الشنيعة ، مع أنها هي السلطة الحقيقية التي تتحكم بالعراق ، وليس حكومة الجعفري ، أو وزير داخليته صولاغ ، والدليل على ذلك هو ما قدمته تلك القوات من برهان ساطع على تحكمها هذا ‘ حين بادرت الى اقتحام السجن ذاك ، وإخراج السجناء المشتبه بهم منه ، وانقاذهم من موت محقق كان سينزل بهم ، مثلما نزل بالآخرين من قبلهم .
لقد شغل خبر التعذيب الذي مارسه الضباط الإيرانيون هؤلاء في سجن الجادرية من بغداد عاصمة العراق الكثير من وسائل الإعلام الأوربية والأمريكية ، وقد تصدر الخبر هذا النشرات الإخبارية لمحطات التلفزة السويدية صباح هذا اليوم التي تكتب به هذه الأحرف ، فقد نقلت المحطة التلفزيونية السويدية الرسمية الأولى الخبر بصيغة على شاكلة أن المظلوم صار ظالما ، لا يقل بشاعة في أفعاله عن أفعال المجرم صدام ، وذلك حين قالت ، وبعد استعراض اقتحام القوات الأمريكية لذاك السجن ، إن أغلب المعذبين كانوا من السنة العرب المشتبه بهم ، وإن من قام بتعذيبهم هم المسلمون الشيعة ! لكن تلك المحطة لم تتحدث عن سبب اقتحام القوات الأمريكية للسجن ذاك ، وفي هذا الوقت بذات ، مع أن هذا السجن كان معروف الوجود منذ أشهر انصرمت مثلما أسلفت . يضاف الى ذلك أن المجندة الأمريكية التي مثلت بالسجناء العراقيين في سجن أبو غريب ، قد حوكمت ، وسجنت سنوات عدة لممارستها التعذيب في ذاك السجن ، وبعد أن أعيدت الى أمريكا على إثر تفشي أخبار التعذيب في سجن ابو غريب . فعلام صمتت قوات الاحتلال عن جرائم ابن صولاغ في سجن الجادرية طوال هذه المدة ، ولم تقم برد يذكر ، مع أن تلك القوات هي الحاكم الفعلي للعراق الآن ؟
يبدو أن جوابا على سؤال كهذا ليس عسيرا على من يتابع الوضع السياسي في العراق بمثابرة مستمرة ، لقد تحدثت أنا في مقالات سابقة عن أن السياسة الأمريكية إزاء الأوضاع في العراق قد أصابها بعض التعديل ، وذلك حين سمحت الإدارة الأمريكية الى الطرف العربي والأوربي للعب دور في مسار العملية السياسة الجارية في ذلك البلد ، واكتشفت أنها قد راهنت على حصان خاسر من العراقيين الذين ارتضوا أن يتعاونوا معها في الظاهر ، لكن قلوبهم ظلت معلقة هناك في سماء طهران ، تلك المدينة التي ولدت فيها منظماتهم ، ولهذا السبب ، وبعد أن قزمت قوات الاحتلال البريطانية عملاء إيران من البرامكة الجدد في البصرة ، عادت اليوم لتقزمهم في بغداد هذه المرة ، فكانت البداية من سجن الجادرية ، ذلك السجن الذي مثل اقتحام قوات الاحتلال له أكبر ضربة توجه لحكومة الجعفري ، وعلى وجه الخصوص لوزير داخلية ، صولاغ ، ذلك الرجل الذي طالما نفخ بريشه كثيرا ، لكنه ما طار مرة واحدة أبدا ، وفي كل مواقع المسؤولية التي تسلمها سواء من إيران أم من قوات الاحتلال .
أما الجعفري فقد جاء رده بعد فضيحة سجن الجادرية تلك ، مثلما جرت عليه العادة من قبل ، ( سنقوم بتشكيل لجنة للتحقيق في ذلك ) والعراقيون يعرفون حق المعرفة كم لجنة من اللجان شكلها الجعفري على امتداد فترة حكمه القصيرة ، ولكن أيا من تلك اللجان لم يُسمع بها بعد الاعلان عن خبر تشكيلها .
إن العراقيين كانوا ينظرون لزوال حكم صدام الطاغية ، الجبان ، بعين ملها الصبر والانتظار ، وكانوا يحلمون بحكم يُحترم فيه القانون الذي على أساسه يجب أن يُعامل قيه الإنسان العراقي بقدر من الاحترام ، حتى لو كان مجرما ، وذلك من خلال محكمة عادلة تنزل به العقاب الذي يستحقه ، هذا بعد أن تثبت عليه التهمة عن طريق تحقيق عادل ، يبتعد عن الأساليب الهمجية التي تسود سجون البلدان المتخلفة ، تلك الأساليب التي يرغم بها المشتبه بهم على الإدلاء باعترافات توافق هوى الحاكمين .
كان المفترض بشرطة صولاغ أن لا تنزل الى مستوى العصابات الإرهابية ، وتشكل هي من بين صفوفها عصابات أخرى ، تقوم بقتل العراقيين وتعذيبهم خارج سلطة القانون والمحاكم ، كان المفترض أن لا تحول حكومة الجعفري بغداد ، تلك المدينة العراقية العرقية ، الى مقديشو ثانية ، مثلما وصفها أحد المراسلين الغربيين ! وعلى هذا يظل السؤال المشروع وهو : متى يعاقب ، ووفقا للقانون ، المسؤولين عن الجرائم التي أرتكبت بحق العراقيين من نزلاء سجن الجادرية ! ؟



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوندليزا في الموصل وسترو في البصرة !
- ما يجمع الجلبي بالطوشي !
- عملاء إيران والقائمة العراقية الوطنية 731 !
- أبو نؤاس في مصر 3
- أبو نؤاس في مصر 2
- أبو نؤاس في مصر 1
- محكمة الشعب !
- عصا علاوي !
- العشائر العراقية والحوزة الإيرانية !
- مظاهرة المخابرات الإيرانية في البصرة !
- فسوة صولاغ !
- في الجمهورية الخضراء الكشميري يطارد الحلفي !
- ما وراء الدستور !
- انتظروا نكبة البرامكة الجدد !
- دواقنة هذا الزمان !
- الجريمة والقرن الأفريقي !
- خطى في الجحيم !
- الحكمة من تشكيل الائتلاف العراقي الموحد -
- دستور مشلول لا ولن ينقذ بوش من الورطة !
- الصرخي علامة من علامات تخلف العراق في العهد الأمريكي !


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - اطلاعات تقتل العراقيين وتعذبهم في عقر دارهم !