أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا جرّح الإسلاميون بطرس غالى ؟















المزيد.....

لماذا جرّح الإسلاميون بطرس غالى ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5085 - 2016 / 2 / 25 - 12:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا جرّح الإسلاميون بطرس غالى؟
طلعت رضوان
لماذا فرح مبارك بعد (طرد) بطرس غالى من المنظمة العالمية؟
ولماذا اتفق موقف مبارك مع مواقف الإسلاميين؟
بعد أنْ تولى بطرس غالى منصب أمين عام الأمم المتحدة عام 1992، هاجمه الإسلاميون هجومـًـا عنيفــًـا لمجرد أنه (مسيحى) وبعد وفاته قالوا أنه لايجوز الترحم عليه ، لأنّ الرحمة لا تجور لغير المسلمين ، واستشهدوا بالآية113/التوبة.
لم يتعلــّـم الإسلاميون شيئــًـا من مواقفه فترة توليه منصب أمين عام الأمم المتحدة ، حيث كان له دور بارز فى حفظ السلام فى البوسنة والهرسك والصومال ورواندا. ولم يسألوا أنفسهم لماذا غضبتْ أميركا منه وانقلبتْ عليه ؟ ولماذا اعترضتْ وزارة الخارجية الأمريكية على الكثير من قراراته لصالح الشعوب العربية والأفريقية ؟ ولماذا استخدمتْ حق الفيتو فرفضتْ ترشحه للمرة الثانية عام96؟ ولماذا سخر منه مبارك وشمتَ فيه لأنه طـُـردَ من الأمم المتحدة؟ ولماذا قال له ((لقد نصحتك ألاّ تتحدى أمريكا. ولكنك لم تسمع الكلام. ولوكنتَ لطيفــًـا مع مادلين أولبرايت لأعيد انتخابك))؟ (فى انتظار بدر البدور- مذكرات- دار الشروق ) فلماذا أخذ مبارك موقف الإدارة الأمريكية ؟ ولماذا اتفقتْ آراؤه مع آراء الإسلاميين؟
وصل العداء الأصولى الإسلامى لشخص بطرس غالى لدرجة صدور عدة كتب (الوصف المُـهذّب لها أنها مليئة بشتى مُـفردات قاموس شتائمهم المُـستمـدّة من مرجعيتهم الدينية) منها كتاب (بطرس غالى : القديس الذئب - تأليف أبو إسلام أحمد عبدالله - بيت الحكمة للإعلام والنشر- إبريل1993) يرى المؤلف أنّ الدوائر الصهونية وراء تنصيب غالى لمنصب أمين الأمم المتحدة ، لأنه غير مُـقتنع بأنّ مصر((بلد إسلامى)) وأنه اهتم ((بالقارة الأفريقية لا العربية)) وهذا الكاتب الأصولى تجاهل وقائع التاريخ ، حيث أنّ د. غالى طرح فكرة (الولايات العربية المتحدة) فى دراسة شهيرة نشرتها مجلة الهلال أوائل السبعينيات . ولأنّ غالى ((ضد العروبة)) كما ذكر المؤلف (وهذا غير صحيح بدليل دراسته فى مجلة الهلال وكتاباته العديدة فى مجلة السياسة الدولية.. إلخ) ورغم كل ذلك كتب الكاتب الإسلامى ((تحمّـس له المجتمع الصليبى الدولى)) ونصّـبوه ((أمينــًـا عامًـا للأمم المتحدة الأمريكية الصهيونية)) وأنه استجاب لمطالب ((الزناة الأنجاس خاصة لو الضحايا من المسلمات البوسنيات)) كتب هذا رغم أنّ غالى دافع عن شعب البوسنة. ثم تناقض الكاتب الإسلامى مع نفسه حيث كتب ((ولأنّ بطرس قبل أنْ يكون أمينــًـا عامًـا للنظام الصهيونى الدولى ، كان قد ركــّـز على عدم استخدام القوة العسكرية كأداة لتسوية المشكلات الدولية. فقد دافع دائمًـا عن عدم اللجوء للقوة ، وتجنب المواجهة العسكرية. والتركيز على التسوية السلمية للمنازعات. وأقصى مادافع عنه من أدوات القوة ، كان اللجوء إلى الضغوط الاقتصادية والسياسية فى مواجهة النظام العنصرى فى جنوب أفريقيا)) (ص8) ثم اعترف بأنّ غالى قبل أنْ يكون أمينــًـا عامًـا ((للنظام الصهيونى الدولى، كان مع السعى الجدى ليكون الوفاق الجديد لصالح دول العالم الثالث. وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى)) (ص9)
