أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - رؤية اجتماعية للصعود للقمر














المزيد.....

رؤية اجتماعية للصعود للقمر


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 5081 - 2016 / 2 / 21 - 22:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كان لصعود القمر قفزة علمية لأمريكا عندما وطأت قدمان أول بشر القمر ورفع العلم الأمريكي على أرضه ففتح بذلك عصر ارتياد الكواكب، كان هذا الانجاز تحدياً للاتحاد السوفيتي والدولة الأوربية المتخلفة عن هذه التقنية، لان صعود القمر كان استجابة أمريكية لتحدي الاتحاد السوفيتي في غزو الفضاء ما جعلها تجري مراجعة شاملة لمناهج تعليمها لإصلاح خلل تراجعها عن اللحاق بالسوفييت. أما نحن العرب فلم نرى فيه (تحدي) أو (تحفيز) بل جرحا نرجسياً يضاف للجروح النرجسية التي تولدت من الاحتكاك بالغرب المتفوق علينا. فكانت ردت فعلنا الشعبية على الحدث منفعلة وتكشف محاولة تضميد جرحنا كأفضل امة ودين ونسب وشرف، فقد أشيع بين الناس أن رائد الفضاء حين نزوله للقمر سمع آذان إسلامي فأسلم؟ فريق آخر من الناس قال أن المركبة ما كان لها أن تنفذ من غلاف الأرض لولا فتحة فوق القدس ثقبها الرسول أثناء رحلة الإسراء والمعراج، أما فريق آخر فقد أنكر الخبر مستدلاً بالآية (لن تنفذو إلا بسلطان) هذه مجمل الآراء التي كانت شائعة في ذلك الوقت كرد فعل على الانجاز العلمي ويمكن تحليل (إشاعة الآذان) بأنها توظيف لهذا الانجاز للترويج للإسلام فهي إشاعة دعوية في جوهرها، أما (إشاعة الفتحة) فهي إثبات أن الانجاز ما كان ليتم لولا الإسلام ليكون الانجاز مشترك عربي غربي! فيكسر التفوق الغربي بالتالي التخفيف من الجرح النرجسي، أما الإنكار فهو رفض لأي حقيقة تخالف القرآن وهو الوحيد الذي عبر عن الصدمة بإنكارها. وهناك من راح يفسر آيات القرآن على أنها وصف للمركبة الفضائية (سورة النور:35)! وأن (البراق) وهو دابة طارت بالرسول ليلة الإسراء والمعراج ما هو إلا مركبة فضائية! ليكون السبق بالاختراع للإسلام أيضاً، وهذه ردود الأفعال تأتي في سياق الدفاع عن الذات العربية الإسلامية بتبرير فشلها بسرقة الغرب لمعارفنا واستخراج أسرار العلم من قرآننا وإنهم يحيكون الفتن والدسائس والمؤامرات ضدنا، وبهذه التبريرات تبقى الذات العربية مستقرة انفعالياً مطمئنة نفسياً لا تحاول أن تغير وضعها وتتطور.
واليوم بعد أربعين عاماً صار ارتياد القمر عملية سياحية متاحة للجميع، ولحقت بأمريكا روسيا والصين، أما نحن فقد ابتدعنا (فقه الفضاء) والادعاء بين الناس أن بعض علماء المسلمين هم خامس علماء فلك بالعالم! ولازلنا نعيش بإشاعات من نوع آخر، حيث يعتقد البعض أن الغرب سيبني فنادق أو معامل على سطح القمر! رغم استحالة الحياة بدون بدلات الفضاء الخاصة، وهذه الإشاعات نتيجة الانبهار المبالغ به بالغرب.
