أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - عندما يكون عدوك قوياً وخبيثاً















المزيد.....

عندما يكون عدوك قوياً وخبيثاً


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5081 - 2016 / 2 / 21 - 22:10
المحور: القضية الكردية
    


تغرق عفرين ومنطقتها، المحاصرة منذ سنتين، بالنازحين، الذين تجمعهم فكرة النجاة من القصف الهمجي، فأضاف عليها أردوغان بشائعه، بقصفه العشوائي للمنطقة، تحت ذرائع جلها عنصرية فاشية، غايته التغطية على جرائمه في شمال كردستان ومدنها، كجزرة وسلوبي وديار بكر ونصيبين وغيرها، وقتله للمئات من السكان الأمنين، وتهجير الألاف منهم.
أفعاله في الطرفين، شمال وغربي كردستان، نتاج سياسته الرعناء، في حل القضية الكردية، فعفرين وقراها، ليست البداية ولن تكون النهاية، إنها صفحة من صفحات تاريخ السلطات التركية المليئة بالقذارة والخباثة، والدول الكبرى تعرف بأنها عمليات عسكرية-سياسية استباقية لطمس قضية الشعب الكردي المتصاعد، وتسكت عليها لأجندات ذاتية، لا تختلف عن سكوت بريطانيا وفرنسا، عن جرائم أجداده في بدايات القرن الماضي، والذين مزقوا كردستان معا، والتي ستتعرى يوما صمتهم هذا مثلما ستبان بشائع السلطات الطورانية، عند ظهور الكيان الكردستاني.
عندما يكون السياسي قوياً، يستطيع أن يكذب في وضح النهار، ويتمادى قدر ما يرغب، ويعاهر في كل الأروقة السياسية، قلما سيجد المعترض، وأن ظهر فلا يبالي، فلن يجد من البينين ما يعيره، إلا الضعيف المتآذي الذي لا يستمع لنقده أحد. وسينافق قدر ما يستفيد منه، فقط سيحتاج إلى خضها بالدبلوماسية، أو الإتكيت، فهناك من سيحاوره على سويتها رغم قذارتها. وسيحكم على معارضيه بالأحكام والعقوبات التي تلائم أهدافه، فسيجد القوى المحاطة وحتى الدولية قوانين لتدعمه وتسانده في فجوره.
هذا ما تفعله السلطات الدكتاتورية، والشمولية، في شرقنا، تركيا الأردوغانية وما قبله، وسلطة بشار الأسد وما سبقه، ولا يستثنى أحد من الحكومات الموجودة في المنطقة، من الملوك إلى أئمة ولاية الفقيه، الذين يقزمون شعوبها، ويهمشون حقوقهم، تحت مفاهيم متنوعة تتلاءم والظروف واللحظات، وعلى رأسهم قضية الشعب الكردي، القضية التي لم تتلكأ السلطات المستعمرة لكردستان لحظة من العبث فيها، وعلى مرأى القوى والمنظمات العالمية.
لم يعد مخفيا، أن الجميع يشتركون في محاولات طمس قضية كردستان كلما برزت، تحت ذرائع واهية، وأقذرها ذريعة أردوغان، تصفية الإرهاب، وهو حكم القوي، علماً أن الإرهاب هو الذي يصنفه ويحدده الشعب، لا السلطات الدكتاتورية، فهو ومن سبقوه، تمادوا في أحكامهم إلى أن بلغ بهم الخباثة بالمزج بين الأحزاب والشعب الكردي.
أغلبية الشعب التركي بريء من هذه الصفاقة، فهي نابعة من حقد شريحة، جل غايتها السيطرة، وهي لن تكتمل إلا بإرضاخ الكرد. فالسلطات التركية، وخاصة منذ طغيان الأتاتوركية، المعروفين للعالم ببربريتهم تجاه الشعوب الأخرى، تمكنوا من التملص من العقوبات الدولية، وتمادوا فيها، دون أن يواجههم رادع من قبل القوى العالمية الكبرى، ولم يظهر حكما أو قانونا من هيئة الأمم أو الدول الكبرى ومنظماتهم، حتى في فترة الحرب الباردة، تعترض بشائعهم تلك، كما ولم يظهر تحركا دبلوماسيا، على مدى القرن الماضي، لوقف مسيرة الإلغاء السافر لشعب من قاموس البشرية، وجغرافية الأرض وديمغرافيته، بل والأبشع منه، مشاركة الشرائح الفاسدة لمخططاتهم، وعلى رأسهم السلطات العروبية، حتى أولئك الذين تغطوا بغطاء الإسلام، والأمة الإسلامية، ولم يتخلف عنهم بمؤامرات مشتركة أو بشكل منفرد طغاة إيران ومن كان معهم.
