أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العزيز الغازي الفطواكي - افكار وتساؤلات للنقاش حول الاعتقال السياسي بالمغرب : سبل المواجهة ومهام المناضلين















المزيد.....


افكار وتساؤلات للنقاش حول الاعتقال السياسي بالمغرب : سبل المواجهة ومهام المناضلين


عبد العزيز الغازي الفطواكي

الحوار المتمدن-العدد: 5084 - 2016 / 2 / 24 - 16:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظمت حركة 20 فبراير ببني ملال في اطار برنامج الدكرى الخامسة لانطلاقتها ندوة وطنية سياسية حول الاعتقال السياسي بالمغرب سبل المواجهة ومهام المناضلين يوم 14 فبراير 2016 وشرفنا الرفاق في الحركة بتاطير الندوة بالمساهمة بمداخلة في الموضوع الى جانب الرفيق العربي الجدي المعتقل السياسي السابق من تجربة موقع مراكش للاتحاد الوطني لطلبة المغرب . وتعميما للفائدة ومن اجل نقاش رفاقي وهادئ حول قضية الاعتقال وسبل المواجهة واملا فيصياغة مهام وخطط نضال تشكل مقومات فعل مركزي وموحد للنضال ضد القمع الاسود ومن اجل حرية المعتقلين ننشر نص المداخلة دون اية مراجعة او اعادة صياغة لتتواءم وشروك الكتابة اعتبارا لكونها كانت دات طابع شفاهي يتحضر نوعية الحضور ومكنزمات الخطاب المباشر والشفاهي .
افكار وتساؤلات للنقاش حول
الاعتقال السياسي بالمغرب : سبل المواجهة ومهام المناضلين
الرفاق والرفيقات
سعيد ان اكون بينكم واللقاء معكم وسعيد بتشريفي وبالثقة الغالية التي وضعتم في شخصي المتواضع في ان اقاسمك بعض شدرات الافكار حول قضية الاعتقال السياسي بالمغرب .
وقبل كل بداية ننوه بكل قوة بالرفاق في حركة 20 فبراير ببني ملال وللدقة ببني من مل . على اختيار قضية الاعتقال السياسي بالمغرب ليكون موضوعا بوهما يوميا للتفكير والمطارحة الفكرية السياسية لتعميق الوعي بها وبمستلزمات النضال من اجل حرية المعتقلين السياسيين خاصة في هدا الظرف الدقيق من تاريخ شعبنا ومسيرته الثورية الضاربة في اعماق التاريخ بمدها وجزرها بعنفوانها وخفوتها بتقدمها وانتكاسها بما هي جدلية / ديالكتيك يحكم حركة لتاريخ والمجتمعات .
ظرف سمته الاساسية وخاصيته النوعية تفجر تناقضات المجتمع الفئوية والطبقية وما افرزته من حركة احتجاج ومقاومة لمخططات النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي من جهة ومن جهة معادية ومقابلة تنامي حملات القمع وتواصلها لترقى الى عمل منهجي منظم ومحكم لكل اشكال الاحتجاج والمقاومة الشعبية القطاعية والمناطقية الطبقية والفئوية والتي جاءت حصيلتها ثقيلة في ظرف قياسي حيث قدمت جماهير شعبنا من انطلاق انتفاضة / حركة 20 فبراري المجيدة في 20 فبراير 2011 الى الان عشرات الشهداء يتقدمهم الشهيد والاستشهادي البطل مصطفى المزياني احمد بن عمار الحساني نورالدين عبد الوهاب كريم الشايب نبيل الزوهري ومئات المعتقلين السياسيين وقرون من احكام السجن والاعتقال تراوحت بين 15 سنة لمناضلي النهج الديمقراطي القاعدي بفاس و12 سنة لمناضلي حركة 20 فبراير ببني بوعياش ولا تزال محاكم النظام تفصل سنوات التغييب والطمر في القبور الاسمنتية العلنية والسرية الممتدة من سواحل البوغاز الى حدود موريطانيا . ومن هنا اهمية وملحاحية الموضوع .
