أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض محمد سعيد - الا يتعظ العرب من عضة الكلاب















المزيد.....

الا يتعظ العرب من عضة الكلاب


رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)


الحوار المتمدن-العدد: 5081 - 2016 / 2 / 21 - 16:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الا يتعظ العرب من عضة الكلاب (*)
اواخر الثمانينات خرج العراق بشكل او بأخر يتنفس الصعداء من حربه مع ايران التي افلح فيها العراق نسبيا في ايقاف او تأجيل تطلعات ايران وطموحاتها واحلامها في احياء وبناء الامبراطورية الفارسية ومخططاتها في الاستحواذ التدريجي على العراق ومنطقة الشرق الاوسط ودول الخليج عن طريق تصدير الثورة الاسلامية بالاعتماد على الفتنة الطائفية للدول العربية التي يسهل التلاعب بشعوبها عن طريق العزف على وتر الدين الاسلامي وحب آل البيت الكرام واستطراب المضلمة الشيعية مقابل شعوذة الصوفية والوهابية. ولم يكن العراق ليصمد وينجح في اجتياز هذه الحرب لولا الاسناد الدولي الخارجي من حلفاءه وعلى رأسها روسيا وفرنسا وبعض الدول العربية المؤثرة . وكانت روسيا الحليف الاكبر للعراق في ذلك الوقت .
في 8-8-1988 خرح العراق وايران منهكين من هذا الحرب التي استنزفت طاقات وثروات وامكانات البلدين وعطلت نسبيا حركة البناء والتقدم فيهما ، وكان المتوقع ان يستكن الطرفين الى اعادة البناء وتلتيم جراح الحرب التي دامت ثمان سنوات والافتراض بان الاهتمام سينصب نحو تعويض الخسائر وتخفيف معاناة الشعبين وتضحياتهما .. سعت ايران في طريقها لتصليح احوالها واعادة تنظيم صفوفها واستكانت للعمل بصمت وهدوء دون التخلي عن اهدافها ومخططاتها واحلامها وتعمل بالمتيسر دون صوت مسموع واينما كان ذلك ممكنا.
بينما سلك العراق سلوكا محتلفا , حيث اخذ بالتباهي ورفع علم العروبة وحمايته للبوابة الشرقية للوطن العربي بالنيابة عن العرب وان العراق ضحى بشيبه و شبابه وقدراته وثرواته نيابة عن العرب لصد المد الفارسي .. ومقابل ذلك كان ينتظر رد الجميل .. لكن هذه المعزوفة لم تلقى ترحيبا عربيا , بل واجهت رفض صارخ للدور الذي حاول العراق ان يلعبه لتمثيل قيادة العرب وفرض قوته عليهم وخلال سنتين كان العراق يغرق في مستنقع الدسائس السياسية والاستخباراتية خصوصا من دول الخليج وترأس الحملة الكويت ، حتى استدرج العراق بنجاح في الوقوع في خطأ تاريخي حين أجتاح الكويت ضاربا عرض الحائط كل القيم الدولية والاخلاقية وترك الباب مفتوحا لمعاداة العالم احمع بخرقه للقانون الدولي بالاعتداء على جارته دولة الكويت ذات السيادة والاستقلال .
وفورا تكالبت على العراق المصائب والعقوبات بكل انواعها السياسية والاقتصادية ودخل في عزلة دولية وحصار ومقاطعة ادت الى انهيار تدريجي لموارد العراق الذي لم يمض اكثر من سنتين على خروجه من حرب لثمان سنوات .. في الوقت الذي كان الشعب يتطلع الى الرفاهية وتعويض خسائر واضرار الحرب.
سقط العراق وانساق على قدميه الى مكيدة محكمة للتدمير وطبعا بمباركة عربية تتلائم كليا مع تحقيق مآرب واحلام الغرب في فتح ابواب دخول الغرب الى منطقة الشرق الاوسط (منابع النفط وثروات احتياطي العالم) وجعل المنطقة ساحة اقتتال وخراب وضعف وضياع واثارة الصراعات بشتى ومختلف ابداعات دوائر المخابرات ودهاقنتها ، وكان اولى ملامح ذلك هو الانهيار التدريجي والمستمر للدولة العراقية نتيجة قلة وشحة الموارد والغذاء والدواء والخدمات بسبب الحصار الاقتصادي على الشعب العراقي .
ومنذ احتلال الكويت بدأ العراق يفقد اصدقاءه وعلاقاته ااخارجية حتى حانت ساعة الحسم على ضرب العراق بتحالف دولي كانت روسيا تعارضه بخجل ، ونتيجة لضعف وضع روسيا الدولي انذاك فقد كان افضل ما تفعله لمساندة حليفها (العراق) هو الاعتراض بالكلام والتصريحات بعدم الرضا ومحاولات في تأجيل صدور قرارات الادانة ضد العراق . لكن المجتمع الدولي بقيادة اميركا لم يلتفت الى الموقف الروسي الضعيف ولم يعره اي اهتمام .. وكان الصمت الروسي ازاء العراق ، تخلي مفجع وكانه عضة كلب لصديقه في وقت الشدة ، وبدأت صورة التخلي عن العراق واضحة وانفرد العراق بمفرده في مواجهة العالم وهو يعاني من عضة الكلب الروسي الذي خان صاحبه.
