أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علاء اللامي - مجازر الستار الفولاذي والصمت المخجل :















المزيد.....

مجازر الستار الفولاذي والصمت المخجل :


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 1380 - 2005 / 11 / 16 - 09:41
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عمليات التصفية والتطهير الطائفي ضد الشعب العراقي في المناطق الغربية والسياق السياسي !
تواصل قوات الاحتلال الأمريكي وحلفاؤها المحليون بقسوة استعمارية من الطراز العتيق وشمولية حاقدة عمليات القصف والتدمير بكافة أنواع الأسلحة الفتاكة ومنها المحرم دوليا كالفسفور الأبيض ضد مناطق الشمال الغربي العراقية على امتداد مجرى الفرات الأعلى .
مجازر مخيفة ، ومقابر جماعية تكتشف في القرى والبلدات الفقيرة المنعزلة ، آخرها تلك التي اكتشفت في قرية الحصيبة حيث تم استخراج أربع وخمسين جثة معظمها لنساء وأطفال ،فيما تستمر الاعتقالات والاعدامات الفورية وعمليات ترويع لا نظير لها . وقد أعلن مثلا أن سلطات وزارة "داخلية المليشيات " وقوات الغزو اعتقلت خلال يومين فقط أكثر من ستمائة مواطن عراقي على أساس الهوية ، و أعلن مصدر طبي أن مدينة القائم تعتبر الآن مدينة منكوبة فيما الإعلام الحكومي والاحتلالي صامت لا يرين !يجري كل هذا وسط صمت مذهل ومريب في أوساط الرأي العام العراقي والعربي والعالمي.
اللافت وغير القابل للتصديق أن الصمت خيم حتى المناطق القريبة من موقع الحدث .من الصحيح والثابت أن مظاهرة احتجاج ضد هذه المذابح لم تنطلق في إقليم الجنوب أو الفرات الأوسط ولكن المذهل أيضا هو أن مظاهرة لم تخرج حتى في عاصمة الشمال العراقي الموصل ولا في أية محافظة أخرى في الشمال الغربي . رجال الدين الذين عهدناهم يقظين لا يفوتون حادثة أو قول دون أن يعلقوا عليه حتى تدخل بعضهم في قضية تقنين استهلاك الكهرباء وطريقة حلاقة شعر المواطنين وانتقد بعضهم أداء الحكومة في ميدان الخدمات الصحية وغيرها ، رجال الدين هؤلاء ومن جميع الطوائف الدينية لم ينبسوا ببنت شفة ولم يدينوا هذه الجرائم المروعة التي ترتكب باسم استئصال الإرهاب التكفيري إلا ما ندر وخفتت نبرته ، بمعنى أن تقديم الخدمات والاهتمام بالمجاري والكهرباء أهم بكثير لدى هؤلاء المنافقين من دم المواطنين وأرواحهم التي تزهق بأعتى وأقذر أنواع الأسلحة . كيف يمكن تفسير هذا الصمت ؟ هل هو الوجه الآخر لصمت مناطق معينة في العراق على مجازر التفجيرات الانتحارية المرعبة التي تنسب عادة إلى الجماعات التكفيرية المسلحة والتي استهدفت مناطق وأحياء ومدن معينة وذات الانتماءات قومية وطائفية معروفة فيما تشير أدلة كثيرة إلى أن بعض هذه التفجيرات الإجرامية أمريكي المنشأ والتنفيذ ؟ قد يكون هذا التفسير مقبولا جزئيا لدى البعض ، ولكنه لا يفسر كل شيء إذ أن الصمت شامل كما قلنا وحتى مَن فتح فمه فقد قال ما يثير الريبة والسخط . لماذا مثلا حرصت الجهات السياسية التي أدانت هذه المجازر والمحسوبة غالبا على ما يسمي " العرب السنة " على الحديث بنبرة لا تتلائم وحجم الدمار والقتل فيشيرون بمناسبة وبدونها إلى أن هدف الاحتلال والحكومة العراقية الحليفة له من هذه العمليات العسكرية القمعية هو منع سكان المناطق المستهدفة من المشاركة في العملية السياسية ؟ بيانات الحزب الإسلامي ومجلس الحوار وغيرهما تقول ذلك بنعومة يخالطها الانكسار والإحساس بالحرج وكأنهم يقولون للرأي العام : نحن نريد أن نكون أصدقاء للمحتلين وحلفائهم وهم يقصفوننا بالقنابل !
التهديدات المقرفة والدموية التي أطلقها وزير الدفاع عدنان الدليمي والتي قال فيها حرفيا أن قواته " العتيدة " (ستدمر بيوت مَن يؤوون الإرهابيين على رؤوسهم ورؤوس أطفالهم ) ! هذا التصريح الفالت من كل شرط سياسي أو أخلاقي كان سيكلف صاحبه مستقبله السياسي ويقدمه لمحكمة خاصة بمجرمي الحرب لو أنه صدر من وزير دفاع آخر غير متحالف ومحمي بقوات الغزو الأمريكية .لقد مر هذا التصريح بعد أن أحدث زوبعة صغيرة في فنجان السياسية العراقية والعربية وبعده بأيام قليلة استقبل هذا الشخص المهدِّد بتدمير البيوت على رؤوس الأطفال وبعد يوم واحد على اكتشاف المقبرة الجماعية في الحصيبة ، على أعلى المستويات في المملكة الأردنية !