تماشيا مع التكنلوجيا، التي عرت خباثتهم بكل قذاراتها، التجأوا إلى أساليب تتلاءم والعصر، فلم يعد ينكرون الكرد كشعب، لكنهم ينفون كردستان كقضية، بأساليب أخبث. فتركيا الأردوغانية، حصرت القضية في أل ب ك ك، وأجبرته على القيام بأعمال لا تختلف عن رد فعل الفرد الذي لا مفر إلا والقتال دفاعا عن الذات، ليظهرها أردوغان ومن سبقوه، بأنها أعمال إرهابية، مستخدمين، النفاق والكذب والخباثة الدولية، ليفرزوا الحزب ضمن قائمة الإرهابيين (رغم بأنه للكرد وحدهم حق النقد أو التهجم على هذا الحزب، ولأسباب ذاتية أو موضوعية) ومن ثم يسقط التهمة على كلية الشعب الكردي، وعلى مدى نصف قرن. وبسبب الظروف الدولية، بدأت في السنوات الأخيرة بالتحدث عن الكرد، وكأنهم شعب خارج الأبعاد الدولية، على أنها المسؤولة عن حقوقهم، عارضا في المحافل على أنه حقق لهم، الذي كان ملغيا سابقا من القائمة البشرية، حقوقهم، ومطالبهم، متناسيا وبخباثة، أنه هناك دستور للدول وقوانين تحكم بين الشعوب، والشعوب حقوقها تتجاوز الفتات. لكنه مع ذلك ولقوته وخباثته، تمكن من استخدامها أمام العالم الأقذر منه، كخطوات حضارية وتطبيقات ديمقراطية للشعب الكردي، المستعمر من قبل السلطات التركية.
افتراضاتنا الجدلية، تظهر أحيانا، كاستهزاء، لأنها صادرة من الضعفاء، وهزيلة في مواجهة الدكتاتوريات. مع ذلك، لا بد من عرضها، صداها قد تصل من ليس في أذنيه طرشاً. لو كان أردوغان وحكومته صادقة مع الشعب الكردي والتركي أيضا، لقدم لهم المطالب التي تطالب بها حزب العمال الكردستاني، أو قدم فيدرالية كردستانية، أو عدل في الدستور التركي، ونقلها من سلطة تركية شمولية إلى نظام فيدرالي، حينها سيكون قد قطع دابر حزب العمال الكردستاني، والأحزاب الكردية الأخرى، وكل معترض سيصبح إرهابي في طروحاته، وعلى الأغلب الأحزاب الكردية وبينهم العمال الكردستاني والشعوب الديمقراطي من أوائل الذين سيساندونه، بل وبها كان سيجعل من تركيا الدكتاتورية دولة ديمقراطية حضارية، ستجلب انتباه جميع دول العالم وخاصة الإقليمية، ولتمكن على بنيتها من فرض إملاءاته على الدول الإقليمية والدولية.
لكنها لن تحصل، لأن أردوغان وداود أوغلو وحزبهم العدالة والتنمية، وحكوماتهم، في عمقهم أتاتوركيون، يحملون نفس النزعة العنصرية، حتى ولو تغطوا بغطاء الإسلام، وعزلهم للعسكريين لم يكن سوى صراع على السلطة، وليست على المفاهيم، لهذا فهم يكذبون على الإعلام بنفس السوية، وينافقون مثلهم وأكثر، يستخدمون كل قوتهم وخباثتهم بشكل واضح وفج، ولا يخفون الأحقاد تجاه كردستان، حتى ولو انهم أحيانا لدبلوماسية ما يقدمون أل ب ك ك أو أل ب ي د كشماعة، للقضاء على السيرة التصاعدية للقضية الكردستانية، وخاصة على الساحة الدولية.
أردوغان وجماعته، يستخدمون شرائح من المعارضة السورية، والبعض من زعمائها، للظهور على الإعلام بتصريحات فجة، المنافية للمنطق، وبمفاهيم ومنطق شاذ لا يختلف عن ثقافة البعث وسلطة بشار الأسد، والتي على خلفيتها ظهرت ثورة الشعب السوري، وهو ما دفع بأحد أقرب الناس إلى الكرد وقضيتهم، على تغيير ذاته، والنطق بالكلمات الدونية والمنحطة بحق الشعب الكردي بكامله، كما ويدفعون بالدول العربية التي تتلاقى ومصالحهم في هذا البعد، على معاداة القضية الكردستانية، والذين يحركون بدورهم لوبيهم في الدول الكبرى، أوروبا وأمريكا، والأغرب أن إيران تتفق معهم، رغم الصراع المميت بينهم ضمن الساحة السورية والشرق الأوسطية بشكل عام، وتصريح علي أكبر ولايتي الأخير بحق مطالب الشعب الكردي في تركيا، تبين مدى الشراكة في العداوة.
لا شك أردوغان وأغلو وحكومته يستندون على قوتهم، وعلاقاتهم الدولية، ووجودهم في الناتو، في أكاذيبهم، وتهديداتهم الوقحة والمباشرة للشعب الكردي، وهي البنية التي تجعلهم فجا بوضع القوانين لكرد غربي كردستان، ووضع الخطوط الحمر، والنفاق والمصالح هي التي تدفع بالدول الكبرى للسكوت على تجاوزاتهم، وتصريحاتهم، وتدخلهم السافر في أمور خارج حدودهم، والأقذر هو سكوت أمريكا وروسيا، وتماطلهم بين الاعتراض والسكوت، وتذبذبهم بين الكرد، وأردوغان.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
2/20/2016



