أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حازم العظمة - بينوشيه ، هل كان ليبرالياً .. جديداً ؟؟ من التشيلي إلى العراق ..















المزيد.....

بينوشيه ، هل كان ليبرالياً .. جديداً ؟؟ من التشيلي إلى العراق ..


حازم العظمة

الحوار المتمدن-العدد: 1380 - 2005 / 11 / 16 - 12:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الواقع، مع أن بعض إجراءات الخصخصة الواسعة طبقت في أمريكا اللاتينية بعد تلك التي جرت في بلدان منظمة التعاون والتنمية الأوروبية أو في بعض بلدان أوروبا الشرقية ، إلا أن القارة الأمريكية اللاتينية كانت مسرح أول تجربة ليبرالية جديدة تجرى بطريقة منهجية ، وبالتحديد في شيلي تحت نظام حكومة الجنرال بينوشيه، الدكتاتور، بعد انقلاب أيلول عام 73 على حكومة اليندي الاشتراكية

. نظام بينوشيه كان له فضل إعلان بداية دورة الليبرالية الجديدة في المرحلة التاريخية الحالية. شيلي بينوشيه, طبقت برنامجها مباشرة, وبشكل قاس وعنيف جدا ً: إلغاء التنظيمات الإجتماعية و المدنية ، التسريح على نطاق واسع ، قمع ضد النقابات و تجييش النقابات وراء النظام ، إعادة توزيع الثروة لصالح الأغنياء، خصخصة القطاع العام.
تطبيق هذا البرنامج, بدأ فعلاً قبل مثيله المطبق من حكومة ثاتشر في انجلترا.
في شيلي الإلهام النظري لتجربة الجنرال بينوشيه, كان يستمد مباشرة من الشمال الأمريكي. وكان ملتون فريدمان مرجعيته المباشرة, أكثر من النمساوي فون هاييك, ومن المناسب الإشارة إلى أن التجربة الشيلية في أعوام السبعين قد أثارت اهتمام المستشارين الإنجليز في حكومة ثاتشر , كما أن علاقات ممتازة ومتميزة نسجت بين النظامين خلال أعوام الثمانين
, هكذا كانت حكومة ثاتشر "الديمقراطية " تطبق نفس برنامج حكومة بينوشي الدكتاتورية الليبرالية الجديدة الشيلية, هذا البرنامج يفترض إلغاء الديمقراطية وإقامة الدكتاتورية الأشد قسوة فيما بعد الحرب العالمية الثانيةفي أمريكا اللاتينية

, حلم كهذا يراود أيضا ً الليبرالية "الجديدة "...في الشرق الأوسط هذه المرة
، "الصدمة و الترويع" shock and awe “ ..في الإقتصاد يتبع shock and awe “ العسكري

ربما لا حاجة للتأكيد أن برنامج الليبرالية الجديدة, في شيلي, ما كان له أن يطبق في ظل نظام ديمقراطي
( و هذا أيضاً برسم " ليبراليينا ".. الجدد و الذين ما زالوا بطريقة عقيمة تثير الملل يجادلون في العلاقة بين الديموقراطية و الليبرالية ).

الدكتاتورية, بدت هكذا المدخل الضروري لوضع البرنامج حيز التنفيذ. هذا المدخل, في أوروبا الغربية, كان مستحيلاً, بسبب تجذّر الحركة العمالية ورسوخ المؤسسات الديمقراطية, وقوة الحركة الاجتماعية بشكل عام, لهذا فإن الحكومات الغربية, التي شرعت في تنفيذ هذا البرنامج تفادت, قدر الإمكان, الدخول في مواجهة مباشرة مع النقابات ومع المؤسسات الديمقراطية ومع الحركة الديمقراطية الاجتماعية, لأن مثل هذه المواجهة تقوض شرعيتها نفسها, ولأن الانتصار في معركة صريحة مع الحركة العمالية الاجتماعية ليس مضمونا ً, ففضلت أساليب تُبقى على الواجهة الديمقراطية ..
"ليبراليونا .. الجدد " هم هؤلاء أنفسهم حتى بدون "خصوصيات محلية " ، هم أنصـار و أزلام و جـنود الإمبراطورية ,
....الليبرالية – الجديدة و القديمة على السواء- ليست أي شيء غير هذا ، فتح الأسواق بدون حواجز و لاحدود أمام بضائع الإمبراطورية ، إلغاء الناتج المحلي حتى لا يعيق التجارة الإمبراطورية ، سلب المكاسب الإجتماعية و إلغاء دور المجتمع المدني( بعد شراء و تزوير "مؤسسات المجتمع المدني" ) و إلغاء كل القطاعات التي لا تسكب الزيت في عجلة الإقتصاد الإمبراطوري
و ها نحن نشهد بأم أعيننا ( لم يقل لنا أحدٌ )كيف الليبرالية .."الجديدة" تعمل في العراق
كان اول قرار اتخذه بريمر بعد توليه مهام منصبه (كحاكم للعراق ): طرد مئات الآلاف من موظفي الدولة وكان من بينهم عشرات آلاف المهندسين و الصناعيين و اطباء وممرضون ومعلمون و مهندسون إختصاصيون في الري و الزراعة و الكهرباء و الإتصالات و من مختلف الإختصاصات ، الهدف المعلن كان : صرف موطفين فاسدين و جهاز إداري مترهل و بيروقراطية بعثية طفيلية ، الهدف الحقيقي : تدمير الإقتصاد العراقي و الإنتاج العراقي و رده إلى الصفر ..
و من ثم فتح حدود البلاد على مصراعيها اما الصادرات غير المحدودة : لا تعريفة ، لا رسوم ، لا تفتيش ، لا ضرائب. وقد اعلن بريمر بعد وصوله الى العراق ان البلاد اصبحت "مفتوحة للبزنس".