ولكن ماذا بخصوص البعد العسكري لهذه الهجمة الوحشية على قرى وبلدات فقيرة ومعزولة على امتداد الفرات الأعلى ؟ قادة القوات الغازية يعترفون بأن مهمتهم شبه مستحيلة وقد شبه أحدهم مهمتهم في القضاء على ما يسمونه الإرهابيين بمهاجمة سرب من العصافير التي تطير فور مهاجمتها ثم تعود للتجمع في أماكن أخرى .غير أن الهدف من هذه الهجمات الشاملة لا تهدف بشكل رئيسي لمنع سكان تلك المناطق في العملية السياسية وهذا هو الاسم "الكودي" لعملية " ترسيخ الاحتلال " بل هي تريدهم أن يشاركوا فيها ولكن بشروط الاحتلال ذاته . وليس مسموحا حتى للأحزاب العراقية المتحالفة مع الاحتلال والتي تقود الحكومة الحالية التي لا حول لها ولا قوة أن تمنع استدراج مناطق الشمال الغربي إلى هذه العملية . الهدف هو تدمير المقاومة العراقية الباسلة باستعمال فزاعة الإرهاب التكفيري الذي ألحق بهذه المقاومة أضرار رهيبة تفوق الأضرار التي ألحقه بها جيش الاحتلال .
عسكريا أيضا ، لم تؤدِ هذه الحملات المتواصلة إلى وقف العمل المسلح المقاوم للاحتلال وتناقصت العمليات الإرهابية التي استهدفت المدنيين الأبرياء وحدثت نقلة نوعية حين ضرب الإرهابُ العاصمةَ الأردنية بعملية ثلاثية دموية أثارت الكثير من علامات الاستفهام لعل أهمها : كيف استطاعت الموساد الصهيونية معرفة العملية الإرهابية في عمان قبل وقوعها بساعات قليلة ونقلت الإسرائيليين الموجودين في المناطق المستهدفة إلى مناطق آمنة ؟ هل يمكن الحديث عن احتمالات اختراق صهيوني هنا أو هناك ؟ ومن المفيد التذكير بأن الحالة العراقية ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي القادم تكون قد أنهت مرحلة تاريخية خاصة ونوعية ودخلت المرحلة الثالثة وهي خاصة ونوعية بدورها .
فإذا كانت المرحلة الأولى التي بدأت خلال الحصار وتدمير البنى التحتية العراقية وتذرونت باحتلال بغداد وإسقاط نظام الدكتاتور صدام حسين وتدمير الدولة العراقية تدميرا تاما ومبرمجا ومقصودا ثم بدأت المرحلة الثانية التي استهدفت بناء البديل العميل بالاعتماد على مجموعة الأحزاب المتحالفة مع الاحتلال وانتهت بكتابة الدستور و المصادقة عليه عبر مهزلة الاستفتاء فإن المرحلة الثالثة ستبدأ مع قيام البرلمان القادم وتشكيل حكومة جديدة تتولى تنفيذ برنامج ربط العراق بسلسلة من المعاهدات الاستعمارية التي تحول العراق إلى إمارة نفطية خليجية أو جمهورية موز في أمريكا اللاتينية .غير أن تلك لن تكون عملية سهلة وسلسة وحتمية فهناك احتمالات كبيرة في أن يحدث انفجار اجتماعي شامل قد تذهب ريحه بكل ما بناه الاحتلال وثمة احتمالات أخرى منها أن البرلمان القادم ذاته قد يتحول تحت ضغط الحالة السياسية والاجتماعية إلى عقب أخيل في جسد الاحتلال ومنه قد تأتي الضربة التي تعجل بانهيار المشروع الأمريكي في العراق وهذا احتمال وارد جدا قد يجعله تصاعد المقاومة وشمولها لأغلب مناطق العراق وانكفاء الإرهاب التكفيري وبروز القطب الوطني السياسي الشامل أكثر من مجرد احتمال بل سيكون الخيار الوحيد التي ستؤدي إليه التطورات العامة في العراق وحوله .
إن الحملات العسكرية الراهنة تريد تنظيف الطريق وتمهيد التربة أمام "أبطال " المرحلة الثالثة وسيكون لزاما على الحركة المناهضة للاحتلال وبضمنها وفي مقدمتها المقاومة الوطنية والإسلامية العراقية التي تعيش أصعب أوقاتها أن تراجع أجندتها وتصحح استراتيجيتها إن كان ثمة واحدة أو أن تنسحب من التاريخ الذي لا يحتمل ولا يطيق حالة الفراغ والقصور والعيش في الأوهام الانتصارية . إن قيام القطب الوطني المناهض للاحتلال على امتداد الجغرافية العراقية هو الباب الوحيد المفضي إلى حقبة مليئة بالوعود والآمال من المناهضة والكفاح السلمي والمسلح من أجل استعادة السيادة الوطنية وبناء العراق الديموقراطي الموحد .أما الرقص المزدوج على أكثر من حبل سياسي ووضع قدم في معسكر مناهضة الاحتلال وأخرى في العملية السياسية المؤدية إلى ترسيخ الاحتلال فهو رقص خطير قد يؤدي إلى سقوط الراقصين فَتُدق أعناقهم بسبب ذلك !