وفى الفصل الثانى اختار المؤلف عنوان (سجل الخيانات : من الجد إلى الحفيد) وفيه تجريح لشخص غالى لمجرد أنه تزوّج من (ماريا ليا نادلر) التى تنتمى لأسرة يهودية. وانتقد غالى لأنه نصح السادات بعدم قطع علاقاته ((مع الزعيم الشيوعى الصليبى منجستو هيلا مريام ، بعد سقوط الامبراطور الصليبى الدموى هايلاسلاسى عام74)) فهل عدم قطع العلاقات مع دولة أفريقية يستوجب كل ذلك التوبيخ ؟ أليستْ الأنظمة تزول وتبقى الشعوب ؟ ثم تناقض الكاتب الأصولى مع نفسه عندما اعترف بأنّ د. غالى ((عقد اتفاقات وبروتوكولات للتعاون مع العديد من الأحزاب الأفريقية ، مثلما تـمّ مع أفريقيا الوسطى وأنجولا وزائير. وسيراليون وأثيوبيا وأوغندا. وكان صاحب فكرة إنشاء صندوق لمساعدة الدول الأفريقية. وصاحب فكرة إنشاء تجمع حوض النيل لربط مصر بها وأخذ اسم (أندوجو) وأسّـس لجنة الفلاحين الأفارقة (فبراير85) وأصبحتْ اتحاد الأفارقة عام88. وبذل جهدًا كبيرًا فى تنشيط التعاون المصرى الأفريقى . وأعاد الجسور بين الكنيسة المصرية والكنائس الأفريقية (ص25، 26) ولكن هذا الجهد الذى بذله د. غالى فسّـره المؤلف الإسلامى على أنه بهدف (التنصير) ودأب على ((زرع القلاع الكنسية فى بلاد المسلمين . فهو صليبى مُــتعصب يكره الإسلام والمسلمين))
وفى فصل بعنوان (هل بطرس ماسونى ؟) انتهى فيه إلى أنّ د. غالى كان يسعى لإنشاء (حكومة عالمية) تجمع ثلاث مدارس : أوروبية ، أنجلو ساكسونية ، إسلامية. بينما كان هدفه ((محاربة المسلمين أو قتلهم أو معاملتهم كطبقة ثانية)) ولذلك فإنّ حكومة بطرس ((حملتْ كل مواصفات الحكومة العالمية الماسونية اللادينية التى تزول فيها الفوارق بين الشعوب والأجناس والمذاهب)) وأنّ بطرس استشهد بكلام الفيلسوف إيمانويل كانت (الملحد) لمجرد أنه كتب ((إنّ الظروف التى أرغمتْ الرجل الفطرى على حياة اجتماعية ذات قوانين ، هى نفسها التى ستحمل الأمم على التماس الحياة فى ظل دستور عام يخضع الجميع لأحكامه وهو نظام جمهورى ديمقراطى . ولا تستطيع أية حكومة أنْ تــُـعلن الحرب ما لم تحصل على موافقة الشعب)) (من ص45- 54) فما العيب فى كلام الفيلسوف كانت ؟ الذى تمنى السعادة للبشر فى ظل تلك الحكومة العالمية الديمقراطية ؟ ولماذا وصفه بالملحد ؟ ولماذا وصف د. غالى بالماسونية ؟ ولماذا تجاهل أنّ بعض الشخصيات المهمة فى العالم العربى كانوا أعضاءً فى المحافل الماسونية ؟ وتمتعوا بالمزايا الممنوحة لهم ، وكان من بينهم جمال الدين الأفغانى والشيخ محمد عبده والأمير عبد القادرالجزائرى (الجمعيات السرية فى العالم - د. عبد الوهاب المسيرى- كتاب الهلال - نوفمبر93- من ص99- 103) ولأنّ المؤلف الإسلامى تجاهل وقائع التاريخ ، لذلك ركــّـز فى كتابه على أنّ ((الصليبية الحديثة)) هى التى أجلسته على كرسى أمين عام الأمم المتحدة المقر الرسمى للصهيونية الماسونية الصليبية الأمريكية. ولم يسأل نفسه : لماذا وقفتْ أميركا ضده؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تابع المزامير العبرية
- التوجه الأيديولوجى فى المزامير العبرية
- من يمتك مفتاح الفهم الصحيح للإسلام ؟
- كيف اخترقت الأصولية التعليم الجامعى
- متوالية العداء بين الفلسطينيين وبنى إسرائيل
- الرب العبرى مُخلّص إسرائيل
- ما سر ازدواجية شخصية الحجاج ؟
- جذور طقوس الزار
- الميول السياسية واجهاض الموضوعية
- عجائب أنبياء بنى إسرائيل الخارقة
- هل البخارى (ألّف) الأحاديث ؟
- رد على الأستاذ سلام صادق بلو
- لماذا ينخدع شعبنا بالأحزاب الظلامية ؟
- ما مغزى تهمة ازدراء الأديان ؟
- لماذا غضب إله إسرائيل على سليمان؟
- متضامن مع الأستاذ على محمود ورفاقه
- كيف تكون النبوة بالوراثة ؟
- هل يمكن التخلص من التعصب الدينى والمذهبى؟
- ما سر عداء داود للفلسطينين ؟
- لماذا ينتفض شعبنا وينام ؟


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا جرّح الإسلاميون بطرس غالى ؟