الحضور المناضل
اننا ونحن نطارح قضية الاعتقال السياسي وتاكيدنا من البداية على كونها قضية طبقية يعني فيما يعنيه انا نعتبر الامر جزءا من مهام يومية وفي قلب الكفاح اليومي وليس من باب الموضوعات التي يشتغل عليها الفكر المخنث الصادر عن عقلية وفكر اشباه المثقفين الدين يجيدون سبعة السن كما قال عنهم شاعرنا الكبير رضوان افندي . او نقاربه من باب المبارزة الفكرية نشحد فيها ما راكمناه من معارف وافكار ومفاهيم انتجتها البشرية في صراعها من اجل التقدم والسيطرة على الطبيعة ومكوناتها الحية والخامة
نقاربه من موقع الالتزام مع الكادحين لانه موقعنا وبالاستناد على فكرها ورؤيتها للعالم لاننا جزءا منها ومن موقع المجابهة لانها شرط موضوعي فرضته حركة الصراع وما دونها الاستسلام والقبول بالامر الواقع مهما كانت المبررات والدرائع . بهده الرؤية والقناعة نتساءل معكم ومن خلالكم عن الحيز والمكانة التي يشغلها النضال والتعاطي مع الاعتقال السياسي في كفاحنا اليومي .
ونتساءل عن ماهي المتطلبات التي تفرضها المجابهة ضد الاعتقال والقمع المنهجي ؟ ونتساؤل عن اليات ومقومات النضال من اجل فرض حرية المعتقلين السياسيين ؟
اسئلة نامل ان يكون لقاءنا مناسبة لصياغتها في مهام بما هي نفسها مهام عملية اكثر منها اسئلة لتشغيل ملكات الفكر الثوري وان يكون اللقاء مناسبة لصياغة جملة من الخطوات المنهاجية لتنظيم الكفاح ضد بطش النظام ومخططاته والانتقال من وضع المجابهة الى موقع الهجوم المنظم لاكتساب جدارة الحياة والانتساب لحركة الجماهير وخط الجماهير وبرنامج الجماهير ومصالحها العليا .
الرفاق والرفيقات الحضور المناضل
ونحن نسعى لصياغة المهام / الاجوبة على الأسئلة الحارقة والقضايا الملحة التي يفرزها جدل النضال والقمع بخصوص الاعتقال السياسي اول ما ينتصب امامنا هو سؤال ماهية الاعتقال السياسي والجواب عليه شرطا اساسيا في تقديرنا المتواضع لعلمية وواقعية صياغة المهام وتحديد المتطلبات وسبل المواجهة والمبادرة فوضوح الرؤية ومبدئيتها شرط نجاح وتحقق المهام لانها تتطابق وحركة التاريخ وقوانينه .
فما هو الاعتقال السياسي ولمادا التشديد انه قضية طبقية ؟
بكل اختصار شديد وبتوصيف وتحديد دقيق نقول :
الاعتقال السياسي هو اولا واخيرا تغييب وتحييد وتجميد وشل لفعل المناضلين في اوساط قوى التغيير في المجتمعات الطبقية انه اخراج لمقاتلين مجربين ومجهزين ومدربين وعالمين بخفايا وفنون القتال والتكتيكات والاستراتيجيات من ساحة القتال والمجابة وتجريد الجيش من تجريدته المتقدمة والواعية الطليعية , الدي يقود يقود حربا ضروس ضد قوى العدوان الطامحة والساعية الى فرض السيطرة والهيمنة او ضمان وادامة استمرارها .
الاعتقال السياسي يهدا المعنى ليس عقابا للمناضل وفقط وان كان كدلك لان الضريبة يؤديها المناضلين الانسان من عمره ونفسيته وفكره ومن كل جوانب ومكونات الشخصية الانسانية فهو أي الاعتقال السياسي بالدرجة الاولى استهداف لعقل ولبوصلة ولوعي الجماهير الكادحة والمستغلة والمضطهدة انه استهداف لنخبة جيشها الثوري المقاتل في الصفوف الاولى على جبهة النار ومرشدها في مسالك الصراع والمقاومة والمواجهة .