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل عاد العراق إلى مرحلة العشرينات من القرن الماضي !؟
- كاترينا- و - ريتا - ومفهوم أو خرافة العقاب الإلهي !
- الحرية لمحسن الخفاجي الروائي العراقي الأسير في زنزانات الاحت ...
- هل أصبح الجنوب العراقي جزءا من بريطانيا ؟
- دولة ولاية الفقيه كأمر واقع في العراق ومعركة العرب السُنة مع ...
- الزرقاوي نفذ تهديداته وقتل مئات المسلمين فهل يكفي اعتذاره ؟
- نعم ، العراق بلد عربي ولكنه ليس جزءا من الأمة العربية !
- المعممون وفاجعة جسر الأئمة : بين تمجيد الموت العبثي والتستر ...
- الفروق الظاهرة والمخفية بين الدستور واللطمية !
- إنهم يكذبون ، ويشوشون على مظاهرات الجمعة القادمة ،والكرة في ...
- ماذا يريد التكفيريون : تحرير العراق من العراقيين أم من المحت ...
- فيدرالية فيلق بدر - تنـزع القناع نهائيا عن حزب آل الحكيم !
- مشاهد وشهادات من داخل مؤتمر بيروت حول - مستقبل العراق والجبه ...
- مداخلة ممثل التيار الوطني الديموقراطي في ندوة بيروت - مستقبل ...
- قراءة في الدستور السويسري 2 من11: لغات الدولة والمساواة ومبد ...
- قراءة في الدستور الاتحادي السويسري1من11: خلفية تاريخية وشكل ...
- اقتراح لفدرالية محافظات عراقية تكون فيها -كردستان -محافظة وا ...
- الحملة المدانة لاستهداف اللاجئين الفلسطينيين في العراق : حقا ...
- الأمريكان يجعلون أطفال العراق دروعا بشرية و التكفيري يفجرهم ...
- هل تمرد الزرقاوي على تعاليم شيخه البرقاوي ؟


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علاء اللامي - مجازر الستار الفولاذي والصمت المخجل :