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصير سوريا
- سوريا بين التجزئة والفيدرالية
- سوريا منصة الرحمان والشيطان
- تحريف التحريف
- مذكراتي
- أحزاب غربي كردستان
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء السادس عشر
- من صنع أردوغان - 2/2
- من صنع أردوغان - 1/2
- بوتين يتناسى الاقتصاد
- مكانة الكرد ضمن الصراعات الإقليمية
- غايات طمس التاريخ الكردي- 2/2
- غايات طمس التاريخ الكردي- 1/2
- هل الإسلام دينٌ للعرب - الجزء الأخير
- هل الإسلام دينٌ للعرب - الجزء الثالث
- هل الإسلام دينٌ للعرب - الجزء الثاني
- الإسلام دين العرب - 1/2
- سوريا والأربعين حرامي - 2/2
- الحركة الكردستانية والإرادة المغتصبة - 3/3
- سوريا والأربعين حرامي - 1/2


المزيد.....




- اعتقال 3 أشخاص بعد اكتشاف مخبأ أسلحة في مرآب سيارات في شمال ...
- إصابات.. الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة والقدس
- شهداء وجرحى باستهدف خيام النازحين برفح ولجان توزيع المساعدات ...
- غزة: كابوس المجاعة لن يطرد إلا بالمساعدات
- الأمم المتحدة: مكافحة الإرهاب تتطلب القضاء على الفقر أولا
- غزة تحولت اليوم إلى معرض لجرائم الحرب الحديثة في العالم
- لماذا ترفض إسرائيل عودة النازحين إلى شمال القطاع؟
- تعذيب وترهيب وتمييز..الأمم المتحدة تكيل سلسلة من الاتهامات ل ...
- كابوس المجاعة في غزة -يناشد- وصول المساعدات جوا وبرا وبحرا
- فيديو خاص حول الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - عندما يكون عدوك قوياً وخبيثاً