انه استهداف بالدرجة الاولى للاثار المزلزل الدي يحدثه فعل المناضلين في تدريب وتربية الجماهير الكادحة وتثقيفها وتصويب رؤيتها في مسيرة الصراع الطبقي
والاعتقال السياسي بالمعنى اعلاه بما هو حركة واقعية و اهداف واضحة تجري في ميدان الصراع الطبقي الجاري بقلب المجتمع هو انعكاس لطبيعة النظام الاقتصادي / الاجتماعي السياسي السائد في بلدنا انه الشكل الواقعي الدي يمارس به النظام طبيعته ويعكسها في الواقع السياسي لدلك نشدد على ان الاعتقال السياسي هو سمة ملازمة ومرتبط بطبيعة النظام ببلادنا بل هو في صلب الطبيعة الطبقية للنظام وفي القلب منها
انه بهدا كواقع مادي معاش وبهدا المعنى والفهم محصلة ونتيجة استفحال التناقضات الاجتماعية الطبقية بقلب النظام وفي جوفه والتي تحكم بنيته الطبقية تناقضات تحددها في الاول والاخير المواقع الطبقية التي تحتلها الطبقات الاجتماعية في عملية الانتاج وتنظيم عملية الانتاج والتبادل وتجددها بشكل مستمر :
تناقضات طبقية وتناقض المواقع في عملية الانتاج وتنظيم الانتاج وتجديد وديمومة علاقات الانتاج تتولد عنها موضوعيا تناقض في المصالح الطبقية والطموحات الطبقية وصراع ضاري من اجل تحقيق المضالح والطموحات صراع يسير عكسيا وبشكل متنافض
حيث تتحدث طبيعة كل اتجاه بناء على الموقع في عملية الانتاج وتنظيمه وتجديده :
فالطبقات المستغلة ( بفتح الغاء ) والمنتجة في المجتمعات الطبقية دات الطبيعة الراسمالية أي الطبقات التي تحتل الموقع الاساسي في عملية الانتاج أي العمال والفلاحين بدون ارض والفقراء والصغار وشرائح واسعة من من جماهير البورجوازية الصغري وخاصة في القطاعات الخدماتية والتي لا تملك وسائل االانتاج وبالتالي تعرض قدراتها وقواها العقلية والجسمانية للبيع بما هي سلعة لفائدة الراسمال والبورجوازية الكبرى وكبار الملاك واغتياء الفلاحين وجهاز دولتهما القمعي لتوظيفها واستغلالها في انتاج فائض القيمة والغني في الوقت الدي يتجمع الفقر والكدح والحرمان في اوساط الطبقات المستغلة
فين حين وعلى النقيض من دلك تسعى الطبقات المالكة لوسائل الانتاج والساهرة على تنظيم علمية الانتاج وتبادل المنتوجات والخيرات الى استغلال الجماهير المستغلة وقوة عملها اقصى درجات الاستغلال لتنمية فائض القيمة والارباح وتنمية الراسمال في اطار دورته الطبيعية الموضوعية
لان بين المسارات والموقعين والاتجاهين تناقض وتناحر فمن الطببعي ان تتولد عنه مقاومة للطبقات الشعبية المستغلة لظروف الاستغلال من اجل تحسينها وهو مسار يقود موضوعيا ـ لان حركة التاريح وقوانينه تفضي الى دلك ـ الى مقاومة شروط الاستغلال لتحقيق المصالحة بين الطابع الاجتماعي للانتاج كي يتطابق وتنسجم مع علاقات التبادل والملكية كي تكتسب الطابع الاجتماعي والجماعي ويصبح الانتاج بما ضرورة اجتماعية وعملية اجتماعية في خدمة متطلبات وجيات المجتمع ومكوناته ومن هنا صياغة قانون من "كل حسب عمله " و" كل حسب حاجته " بما هما قانونان يحكمان النظام والمجتمعات الاشتراكية والشيوعية
في حين تسعى وبشكل موضوعي الطبقات المستغلة والمالكة لوسائل الانتاج الحفاظ على علاقات الانتاج السائدة وتحميها بكل الوسائل وفي مقدمتها جهاز الدولة القمعي بكل اشكاله والياته وادواته بهدف تابيدها والقضاء على كل اشكال المقاومة والمقوضة لهده الاستمرارية والديمومة , في هدا السياق ياتي الاعتقال السياسي بما هو الية من اليات خدمة السيطرة الطبقية واستمرارها وديموتها وتعطيل حركة الصراع الموضوعي الجاري بقلب المجتمع وتاخير حركة التحول أي الثورات الشعبية .
