أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريمة الحفناوى - دستور الثورة وكرامة المواطن والطبيب














المزيد.....

دستور الثورة وكرامة المواطن والطبيب


كريمة الحفناوى

الحوار المتمدن-العدد: 5083 - 2016 / 2 / 23 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حين خرج ملايين المصريين فى ثورة يناير المجيدة وثورة 30 يونيو طالبوا بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، فلا كرامة لمواطن بدون أجر عادل يكفل له الحياة الكريمة، ولا كرامة لمواطن بدون توفير خدمات تكفل له حياة آدمية وإنسانية من سكن صحى ومناسب وغذاء صحى ومياه شرب نظيفة، وكهرباء وصرف صحى ووسائل انتقال وطرق آمنة تكفيه شر الحوادث. لا كرامة لمواطن بدون تأمين صحى يكفل له حق العلاج بكرامة دون عوز.
الكرامة الإنسانية تعنى استقلال الإرادة الوطنية، وهذا لن يتحقق إلا بإنتاج يكفى البلاد زراعيا وصناعيا لتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين حتى لا يتم الاعتماد على الدول الرأسمالية المتوحشة الكبرى فى القروض المشروطة التى تتحكم فى مسار وقرارات الدول، مما يفقدها السيادة.
حين خرج الملايين نادوا بالحريات، وكان أحد أسباب الثورة الرئيسية هو انتهاك حرية المواطنين وكرامتهم والاعتداء عليهم وتعذيبهم فى أقسام الشرطة إلى حد القتل، وتحول جهاز الشرطة من خدمة الشعب إلى خدمة النظام الفاسد وحمايته. وطالبت القوى السياسية بعد خلع نظام مبارك بإعادة هيكلة جهاز الشرطة، وبدأت هيكلة جزئية وتدريجية بعد 30 يونيو وتم إنشاء قطاع حقوق الإنسان داخل وزارة الداخلية من أجل تأصيل ثقافة احترام حقوق المواطن.
ولا ينكر أحد ما يقدمة جنود الشرطة والجيش من تضحيات فى مواجهة الجماعات الإرهابية لحماية المنشآت والأرواح والدولة والشعب، ولكن فى الفترة الأخيرة ازدادت تصرفات من بعض أفراد الشرطة تقوم على انتهاك الحريات والاعتداء على المواطنين ورجوع ثقافة أن أفراد الشرطة هم السادة، وأن المواطنين هم العبيد. وخلال الشهور الماضية كان هناك عدة وقائع أدت إلى التعذيب المؤدى إلى قتل المواطنين داخل أقسام الشرطة فى الأقصر والاسماعيلية والمطرية.
وكانت الواقعة الأخيرة من اعتداء أمناء الشرطة بقسم المطرية على طبيبين بمستشفى المطرية، والمنوط بهم حماية المستشفى وتوفير الأمن والأمان للعاملين بالمستشفى وللمرضى وللمنشأة، فإذا بهم يعتدون على الأطباء فى واقعة تعيد إلى الأذهان انتهاكات الشرطة لكرامة المواطنين قبل ثورة يناير. بل تم تلفيق التهم وتهديد الأطباء والتباطؤ فى تقديم المتهمين إلى محاكمة عادلة لتطبيق القانون.
إذا كان من الطبيعى أن يزحف آلاف الأطباء إلى جمعيتهم العمومية الطارئة فى يوم الكرامة 12 فبراير 2016 ليقولوا بصوت عال لا لانتهاك الحريات، لا للاعتداء على المستشفيات، نعم لكرامة الطبيب وكرامة المريض وكرامة المواطن. الطبيب المهان لا يستطيع أن يعالج إنسان. إنه يوم انتفاضة من أجل الكرامة التى نادت بها ثورة يناير، يوم المطالبة بسيادة القانون. إنها رسالة من الأطباء ومن كل القوى السياسية والنقابات المهنية والأحزاب والجمعيات الأهلية واللجان الشعبية وجبهات النساء والنقابات المستقلة للعمال والفلاحين، رسالة من كل هؤلاء للتضامن مع نقابة الأطباء، ولإرسال رسالة قوية للمسئولين مفادها لن نفرط فى كرامتنا، لن نفرط فى حقوق الشعب المصرى فى كرامته وفى سيادة القانون.
