أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - دفتر عاملة 22















المزيد.....

دفتر عاملة 22


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5086 - 2016 / 2 / 26 - 08:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لمحت العجوز اللفة اخيرا فى يد الصغير ..تحسست شفتاها المتشققتين ..رائحة لحم..صحيح هذا لحم ..هيا ايها الصغير اذهب واسرق لنا ذلك الكانون لناكل ..واسمع..اسمع جيدا ..ضع به كثيرا من الماء ..الماء يصبح شهيا واحضر لنا بعض الملح من ذلك الكوخ الاخر ..وفى ايدى الصبيه الاخريين هناك ستجد ما ناكله معها هيا ..هيا لا تضع قوة ذراعيك هباءا ..لا تنظر لها هكذا اسرع امك العجوز جائعة..نظرت لها"س" بغيظ كانت العجوز تضحك تعرف بانها تغضب عندما ينادى الصغير العجوز بامى تكاد تصرخ ولكنها تتماسك وتصمت ...
فى ذلك الصباح عادت "ر" لعادتها القديمة وحضر لطابقها فى موعدها بالامس سمع صراخها تعجبن هل صعدت لطابق الاداريين لكنها كانت تصرخ سمعوها تردد :اقوم بعملى منذ سنوات وتنعتوننى بالكسول من من صاحبات الطوابق السفلى تقوم بعملها افضل منى جميعهن كسولات ويتحصلن على مكأفاتهن بينما انا لا اخذ منكم شيئا ..لا اريد ان احصل على ما يحصلن عليه ..كن يعلمن ان لا احد يبالى منهم اذا تركت واحدة منهن طابقها من يبالى منهم بنا رددن فى ذهول ؟ كيف تصعد اليهمهل جنت ..قالت واحدة نعم ألم تلاحظوا بعدما رحلت "م" لم تعد لحالتها زاد جنونها العجوز جنت ..كانت المرة الاولى لهن منذ اشهر التى ياتى ذكر اسم "م" فيها ويمر الامر وكان شيئا لم يحدث نسوا انهن خذوا "م" وكانت الوحيدة التى تحصل لاجلهن على المكافاة وتقتسمها معهن ...كانت تفعل والان اصبحت "ر" تفعلها ايضا ..تعجبن لما تاتى الينا بالمكافاة لما لا تحضدها لنفسها فقط معروف ان طابق الادرايين لا يحب الصراخ يخاف ..يخاف ان يصل الصوت الى الطابق الاعلى ..ولكن "ر" لاتخشى وهن يعلمن وكذلك طابق الادرايين ...
كانت "ر" تجلس امام طابقها ولاتجاوب على سلام كان يخرج بالكاد على احداهن ..فى المساء عند النرجيلة فقط كان يمكنهم سماع صوتها لم تكن تبالى بينهن حينها ولاواحدة منهن جرؤت يوما على مقاطعتها ..قالت قبضوا على "ع" ليس لديهم سوى ابنائى يحصدونهم اولاحد تلو الاخر ...تلك هى المرة الاولى التى يخطأ فيها ولدى ولكن مرت اشهر طويلة قبل ان يحصل على مال ..نظرت لهن :كل ما استطاع احضاره لى هو عشرون جنيها كل هذا لاجل عشرون جنيها ...نظرن الى بعضهن وصمتن تناوبن على النرجيلة كانت رائحتها تخرج الى حيث الطابق الاول من عمارة "س" ...راقب صاحب الطابق الاول من نافذته الادخنة بينما كان هناك امام تلك الزاوية من يقذفون ببقايا سرنجات مستعملة ..تأفف صاحب الطابق العجوز واغلق نافذته بحث عن هاتفه ..تمتم احمد الرب ان اولادى قد رحلوا قبل ان يسكنوا فى هكذا مكان ...
جميعكن تعملن معها ..هكذا صرخ بوجههن كنا خائفات ..تافف نساء عجائزمسلكن تسلك مثل هذا المسلك ..حاولت "س" ان تتحدث فلم تستطع ..لم تبالى "ر" قالت هكذا افضل لم اعد استطيع رؤية ابنائى اتعلمن تمنيت ان ارحل او ان يرحلوا هم عنى الى الاعلى حيث اطمئن ان هكذا افضل لهم ويمكننى بعدها ان اهدأ قليلا ...كانت"س" ترتجف تفكر فى الصغير اكثر من اى شىء الان ..كانت تسمع صوت ذلك الحارس يتحدث على هاتفه الصغير لا يريد ان يسمع به احدا من رؤسائه كان يهمس "قبضنا على عجائز فى وضعا منكر ..نعم انهن هنا لدينا اسرع اسمع لا تخبر احدا بانك تعلم ..ولا تنسى هذا سبقا لك اريد حصتى ..نعم نعم مثلما اتفقنا ..
كانت ترتعد ..تفكر هل سيعرف يوما الصغير عن خزانتها ..لا لن يضيع تعبها هباءا ...كان عليها ان تفعل شىء تذكرت اصحاب السرنجات سيكون هذا صيدا اثمن منهن سيكن مجرد نكتة وسط الالسنة لكن الاخريين سيكونوا ترقيات اخبار ..نعم ..