ادا بهدا التحديد والتشخيص الطبقي المادي التاريخي لقضية الاعتقال السياسي يتضح المعنى والرؤية الثورية للاعتقال السياسي ولمادا التشديد على انه قصية طبقية وجزءا من الطبيعة الطبقية للنظام وهو تعريف وتدقيق يقطع مع الاوهام الاصلاحية والتحريفية للبورجوازي الصغرى التي لا ترى في الاعتقال الا ظاهرة تظهر وتختفي وكانها التعلب الدي مثل دور البطل في رواية الفقيد احمد زفزاف
بهدا التعريف والتحديد والتدقيق نجد انفسنا امام عاملان اساسيات محددان للاعتقال السياسي ومتحكان في مسار تطوره أي تناميه وتضخمه او تراجعه :
المحدد الاول انقسام المجتمع الطبقي الى طبقات متناقضة المصالح والمواقع في عملية الانتاج والتبادل وتنطيم عملية الانتاج
المحدد الثاني احتداد الصراع بين طبقات المجتمع وقدرة او عجز الطبقات الحاكمة والمسيطرة على استيعاب التناقضات والصراعات الطبقية وتدبيرها بما يضمن استمرار نظامها .
لدلك نشدد على ان تنامي الاعتقال السياسي والقمع الممنهج هو تعبير عن استعصاء التناقضات الاجتماعية الطبقية وعجز الطبقات المستغلة ونظامها على استيعاب التناقضات والصراع الدي تولده, عجز ناتج عن عدم القدرة على تحقيق الحد الادنى من متطلبات الجماهير المستغلة التي تخوض حرب الوجود من اجل الحفاظ على الحد الادنى من شروط العيش .
في تجربة ومسيرة الاعتقال السياسي بالمغرب
وفي ضوء دلك يقودنا الحديث والنقاش الى التعريج على تجربة الاعتقال السياسي بالمغرب من الاستقلال الشكلي الى الان لتكوين صورة دقيقة ورؤية علمية تنصب على الخاصية المميزة لكل تجربة من تجارب الاعتقال لكون كل تجربة لها خلفاتها وابعادها ووظيفتها .
ومعكم نتساؤل عن خصائص ومميزات مسيرة الاعتقال السياسي بالمغرب من زاوية ومن موقع رؤية الطبقات الكادحة والمستغلة وعلى راسها الطبقة العاملة المغربية وحلفاءها مسيرة مقاومة وتصحيات وعطاء متواصل وسلسلة التراكمات التي تشكل مقدمة للتحول النوعي القادم حتما .
ومن زاوية كونه واقعا معاشا هو تاريخ لمسيرة ومنهجية القمع والبطش والتنكيل بجماهير شعبنا ومناضليه الاوفياء والمخلصين التي شكل ثابت في علاقة النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي مع شعبنا وجماهيره الكادحة وقواه الثورية والمناضلة .
ونحن ننفد ونعمق النظر في المسيرة المدكورة والبحث في جوهرها وفي الخلفيات المتحكمة في انتاج كل تجربة يقودنا التحليل والتقييم الى الاستناج بوجود ثلاثة تقسيمات نوعية لتجارب الاعتقال السياسي بالمغرب .
الاعتقال السياسي كالية وتدبير استباقي من طرف النظام لضرب قوى الثورة وادواتها مهما كانت طبيعتها حتى وان لم تتجاوز سقف الاصلاح
الاعتقال السياسي كالية تامرية لخلق شروط تمرير مخططات داب ابعاد متنوعة ومتعددة
في الحالة الاولى تندرج تجربتين عرفهما المغرب المعاصر وارتبطت بالدرجة الاولى بالمكون الراديكالي داخل الاتحاد الوطني للقوات الشعبية سواء تعلق الامر بتجربة ما سمي بمؤامرة 1963 وملحقاتها قضية شيخ العرب في 1964 وتجربة الشهيد محمود بنونة مع ما عرف بحركة 3 مارس 1963
وهو الاعتقال والتجربة التي وظف فيها الاعتقال السياسي كالية استباقية لضرب ادوات المقاومة الشعبية وقواها وارباكها وتشتيتها بما يعمق التناقضات داخلها في سيرورة المعالجة لمخلفات الضربة الاستباقية وهي تجربة اعتمد اسلوب الاختراق المخابراتي لاعلى مستويات القيادة وتوجيه الموالين داخل القيادات لصياغة قرارات ورؤى وبرامج تشكل صك ادانة يوظفها النظام ضد المناضلين وهي العملية التي تمت سواء في 1963 او في ما عرف بحركة 3 مارس مع المدعو الميد .