هل ستصل الرسالة؟ وإذا وصلت هل سيتم فهمها بشكل موضوعى؟ أم سيتم الاستعلاء من قبل المسئولين وتجاهل مطالب المواطنين؟ إن الشعب المصرى الذى قدم دماء الشهداء من أبنائه لن يفرط فى تحقيق أهداف ثورته وتفعيل الدستور الذى أجمع عليه بعد ثورتين، والذى ينص فى مواده على الحريات والحقوق والواجبات وعلى تطبيق دولة القانون.
وها هى ياسادة مواد الدستور التى نتمسك بها، فديباجة الدستور تنص على "نحن نؤمن بأن لكل مواطن الحق فى العيش على أرض هذا الوطن فى أمن وأمان، وأن لكل مواطن حقا فى يومه وفى غده..... نؤكد على حق الشعب فى صنع مستقبله، هو –وحده- مصدر السلطات، الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية حق لكل مواطن، ولنا ولأجيالنا القادمة السيادة فى وطن سيد.... نكتب دستورا يصون حرياتنا ويحمى الوطن من كل ما يهدده...... نكتب دستورا يحقق المساواة فى الحقوق والواجبات دون أى تمييز.
إن ديباجة الدستور جزء من هذا الدستور، والذى تؤكد نصوصه على حرية وكرامة المواطن. ففى المادة 51: "الكرامة حق لكل إنسان، ولا يجوز المساس بها وتلتزم الدولة باحترامها وحمايتها". والمادة 52 "التعذيب بجميع صوره وأشكاله جريمة لا تسقط بالتقادم"، والمادة 53: "المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة"، والمادة 55: "كل من يقبض عليه أو يحبس أو تقيد حريته تجب معاملته بما يحفظ عليه كرامته، لا يجوز تعذيبه ولا ترهيبه ولا إكراهه ولا إيذائه بدنيا ولا معنويا".
المادة 59: "الحياة الآمنة حق لكل إنسان، وتلتزم الدولة بتوفير الأمن والطمأنينة لمواطنيها ولك مقيم على أراضيها". المادة 94: "سيادة القانون أساس الحكم فى الدولة، وتخضع الدولة للقانون، واستقلال القضاء. وحصانته وحيدته ضمانات أساسية لحماية الحقوق والحريات".
وفى المادة 206: "الشرطة هيئة مدنية نظامية فى خدمة الشعب، وولاؤها له، وتكفل للمواطنين الطمأنينة والأمن وتسهر على حفظ النظام والآداب العامة وتلتزم بما يفرضه عليها الدستور والقانون من واجبات واحترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية. وتكفل الدولة أداء أعضاء هيئة الشرطة لواجباتهم، وينظم القانون الضمانات الكفيلة بذلك".
انتفاضة الأطباء فى يوم الكرامة صرخة قوية لإرساء دولة القانون والمساواة والعدل والحق والكرامة.
دكتورة كريمة الحفناوى.



#كريمة_الحفناوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستور الثورة وحق المصريين فى الصحة
- احتفالية ثورة يناير فى قصر ثقافة منشية ناصر
- دستور الثورة والحقوق الاقتصادية والاجتماعية
- عام مضى وعام جديد 3
- عام مضى وعام جديد 2
- عام مضى وعام جديد 1
- غطاء قانونى لإهانة وإذلال المرأة المصرية 2
- غطاء قانونى لإهانة وإذلال المرأة المصرية
- حول الانتخابات البرلمانية 4
- القوافل التنويرية للثقافة الجماهيرية
- المجمع الإعلامى بالإسماعيلية والانتخابات البرلمانية
- حول المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية 3
- حول المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية
- فلنتعلم من هذا الشعب العظيم
- الثقافة الجماهيرية والمرأة الريفية
- حول الانتخابات البرلمانية فى مصر
- الصورة الحالية فى الانتخابات البرلمانية
- عودة -روح- المسرح المصرى
- من فقراء شعب مصر إلى رئيس وزراء مصر
- السياسات الحكومية تهدد استقلال الإرادة الوطنية


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريمة الحفناوى - دستور الثورة وكرامة المواطن والطبيب