عندما رحلن لم تنتظر منهن شكرا ..كانت "ر" صامتة رحلت دون كلمة ..وكان ذلك الصباح حينما حضرت مبكرا على غير عادتها ...لم تمكث فى طابقها طويلا بل اصبح دور الاداريين هو طابقها تمتمت "س" غير مصدقة تلك العجوز الماكرة سبقتها بواحدة ..فى تلك الليلة عادت لها"م" مبتسمة سألتها هل انت سعيدة لاننى عدت لرؤية الصغير ؟انت فقط يا امى من كنت تعلمين بشأنه ...انه يكبر لكن لا يحق له ان يعرف ابدا ...لولا الذى سرق خزانتى ورحل لكان هو وصاحب الطابق الاول وانا معا الان ..لما رحل ..لم يبقى لى من الطابق سوىا لعجوز لولا ما كان لما تركت ذلك العجوز اللعين يهنأ فى طابقه ..
عادت عين "م" للبكاء من جديد ..عادت"س" تضىء الانوار فى المساء وعاد الخوف من الظلام من جديد...
الصغير اختفى صرخت العجوز بوجهها سقطت "س" على الارض نظرت من حولها تبحث عنه وسط المدافن التى تحيط بها من كل جانب فلم تجده صرخت باسمه لم تسمع اجابة ..حاولت ان تنهض ببطء ..تعثرت قدماها فى الرمال والزلط الصغير سقطت على وجهها تمرمغ وجهها فى تراب القبور ..فتحت مزلاج بدرومها ببطء..استلقت "س" على سريرها المتهالك لم تضىء الانوار لم يعد الظلام يشكل فارقا فى تلك اللحظة معها انها تريد ان تختبىء ..لم تلمح راس الصغير تحت المنضدة كانت تعبث فى الظلام هل كان خائف مثلها ؟ نعم كان يرتجف لا يدرى ماذا يقول هذا الصباح عندما ترك العجوز لم يفكر فى ان يرحل عنها ولكن اولئك الصبيه جعلوه يركض خائفا لم يخبر احدا من قبل انه فعلها من قبل ..كان يحب "س" اخبره صديقه لما لا تاخذك معها ..ان كانت تحبك وتاتى الى هنا لاجلك ولاجل اطعامك وتحضر لك ملابس نريد مثلها ولكن لا احد ياتى لرؤيتنا مثلك ..كان الفتى الاخر يبصقعليه كلما ارتدى من تلك الملابسة ولكن فى ذلك اليوم صرخ به انها امك ..القت بك الى هنا ..من ابوك؟ من ابوك؟ هيا اخبرنا اسألوه معى من ابوك ؟ وضع الفتى يديه على اذنيه ركضوا من خلفه ..ابتعد ابتعد من قبل سار خلفها اراد ان يعرف هل لها ابناء اخريين لما تحبه وتحضر له الطعام ام انها تاتى للعجوز وليس له كما اخبرته العجوز ...لكنه لم يصدقها... وركض يتبع "س" كانت وحيدة ليس لها ابناء .لما هى وحيدة .تذكر صراخ الصبيه من ابوك ؟ كان خائف ماذا لو اضاءت الانوار الان وعرفت انه هنا ..هل ستطرده ولكن الى اين سيذهب لن يعود للعجوز من جديد اذا راته ستعيده للعجوز ...استدارت ارتعد كتم انفاسه هل ستضىء الغرفة تحسست بيدها المنضدة انصتت لثوانى هدأت وعادت للنوم من جديد ...لايدرى كم من الوقت ظل نائما متكورا تحت تلك المنضدة ولكن عندما استيقظ كان الصباح وكانت قد رحلت لم تشعر به ..اذا فعلت لما تركته نائم ...تذكر انه جائع تحرك ببطء اخرج راسه اولا وتتطلع الى الغرفة جيدا لم يرها بالامس كان الظلام يغطيها ..بدت قديمة ..كان قشر الحائط متساقط كانت رمادية ..ابتلع ريقه هل كانت العشه افضل من هنا على الاقل تمكن من رؤية السماء التى لن يراها هنا ..من ذلك الشق الصغير بالاعلى عرف انه الصباح وعندما يظلم يعرف ان المساء قد حل ...تناول فى سرعة بقايا طعام كانت موضوعه على المنضدة كان المزلاج يطمئنه ان لا احد يدخل الى هنا تسلى طوال اليوم فى سماع اصوات الصاعدين والهابطين على السلم تخيل من اشكال نعالهم التى انصت جيدا للاصواتها فتخيلها من يكونوا ؟ هل هم جيران "س" فى حياته لم يرى سوى زوار القبور كان يشعر بسعادة لانه استطاع الهرب تخيل وجوه الصبيه عندما يعلمون انه غادرهم الى الخارج ويشاهد ما لم يشاهدوا بينما هم لا يزالون هناك فى القبور...



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدوية 26
- اسفنجة
- بدوية 25
- دفتر عاملة 21
- بدوية 24
- بدوية 23
- بدوية 22
- دفتر عاملة 20
- بدوية 21
- بدوية 20
- دفتر عاملة 19
- بدوية 19
- من عالم اخر.مارجريت
- دفتر عاملة 18
- اوراق عاملة 3
- اوراق عاملة2
- المقعد
- دفتر عاملة 17
- اوراق عاملة
- دفتر عاملة 16


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - دفتر عاملة 22