الاعتقال السياسي كالية للسيطرة على الاوضاع المتفجرة ومحصلة انفجار التناقضات الطبقية
وهو الاعتقالات التي تتم في خضم المواجهات والانتفاضات وفي الغالب ما نجد هؤلاء المعتقلين من غير المنتمين سياسيا او فكريا بل والادهى من دلك يحرص النظام على اعتقال اصحاب السوابق والمهمشين والعاطلين ب الاحياء والوافدين على المدن من الارياف لاسقاط المشروعية الاخلاقية عن الانتفاضة وتجريمها . هدا ما حصل في انتفاضة دجنبر1990 بفاس واحياء طنجة
وانتفاضة يناير 84 وانتفاضة مارس 63 وفي سياقها يكون الاعتقال شاملا وممتدا لمناضلي التيارات والقوى المعارضة اليسارية
الاعتقال السياسي كالية تامرية لخلق ارضية تمرير مخططات طبقية متعددة الابعاد والاهداف
في هدا الاطار تندرج اعتقالات الحركة الماركسية اللينينية في السبعينات ومعتقلي النهج الديمقراطي القاعدي بفاس فيما يعرف بمؤامرة 24 ابريل 2014
في المتطلبات والمهام النضالية في مواجهة القمع والاعتقال السياسي ومن اجل حرية المعتقلين السياسيين
ان تقييم واسقراء مسار تجربة الاعتقال السياسي بالمغرب والتاكيد ان الاعتقال السياسي يرتبط وجودا وعلة وسببا بانقسام المجتمعات الى طبقات متناقضة المصالح والمواقع في عملية الانتاج بما هي الاساس المادي لجميع المجتمعات البشرية مند فجر التاريخ من المشاعية الى الشيوعية وارتباط تناميه وتضخمه او خفوته وتراجعه يرتبط وجودا وعلة بتنامي واحتداد الصراعات الطبقية داخل المجتمع الطبقي يقودنا الى خلاصة وحقيقة ان المعتقلين السياسيين هم اسرى حرب طبقية يخوضها شعبنا وطبقاته الكادحة والمستغلة
لان كل حرب بالتعريف اللينيني وقبله منظري الاستراتيجيات والتكتيكات العسكرية هي استمرار للسياسة باشكال اخرى أي بالعنف
والاعتقال السياسي هو الشكل الواقعي الدي به يمارس النظام المغربي وتحالف الكومبردور وكبار الملاك العقاريين والاوليغارشية المالية عمله السياسي المباشر باساليب اخرى وهي العنف الرجعي المنهجي والمنظم وهو واحدة من اليات العنف التي يمارسها ويتفنن في ممارسته في مواجهة الطبقات الكادحة المستغلة والتي تنوعت وتعددت اقصاها التقتيل والاعدامات بالجملة في الشوارع والازقة والارياف كما وقع في الانتفاضات الشعبية التي عرفها المغرب من انتفاضة الريف الى انتفاضة الشليحات وصفرو سيدي يوسف بن علي بمراكش ويتوسطهما العنف الجسدي كما حصل اخيرا لانتفاضة الاساتدة المتدربين والحركة الطلابية بمواقع الانتفاض
ان تشديدنا على اعتبار المعتقلين السياسيين اسرى الحرب الطبقية يستتبع فهما ورؤية مطابقة لمتطلبات ومستلزمات النضال ضد القمع والاضطهاد والاعتقال ومن اجل حرية المعتقلين
ومعكم نتساؤل عن الاليات التي بالاستناد عليها يمكن صياغة المهام العملية بما هي الجواب على المتطلبات والمستلزمات وسبل المواجهة ؟
وفي سياق تجدير وتصويب ملكات التفكير والنقاش وتصويب الرؤية نثير بعض الافكار الاولية في هدا الباب ونراهن عليكم رفاقي رفاقي في نقاشها لانضاجها بما يحولها الى قناعة عامة لعموم المناضلين بمختلف انتماءاتهم التنظيمية وتنوع مشاربهم الفكرية السياسية يوحدها القاسم المشترك النضال ضد القمع والاضطهاد والنضال من اجل الحياة الافضل لشعبنا ويجمعها الانتماء لطبقات الشعب المستغلة والكادحة وتوحدها القناعة والايمان المطلق بحتمية التغيير نحو عالم ومجتمع تسوده الحرية والعدالة الاجتماعية وانسانية الانسان ومحو لكل اشكال الاستغلال والاضطهاد والتمييز الطبقي او الجنسي . والثقة في قدرات جماهيرنا الشعبية على صنع التاريخ وبحتمية نصرها وانتصارها وهي الوصية الاساس للشهيد مصطفى المزياتي قبل ان يرحل الى الخلود في التاريخ وداكرة الاجيال التي تعيش وستعيش في هدا الوطن العزيز والغالي .