و جاءت حملة تحرير الكويت في عام 2003 بقيادة الولايات المتحدة الاميركية التي امتدت الى تحطيم العراق كليا لضمان تعجيزه نهائيا عن القيام بأي عمل مشابه ضد الكويت او اي دولة اخرى لأعتباره دولة مارقة.
توالت الاحداث وتعاقبت السيناريوهات السياسية وتفجرت احداث ما يسمى بالربيع العربي والشلل والانهيار الذي خلفه في البنى التحتية والادارية والاقتصادية والبشرية للدول التي اصيبت بهذه العدوى للفوضى الخلاقة ، فكانت في تونس وليبيا ثم لحقتهما مصر وسوريا ثم اليمن وكلها دفعت فواتير الصحوة الفوضوية العربية الخلاقة على شكل خراب وانهيار ودمار في النسيج الاجتماعي البشري وخلل اقتصادي وامني واضطرابات سياسية .. وكل هذه الدول تخلا عنها حلفائها .. وكان هذا التخلي ، مشابه لعضة الكلب لصديقه في العراق .. العضة الغير متوقعة من كلب صديق وحليف يفترض به ان يكون سند للاستقرار والامان وقت الشدائد .. لكنهم جميا تعرضو لنفس العضة ولم يتعظوا من عضات الكلاب التي سبقتهم ...
في سوريا ! لا زال الحليف الروسي لم يعض صديقه السوري لحد الان .. رغم ان هذا الحليف كان نائما لسنين ادت الى ضياع السيادة في العراق واليمن والى ضياع ثلثي الاراضي السورية والى انفلات امني سمح لتشكيل مليشيات وجيوش و منظمات عديدة تقاتل الدولة وتخرب البنى التحتية .. وكأنها منحت الوقت الكافي على حساب الكيان السوري لظهور هذا القوى المليشياوية وتمحورها باسماء مختلفة لتحارب الدولة .. وكانت هذه الاحداث تسير بوقت كان الكلب الامريكي قد اشبع سديقه الجديد (العراق) عضا واهمالا لتسرح وتمرح فيه المليشيات في انعدام السلطة والقانون واستيلاء العصابات السياسية على ثروات البلاد وتهريبها للخارج .. ناهيك عن الاتساع الايراني في العراق وفي بقية دول العالم العربي ، ايران التي كانت تتعافى شيئا فشيئا حتى امتلكت القوة للانتشار والتأثير في عواصم عربية مهمة خصوصا التي اصيبت بمرض الربيع العربي والحفاظ على مرتعها الرئيسي .. لبنان ... فالعواصم العربية من بغداد و دمشق و بيروت واليمن البحرين اصبحت مناطق نفوذ ايرانية . لكن يبقى موضوعنا في سؤال .. هل سيتغير الوضع .... هل ستتلقى سوريا عضة جديدة من الكلب الروسي ؟ ... لا احد يمكنه التكهن بما سيحصل لا حقا لأن التجربة اثبتت ان العرب لا احد منهم قد اتعظ من تجارب غيره ولا من عضة الكلب الذي سبقه ..ولم يستحضروا ما لقنه لنا التاريخ ان لا يلدغ المرء من جحر مرتين .. والخوف كل الخوف الان من العضة المتوقعة من الكلب الامريكي للسعودية وتركيا في الاحداث القادمة.

(*)على غرار ما يتداوله العراقيون من تمثيلية عبوسي الذي سافر للخارج وعاد مسعورا ليعض يد حجي راضي وهو يصرخ بأنها نفس العضة للمرة الثانية من نفس الكلب.



#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)       Riyadh_M._S.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على العراقيين ان يعترفو بأخطائهم
- رسالة من العراق
- شمسي ومأساتي
- تقية سياسية ام زهايمر
- نفس العضة ... نفس الدكتور
- الشعب و ديمومة الفاسدين
- فاشلون وسلاح
- حجاب المرأة ... عادة ام فريضة
- لماذا العنف و التطرف بأسم الدين؟
- ماذا بعد 12 عام
- هل هناك فضائح عراقية مطمورة
- لماذا نكتب (كما وصلني)
- العراق والزومبي
- ثورة التغيير وعملاق الفساد
- غاب القط ...
- المجتمعات بين الماضي والحاضر والمستقبل
- امس واليوم وغدا
- العراق عجب العجاب
- اشياء غير صحيحة يتداولها مستخدمي الحاسبات
- عندما فقدنا حق الاختيار في الحياة


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض محمد سعيد - الا يتعظ العرب من عضة الكلاب