في حين أن صعود أمريكا للقمر مثل لديهم تأكيداً لتصوراتهم السابقة حول أن البشر ليسوا متميزين عن بقية الكون فقد شاهدو الكرة الأرضية مثل أي كوكب آخر وان الكون فضاء واسع لكواكب ومجرات أخرى قد تكون مأهولة بالحياة الذكية وان قوانين الفيزياء تنطبق على بقية أجزاء الكون الأخرى لان الكون كله مادة/طاقة وليس هناك أرواح فيه، وراحوا يتوسعون بالبحوث والنظريات وإرسال المراكب الآلية لاكتشاف الكواكب الأخرى ونصب الأقمار الصناعية لمراقبة الدولة الأخرى ولبث وسائل إعلامها وأيديولوجيتها، ولم يخشعوا أمام ظواهر غريبة مثل الثقوب السوداء أو المادة المظلمة بل اعتبرت لديهم ظواهر تستلهم الذكاء والتفسير ولا تكسر وحدة الكون الفيزيائية، بعكسنا نحن الذين نفسر ابسط الأمور الطبيعية بقدرة الله فقط، دون تمييز بين الظواهر الطبيعية والظواهر الدينية التي لكل منها مجالها وهذا راجع كما أوضحته في مقال سابق (العراقي والله) إلى هيمنة الجماعة على الفرد وربطه بمعاييرها بالجزاءات الدنيوية والأخروية، فحتى ُيربط الفرد بمحللات الجماعة ومحرماتها فإن انتهاك شريعتها يصبحه عقاب أو ثواب بمعيشته أو عمله أو صحته أو أرضه أو سمعته الخ وكل شيء يمس وجوده وحياته مرتبط بهذه الجزاءات التي أصبحت كلها بيد الله/الجماعة لهذا نحن بحاجة لنقل الفرد من هيمنة الجماعة إلى هيمنة القانون المدني وجعل الدستور مرجعية الفرد العامة الأخلاقية والمعيارية والشرعية والجزائية أما ما يخص حياته ومعتقداته فهذه متروكة لحرية حياته الخاصة بدون تدخل من أي سلطة قاهرة، عندها من الممكن للتعليم وللتنمية وللمجتمع المدني وللحداثة أن تؤثر وتغير وتطور من ذهنية هذا المجتمع الذي يحتكم للسلف القبلي والديني فقط في تفكيره ولعاداته وتقاليده وأعرافه. وبدل أن يكون القمر والكواكب علم خاص بالأبراج والتنجيم عندنا يجب أن تكون ظواهر موضع بحث ودراسة وتجارب كي نطور أنفسنا علمياً ونلحق بالأمم الأخرى وحتى نظرياتهم يجب أن لا تكون مادة للتلقين أو التصنيم فهم أنفسهم يتجاوزونها أو يطورنها كل فترة زمنية، وكذلك نحن نستفيد من جهدهم المبذول ونختصر الزمن ونكمل ما وصلوا إليه، أما البقاء على ما نحن عليه من هذه العقلية الخرافية التبريرية فإننا سنبقى متخلفين محنطين سلبيين دون أن نتقدم خطوة واحدة للأمام وتبقى الأمم الأخرى تنظر إلينا بدونية واحتقار ولا تقيم لنا وزنا سياسياً وتستغل مواردنا لمصلحتها، بينما شعوبنا تشكوا من هدر كرامتها وإنسانيتها أو تقنع بالعيش الحيواني فقط شاكرة هذه (النعمة) ودوامها.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقي والشيوعية
- التحليل الثقافي لكلمات السخرية
- ما هو الحرام النوعي؟
- العراقي والنظافة
- القاموس العامي للمجتمع العراقي 1
- رؤية إناسية لرأس السنة
- من تعليقات الفيس بوك
- النظرية الشجرية للبشر في المجتمع العراقي
- المفهوم الاجتماعي للمدنية
- العرقي والخمر
- نقد نقد المجتمع العراقي
- مراجعة في فكر هادي العلوي
- الحرام النوعي للأكل
- العراقي والعيد
- انطباعات عن ثورة التحرير العراقية
- العراقي والحيوانات
- العراقي والشارب
- الحرام النوعي للجنس
- التفسير الاجتماعي للتحية العراقية
- الحرام النوعي للشتائم العراقية


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - رؤية اجتماعية للصعود للقمر