الحرب الطبقية سلسلة من المعارك وجدلية الحرب تكون محصلتها الموضوعية انتصار في
معارك وفشل في اخرى وتساوي في البعض منها
المتطلب او الشرط الاول الاقتناع والايمان بحتمية الانتصار في حربنا الطبقية ضد النظام ومكوناته وحلفاءه
ان نكون اشد الاقتناع والايمان ان الطبقات المستغلة ونظامها السائد ببلادنا محتم ان هزيمته في الحرب الطبقية مسالة وقت لانها يسير ضد قوانين التاريخ والطبيعة في حين اننا نسير في اتجاه التاريخ ومشكلتنا كيف نستوعب قوانين الحركة الموضوعية للتاريخ بما يوفر لها شروط النمو والفعل المدمر لبنية المجتمع
المتطلب الثاني : الاعداد الشامل لخوض الحرب الطبقية الشاملة ضد النظام السائد
ـ من حيث بناء جيش الثورة أي الطبقات الشعبية الكادحة والمستغلة وفي مقدمتها الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والصغار والشرايح الواسعة الدنيا من جماهير البورجوازية الصغرى بمختلف قطاعات الانتاج الصغير والحرفي والوظيفي بناء على تشخيص دقيق لنسب القوى الطبقية ودرجة استعدادها ومزاجها العام وتحديد دقيق لحجم التناقضات واليات تدبيرها
من حيث تحديد اهداف واضحة ودقيقة تشكل اجابة على حركة الواقع الموضوعية وتساير حركة التاريخ لان الجماهير لا يمكنها تحقيق الا الاهداف التي تتوفر لها قاعدة موضوعية للتحقق والتكتيك والعمل الثوري هو تحويل الامكانية الى حقيقة ملموسة .
ـ من حيث بناء عقيدة قتالية أي الخط الفكري والسياسي لقيادة وتوجيه الحرب الطبقية الشاملة ضد النظام السائد .
المتطلب الثالث الاعداد الجيد للمعارك الطبقية
بما ان الحرب الطبقية الشاملة هي سلسلة مترابطة من المعارك فالواجب يقتضي الاعداد الجيد لكل معركة وتحديد التكتيك المناسب وتعدادها وتنويعها حسب مسار كل معركة طبقية بما يقدم الاجابة على ما تفرزه هده المعركة او تلك وتحديد اهداف دقيقة لكل معركة وتوفير كل مقومات الانتصار فيها
انها قواعد وقوانين عامة واولية نعتبرها شرطا اساسيا في نضالنا من اجل حرية المعتقلين السياسيين بالمغرب ومقاومة القمع .
ونتساؤل معكم ونساؤلكم رفاقي رفيقاتي في ضوء كل ما سبق وبالاستناد على هده الرؤية عن اية مهام نضعها ونقترحها وتفرضها المرحلة في قضية الاعتقال السياسي بالمغرب وحرية المعتقلين السياسيين ومواجهة القمع الاسود
اولا :
النضال وخوض معركة الصراع من اجل تحرير وحرية المعتقلين هي معركة جزئية واساسية مقارنة بحجم المعارك مترابطة ضمن سلسلة المعارك الطبقية الشاملة في مواجهة النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي وان من بين مهامنا الاساس في هدا الباب هو تامين الانتصار في معركة تحرير للمعتقلين السياسيين,
وهدا يقتضي :
1 / خوض حملة منظمة اعلامية وسياسية للتعريف بالمعتقلين السياسيين بالمغرب وابراز هوياتهم السياسية وخلفيات اعتقالهم سعيا وراء جعل مهمة ومطلب حريتهم شانا شعبيا وجماهيريا .