بعد شهر ، كشف بريمر الهدف الرئيسي لاصلاحاته
قبل الغزو الاقتصاد العراقي كانت تديره 200 شركة تابعة للدولة تنتج كل شيء من الاسمنت الى الورق الى الغسالات. في حزيران طار بريمر الى قمة اقتصادية في الاردن واعلن ان هذه الشركات سوف تتم خصخصتها فورا : " إن تسليم المشاريع الحكومية غير الكفوءة الى أيدي القطاع الخاص ضروري لانعاش الاقتصاد العراقي."


ولكن ذلك كان البداية فقط في "اصلاحات" بريمر ... ، في ايلول ومن اجل تشجيع المستثمرين "الاجانب "على الاستثمار في العراق ، اصدر عدة قرارات جذرية غير مسبوقة في كرمها ( الكرم المطلق ربما ) للشركات متعددة الجنسية . ( هالبرتن الذي يملكها ديك تشيني على رأسها ، و "متعددة "الجنسيات لا تعني شيئاً آخر سوى الجنسية الأمريكية أي احتكارات الإمبراطورية و إن رفعت أعلاماً متعددة )
هذه القرارات كانت القرار 37 الذي خفض نسبة الضرائب من 40 بالمائة الى 15 بالمائة . والقرار 39 الذي سمح للشركات الاجنبية بتملك 100% من الاصول العراقية ماعدا قطاع الموارد الطبيعية . وافضل من ذلك يمكن للمستثمرين ان يأخذوا كامل الارباح الى خارج العراق: لن يكون عليهم ان يعيدوا استثمار ارباحهم ولن تفرض ضرائب على ارباحهم . وبموجب القانون 39 يمكن ان يوقعوا تراخيص وعقود يمكن ان تستمر لاربعين سنة .
اذا كانت هذه السياسات تبدو لكم مألوفة فلأنها هي نفسها التي تتكتل الشركات "متعددة الجنسيات " حول العالم للمطالبة بها في كل بلدان العالم المسمى " الثالث "وفي اتفاقيات التجارة الدولية التي صممت لإدامة التجارة غير المتكاقئة . ولكن بينما تطبق مثل هذه الاصلاحات تدريجيا او جزئيا في بقية انحاء العالم سعى بريمر لفرضها مرة واحدة وبجرعة واحدة
"الصدمة والترويع" shock and awe أطلق بريمر علاجه الصادم، الذي فرض في صيف واحد تغييرات هائلة اكثر مما استطاعه صندوق النقد الدولي في امريكا اللاتينية خلال 30 سنة .

بقي أن أؤكد أن مصير الليبرالية الجديدة "العربية "، و سيرتها و مآلها ، بما في دلك في نسخها المصرية و الأردنية و الجزائرية .. و العراقية ( تلك الأخيرة أتت مرتدية العمائم .. ) أو ما شئتم ( لدينا منها في كل مكان ) .. ،لن تكون مختلفة كثيرا ً عن شقيقتها في تشيلي و عرّابها بينوشيه

المصادر: (1) رجب أبو دبوس ، الليبرالية الجديدة ، ملتقى فضاءات (2 ) الطاهر ،الأسود : "في العلاقة بين النيوليبراليين و النيومحافظين



#حازم_العظمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يجري تحوير اللغة العربية السياسية ، في العراق أولاً ..
- جنود
- وهم الديموقراطية- إحتمالات تبحثها الإدارة الأمريكية بخصوص سو ...
- نجدف طويلاً ، و نحن نعود من الطُوفان ْ
- مقطع ٌ بمصاطبَ واطئةٍ ، بجدران ِطينٍ ثخينةٍ ، بحُواةٍ و موسي ...
- إلى أي حد الثعلب يحتاج إلى الدجاجات- عن علاقة الإمبراطورية ب ...
- من أين و كيف س-تهبط- علينا الديموقراطية الأمريكية ؟
- هل يتوحد العراقيون كلهم في مقاومة الإحتلال ...
- تحت لوحة لفاتح مدرس
- هل يدبرون11-9جديداً يحتاجونه بإلحاحٍ الآن ...
- ستُّ مراتٍ السياج قبل الحديقةِ - رسائل حب قصيرة
- هل يدبرون 9/11 جديداً يحتاجونه بإلحاح ٍالآن ...
- حكاية كولونيالية من المتحف
- خمرٌ قديمةْ ،خمرٌ جديدةْ
- باريس1871
- عن المدن و الأرياف و -ترييف- المدن
- آخر الراديكاليين العرب
- يضحكون وراء القضبان فقط
- ازدراء جائزة نوبل


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حازم العظمة - بينوشيه ، هل كان ليبرالياً .. جديداً ؟؟ من التشيلي إلى العراق ..