2 / استثمار لمصادر القوة والامكانيات المتاحة التي يفرضها ويسمح بها الشرط الداتي لقوى النضال ووضعها و بصياغة عمل وتكتيكات دقيقة ومؤثرة تستثمر تناقضات النظام مع حلفاءه في المراكز العالمية ( الاتحاد الاوربي وبرلمانه ولجانه , المنظمات الدولية الحقوقية والانسانية , لجان الامم المتحدة المعنية بالاعتقال والاختفاء ومناهضة القمع ,,,)
3 / توفير كل مقومات الدعم والصمود للمعتقلين السياسيين بالسجون الرجعية ماديا ومعنويا
4 / توفير كل مقومات الصمود والدعم لعائلات المعتقلين السياسيين والاسهام في نضالاتها لبلورة حركة وطنية لعائلات المعتقلين وتاطيرها وتحقيق الانسجام والوحدة في الفعل ل والاهدف ماادام ان الالم يوحدهما .
5 / تنظيم وخوض جميع اشكال الاحتجاج والتضامن مع المعتقلين وضد القمع وفق منهجية تتواءم ومواعيد المحاكمات السياسية ونضالات المعتقلين السياسيين داخل سجون الملك وتنظيم قوافل الحرية لاماكن الاعتقال ومواقع انتماء المعتقلين السياسيين الجغرافية والنضالية .
ثانيا :
مقومات الخطط النضالية ومكوناتها لتحقيق الانتصار في معركة حرية المعتقلين السياسيين ومواجهة القمع الاسود
في هدا الاطار يجب ان نستحضر حقيقة ملموسة ويجب ان نتعامل معها برؤية والية قادرة على تدبير الاختلافات بينهما
وهده الحقيقة الملموسة نشخصها في الاتي :
للاعتقال السياسي بالمغرب ثلاثة مكونات ترتبط بينها وتتداخل في محور واحد هو الاعتقال وحرية المعتقلين
المكون الاول : المعتقلين السياسيين بمختلف السجون المغربية وبمختلف انتماءتهم السياسية والفكرية المتنوعة
المكون الثاني : رفاق المعتقلين السياسيين أي الخلفية التنظيمية والجماهيرية للمعتقلين السياسيين بالمغرب وهي خلفيات ايضا متنوعة من حيث المرجعية الفكرية والسياسية والتنظيمية
المكون الثالث : عائلات المعتقلين السياسيين
لدى فان نجاح اية خطة نضالية والانتصار في معركة المواجهة من اجل حرية المعتقلين السياسيين يتوقف بالدرجة الاولى على بناء جبهة متناغمة ومتناسقة وموحدة بين المكونات الثلاث في الاهداف والفعل الميداني والاطار التوجيهي لتدبير المعركة وفي نفس الوقت العمل على بناء وحدة كل مكون من مكونات وخاصة وبالدرجة الاولى بناء الحركة الاسيرة وتوحيدها بجميع سجون الملك لتكون لمعارك المعتقلين القوة والتاثير
بناء حركة العائلات وتوحيدها حول اهداف وعمل موحد
بناء وحدة الاهداف والعمل المنظم بين مكونات رفاق المعتقلين
انها الضمانة الاساس لنجاح المعركة اولا واخيرا والضمانة لحماية نضالات المعتقلين ورفاقهم وعائلاتهم من الاسترزاق والتوظيف السياسي في صراعات ومساومات القوىا لاصلاحية والتحريفية والرجعية مع النظام ومع المؤسسات الدولية المهتمة بحقوق الانسان وممولي انشطة الريع الجمعوي بالمغرب
انه مهام جسيمة وكبيرة ويزيد من صعوبتها تعقد الوضع بالمغرب امام الحركة الثورية والحركة الجماهيرية وهي مهمة نراهن فيها على الماركسيين اللينينين المغاربة الفاعلين من خارج حقل الصراع الطلابي بالدرجة الاولى وقدرتهم على بناء قواعد الثقة فيما بينهم اولا ومع مكونات الاعتقال السياسي ثانيا وما دلك بمستحيل .
بني ملال بتاريخ 14 فبراير 2016



#عبد_العزيز_الغازي_الفطواكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة العاملة المغربية ومعيقات تشكل حزبها السياسي


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العزيز الغازي الفطواكي - افكار وتساؤلات للنقاش حول الاعتقال السياسي بالمغرب : سبل المواجهة ومهام المناضلين